عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-18-2017, 06:44 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي من الطرائف السلفية: دعاء عمر رضي الله عنه للضب بالرزق!

من الطرائف السلفية: دعاء عمر رضي الله عنه للضب بالرزق!

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فالضب حيوان معروف، وهو من الزواحف، ومما أباح الله أكله، وقد أكله خالد بن الوليد رضي الله عنه وغيره من الصحابة بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكره عليهم، ويعتبره كثير من الناس من أطيب المطعومات.

والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعاف أكله لأنه لم يكن بأرض قومه، وكذلك لكون أمة من الأمم مسخت ضِباباً.

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بضب، فأبى أن يأكل منه، وقال: «لا أدري لعله من القرون التي مسخت».
وقال: قال عمر بن الخطاب: «إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرمه، إن الله عز وجل ينفع به غير واحد، فإنما طعام عامة الرعاء منه، ولو كان عندي طعمته»
رواه مسلم في صحيحه.

وعن أبي سعيد رضي الله عنه، قال: قال رجل: يا رسول الله، إنا بأرض مضبة، فما تأمرنا؟ - أو فما تفتينا؟ - قال: «ذكر لي أن أمة من بني إسرائيل مسخت»، فلم يأمر ولم ينه، قال أبو سعيد: فلما كان بعد ذلك، قال عمر رضي الله عنه: «إن الله عز وجل لينفع به غير واحد، وإنه لطعام عامة هذه الرعاء، ولو كان عندي لطعمته، إنما عافه رسول الله صلى الله عليه وسلم». رواه مسلم.



وعن ثابت بن زيد الأنصاري، رضي الله عنه , قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصاب الناس ضبابا , فاشتووها , فأكلوها. فأصبت منها ضبا فشويته ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ جريدة , فجعل يعد بها أصابعه فقال: «إنه أمة من بني إسرائيل , مسخت دواب في الأرض , وإني لا أدري , لعلها هي؟» . فقلت: إن الناس قد اشتووها فأكلوها , فلم يأكل , ولم ينه". رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم،
وهو حديث مختلف فيه اختلافا كثيرا، وقد صححه شيخنا الألباني رحمه الله في الصحيحة(رقم/2970).

وكون أمة مسخت ضبابا لا يعني أنه حرام، ولا يعني أن الضب هو من نسل تلك الأمة، فالمسخ لا يبقى بعد ثلاثة أيام بل يموت ويهلك.


ومن الطرائف المروية عن السلف في الضب ما يلي:

1- رأى عمر أعرابياً سميناً في عام مجاعة، فقال: «من أي شيء سمن هذا؟» ، فقالوا: من أكل الضباب.

فقال: «والله لوددت أن في جحر كل ضب ضبين، اللهم اجعل رزقهم في بطون الآكام ورءوس التلاع». رواه ابن أبي شيبة في المصنف، وعبدالله بن أحمد في العلل، وابن شبة في تاريخ المدينة، وابن جرير في تهذيب الآثار وغيرهم من طرق عديدة يصح الأثر بها.


2- قال عمر: «ما يسرني أن لي مكان كل ضب دجاجة»، وفي لفظ: «لضب أحب إلي من دجاجة»

رواه ابن أبي شيبة، وابن جرير في تهذيب الآثار بسند صحيح.

3- عن سعيد بن المسيب رحمه الله: أن رجلا كان راعيا فشكا إلى عمر بن الخطاب الجوع بأرضه، فقال له عمر: ألست بأرض مضبة؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين، قال عمر: «ما أحب أن لي بالضباب حمر النعم». رواه عبدالرزاق في المصنف.

4- الضب وليمة في عرس بعض السلف!

عن يزيد بن الأصم، قال: دعانا عروس بالمدينة فقرب إلينا ثلاثة عشر ضباً، فآكِل وتاركٌ،

فلقيت ابن عباس من الغد، فأخبرته، فأكثر القوم حوله حتى قال بعضهم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا آكله، ولا أنهى عنه، ولا أحرمه»،

فقال ابن عباس: بئس ما قلتم، ما بعث نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا محلا ومحرما، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو عند ميمونة، وعنده الفضل بن عباس، وخالد بن الوليد، وامرأة أخرى، إذ قرب إليهم خوان عليه لحم، فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل، قالت له ميمونة: إنه لحم ضب، فكف يده، وقال: «هذا لحم لم آكله قط»، وقال لهم: «كلوا»، فأكل منه الفضل، وخالد بن الوليد، والمرأة، وقالت ميمونة: لا آكل من شيء إلا شيء يأكل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم في صحيحه.

وبعد:

فإن من لم يكن معتادا على أكل الضب فإن منظره لا يساعد على تشهيه وأكله، لكن من صاحب من يأكله يوشك أن يألف أكله.

ولم أظن أني في حياتي سآكل الضب حتى دعاني شيخنا الشيخ محمد بن عبدالوهاب العقيل حفظه الله وشفاه وعافاه قبل عشرين سنة على وليمة أعدها من ضباب كثيرة فوق الثلاثين ولعلها نحو خمسين ضباً، ودعا جمعا كبيرا من الإندونيسيين منهم أخونا ذو الأكمل الإندونيسي، وأظن معهم كذلك الأخ محمد ولدان الإندونيسي وهما من خيرة الدعاة السلفيين في إندونيسيا، وهما من زملاء الدراسة بالجامعة الإسلامية، فدعاني الشيخ معهم، فأكلته ووجدت طعمه قريبا من طعم الحبار وهو نوع من الأسماك يبخ ويقذف ما يشبه الحبر عند شعوره بالخطر، وله أرجل تشبه أرجل الأخطبوط، وطعمه طيب!

فأيها القارئ الكريم: لا تجعل شكل الضب مانعا لك من أكله!


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي
28/ 1/ 1439 هـ
رد مع اقتباس