عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-25-2021, 03:02 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,370
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي الرد على خطأ أبي عاصم السمان في إنكاره سنة نبوية فيما يتعلق بالعرضة النجدية الخالية من المعازف

الرد على خطأ أبي عاصم السمان في إنكاره سنة نبوية فيما يتعلق بالعرضة النجدية الخالية من المعازف

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد نشر الشيخ العلامة محمد عمر بازمول حفظه الله كتابة وأشار فيها إلى العرضة النجدية خالية من صوت محرم، فاستشكل بعض الإخوة ذلك، واختلط عليهم الأمر بين فعل الرجال وبين فعل أهل الغنج والخلاعة، فعلقت بهذا التعليق:

(المقصود أن هذه العرضة ليست هي من الرقص الذي يفعله أهل المجون، وليس محرما، بل هو رقصة وحركة الحرب لإظهار القوة وليس كرقص أهل المجون واللكاعة.
وتم حذف الموسيقى لكونها منكرة حتى لو رافقت هذه الرقصة بالسيوف.
وهذا كلعب الأحباش بالحراب في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا أمر محمود حمده الرسول صلى الله عليه وسلم وأقره
والمنكر هو ما يصاحبها من موسيقى)

فإذا بأبي عاصم السمان أصلحه الله يكتب مقالا منكرا تسمية العرضة بالرقص، ويجعل الرقص حكما واحدا وشيئا واحدا، ويتكلم بأخطاء عديدة، فأطلعني بعض الإخوة عليه فعلقت بهذا التعليق مع بعض الزيادات:

كلامه فيه مغالطات وأخطاء أظهرها تسمية هذه العرضة (بالرقصة) وجعل المراد هو رقص أهل المجون والله المستعان!

واسمها الحقيقي: العرضة . ومعناها: الاستعراض بالسيوف والحراب، فهي كما حصل من الأحباش في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقراره وحثه .

وتسمية الاستعراض بالحراب والسيوف رقصا ورد في الحديث بالمعنى .
ففي صحيح مسلم-والحديث في الصحيحين وهذا من ألفاظ الحديث عند مسلم-: عن عائشة، قالت: «جاء حبش يزفنون في يوم عيد في المسجد، فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعت رأسي على منكبه، فجعلت أنظر إلى لعبهم، حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر إليهم».
وانظر تفاسير العلماء لكلمة يزفنون:
قال القاضي عياض في مشارق الأنوار على صحاح الآثار (1/ 312) : قوله في الحبشة يزفنون بفتح الياء أي يرقصون والزفن الرقص وهو لعبهم وقفزهم بحرابهم للمثافنة وذهب أبو عبيد إلى أنه من الزفن بالدف والأول الصواب لأن ما ذكر لا يصح في المسجد وهذا من باب التدرب في الحرب وشبهه وكان فيما قيل تنزيه المساجد عن مثله.
وفي النهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 305) : "يزفنون ويلعبون» أي يرقصون.
ولسان العرب (13/ 197) : الزفن: الرقص، زفن يزفن زفنا، وهو شبيه بالرقص .. وأصل الزفن اللعب والدفع؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها: قدم وفد الحبشة فجعلوا يزفنون ويلعبون أي يرقصون"

وكلام أهل العلم في تفسير الزفن بالرقص كثير.

بل قد جاء مصرحا بلفظ الرقص فيما رواه الإمام أحمد وغيره بسند صحيح على شرط مسلم عن أنس قال: كانت الحبشة يزفنون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرقصون ويقولون: محمد عبد صالح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يقولون؟ " قالوا: يقولون: محمد عبد صالح.

، فأتعجب من جرأة أبي عاصم السمان على إنكار فعل أقره رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمته عائشة رضي الله عنها زفنا أي رقصا، وسماه أنسا زفنا ورقصا، وبدل أن يقر بالحق جاء ليحمل اللفظ على معنى منكر في ذهنه أصلحه الله.

فالزعم بأنه من الفرق بين الأمرين خلل في الفهم وفي معرفة الواقع وفي معرفة السنة النبوية

وأنصح الأخ السمان يالتراجع وحذف منشوره المشتمل على المنكر والمخالف لما عليه السنة وأهل العلم.

والله أعلم

كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي
12/ 8/ 1442هـ
رد مع اقتباس