عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-06-2018, 02:56 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي السلام الحقيقي سيعم الأرض بعد نزول المسيح عليه السلام آخر الزمان، وقتله الدجال، وإهلاك الله عز وجل ليأجوج ومأجوج

السلام الحقيقي سيعم الأرض بعد نزول المسيح عليه السلام آخر الزمان، وقتله الدجال، وإهلاك الله عز وجل ليأجوج ومأجوج

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فإن الله عز وجل لما خلق السموات والأرض، وخلق النبات والدواب في الأرض، كانت المخلوقات عظيمة الخلقة، تناسب عظيم خلقة آدم وحواء عليهما السلام-وحواء ليست نبية-، فقد كان طول آدم ستين ذراعاً أي نحو 40 متراً أو زيادة، وكانت الخيرات تعم الأرض، وكان عمر آدم ألف سنة، وبنوه كانوا ذوي أعمار طويلة، وكان آدم وبنوه على التوحيد عشرة قرون، حتى دب الشرك في قوم نوح، فأرسل الله إليهم نوحاً عليه السلام.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خلق الله عز وجل آدم على صورته، طوله ستون ذراعا.
فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يجيبونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، قال: فذهب فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، قال فزادوه: ورحمة الله، قال: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعا.
فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن". متفق عليه.


وما زال الخلق يتناقص في العمر والطول والعرض، وما زالت الخيرات تتناقص، حتى أنه لما عم الشرك الأرض، ولم يبق من أهل التوحيد إلا نوحا وبعض أولاده وأحفاده، أرسل الله على الأرض الطوفان ليغسل الأرض من مشركي بني آدم، فحصل تغيّر عام لمعالم كثيرة في الأرض بسبب هذا الطوفان العظيم.


وفي آخر الزمان، ومن أشراط الساعة، وقرب قيامها: نزول المسيح عيسى عليه السلام من مسكنه في السماء الثانية-حيث رفعه الله هناك-، إلى الأرض، في دمشق، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويشارك المسلمين في قتالهم لليهود والنصارى وعامة المشركين وإفنائهم، ولا يبقى إلا يأجوج ومأجوج من أهل الشرك، فيهلكهم الله بعدما يحاصرون عيسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين وهم متحرزون متحصنون في طور بيت بيت المقدس.

فيرسل الله مطراً عظيما لتنظيف الأرض من جثث المشركين ونتن أهل الشرك فتكون كالزلقة، ويأمر الله بإخراج الأرض بركاتها وكنوزها كما كانت أيام آدم عليه السلام، ويعم الأمن والأمان والسلام والإسلام الأرض كلها.

وبعد سنوات من الأمن والخير والسعادة يعود الشرك إلى الأرض، وينجح الشيطان في إغواء من كتب الله عليه الشقاوة من بني آدم، فلما ينتشر الشرك ويبقى القليل من أهل الإيمان يرسل الله ريحا تقبض أرواح المؤمنين، ولا يبقى على الأرض إلا أهل الشرك، فلا يبقى شيء من الإسلام حتى لفظ الجلالة "الله".

فحينئذ لا يطهر الأرض طوفان، بل يهلك الله جميع من عليها من المخلوقات بصعقهم بالصوت العظيم الناتج عن النفخ في الصور.

وما سبق أدلته كثيرة، لكني سأذكر بعض الأدلة المتعلقة بعنوان المقال.


1- ورد في حديث النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنهما بعد ذكر هلاك يأجوج ومأجوج، قال النبي صلى الله عليه وسلم:

" ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل، حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس". رواه مسلم في صحيحه.


2- ورد في حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ويكون عيسى ابن مريم عليهما السلام في أمتي حكما عدلا، وإماما مقسطا، يدق الصليب، ويقتل الخنزير، وتضع الحرب أوزارها، وترفع الصدقة حتى لا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض، وتنزع حمة كل ذي حمة حتى يدخل الوليد يده في في الحنش فلا يضره، ويلقى الوليدة الأسد فلا يضره، ويكون في الإبل كأنه كلبها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من الإسلام، ويسلب الله عز وجل الكفار ملكهم، فلا يكون ملك إلا الإسلام، وتكون الأرض كناثور الفضة، تنبت نباتها كما كانت تنبت على عهد آدم عليه السلام، يجتمع النفر على القطف فيشبعهم، والنفر على الرمانة فتشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بالدريهمات». رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وفي السنة، وعبدالله بن الإمام أحمد في السنة، وحنبل في الفتن، والروياني، وغيرهم وسنده حسن. [صحيح الجامع: 7875].


3- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد، وإني أولى الناس بعيسى ابن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه:

رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان ممصران كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الإسلام، فيهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال، ثم تقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات، لا تضرهم، فيمكث أربعين سنة، ثم يتوفى، ويصلي عليه المسلمون" رواه الطيالسي، وابن أبي شيبة في المصنف، والإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم وهو حديث صحيح، وبعضهم رواه مختصراً. [الصحيحة:2182].

"المربوع": هو المعتدل القامة.

"ثوبان ممصران"، أي: فيهما صفرة.

4- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "طوبى لعيش بعد المسيح، طوبى لعيش بعد المسيح.

يؤذن للسماء في القطر ويؤذن للأرض في النبات، فلو بذرت حبك على الصفا لنبت، ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض، حتى يمر الرجل على الأسد ولا يضره، ويطأ على الحية فلا تضره ولا تشاح ولا تحاسد ولا تباغض".

رواه أبو بكر الأنباري في حديثه، والنقاش في فوائده، والضياء في المنتقى من مسموعاته بمرو، والذهبي في معجم شيوخه، وغيرهم وسنده صحيح. [الصحيحة:1926].


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
22/ 10/ 1439 هـ

رد مع اقتباس