عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-07-2016, 10:03 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي تخريج حديث "لا توسدوا القرآن" وبيان معناه

بسم الله الرحمن الرحيم

تخريج حديث "لا توسدوا القرآن"

يقول السائل:

السلام عليكم: ما صحة حديث (لا توسدوا القرآن) وجزاكم الله خيرا؟

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذا الحديث رواه البخاري في التاريخ الكبير والطبراني وأبو نعيم في أخبار أصبهان وفي معرفة الصحابة والبيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر في تاريخه من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن المهاصر بن حبيب عن عبيدة الأملوكي -وفي رواية: المليكي- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أهل القرآن لا توسدوا القرآن واتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار وأفشوه وتغنوه وتدبروا ما فيه لعلكم تفلحون ولا تعجلوا تلاوته فإن له ثوابا".

ومداره على أبي بكر بن أبي مريم الغساني وهو ضعيف، وقد رواه أبو عبيد في فضائل القرآن من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن المهاصر به مرسلا.

ورواه البيهقي في شعب الإيمان مرة أخرى عن أبي بكر بن أبي مريم عن المهاصر عن عبيدة الأملوكي موقوفا عليه.

فهو حديث ضعيف مرفوعا وموقوفا.

ومعناه: لا تناموا عنه يا من جمعتم القرآن وحفظتموه.

قال ابن الأعرابي: "لقوله: لا يتوسد القرآن، وجهان: أحدهما: مدح والآخر ذم، فالذي هو مدح أنه لا ينام عن القرآن ولكن يتهجد به، ولا يكون القرآن متوسّدا معه بل هو يداوم قراءته ويحافظ عليها، وفي الحديث: (لا توسدوا القرآن واتلوه حق تلاوته).

والذي هو ذم أنه لا يقرأ القرآن ولا يحفظه ولا يديم قراءته، وإذا نام لم يكن معه من القرآن شيء.

فإن كان مدحه فالمعنى هو الأول وان كان ذمه فالمعنى هو الآخر" انتهى كلامه رحمه الله، وسبق بيان ضعف الحديث.


وفي الباب حديث صحيح بمعناه .

عن السائب بن يزيد رضي الله عنهما : أن شريحاً الحضرمي رضي الله عنه ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «ذاك رجل لا يتوسد القرآن».

رواه ابن المبارك في الزهد، والإمام أحمد في المسند، والنسائي وغيرهم وسنده صحيح.

قال ابن صاعد في تفسيره لهذا الحديث: «معناه لا ينام عنه»

ففيه الحث على عدم توسد القرآن، وذلك بالقيام به في الليل، مع متابعة قراءة بالنهار.



والله أعلم

كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
٧/ صفر/ ١٤٣٨هـ
رد مع اقتباس