عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-16-2017, 10:52 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

(( إن لصاحب الحق مقالا )) (2)
عبد الواحد المدخلي
بسم الله الرحمٰن الرحيم
وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم،
وبعد،
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً:
"ألا لا يمنعن رجلاً هيبةُ الناس أن يقول بحق إذا علمه".
أخرجه الترمذي وابن ماجه، وصححه العلامة الألباني في"الصحيحة" 168
قال العلامة ربيع بن هادي حفظه الله في وصيته لطلاب العلم السلفيين، هذا شيءٌ منها:
"فأوصيكم بتقوى الله، وأوصيكم بالعدل والإنصاف، والبعد عن التعصبات العمياء، واتباع الهوى {ومن أضل ممن اتبع هواه}، وردُّ الصدق جريمة {ومن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه}.
التكذيب بالحق من شأن أهل الضلال،
من شأن الكفار،
من شأن الروافض,
يقول شيخ الإسلام في وصف الروافض:
"ليس هناك طائفة ترد الصدق، وتصدق الكذب مثل الروافض".
فالآن يجب على من ينتهج المنهج السلفي:
أن يربأ بنفسه عن سلوك هذه المذاهب الفاسدة، التعصب الأعمى،
التعصب الجاهلي،
ورد الحق من أجل فلان وفلان،
والله لو كان من كبار العلماء،
ومن كبار أئمة السنة وأخطأ لما يجوز لك أن ترد الحق….
وابحثوا عن الحق، وخذوا به، واشهدوا به،
ولو على أنفسكم، أو الوالدين، أوالأقربين،
قال الله تبارك وتعالى: {يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين}.
نعم،
فالعلم والعدل والإنصاف في (الكتابة والقراءة)
العلم والعدل والإنصاف في (النقد والرد والموقف من النقد والرد)
ولا تلازم بين النقد والرد، وبين التبديع والتفسيق والطعن.
فتنبه أيها السلفي حفظك الله،
وتمعن في وصية الربيع،
بعلم وعدل وإنصاف،
فالحق ضالة المؤمن،
ولا يوجد عندنا في دعوتنا تعصبٌ جاهلي،
ولا تكميم أفواه،
ولا إذا سرق فينا الضعيف أقمنا عليه الحد،
وإذا سرق فينا الشريف تركناه،
بل كلنا في هذه الحياة الدنيا بين راد ومردود عليه،
يرد الصغير على الكبير،
ويرد الكبير على الصغير،
ويرد الصغير على الصغير،
ويرد من قلّٙ علمه على من كثر علمه،
وكل ذلك في حدود العلم والعدل والإنصاف.
قال ابن رجب رحمه الله:
"وكذلك المشايخ والعارفون،
كانوا يوصون بقبول الحق،
من كل من قال الحق،
صغيراً كان أو كبيراً،
وينقادون لقوله".اهـ
(الحِكَم الجديرة بالإذاعة ص 126)
و قال رحمه الله أيضاً، و هو يحكي طريقة السلف رحمهم الله تعالى:
"وقد بالغ الأئمة الوَرِعون، في إنكار مقالات ضعيفة لبعض العلماء، وردِّها أبلغ الردِّ، كما كان الإمام أحمد ينكر على أبي ثور وغيره مقالات ضعيفة، تفردوا بها ويبالغ في ردها عليهم، هذا كله حكم الظاهر.
وأما في باطن الأمر: فإن كان مقصوده في ذلك مجرد تبيين الحق، ولئلا يغتر الناس بمقالات من أخطأ في مقالاته، فلا ريب أنه مثاب على قصده، ودخل بفعله هذا، بهذه النية، في النصح لله ورسوله وأئمة المسلمين وعامتهم.
وسواء كان الذي بين الخطأ صغيراً أو كبيراً، فله أسوة بمن رد من العلماء مقالات ابن عباس، التي يشذ بها، وأُنكرت عليه من العلماء، مثل المتعة والصرف والعمرتين وغير ذلك". اهـ.
(الفرق بين النصيحة والتعيير - مجموع رسائله 406/2)
وقال أيضاً:
"فلهذا كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم، يقبلون الحق ممن أورده عليهم،
وإن كان صغيراً،
ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم". اهـ.
قال الشيخ إسحاق ابن غاثم العلثي رحمه الله في نصيحته لابن الجوزي:
"ولو كَانَ لا ينكر من قلّٙ علمه عَلَى من كثر علمه،
إِذًا لتعطل الأمر بالمعروف،
وصرنا كبني إسرائيل،
حيث قَالَ تَعَالَى: {كانوُا لاَ يَتَنَاهُوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ}..! بَل ينكر المفضول عَلَى الفاضل". اهـ.
(ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 206/4)
قال ابن عبد البر في التمهيد 151/23:
"وَلَا يَمْنَعُونَ الصَّغِيرَ إِذَا عَلِمَ أَنْ يَنْطِقَ بِمَا عَلِمَ،
وَرُبَّ صَغِيرٍ فِي السِّنِّ كَبِيرٌ فِي عِلْمِهِ،
وَاللَّهُ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ بِحِكْمَتِهِ وَرَحْمَتِهِ.
قال الله تعالى مخبراً عن الهدهد: {فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِين}
قال القرطبي رحمه الله في الجامع لأحكام القرآن: "وَفِي الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الصَّغِيرَ يَقُولُ لِلْكَبِيرِ،
وَالْمُتَعَلِّمَ لِلْعَالِمِ،
عِنْدِي مَا لَيْسَ عِنْدَكَ،
إِذَا تَحَقَّقَ ذَلِكَ وَتَيَقَّنَهُ".
ذكرت ذلك أيها الإخوة ليعلم القارئ،
أن الصغير يرد على الكبير،
وأن الرد لابد له من علم وعدل وإنصاف،
وأن الرد لا يلزم منه تبديع، ولا تفسيق،
ولا يلزم منه طعن ولمز وغمز في علمائنا،
وكما أن الناقذ والكاتب ملزم بالعلم والعدل والإنصاف، كذلك القارئ والسامع، ملزم بالعلم والعدل والإنصاف.
نعم،
وما ذكرته في المقال الأول، وهذا، و ما سأذكره في الثالث إن شاءالله، إلا على إعتقاد،
أن ما قام به عبد الواحد المدخلي، غفر الله لنا وله،
هو خطأ، قد تكرر وقوعه،
فقد وقع هذا مع إخوة الجنوب منذ سنتين،
ووقع مع إخواننا العام الماضي،
ووقع معنا ونحن عشرة من الإخوة،
ووقع كذلك مع إخوة الشرق الذين نقلوا كلام الربيع في حفتر،
وكل ذلك فيه إساءة للمنهج السلفي،
وتقصير في الأمانة العلمية الموكلة له،
وإخفاء لنصائح غالية وثمينة للعلامة ربيع،
توقف الفتن، وتحسم الخلاف، وتؤلف القلوب، وتنهي الشقاق والنزاع بين السلفيين.
نعم هذا الحق الذي ليس فيه خفاء،
وكل ذلك لا يضر الربيع في شيء …...
وسوف أفتتح المقال الثالث، بذكر ماوقع لنا،
أقول لنا، وليس لي،
فنحن عشرة من الإخوة السلفيين بإذن الله تعالى ٍ
يتبع......
كتبه/
أبوعلي المدني الليبي ناصر علي الأخضر
الإربعاء 02 جمادى الآخرة 1438 هجري
الموافق 01 مارس 2017 ميلادي


المصدر:

https://www.facebook.com/permalink.p...00008253436302
رد مع اقتباس