عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 04-07-2019, 05:14 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

الحلقة السابعة والعشرون من التعليق الرزين على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن الملاحظات التفصيلية على تحقيق الدكتور عبد الله البخاري لكتاب أصول السنة لابن أبي زمنين:

تخريجه لما رواه ابن أبي زمنين رقم (38) قال: «وحدثني أحمد بن مطرف، عن العناقي، عن نصر بن مرزوق، عن أسد، عن يوسف بن زياد، عن عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، وعن وهب [بن] منبه، عن أبي عثمان [النهدي]، عن [سلمان] الفارسي قال: "تحت هذه السماء بحر ماء يطفح فيه الدواب مثل ما في بحركم هذا، ومن ذلك البحر [غرق] الله قوم نوح، وهو ماء أسكنه الله في موضعه للعذاب، وسينزله قبل يوم القيامة، فيغرق به من يشاء، [ويعذب به من يشاء]، فالسموات والأرض، والدنيا والآخرة، والجنة والنار في جوف الكرسي، والكرسي نور يتلألأ».

الملاحظات على عمل الدكتور البخاري:

1- في المخطوط «غرق» فأبدلها الدكتور إلى «أغرق»، وقال في الهامش: «في الأصل «غرق» بدون ألف وهمزة، وهو خطأ، ولا يستقيم الكلام إلا بزيادتها».
وهذا تعالم من الدكتور، يدل على جهل بلغة العرب، فالفعل «غرّق» بتشديد الراء فعل صحيح، وقد ورد في الحديث في صحيح مسلم : عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياما، يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما هذا اليوم الذي تصومونه؟» فقالوا: هذا يوم عظيم، أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرّق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرا، فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر بصيامه».

وفي رواية للطبراني في المعجم الكبير(12/ 50) : «قالوا: هذا يوم غرّق الله فيه فرعون، ونجى موسى».

عموما الفعل «غرَّق» معروف عند العرب، فلا حاجة لتخطئة المخطوط وهو صواب.

ومما يؤكد ذلك أن السيوطي اورد هذا الأثر في كتابه «الهيئة السنية»-المطبوع باسم أسرار الكون- عازيا له لابن أبي زمنين بلفظ: «غرق الله»، وراجعت المطبوع، ومخطوطتين للكتاب فيهما كما في مخطوط أصول السنة.

وأظن أن هذا الدكتور ظن أن الفعل غرق بتخفيف الراء فرأى أنه خطأ ظاهر، ولو قرأه بتشديد الراء لعله كان انتبه، ولعله لا ينتبه لضعفه العلمي.

2- في المخطوط خرجةٌ لجملة سقطت من الناسخ، فاستدركها في الهامش، وغفل عنها الدكتور البخاري وهي جملة: «ويعذب به من يشاء»، وهي واضحة في المخطوط، وكذلك أوردها السيوطي في كتابه «الهيئة السنية».

تنبيه: نهاية الأثر من قوله: «فالسموات» إلى «يتلألأ» لم يوردها السيوطي، ولكنها موجودة في كتاب أصول السنة مخطوطا ومطبوعا. فلا أدري هل هو اختصار أو سهو من السيوطي، أو سقط في نسخته من أصول السنة.

3- سبق التنبيه في الحلقة الرابعة والعشرين من هذه الكتابة على أنه لم يترجم ليوسف بن زياد الكوفي، وهو شخص مجهول.

4- سبق التنبيه على تكراره لترجمة عبدالمنعم بن إدريس وأبيه إدريس.

5- أعل الأثر بإدريس بن سنان الصنعاني مع أنه متابع من قبل وهب بن منبه! كما هو ظاهر الأثر، وظاهر ما هو بالمخطوط والمطبوع، وآفته الحقيقية عبد المنعم بن إدريس، وكذا جهالة يوسف بن زياد. والله أعلم.

وبهذا القدر أكتفي.


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
2 / 8 / 1440 هـ
رد مع اقتباس