عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-18-2011, 09:42 AM
أم معاوية أم معاوية غير متواجد حالياً
طالبة في معهد البيضـاء العلميـة -وفقها الله-
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 33
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي " صلاة النبي صلي الله عليه وسلم كأنك تراها" محاضرة مفرغة لفضيلة الدكتور محمد سعيد رسلان

· المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهديه الله فلا مضل له ومن يُضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أما بعد ؛
فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله وكل ضلالة في النار ، أما بعد ؛
فهذه صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- بسياق مختصر مع ذكر الأدلة على ماورد فيها.
· أولاً:- القبلة
فأول ذلك إستقبال القبلة ؛ لقول الله تبارك وتعالى :- -( فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ )- [البقرة/144، 149،150]
ولحديث أبى هريرة رضى الله عنه ، في قصة المسيء في صلاته ، كما فى الصحيحين:- "إِذَا قُمْت إِلَى الصَّلَاة فَأَسْبِغ الْوُضُوْء ، ثُم اسْتَقْبَل الْقِبْلَة "

- السترة
ثم يتخذ السترة بين يديه ، يجعل له سترة يصلي إليها إماماً كان أو منفردا ، لحديثسهل بن سعد الساعدي- رضي الله عنه - قال:- " كَان - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- يَقِف قَرِيْبا مِن الْسُّتْرَة ، فَكَان بَيْنَه وَبَيْن الْجِدَار ثَلَاثَة أَذْرُع ، وَبَيْن مَوْضِع سُجُوْدِه وَالْجِدَار مَمَر شَاه " والحديث فى الصحيحين
كان " َبَيْن مَوْضِع سُجُوْدِه وَالْجِدَار مَمَر شَاه"
وأمّا موقفه هو - صلى الله عليه وآله وسلم- فكان قريبا من السترة ، كان بينه وبين الجدار ثلاثة أذرع ، وبين موضع سجوده والجدار ممر شاه.
لأن بعض الناس يفهم أن يكون بينه وبين السترة ممر شاه ؛ وإنما ممر شاة بين موضع سجوده والجدار ؛ وأما موقفه هو فبيْنه وبين الجدار ثلاثة أذرع .
السترة تتخذ لفعل النبى- صلى الله عليه وآله وسلم-ولأمره كما فى حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال : " إِذَا صَلَّى أَحَدُكُم فَلْيُصَل إِلَى سُتْرَة وَلْيَدْن مِنْهَا" أخرجه ابو داود وصححه الألباني كما في السلسلة الصحيحة وغيرها .
" إِذَا صَلَّى أَحَدُكُم فَلْيُصَل إِلَى سُتْرَة وَلْيَدْن مِنْهَا"
· ثانيا :- النية
النية :- وهى أن يقصد التعبد لله -تبارك وتعالى - بالصلاة ، ومحل النية القلب ، في جميع العبادات بإتفاق العلماء؛
- المراد بالنية:-
والنية في كلام العلماء تقع على معنيين :-
- أحدهما :- تميز العبادات بعضها من بعض كتميز صلاة الظهر من صلاة العصر مثلا ، وكتميز صيام رمضان من صيام غيره ، وكذا لتميز العبادات من العادات ، وهذا هو المعنى الأول .
- والمعنى الثاني :- هو تميز المقصود بالعمل ؛ هل هو االله وحده لاشريك له .؟أم لله تبارك وتعالى ولغيره .؟
- محل النية:-
النية محلها القلب في جميع العبادات بإتفاق العلماء ، فيقصد التعبد لله تبارك وتعالى بالصلاة ، وذلك لحديث عمر - رضي الله عنه -في الصحيحين قال:-
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- "إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالْنِّيَّات "
- زمن النية:-
وزمن النية ، أول العبادات أو قبلها بيسير ،
· ثالثاً :- تكبيرة الإحرام
يأتى بتكبيرة الإحرام ،
- وصفة ذلك:- أن يرفع يديه ، حذو منكبيه أو حيال فروع أذنيه ، قائلا :- [ الله أكبر] يرفع يديه إلى حذو منكبيه إذا افتتح الصلاة ، لحديث بن عمر في الصحيحين قال:- " كَان رَسُوْل الْلَّه - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم يَرْفَع يَدَيْه حَذْو مُنْكَبِّيه إِذَا افْتَتَح الصَّلَاة ، وَإِذَا كَبَّر لِلْرُّكُوع ، وَإِذَا رَفَع رَأْسَه مِن الْرُّكُوع ،وَلَا يَفْعَلُه حِيْن يَرْفَع رَأْسَه مِن الْسُّجُود "
وفي لفظ ٍ:- " إِذَا قَام مِن الْرَّكْعَتَيْن رَفُه يَدَيْه"،
ومما يدل على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه إلى حيال أذنيه ، حديث مالكٍ بن الحُويرث - رضي الله عنه - فى الصحيحين " أَن رَسُوْل الْلَّه - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم - كَانَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّىَ يُحَاذِيَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ . وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّىَ يُحَاذِيَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ . وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الْرُّكُوعِ ، فَقَالَ [ سَمِعَ الْلَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ ] ، فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ . "
وفي لفظ لمسلم " حَتَّى يُحَاذِي بِهِمَا فُرُوع أُذُنَيْه "
- صيغة تكبيرة الإحرام:-
يأتى بتكبيرة الإحرام؛ وصفة ذلك أن يرفع يديه حذو منكبيه أو حيال أذنيه قائلا :-
[ الله أكبر ]
ولحديث عائشة - رضي الله عنها - قالت :-" كَان رَسُوْل الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- يَسْتَفْتِح الْصَّلاة بِالتَّكْبِيْر ، وَالْقراءة بـالْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن "
والحديث أخرجه مسلم فى صحيحه .
ولحديث المسيء في صلاته كما فى الصحيحين بلفظ
" إِذَا قُمْت إِلَى الصَّلَاة فَكَبِّر"
- وضع الكفين بعد تكبيرة الإحرام:-
إذا كبَّر للتحريم ورفع يديه ، يضع يديه على صدره -بعد أن يُنزلهما من الرفع - اليمنى على ظهر كفه اليسرى ؛ لحديث وائل بن حُجرٍ -رضى الله عنه- قال:-
" صَلّيْت مَع الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم-فَوَضّع الْيُمْنّى عَلَى الْيُسْرَى عَلَى صَدْرِه" الحديث أخرجه مسلم وأحمد وابن خزيمة ، وعند الدارقطنى بإسناد حسن "وَكَان يَضَع الْيُمْنَى عَلَى ظَهْر كَفِّه الْيُسْرَى ، وَالْرُّسُغ وَالْسَّاعِد" أخرج ذلك أبي داود،والنسائى وبن خزيمة ، وعند البخاري" وَأْمُر بِذَلِك أَصْحَابَه "
وعند الدارقطني ، "وَكَان أَحْيَانا يَقْبِض بِالْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى "
فكان يضع اليمنى على ظهر كفه اليسرى، والرسغ والساعد ؛ كان يفعل ذلك ،
وأحيانا يقبض باليمنى على اليسرى؛
فالمترض أن يضع كفه اليمنى على ظهر كفه اليسرى ، والرسغ والساعد ،
وأحيانا يقبض باليمن على اليسرى ؛
- النظر إلى موضع السجود:-
ينظر إلى موضع السجود ، ومما يدل على النظر إلى موضع السجود وطأطئت الرأس ورمي البصر إلى الأرض ؛ حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :-" إِن رَسُوْل الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- كَان إِذَا صَلَّى طَأْطَأ رَأْسَه وَرَمَى بِبَصَرِه نَحْو الْأَرْض "والحديث أخرجه البيهقي والحاكم وصححه ، ووافقه الذهبي ، ووافقهما الألباني
" يَنْظُر إِلَى مَوْضِع سُجُوْدِه " " إِذَا قَام فِى الْصَّلاة، يَنْظُر إِلَى مَوْضِع سُجُوْدِه"
- دعاء الإستفتاح :-
ويستفتح الصلاة بدعاء الإستفتاح ؛
ودعاء الإستفتاح أنواع كثيرة متنوعة ،يأتي بواحدٍ منها ، ولا يجمع بينها ؛ و لكن يُنوع وبالتنويع يحصل الخشوع.
ومن تلك الأدعية فى الإستفتاح ؛ حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال :-
" كَان رَسُوْل الْلَّه -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- إِذَا كَبَّر فِي الصَّلَاة سَكَت هُنَيَّة ، أي:- وقتا لطيفا قصيرا- قَبْل أَن يَقْرَأ ، فَقُلْت :- يَارَسُوْل الْلَّه ! بِابِي أَنْت وَأُمِّي ، أَرَأَيْت سُكُوْتَك بَيْن الْتَّكْبِير وَالْقراءة ، مَا تَقُوْل؟ قَال :- أَقُوْل [ الْلَّهُم بَاعِد بَيْنِى وَبَيْن خَطَايَاي كَمَا بَاعَدْت بَيْن الْمَشْرِق وَالْمَغْرِب ، الْلَّهُم نَقِّنِى مِن خَطَايَاي كَمَا يُنَقَّى الثَّوْب الْأَبْيَض مِن الْدَّنَس ، الْلَّهُم أغْسَلْنّى مَن خَطَايَاى بِالْمَاء وَالْثَّلْج وَالْبَرَد ] " والحديث في الصحيحين ،
فهذه صيغة من صيغ أدعية الإستفتاح في الصلاة .
ومن أدعية الإستفتاح أيضا ؛ ما أخرجه مسلم عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه كان يقول:-" سُبْحَانَك الْلَّهُم وَبِحَمْدِك ، وَتَبَارَك اسْمُك ، وَتَعَالَى جَدُّك ،وَلَا إِلَه غَيْرُك"الجد :- العظمة " وَتَعَالَى جَدُّك وَلَا إِلَه غَيْرُك "
وقد ثبت عن النبى - -صلى الله عليه وآله وسلم- سوى هَذَانِ الحديثين في أدعية الإستفتاح ؛ أنواعٌ أخرى ؛فيأتي المصلى بما ثبت عن النبى -صلى الله عليه وآله وسلم- وينوع وبالتنوع يحصل الخشوع ؛
- الإستعاذة والبسملة:-
بعد أن يأتى المصلى بدعاء الإستفتاح في الصلاة يأتي بالإستعاذة.
يشرع للقارئ أن يستعيذ بالله -تبارك وتعالى- عند كل قراءة ، بأن يقول :- [ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ] ، أو [ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ] ،وهذا حديث صحيح أخرجه أحمد وأبو داود ،
فهذه الصيغة من صيغ الإستعاذة يأتي بها المصلى ،بعد أن يأتي بدعاء الإستفتاح في الصلاة :- [ أعوذ باللهالسميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه - والهمز الموته :-وهى نوع من الجنون- ونفخه - ونفخ الشيطان الكبر- ونفثه:- وهو الشعر االمذموم-
فإذا آتى بالإستعاذة.. أتى بالبسملة ؛ يقول [ بسم الله الرحمن الرحيم ]
لحديث أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه - أنه يأتى بها سراً قال :-" صَلّيْت مَع رَسُوْل الْلَّه-صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- وَأَبِى بَكْر وَعُمَر وَعُثْمَان ،فَلَم أَسْمَع أَحَدا مِنْهُم يَقْرَأ [ بسَم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم ]" والحديث أخرجه مسلم في صحيحه ،وفي رواية له أيضا
" فَكَانُوْا يَسْتَفْتِحُوْن بالْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن ، لَا يَذْكُرُوْن بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم فِي أَوَّل قِرَاءَة وَلَا فِي آخَّرَهَا "وهذا أخرجه البخارى أيضا في صحيحه .
ولا بأس بالجهر بالبسملة للمصلحة الراجحة كتعليم المأمومين ، وكتأليف قلوبهم ونحو ذلك .وقد مرَّ أن مذهب الشافعي "- أن البسملة يؤتي بها جهرا عند الإتيان بالفاتحة فى الصلاة جهرا ، وأنها أية من الفاتحة -"
فلا بأس بالجهر- أي:- بالبسملة - للمصلحة الراجحة كتعليم المأمومين ، أو لتأليف قلوبهم ؛ ونحو ذلك من الأغراض الشرعية المعتبرة .
· رابعاً :- قراءة الفاتحة
ثم يقرأ الفاتحة ؛ لحديث عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال :-" لَا صَلَاة لِمَن لَم يَقْرَأ بِفَاتِحّة الْكِتَاب "والحديث في الصحيحين .
وقراءة الفاتحة تجب على كل مصلٍ ، بما في ذلك المأموم في صلاة الجهرية والسرية ،وتسقط بإدراك الإمام راكعا على الصحيح . لحديث أبي بَكرة- رضي الله عنه - عند البخاري" أَنَّه انْتَهَى إِلَي الْنَّبِي -صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- وَهُو رَاكِع فَرَكَع ، فَرَكَع قَبْل أَن يَصِل إِلَى الْصَّف ، فَذَكّر ذَلِك لِنَبِى-صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم- فَقَال :- زَادَك الْلَّه حِرْصا وَلَا تَعُد "
- قول آمين:-
إذا فرغ من قراءة الفاتحة قال:-[ آمين فيقول المصلي بعد الإنتهاء من قراءة الفاتحة [ آمين ] ؛ وآمين معناها:- اللهم استجب، وهى اسم فعل أمر .
يجهر بالتأمين في الجهرية ويسر بالتأمين في السرية ؛ لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه -قال:- " كَان رَسُوْل الْلَّه - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- إِذَا فَرَغ مِن قراءة أَم الْقُرْآَن رَفَع صَوْتَه ، وَقَال :- [ آَمِيْن ]" أخرجه الدارقطني وحسنه والحاكم ، والحديث حسنه الألباني ،.
- قراءة ما تيسر من القرآن
يقرأ صورة بعد الفاتحة أو ما تيسر من القرآن ؛ إذا فرغ من القراءة -قراءة الفاتحة والتأمين- يقرأ سورةً بعد الفاتحة أو يقرأ ما تيسر من القرآن في ركعتي الصبح ، والجمعة ،وفي الركعتين الأوليين من صلاة الظهر،والعصر والمغرب والعشاء ، وفي جميع ركعات النفل ؛
لحديث أبي قتادة - رضي الله عنه - قال :- " كَان رَسُوْل الْلَّه - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- يَقْرَأ فِي الْرَّكْعَتَيْن الْأَوْلِّيين مِن صَلَاة الْظُّهْر بِفَاتِحَة الْكِتَاب وَسُوْرَتَيْن يُطَوِّل فِي الْأُوْلَى ، وَيُقْصَر فِي الْثَّانِيَة ، وَيَسْمَع الْأَيَّة أَحْيَانا، وَكَان يَقْرَأ فِي الْعَصْر بِفَاتِحَة الْكِتَاب وَسُوْرَتَيْن، وَكَان يُطَوِّل فِي الْأُوْلَى ، وَكَان يُطَوِّّل فِي الْأُوْلَى مِن صَلَاة الْصُّبْح ، وَيُقْصَر فِي الْثَّانِيَة"
وحديث أبي قتادة - رضي الله عنه - أخرجه الشيخان في صحيحيهما ،
وفي لفظ للبخاري
" وَكَان الْنَّبِي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- يَقْرَأ فِي الْرَّكْعَتَيْن مِن الْظُّهْر وَالْعَصْر بِفَاتَخة الْكِتَاب ، وَسُوْرَةٍ سُوْرَة وَيُسْمِعُنَا الْأَيَّة أَحْيَانا"
ويشرع أحيانا قراءة شيءٍ من القرآن بعد الفاتحة في الركعتين الأخريين ،
يشرع أحياناً قراءة شيء من القرآن بعد الفاتحة في الركعتين الأخريين؛ لحديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - " أَن الْنَّبِى - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- كَان يَقْرَأ فِي صَلَاة الْظُّهْر فِي الْرَّكْعَتَيْن الأْوَلِيَّيْن فِي كُل رَكْعَة قَدْر ثَلَاثِيْن أَيَّة ، وَفِي الْأُخْرَيَيْن قَدْر خَمْس عَشْرَة أَيَّة -أَوَقَال نَصِف ذَلِك - وَفَّى الْعَصْر فِي الْرَّكْعَتَيْن الْأُولَيَيْن ، فِي كُل رَكْعَة قَدْر قراءة خَمْس عَشْرَة أَيَّة ، وَفِى الْأُخْرَيَيْن قَدْر نِصْف ذَلِك "
وهذا الحديث أخرجه مسلم في صحيحه ،
وقد قال الصنعاني - رحمه الله :-"وفيه دلالة على قراءة غير الفاتحة معها في الأخريين"وقال:- " ويحتمل أن يجمع بينهما - أي:- بين حديث أبى قتادة، وأبي سعيد - رضي الله عنه - بأنه - صلى الله عليه وآله وسلم- كان يصنع هذا تارة؛ فيقرأ فيالأخريين غير الفاتحة معها ، ويقتصر عليها فيهما أحيانا ، فتكون الزيادة عليها فيهما سنة ، تُفعل أحيانا وتترك أحيانا "

- السكتات في الصلاة
إذا فرغ من القراءة سكت سكتةً بعد الفراغ من القراءة ؛
إذا فرغ من القراءة سكت سكتة بقدر ما يتراد إليه نَفَسُه ، حتى لا يصل القراءة بالركوع ، بخلاف السكتة الأولى قبل قراءة الفاتحة ؛ فإنه يقرأ فيها دعاء الإستفتاح ، فتكون هذا السكتة بقدره - أي:- بقدر دعاء الإستفتاح- .
لحديث الحسن عن سمرة - رضي الله عنه - عن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- " أَنَّه كَان يَسْكُت سَكْتَتَيْن ، إِذَا اسْتَفْتَح الصَّلَاة ،وَإِذَا فَرَغ مِن الْقراءة كُلَّها"
والحديث أخرجه الترمذي وحسنه الشيخ شاكرٌ وغيره .
كان يسكت سكتتين إذا أستفتح الصلاة ، فكان يقرأ دعاء الإستفتاح في تلك السكتة ، فتكون هذه السكتة الأولى بقدر دعاء الإستفتاح؛
وإذا فرغ من القراءة كلها -وقبل الركوع ، يسكت سكتةً حتى لا يصل القراءة بالركوع
· خامساً:- الركوع
ثم يكبر للركوع ؛
- صفة الركوع
يركع مكبرا ، رافعا يديه إلى حذو منكبيه أو إلي حيال أذنيه ، ويركع ويضع كفيه على ركبتيه كالقابض عليهما ، مفرجاً بين أصابعه ، وينحي يديه عن جنبيه ، ويبسط ظهره ويمده . ويجعل رأسه حيال ظهره معادلاً لظهره غير مرفوع ، وغير منخفض ، فيجعل رأسه حيال ظهره معادلا لها ، غير مرفوع ولا منخفض . لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في قصة المسيء في صلاته- كما في الصحيحين- ،
وفي الحديث :-" ثُم أَرْكَع حَتَّى تَطْمِئن رَاكِعا"
ولحديث عائشة - رضي الله عنها- عند مسلم في الصحيح "وَكَان إِذَا ركَع لَم يُشْخِص رَأْسَه ، وَلَم يُصَوِّبْه ، وَلَكِن بَيْن ذَلِك"
لَم يُشْخِص رَأْسَه - أي:- لم يرفعه
وَلَم يُصَوِّبْه - أي:- لا يخفضه خفضا بليغا بينا.
بل يجعل رأسه حيال ظهره معادلاً له ، غير مرفوعٍ ولا منخفض ،ويطمئن في الركوع.
- أذكار الركوع
ويأتي بأذكار الركوع ؛ يقول في الركوع :- [سبحان الله العظيم ثلاثا ]
لحديث حذيفة - رضي الله عنه - : " أَنَّه صَلَّى مَع الْنَّبِي - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- فَكَان يَقُوْل فِي رُكُوْعِه [ سُبْحَان رَبِّي الْعَظِيْم ] ،وَفِي سُجُوْدِه [ سُبْحَان رَبِّي الْأَعْلَى ] "وحديث حذيفة أخرجه مسلم في صحيحه ؛
وفي رواية لابن ماجة ؛ وهي رواية صحيحة " أَنَّه كَان - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- يَقُوْل :-[ سُبْحَان رَبِّي الْعَظِيْم] - ثَلَاث مَرَّات، وَإِذَا سَجَد قَال :-[ سُبْحَان رَبِّي الْأَعْلَى] ثَلَاث مَرَّات "
ويزيد على ذلك إن شاء لحديث عائشة - رضي الله عنها- في الصحيحين :-" كَان الْنَّبِي - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم-يُكْثِر أَن يَقُوْل فِي رُكُوْعِه وَسُجُوْدِه [ سُبْحَانَك الْلَّهُم وَبِحَمْدِك ، الْلَّهُم اغْفِر لِي] "
قالت - رضي الله تبارك وتعالى عنها- " يَتَأَوَّلُ الْقُرْآَنَ -(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)- [النصر/3]"
فكان النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده
" [ سُبْحَانَك الْلَّهُم وَبِحَمْدِك ، الْلَّهُم اغْفِر لِي] "
وعن عائشة - رضي الله عنها - فيما روي مسلم في صحيحه قالت:- " كَان- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- يَقُوْل فِي رُكُوْعِه وَسُجُوْدِه:-[ سُبُّوْح قُدُّوْس ، رَب الْمَلَائِكَة وَالْرُّوْح] "
فهذا أيضا من أذكار الركوع [ سبوح قدوس رب الملائكة والروح]
وعن عوف بن مالك الأشجعي - رضي الله عنه - فيما اخرجه أبي دواد في سننه بإسنادٍ صحيح " أَن الْنِّبي- صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- كَان يَقُوْل فِي رُكُوْعِه :-[ سُبْحَان ذِي الْجَبَرُوْت وَالْمَلَكُوْت وَالْكِبْرِيَاء وَالْعَظَمَة ]، ثُم سَجَد بِقَدْر قِيَامِه ، ثُم قَال فِي سُجُوْدِه مِثْل ذَلِك "
وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فيما أخرجه مسلم في صحيحه " أَن الْنَّبِي - صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم- كَان إِذَا رَكَع قَال :-[ الْلَّهُم لَك رَكَعْت وَبِك آَمَنْت وَلَك أَسْلَمْت، خَشَع لَك سَمْعِي وَبَصَرِى وَمُخِّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي] "
فهذه من أذكار الركوع
1. يقول :- [سبحان ربي العظيم ]
2. أو يقول:-[ سبحانك اللهم وبحمدك ، اللهم أغفر لي ]،
3. أو يقول :- [سبوح قدوس رب الملائكة والروح ]
4. أو يقول:- [ سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة]
5. أو يقول :-[اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي ]
- حكم قراءة القرأن في الركوع والسجود
وقد نهى النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- عن قراءة القرآن في الركوع والسجود ،كما في حديث بن عباس رضي الله عنهما قال :-" قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ - صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ- أَلَا وَإِنِّىٓ نُهِيْتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآَنَ رَاكِعا أَوْ سَاجِدا ، فَأَمَّا الْرُّكُوعُ فَعَظِّمُوْا فِيْهِ الْرَّبَّ -عَزَّوَجَلَّ - وَأَمَّا الْسُّجُودُ فَاجْتَهِدُوْا فِيْ الْدُّعَاءِ فَقَمِنٌ -وبفتح الميم أيضا فقمَنٌ - أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ "
والحديث عند مسلم في الصحيح ،
وقمِنٌ وبفتح ميمها :- أي حقيقٌ وجدير ؛ فلا يقرأ القرآن في حال الركوع ،ولا في حال السجود ؛ أما الركوع فعظموا فيه الرب -عزوجل- وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمِنٌ أن يستجاب لكم ؛
- الإطمئنان في الركوع
إذا أتى بأذكار الركوع وركع مطمأنا ، رفع منه ؛ والإطمئنان في الركوع ركن من أركان الصلاة : " أَنَّ يُطْمَئنّ رَاكِعا "
الركوع ركن والإطمئنان فيه ركن ، وإذا أخل بالطمأنينة في الصلاة بطلت صلاته كما في حديث المسيء في صلاته.



يتبع بحول الله وقوته...
__________________
...فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ،ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته "

التعديل الأخير تم بواسطة أم معاوية ; 08-18-2011 الساعة 08:12 PM
رد مع اقتباس