عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 05-01-2019, 06:35 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الثامنة والعشرون من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين رقم (39) قال: «[وحدثني] قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم، عن زر أن عبد الله بن مسعود قال: "ما بين سماء الدنيا والتي يليها مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام، وبين السماء السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام، وبين [الكرسي والماء] مسيرة خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه.».

الملاحظات على عمل الدكتور البخاري:

1- أسقط كلمة «وحدثني» وهي موجودة في المخطوط، وأضاف «أسد بن موسى» وزاد واواً قبل كلمة «قال»، فصارت عنده: [أسد بن موسى وقال]، والذي في المخطوط: [وحدثني قال:].

وهذا معطوف على السند قبله برقم (38) وفيه رواية لأسد بن موسى، فلا أدري لماذا يحذف ما في المخطوط ولا ينبه؟! وأما زيادته لأسد بن موسى فممكن قبولها، مع أنه قد لا يحتاج لها بدلالة السياق. والله أعلم.

2- جعل عبارة [الكرسي والماء] بين معقوفين، ونبه إلى أن في المخطوط [الكرسي والعرش والماء]، فأقول: حصل في المخطوط سهو من الناس، فكتبها هكذا [الكرسي والعرشي والماء] والصواب [الكرسي والماء] كما ذكر الدكتور.

3- زعم الدكتور أن في سنده ضعفاً-وهذا الزعم في الطبعتين-، بل قال متبجحا-في الطبعة الجديدة دون القديمة-: «وقد علمتَ أيها الموفق ما في الإسناد والله المعين والمسدد»، وهذا من الخذلان، فالأثر حسنه الأئمة أو صححوه، ولم يضعفه أحد فيما أعلم قبل هذا الدكتور! وتضعيفه له ناشئ عن تأثره بمذهب المليبارية.

وقد بينت في أوائل هذه الردود أن الدكتور تناقض فصار إلى تحسين رواية عاصم بن أبي النجود في رسالته الماجستير(ص/123) عند تخريج رقم(6) ! ثم عاد في طبعته الجديدة لأصول السنة بعد رسالته الماجستير ب11 سنة إلى تكرارا القول بضعف! فهو متناقض لا يثبت على شيء.

4- فائدة: رواه الإمام ابن خزيمة في كتاب التوحيد من طريق أسد بن موسى به، لكن ليس في متنه عنده جملة: «وبين الكرسي والماء مسيرة خمسمائة عام».

وبهذا القدر أكتفي.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
26 / 8 / 1440 هـ
رد مع اقتباس