[أسامة بن عطايا العتيبي]

تعليق على موضوع الجرح والتعديل لأبي عمار الحذيفي وتعليق الأخ رائد آل طاهر:
إن قضية الجرح والتعديل من القضايا الهامة عند أهل السنة المحضة، ويحاول أهل الباطل إفساد هذا الأمر إما بسد الباب على أهل السنة، وتشويه أهله، ورميهم بالفواقر، وإما بتسهيله، وإفساد ضوابطه وشروطه، أو تعطيل بعضها وإعمال بعضها، مما ينتج عنه تشويه علم الجرح والتعديل..
فالناس بين إفراط وتفريط، والمنهج السلفي عدل وسط، لا وكس فيه ولا شطط..
فعلم الجرح والتعديل المضبوط بالضوابط الشرعية هو الذي يجب أن يعتنى به، وأن ينشر، ويُنْصَر.
فتأتي هنا جهود العلماء وطلبة العلم المتأهلين لتجلية هذا الأمر وتوضيحه للناس، بحيث لا يُسدُّ، ولا يوصد، ولا يكون ألعوبة بيد الصبيان والمجانين(كالحدادية)..
ومما شدني في موضوع أبي عمار، وتعليق أبي معاذ وفقهما الله ذكر الكبار وغير الكبار ، أو العالم الراسخ وطالب العلم.
والذي أشتهيه هو ضبط هذه القضية حقاً أعني من هم العلماء الكبار؟
فهل يشترط في العالم سناً معيناً بحيث يكون من كبار العلماء؟ (فقد وجدنا من يجعل لمن فوق السبعين درجة فوق غيرهم ممن دونهم دون نظر للعلم والمكنة فيه).
وهل العالم المعروف إذا لم يحظ بكلمة (من العلماء الكبار) لا يمكن أن يكون من العلماء الكبار؟
أي: هل كون العالم كبيراً يفتقر إلى "لفظة كبير" من عالم حظي بها من قبلُ؟
وهل من وصف بأنه عالم أو علامة يصح أن يكون من كبار العلماء؟
وهل يجوز وصفه بأنه من الصغار ما دام أننا لم نعطه لفظة "كبير" ؟
هذه أسئلة تحتاج إلى توضيح للشباب السلفي، لأني أرى في الساحة أمورا عجيبة وغريبة!
علماً بأنها أسئلة أملك إجابتها، وهي واضحة عندي والحمد لله، لكن قد تكون إجابتي لا تعجب كثيراً من الناس لا سيما زمن الفتن المدلهمة..
فأرجو من الأخوين الكريمين بحث هذا الأمر وتجليته حتى أستفيد وأصحح معلوماتي ..
مذكراً الجميع بأن من العلماء الكبار من سلفنا الصالح كان سنهم في الأربعين أو دونها، وفي العصر الحاضر ضُمَّ عدد من العلماء في "هيئة كبار العلماء" في السعودية وكانوا في الأربعين أو دونها مثل معالي الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله فقد كان عضواً لهيئة كبار العلماء وعمره أربعون سنة أو إحدى وأربعين سنة، وكان حديث عهد بحصوله على الماجستير!
والله الموفق