عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 10-25-2012, 11:00 PM
أم شكيب السلفية أم شكيب السلفية غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الجــزائر
المشاركات: 270
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي

حب المال

حب المال غريزة الحرص على تحصيله هذا من حيث هو مباح لكن لو ما كان في هذا المباح إلا تضيع ساعات العمر, والعمر شريف تضيعه وهو الذي لا يعدله شيء، تضيعه في هذا الفاني لكفى بذلك ذما لك إذ أنت كلفت نفسك بالرزق المضمون لك عند الله تبارك وتعالى وتركت غير المضمون, فالله جل وعلا كما جاء في حديث الصادق المصدوق قد تكفل للعبد برزقه ، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ((إن أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً ثُمَّ أَرْبَعِينَ عَلَقَةً )) الحديث وفيه قال ثم يرسل إليه الْمَلَك بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، ومن هذه الكلمات كتابة رزقه، فالله جل وعلا قد كتب لك الرزق وضمنه.
﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾ فالله قد كتب لك الرزق وضمنه، فأنت أتعبت نفسك في المضمون ولم تتعبها في تأمينها في ما لم يُضمن لك وهو اكتساب الخير الذي تنال به الدرجات العلى عند الله تبارك وتعالى من يضمن لك الجنة؟ لا أحد لكن الرزق قد ضمنه الله جل وعلا لك، فأنت بهذا الوجه ضيعت عمرك في اكتساب شيءٍ قد ضُمن، والحرص لا يأتي لك بشيء أكثر مما كُتب، فعليك أن ترضى وألا تجهد نفسك بكثرة الأسفار وتضيع الليالي والنهار وركوب الأخطار والمخاطرة في الازدياد من هذا المال مع الغفلة عن اكتساب الطاعات التي ترتفع بها في الدرجات عند الله تبارك وتعالى فتترك هذا المال خلفك وما بنيت لك منه شيئًا أمامك، لا شك أن العاقل لا يرضى بهذا لأن الله سبحانه وتعالى أوجدنا في هذه الدنيا وجعلها مزرعةً للآخرة، فمن خرج منها ولم يزرع فيها شيئًا يحصده في الآخرة فهذا ليس بعاقل، العاقل من زرع فيها ما يحصده يوم القيامة ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾والذي ألهاه المال والحرص على تحصيله على هذا النحو وإن كان تحصيله له مباحَ إلا أنه يذم على تضييع أوقات عمره من هذا النحو.
رد مع اقتباس