عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-23-2016, 05:56 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,370
شكراً: 2
تم شكره 273 مرة في 213 مشاركة
افتراضي الإخوانيون وافتعال الفتنة بسبب تركيا

الإخوانيون وافتعال الفتنة بسبب انقلاب تركيا

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

منذ أن أعلن عن انقلاب تركيا وما فتئت وسائل إعلام الحكومة التركية من عزو هذا الانقلاب إلى فصيل صغير في الجيش بتحريك من فتح الله غولن أستاذ الرئيس التركي حالياً.

فالانقلاب قام بأيد صوفية تسلك مسلك الإخوان المسلمين، وكان فتح الله غولن قد حظي بثناء وتمجيد الإخوان المسلمين.

فلم يقم أتباع أتاتورك بالانقلاب حسب تصريح الحكومة التركية.

فلا علاقة للانقلاب بالليبرالية ولا العلمانية ولا الإلحاد بل ولا الإسلام!

فتشبيه الانقلاب بانتصار الروم على الفرس من أغبى التشبيهات وأبعدها عن الواقع.

وكذلك من يظن أن الانقلاب بسبب ميول إسلامية لأحد طرفي الانقلاب! فهو ظن فاسد.


فهو انقلاب يحمل في طياته حب الزعامة والخصومة والتفرق الحاصل بين أتباع تيار فكري واحد يجتمع عليه ما يسمى بالتيار الإسلامي الإخواني في تركيا.

وهو أشبه بالخلاف الحاصل بين فصيلين متناحرين من الإخوانيين كما حصل في فترة زمنية الخلاف بين المرشد وبين سيد قطب وكلهم إخوانيون ولكن عندهم اختلاف في بعض وجهات النظر، وكلهم يرجع إلى أصول ومبادئ متفق عليها بينهم.

وكذلك هو أشبه بما حصل من خلاف بين جماعة الإخوان وتلميذهم حسن الترابي الإخواني.

وكذلك أشبه بالخلاف الذي حصل بين برهان الدين رباني وحكمتيار وكلهم إخوانيون، لكنهم تقاتلوا ودمروا البلاد وأهلكوا العباد.


فهي مشكلة داخلية.


ولكن اتخذها الإخوانيون ذريعة لتلميع أحد الطرفين، وذريعة للطعن في حكام الدول الإسلامية أو بعضهم، كما أنهم اتخذوها ذريعة للتستر على أخطاء الحكومة التركية العلنية التي ما انفك الإخوانيون على تكفير أو تخوين من يقوم بها كالتطبيع مع دولة اليهود.


وأما ربط الانقلاب بالصهاينة وأمريكا وروسيا وأوروبا أو ببعض الدول العرب التي تعرف حقيقة الإخوان وتعرف مدى خيانة الإخوان فهذا كله من باب الاستقواء بهذه الدعايات على مخالفيهم من الإخوانيين من نفس التيار..

لما قامت الحرب في كابل بأفغانستان بين وزير الدفاع السابق حكتيار، وبين الحكومة برئاسة رباني كانت شعارات الطرفين الحرب على أمريكا، فيقنع حكمتيار أتباعه أنه يحارب أنصار أمريكا، ويقنع رباني وأحمد شاه مسعود أصحابهما بأنهم يحاربون عملاء أمريكا!!

بل حتى الحرب بين رباني وطالبان كانت عمدة الحرب : محاربة عملاء أمريكا، وكلا الطرفين يرفعان نفس الشعار.

فربط ما حصل في تركيا بجهات أجنبية شيء معهود إذا اختلف الإخوانيون أنفسهم، فيخون بعضهم بعضا، ويرمي بعضهم بعضا بالعمالة للغرب والصهاينة..

والحقيقة أن جماعة الإخوان بنفسها عميلة للغرب، ولا يبعد أن يكون لكبار قادتها علاقة مع الماسونية العالمية..

وكون الانقلابيين أو من يعارضهم لهم صِلاة بالصهاينة أو الغرب فهذا ليس مستبعداً ولا مستغرباً..


فعلاقة الحكومة التركية مع اليهود، وأمريكا والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وغيرها علاقة قوية متينة ومع ذلك لا يقولون عنها إنها عميلة، وأنها صهيونية، وأنها خائنة.

فهي قضية دعائية استغلالية لا أقل ولا أكثر.

ولا أبرئ طرفاً من أطراف الانقلاب ومن يضاده، ولكن أتكلم عن حقيقة وواقع.

وعندنا والحمد لله ثوابت شرعية لا نتزحزح عنها وهي: لزوم منهج السلف، والثبات على السنة، وتحريم الانقلابات والثورات والمظاهرات والجماعات والأحزاب، وندعوا الناس إلى الاجتماع على الحق وترك التفرق والاختلاف، ونحارب الشرك والبدع والخرافات.

وندعوا الناس إلى الهدوء والسكينة، وأن يتعاملوا مع ولاتهم بالتعامل الشرعي، وندعوا الله أن يوفق ولاة الأمور المسلمين للعدل في رعاياهم.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
18/ شوال/ 1437 هـ

رد مع اقتباس