عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-31-2012, 08:37 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي الشَّيخ عبد العزيز بن الشّيخ الهاشمي -شيخُ الطَّرِيقَة القَادِرِيَّة في شمال إفريقيا- يُعلِنُ:«دعوةُ العلماء السَّلفيينَ حقٌّ» بقلم:الشَّيخ سمير سمراد

وقد نَشرت«البصائر»، نصَّ الخطاب الذي ألقاه الشيخ محمد الصالح في مؤتمر الطرقيَّة.
ممَّا جاء فيه:
النِّسَبُ الطُّرُقِيَّةُ الطَّائِفيَّة فَرَّقَتْ المسلمين:
1- جاهرهم بالاِنتقاد على كون اجتماعهم واتّحادهم «جامعة اتحاد الزوايا»، خاصًّا بأصحاب الطرائق وأرباب الزوايا دون غيرهم من العلماء؛ فقال:
«حزنَّا كثيرًا لقصور هذا الاتحاد-إن تحقق- على طائفة من المسلمين دون طوائف، ووددنا لو كان هذا العنوان عامًّا في مدلوله شاملاً للمسلمين كلهم»،
«إن هذا الاجتماع سوقٌ أقمناه ومعرضٌ نَظَمْنَاهُ فكان أول عيوبه ونقائصه ما في اسمه من تخصيص النِّسبة وقصور الإضافة»، «أيها الإخوان: لو كان هذا الاجتماع دنيويا عُقد باسم الدنيا ولغرضٍ من أغراض الدنيا-لكان للتخصيص فيه معنى، ولكان للطائفية فيه عذر مقبول وغرض معقول. لأن الناس فرقت بينهم أسباب الدنيا ومصالحها واختلفت بسببها آراؤهم واختصاصاتهم فيها...ولكن هذا الاجتماع ديني في معناه ومبناه وبأسبابه ودواعيه وليس في الدين حرفة ينفرد أهلها برأي ولا تجارة ينفرد أصحابها ببضاعة. وإنما هو كتاب الله منه المبدأ وإليه المصير. وعليه قامت سنة نبيِّناصلى الله عليه وسلم، وعليه استقام هدي سلفنا الصالح رضوان الله عليهم وبهذه الثلاثة قامت الحجة علينا وبهذه الثلاثة يجتمع شملنا وتتفق كلمتنا وإلى هذه الثلاثة يجب أن تكون دعوتنا جهارًا بلا إسرار، وجمعًا بلا تفرق، فما أحقَّ هذا الاجتماع بأن تكون دعوته الجفلى وأن يكون باسم الأمة الإسلامية كلها لتجتمع على الكلمة الجامعة من كتاب ربها وسنة نبيِّها وما أحقه أن يزدان بحضور علماء الوطن الجزائري الذين هم زينته ومفخره»[22].
رؤساءُ الطُّرُقِ يُفَرِّقُونَ جماعةَ المسلمين بِنَبْزِ العلماء المصلحين:
2 - وانتقد عليهم أن يكون اجتماعهم اجتماعًا: «تثور فيه الحقود وتنمو بسببه الضغائن من طائفة من المسلمين على طائفة أخرى»[23]،مُشيرًا إلى ما كان في هذا الاجتماع من التعرض للعلماء المصلحين والتهجّم عليهم، ونَبْزِهم بالوهَّابيَّة.
زُعَمَاءُ الدِّينِ الطُّرُقِيِّ وغِشُّهُم للمسلمين:
3 - دعاهم إلى أن يكون اجتماعهم اجتماعًا حقيقيًّا، تبذلُ فيه النصيحة، وتُسمعُ الحقيقة، فقال:
«لا قيمة لاجتماعنا هذا إلا إذا كان معرضًا للحقائق تجلى فيه بكل صراحة، وملجأً لكلمة الحق تلقى فيه بكل حريَّة، وإنه لا مكافأة لما صرفه الإخوان الحاضرون من وقت ومال في سبيل هذا الاجتماع، إلا ما يسمعونه من حقائق ويتبادلونه من نصائح دينيَّة وإرشادات ويقومون به جميعًا من واجب التواصي بالحق والتواصي بالمرحمة والتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر، فإن لم يكن هذا فلنعلم أننا غششنا أنفسنا وغششنا المسلمين وأسخطنا الله ورسوله وصالحي المؤمنين»[24].
الاِفتراقُ الطُّرُقيُّ بلاءٌ على الأمَّة:
4- جاهرهم بأن من أعظم أسباب ما أصاب هذه الأمة من البلاء: «تفرُّق النِّسَب برؤسائها الدينيِّين»، هذا البلاء الذي طال عليه «الأَمَدُ حتى استعصى على العلاج. فالواجب على كلِّ من في قلبه مثقال ذرة من الرحمة بهذه الأمة أو الشفقة عليها أن يُعين على إزالة أسباب هذا البلاء»[25].
هَدْمُ البدع واجبٌ دينيٌّ:
5 - جاهرهم بأن دعوة العلماء المصلحين حقٌّ، فقال:
«إنّ أحقّ النّاس بالدعوة إلى هذا هم العلماء وقد كانت هذه الدعوة وكانت صارخة مستفزَّة فثقلت على النفوس وقوبلت من بعضها بالاشمئزاز والتنفير. ومن بعضها بالردّ والصدّ. ولا نخفي الحقَّ إذا قلنا إنَّ هذا الاجتماع أثرٌ من آثار تلك الدعوة. لكن الحق الذي يجب أن يقال في هذا المقام هو أن تلك الدعوة في ذاتها حق لأنها تدعو إلى كتاب الله وهو حق وإلى سنة رسوله وهي حق وإلى هدي السلف وهو حق، وإلى هدم البدع التي لابست الدين وهي موجودة حقًّا وكثيرة حقًّا وكلها شرٌّ حقًّا وباطلة حقًّا. والواجب على كل مسلم هدمها حقًّا».
إيثارُ حقوقِ الدِّينِ على حقوق النَّفس:
6 - دعاهم إلى ترك حظوظ النفس وإيثارها على قبول الحقّ الذي دعا إليه العلماء، فقال:
«ومن الحقّ الذي يجب أن يقال في هذا المقام أن ثقل تلك الدعوة على بعض النفوس ليس من طبيعة تلك الدعوة وإنَّمَا هو من طبيعة تلك النفوس والواجب علينا قبل كل شيء أن نفرِّقَ بين ما هو من حقوق الدين، وبين ما هو حظ من حظوظ النفس وأن نربي أنفسنا على إيثار حقوق الدين على حظوظ النفس. وأن نربيها على الاتّساع والإذعان والرجوع للحق وأن نربي آذاننا على سماع كلمة الحق، وألسنتنا على النطق بها».
الزوايا«الطُّرُقيَّة» وغاياتُها، كفى بهم شهداء على أنفسهم:
نشر ابنُ باديس «للحقيقة والتاريخ»-كما قال- القانون الأساسي لجمعيَّة الزوايا «الطرقيَّة»، وذلك: «ليطّلع عليه القرّاء ويعرفوا منه غاية هؤلاء الناس وما إليهِ يعملون»، يقولُ كبراءُ الزوايا عن غايتهم وغاية «جامعتهم»: «غاية هذه الجمعية هي أوَّلاً المحافظة على نفوذ الزوايا والطرق وعلى شهرتها وسمعتها ومكانتها»، وعلَّقَ ابنُ باديس بقوله: «النفوذ! والشهرة! والسمعة! والمكانة! فهل أَبْقَوْا من مظاهر السلطان والسيادة والكبرياء والعظمة والاستيلاء شيئًا؟ هذه هي غايتهم: أن يَبْقَوْا سادةً على الناس، وأن يُبْقُوا الناسَ مُسْتَعْبَدِينَ لهم. أين هي التربية؟ أين هو التعليم؟ أين هو نشر الإسلام؟ أين هي مقاومة المفاسد والشرور؟ أين هو الوعظ والإرشاد؟ هذه كلها أمورٌ لا ذكر لها عندهم، لأنهم يخافون منها على سلطانهم....»[26].
لا طُرُقِيَّةَ في الإسلام:
7 - وأخيرًا صارحهم: بأن لا طرقية في الإسلام؛ فقال:
«أيها الإخوان: أنا طُرُقِِيٌّ وِرَاثَةً وابنُ زاوية عريقٌ في نسبة الزاوية والطرقية إلى بضعة أجداد في التاريخ، وعندي من العلم ما أُفَرِّقُ به بين الحق والباطل على الأقل، ومن المعرفة العامة ما أُمَيِّزُ به بين الخير والشرِّ وبين المقبول والمردود وإني أدين الله الذي أُؤمِنُ بلقائه بأن لا طرقيَّة في الإسلام ولا زاوية في الإسلام ولا طائفيَّة في الإسلام، وبأنه إن كان في هذه الزوايا وهذه الطرق خيرٌ فإنَّ شرَّها يذهب بخيرها وبأنَّ من آثارها النفسيَّة التي لا ينكرها إلاَّ أعمى البصيرة أنَّها فرَّقت كلمة المسلمين، لا أتكلم عن غائب ولا عن مجهول وإنما أتكلَّم عن مشاهدة وعيان وأعبِّرُ عن وجدان لا تزال آثاره في نفسي التي بين جنبيَّ لولا أن عصمني الله بما وفقني إليه من العلم».
دعوةُ العلماء السَّلفيينَ حقٌّ:
8 - وخَتَمَ شيخُ ورئيسُ الطريقة القادرية بشمال إفريقيا، خطابَهُ بثناءٍ على دعوة العلماء وتبيينٍ لمراميهم النَّبِيلة؛ فقال:
«إنني أدين الله أيضًا أن الحركة القائمة إنَّما هي ضدَّ البدع المحدثة في الدين وإنَّها إن أَتَتْ فإنما تأتي على الباطل أمَّا الحقُّ فهو ثابتٌ بإذن الله محفوظٌ بحفظ الله. وإني فهمت ولا زلتُ أفهم من أقوال القائمين بها وأعمالهم ومراميهم أنَّها ليست موجَّهة لهدم الزوايا وإنَّما هي مُوَجَّهة لإصلاحها. عبد العزيز بن الهاشمي»اﻫ[27].
لا زاوية «طُرُقيَّة» في الإسلام:
تقدَّمَ أنَّ الشيخَ عبد العزيز بن الهاشمي شرع في «عمارة زواياه بالعلم، وعيَّن رجلين للتعليم من أبناء سوف المتخرجين من جامع الزيتونة...».
وتِبْيَانًا للجملة الأخيرة من خطاب شيخ الطريقة القادرية ورئيس زواياها في شمال إفريقيا، أقولُ:
«الزوايا» إن كانت تعلِّمُ العلم «الصحيح»، وتُرَبِّي على الكتاب والسُّنَّة وهدْي سلف الأمَّة،فنِعِمَّا هيَ، أمَّا إن كانت زوايا «طرقيَّة»؛ تُعطي العهود، وتُلقِّنُ الأوراد البدعيَّة، ويكونُ المُريدُ فيها خاضعًا مطيعًا لشيخِها «الجاهل»، فهذا الذي هَدَمَهُ المصلحون، وقال فيه ابنُ باديس: «الأوضاعُ الطرقية بدعةٌ لم يعرفها السَّلَف، ومبناها كلِّها على الغلوّ في الشيخ، والتحيُّز لأتباع الشيخ، وخدمة دار الشيخ، وأولاد الشيخ، إلى ما هناك من استغلال...ومن تجميد للعقول وإماتة للهمم وقتل للشعور، وغير ذلك من الشرور»[28].
تنبيهٌ:
بعضُ«الإصلاحيِّين» العصريِّين يُؤْثرُ التَّعبير-عن قصدٍ أو غيرِ قصدٍ-: بأنَّ المصلحين لا زالوا يثنُون على «زوايا العلم والقرآن»، وإنَّما كانوا يُحاربون «زوايا الشعوذة والخرافة والتدجيل»، و«الشطح والبندير». وقد يبدُو كلامُهم هذا لأوَّل وهلةٍ صحيحًا، لكن إذا استحضرنا دفاعهم عن «الطُّرُق السُّنِّيَّة»!-في زعمهم-، أدركنا أنَّهم يُدخلون في جملة الثناء: «الزوايا الطرقيَّة»، إذا خَلَتْ(!) -عندهم- من مظاهر التدجيل والابتزاز...الخ، وفي ترديد «العلماء» ورفعهم شعارَ «لا طرقيَّة في الإسلام»، ردٌّ على«مزاعمهم» وتفنيدٌ لـ «ادِّعاءاتهم»، وأقولُ: التَّعبيرُ الصوابُ والدَّقيق: أنَّ المصلحين كما حاربوا زوايا «الشطح والبندير»، و«الشعوذة والخرافة»، حاربوا: زوايا «الطُّرقيَّة»، وأنكروا أوضاعها «البِدعيَّة»؛ من النسبة للشيخ، وإعطاء العهد، وتلقين الوِرِدِ، والمواظبة على وظائفها«المخترَعَة»؛ كتحديد الأذكار بعَدَدٍ وتوقيتٍ وترتيبِ الثواب عليها....الخ، فالذي نمدحُهُ ونحمدُهُ: زوايا العلم والقرآن، التي لا تنتمي إلى طريقة ولا يَحْشُرُ الشيخُ إليها الطلبةَ ويتَّخِذُهُم مُريدينَ لهُ، يَفرضُ عليهم الخضوع والطاعةَ والاستسلام!!-ترغيبًا وترهيبًا-.
عَسْكَرُ فرنسا يُرهبُ المصلحين في«سوف» ويَعتقلُ الشيخ عبد العزيز بن الهاشمي:
- وهل أتاك نبأُ ما أقدمت عليه السلطات الفرنسية في «وادي سوف»[18 أفريل 1938م]، من الترويع الفظيع، ومحاصرة البلد، وتطويقه بالجنود والمدافع، وصُبَّ على أهله العذاب، وذاقوا ما ذاقوا، في أيام سوداء حالكة، سببها مكيدة دبرت لأهل سوف، بعد نهضتهم العلمية الدينية، فتعاقد الكائدون «على قتل تلك الحياة الدّينيّة العلميّة من تلك الدِّيار»، وسيق الناس إلى السجون، والبحث، وخُلِّيَ من خُلِّي، وحُكِمَ على عددٍ وفير منهم بالنفي والأعمال الشاقة، في محاولة «لاضطهاد شُعَب جمعية العلماء والتضييق عليهم وإكراههم على التخلي عن الجمعية» [29].
وأُلقي القبض على «أربعة من أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين دون جُرْم معلوم، ودون أن يقدموا إلى المحاكمة، أربعة من العلماء»؛ وهم: «الشيخ عبد العزيز بن الهاشمي، والشيخ علي بن سعد والشيخ عبد القادر الياجوري والسيد عبد الكامل بن الحاج عبد الله»، وقد طال سجنهم،
ولم يتوقف ابن باديس عن التذكير بقضيتهم.
قال أحد كتّاب«البصائر»[30]: «لا سبب في الواقع لكل ما حدث-رغم ما أشيع[31]- سوى أن طائفة المستغلِّين رَاعَهَا ما شاهدته من نشاط حركة الإصلاح وازدهارها وعلمت أنها سَتَجْتَاحُ باطِلَهَا
وتُرَّهَاتِهَا وتقضي على ما بقي لها عند الأمة من سمعة ونفوذ..»، كما كان دخول الشيخ عبد العزيز بن الهاشمي في الجمعية: «أكبر ضربة أصابت المضِلِّينَ الجامدين في تلك النواحي والربوع»[32].
لم يُرضِ الاستعمار هذا التحويل الجذري المفاجئ للزاوية القادريَّة، فـ«دعا الحاكم العسكري الشيخ عبد العزيز في شأن التعليم ولزوم طلب الرخصة لذلك وردَّ الشيخ بأنَّ الزوايا من قديم الزمان تعلم بدون رخصة، وتكررت الدعوة، وتكرر الأخذ والرد في الأمر»[33]، فانضمَّ الشيخ عبد العزيز إلى حركة الاحتجاج -التي قادها ودعا إليها العلماء الأحرار- على قانون 8مارس1938م المشؤوم، الذي كان الغرض منه عرقلة سير المدارس العربية الإسلاميَّة الحرَّة، لكنْ احتجاجُ شخصيةٍ بمقام شيخ القادريَّة، وخروجه في جمعٍ من المتظاهرين أمام دار الحاكم العسكري، وتعبئته سكان الوادي ضدَّ السياسة الاستعماريَّة[34]، جعل الاستعمار يصوِّبُ مدافعه القويَّة المُرهبة ليُدمِّرَ هذه القوَّة ويكبحَ جِماحها، نعم! دخل الشيخ عبد العزيز «إلى الإصلاح مزهوًّا بقيمته العلميَّة، وجاهه العريض، وقوَّته في السيطرة على من حوله، فخاف الاستعمار من عواقبه»[35]، فكان ما كان.
مِحْنَتُهُ:
سُجن الشيخ عبد العزيز وإخوانه العلماء الأحرار في سجن قسنطينة العسكري بـ«الكُدْيَة»، وفيه ألمَّ به المرض، وصار من حينٍ لآخر يُنقلُ من السجن إلى المستشفى للعلاج، يقول ابن باديس: «آهٍ لو رأيتم الشيخ عبد العزيز الهاشمي ذلك البطل الجسيم الوسيم، ربيب النعمة والرفاهية، ذا الصوت الجهير والنظرات الحادَّة المشعة، كيف صار اليوم وقد أنهكه المرض وبرح به النقل بين السجن والمستشفى...».
حصل الشيخ عبد العزيز على حريته سنة(1944م)، لكنه منع هو وإخوانه من الرجوع إلى الوادي والمناطق المجاورة له[36]، وذكر الحسن فضلاء: أنَّهم تحرّروا بعد عامين من السجن بلا محاكمة، ووضعوا تحت الإقامة الجبريَّة[37].
ونَفَتْ السلطة الاستعماريَّة مترجَمَنا أكثرَ من مرَّةٍ، إلى أكثرَ من مكان، «كلما نفي إلى مدينة إلاَّ وجمع الناس حوله وفتح مدرسةً، ونُقل إلى الجزائر العاصمة في سنة1946م، ومنها نادى لثورة مسلحةٍ»[38]، فنُفي إلى «شرشال» «من مدن الساحل في الشمال، غير بعيدٍ عن عاصمة الجزائر».
مِنْ مَآثِرِهِ:
كتب الأستاذ أحمد بوزيد قصيبة(رحمه الله) (مندوب جمعية العلماء) في جولته بعمالة الجزائر: كتب عن «شرشال» فقال: «وقد كان من نعم الله عليهم أن نفى إليها الشيخ عبد العزيز بن الهاشمي فاشترى بها دارًا لسكناه ثم لما فارقها وَهَبَهَا للأمة لتجعلها مدرسةً لتعليم الأطفال، وهي اليوم «المدرسة الرشيديَّة» بها خمسة أقسام... »[39].
-وأخيرًا: «نُفي إلى تونس، ولم يسمح له بالعودة إلى بلده، ومن تونس تسرب خفيةً إلى الجزائر من طريق الصحراء، وقبل أن يصل إلى «سوف» علمت به السلطة العسكرية بالوادي فأعيد إلى تونس، وأعاد الكرة مرة ثانية في صيف1954 وتمكن من الوصول إلى الوادي لكن سرعان ما ألقي عليه القبض، وسجن في بسكرة، وأعيد إلى تونس بعد أن تدهورت صحته. وعند اندلاع الثورة التحريرية تبرَّع بجميع ما يملكه لفائدة جبهة التحرير الوطني وكان منزله بالمرسى ضاحية تونس أول دار لأشبال الثورة الجزائرية. أما في داخل الجزائر فقد حجزت السلطة الفرنسية جميع ممتلكاته وكلَّ ما يتبع الزاوية القادرية بـ«سوف» حيث أن جميع عائلته قد انضموا للثورة منذ بدايتها»[40].
وفاتُهُ:
توفي بتونس، بعد أن طال به المرض في أول يونيو سنة1965م[41]، قبل أن يرى الجزائر وقد استعادت حريَّتَها، رحمه الله تعالى.

الحواشي :

[1]- مقال: «جهاد الشيخ عبد العزيز الشريف ضد قوات الاستعمار الفرنسي/ثورة الوادي لعام1938م»، نُشر في أحد المواقع الإلكترونيّة.
[2]- «شخصيات وقضايا من تاريخ الجزائر المعاصر»(عبد العزيز بن الهاشمي والإصلاح)(ص:46)للدكتور أحمد صاري.
[3]-
«من أعلام الإصلاح في الجزائر»(3/139-143)للحسن فضلاء.
[4]-
«آثار الإمام ابن باديس»(5/397).
[5]-
«من أعلام الإصلاح في الجزائر»(3/139)للحسن فضلاء.
[6]-
«شخصيات وقضايا من تاريخ الجزائر المعاصر»(عبد العزيز بن الهاشمي والإصلاح)(ص:47)للدكتور أحمد صاري.
[7]-
«من أعلام الإصلاح في الجزائر»(3/139)للحسن فضلاء.
[8]-
«شخصيات وقضايا من تاريخ الجزائر المعاصر»(عبد العزيز بن الهاشمي والإصلاح)(ص:47)للدكتور أحمد صاري، وعند الحسن فضلاء: أنَّ الشيخ عبد العزيز هو الابنُ الأكبر، والمثبتُ أعلاهُ هو الأصوب، والله أعلم.
[9]- مقال: «جهاد الشيخ عبد العزيز الشريف ضد قوات الاستعمار الفرنسي/ثورة الوادي لعام1938م»، نُشر في أحد المواقع الإلكترونيَّة.
[10]- «آثار الإمام ابن باديس»(5/397).
[11]-
«الآثار»(5/159-160).
[12]-
«الشهاب»، م13، ج8، شعبان1356ﻫ ،أكتوبر 1937م، (ص:346).
[13]-
«البصائر»، العدد(96)، (ص:3)، 19 ذي القعدة 1356ﻫ، موافق21 جانفي1938م.
[14]- رواه البخاري(رقم:2697)، ومسلمٌ(رقم:1718).

[15]
-رواه مسلمٌ(رقم:38).
[16]-
«البصائر»، العدد(97)، (ص:3)، 26 ذي القعدة 1356، موافق28 جانفي1938م .
[17]-
«آثار ابن باديس»(5/397-398).
[18]-
«من أعلام الإصلاح في الجزائر»(3/140)للحسن فضلاء.
[19]-
«البصائر»، العدد(102).
[20]-
«الآثار»(5/398).
[21]-
«البصائر»، العدد(111)، 28صفر 1357ﻫ، 29أفريل1938م، (ص:6).
[22]-
«البصائر»، العدد(112)، 6ربيع الأول 1357ﻫ، 6ماي 1938م، (ص:6-7).
[23]-
المصدر نفسه.
[24]-
المصدر نفسه.
[25]-
«البصائر»، العدد(113)، 13ربيع الأول 1357ﻫ، 13ماي 1938م، (ص:2-3).
[26]-
«آثار الإمام ابن باديس»(الزوايا وغاياتها كفى بهم شهداء على أنفسهم)(5/161-162).
[27]-
«البصائر»، العدد(113)، 13ربيع الأول 1357ﻫ، 13ماي 1938م، (ص:2-3).
[28]-
«آثار الإمام ابن باديس»(5/155).
[29]-
«الآثار»(5/394).
[30]-
«البصائر»، العدد(164)، (ص:4).
[31]-
الذي أُشيعَ هو: سجنُ الشيخ عبد العزيز في جماعة من العلماء، بِتُهْمَةِ الإعدادِ والدعوةِ للثورة على فرنسا.
[32]-
«البصائر»، العدد(112)، (ص:3).
[33]-
«من أعلام الإصلاح في الجزائر»(3/140)للحسن فضلاء.
[34]-
«شخصيات وقضايا من تاريخ الجزائر المعاصر»(عبد العزيز بن الهاشمي والإصلاح)(ص: 54)للدكتور أحمد صاري.
[35]-
«من أعلام الإصلاح في الجزائر»(3/139)للحسن فضلاء.
[36]-
«شخصيات وقضايا من تاريخ الجزائر المعاصر»(عبد العزيز بن الهاشمي والإصلاح)(ص:45-60)للدكتور أحمد صاري.
[37]-
«من أعلام الإصلاح في الجزائر»(3/141)للحسن فضلاء.
[38]-
المصدر السابق.
[39]-
«البصائر»، السلسلة الثانية، العدد(150)، (ص:3)، 3رجب1370ﻫ،9أفريل1951م.
[40]-
«من أعلام الإصلاح في الجزائر»(3/142-143)للحسن فضلاء.
[41]-
المصدر السابق.[والذي ذكره الدكتور صاري: سنة(1962م)، والأوَّلُ هو الأقربُ، والله أعلمُ.]

التعديل الأخير تم بواسطة سفيان الجزائري ; 11-01-2012 الساعة 07:18 AM
رد مع اقتباس