عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 07-01-2018, 04:27 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة الثانية عشرة من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

رقم(11) قال ابن أبي زمنين: ابن مهدي قال : وحدثنا سفيان الثوري عن حماد بن زيد عن إبراهيم عن ابن مسعود قال : "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم".

وهو أثر صحيح كما قال الدكتور.

الملاحظات على تخريج الدكتور البخاري للأثر:
1- (تكميل) عزا الدكتور هذا الأثر لابن بطة في الإبانة، وأبي خيثمة في العلم، وقد رواه الحافظ أبو عمرو الداني في جزئه في علوم الحديث عن ابن أبي زمنين به.
ورواه الخرائطي في مكارم الأخلاق بأطول مما هنا.
2- نقل الدكتور تصحيح سنده عن شيخنا الألباني رحمه الله مقرا له، مع أنه من رواية إبراهيم النخعي عن ابن مسعود رضي الله عنه، وهو لم يدركه، ولم ينبه لسبب هذا التصحيح، وهو أن مراسيل إبراهيم النخعي عن ابن مسعود صحيحة لكونه لا يرسل عنه إلا ما سمعه من غير واحد من شيوخه عن ابن مسعود رضي الله عنه.

3- ذكر من المتابعات متابعة أبي عبدالرحمن السلمي عن ابن مسعود رضي الله عنه، وهو من طريق الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي عبدالرحمن السلمي به. ولم يتكلم على سنده بشيء، وإنما اكتفى بذكر قول الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح"!
والأعمش وحبيب ممن يدلسان، وليس من رواية شعبة عن الأعمش، ولكن تجبر العنعنة بما ورد من متابعات، ولكونهما-الأعمش وحبيب- ليسا مكثرين من التدليس على الصحيح، مع التنبيه على أن الصحيح سماع السلمي من ابن مسعود رضي الله عنه خلافا لما زعمه بعضهم.
وكان الدكتور في الطبعة القديمة للكتاب قد نبه على عنعنة حبيب والأعمش، لكنه تخبط في ذكر المتابعات، ولكونه محا ذلك الكلام من طبعته الحديثة أعرضت عن تفصيل نقده مكتفيا بالإشارة فقط.

4- ذكر متابعة طارق بن شهاب رضي الله عنه، وعزاها للبخاري وقال: "نحوه"، وعزاه للبيهقي في المدخل والاعتقاد.
وعزوه للبخاري مع قوله نحوه خطأ، فلفظ البخاري: "إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم"، فهل هذا بنحو قوله: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم"؟!!
والصحيح أن يقول: "وأصل الأثر عن ابن مسعود من طريق طارق بن شهاب عن ابن مسعود رواه البخاري في صحيحه، وليس فيه موضع الشاهد" أو عبارة نحوها، تفيد أن هذه الطريق خرجها البخاري في صحيحه دون لفظه ولا بنحو لفظه.
والأثر من هذا الطريق رواه أيضاً ابن بطة واللالكائي وغيرهما.
وقال الدكتور أيضاً: "وأخرجه البخاري أيضا بنحوه في (13/ رقم7277-فتح) من طريق أخرى عن ابن مسعود رضي الله عنه".

وهذا تكرار للخطأ السابق، فلفظ البخاري: "إن أحسن الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها و { إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين }".
فعلى الدكتور أن يراجع كلام علماء المصطلح في هذه القضية الواضحة المعروفة.
5- ذكر متابعة قتادة! وعزاها لابن وضاح من طريق أسد بن موسى عن أبي هلال الراسبي محمد بن سليم عن قتادة به نحوه!
ثم قال: "وهذا الإسناد حسن لولا لين محمد بن سليم"!

وهذا الكلام عليه ملاحظات:
أولاً: أصاب الدكتور في قوله نحوه! لأن لفظه: "اتبعوا آثارنا ولا تبتدعوا فقد كفيتم".
فياليته يستمر على هذا الصواب!

ثانياً: محمد بن سليم صدوق وسط، ولكن روايته عن قتادة فيها اضطراب، فكان ينبغي التنبيه على ذلك وعدم إطلاق لين محمد بن سليم.

ثالثاً: مفهوم كلام الدكتور أن السند ليس فيه علة سوى لين محمد بن سليم، والصحيح أنه ليس بحسن، وعلته الانقطاع، فقتادة لم يدرك ابن مسعود فبينهما مفاوز!
بالإضافة لضعف رواية أبي هلال محمد بن سليم عن قتادة.
ومما يؤكد اضطرابه أن ابن وضاح رواه أيضا من طريق أسد عن أبي هلال عن قتادة عن حذيفة بنحوه!
والعجيب أن الدكتور ذكر ما يتعلق بسماع قتادة من الصحابة، وما يتعلق بتدليسه(ص/174 رقم71)، فهناك بيّن شيئا من الصواب وتشدد، وهنا غفل وتساهل! فتناقض!
وسيأتي بيان ذلك في موضعه إن شاء الله.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي

17 / شوال / 1439 هـ
رد مع اقتباس