عرض مشاركة واحدة
  #70  
قديم 11-07-2019, 10:13 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

روابط دروسي يوم الخميس 10 / 3/ 1441هـ

الدرس السابع من دروس التعليق على الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني رحمه الله عرض ونقد لهذه السنة 1441هـ

استكمال التعليق على كلامه رحمه الله :

قال رحمه الله:

100- وقال تعالى: {علمه} أي: علم محمداً صلى الله عليه وسلم {شديد القوى} أي: شديد الخلق، يعني جبريل عليه السلام {ذو مرة} أي ذو قوة {فاستوى} أي: فاعتدل قائماً. يعني جبريل عليه السلام: {وهو بالأفق الأعلى} يعني: وجبريل بالأفق الأعلى، أي: بالمشرق من حيث تطلع الشمس {ثم دنا فتدلى} أي: فتدلى جبريل بالوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم يعني: فقرب {فكان قاب قوسين أو أدنى} أي: قدر ذراعين {فأوحى إلى عبده ما أوحى} أي: فأوحى جبريل إلى محمد، وقيل: فأوحى الله تعالى إلى محمد {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال الحسن: ما كذب فؤاده ما رأت عيناه ليلة أسري به.
بل صدقه الفؤاد {أفتمارونه على ما يرى} إلى قوله: {ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى} ، وأنه صلى الله عليه وسلم رأى هناك الأنبياء عليهم السلام: آدم، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، وإدريس، وفرضت عليه الصلوات الخمس، وكلمه الله تعالى، وأدخله الجنة وأراه النار على ما تواترت به الأخبار، وثبتت بنقله الآثار.

فصل:
101- ومن قولهم: إن الله سبحانه قد خلق الجنة والنار قبل خلق آدم عليه السلام، خلقهما للبقاء لا للفناء وأعدهما لأهل الثواب والعقاب، على ما أخبر به تعالى في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فقال عز من قائل: {مثل الجنة التي وعد المتقون} ، وقال: {يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة} ، وقال: {قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون} ، وقال: {وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين} والشيء المعد لا يكون إلا موجوداً مفروغاً منه، كما قال:
وأعددت للحرب أوزارها ... رماحاً طوالاً وخيلاً ذكوراً
..

http://www.m-noor.com/otiby.net/soun...41/w7-1441.mp3


تمت إضافة الدرس السابع من دروس التعليق على ضوابط الجرح والتعديل للشيخ الدكتور عبدالعزيز العبداللطيف رحمه الله لهذه السنة 1441هـ ، وهو التعليق على الفصل الثاني من الباب الثاني وهو ما يتعلق بأوجه الطعن الرواة فيما يتعلق بالعدالة.

قال رحمه الله:

الفصل الثاني

ما يختص بالعدالة

القسم الثاني: ما يختص بالعدالة:
خمسة أوجه هي:
1 ـ انخرام المروءة. 2 ـ الابتداع.
3 ـ الفسق. 4 ـ التهمة بالكذب.
5 ـ الكذب.
الوجه الأول: انخرام المروءة:
المروءة هي: آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإِنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات (4).
ولما كانت المروءة تتعلق بالأخلاق والعادات صار مرجعها إلى العُرْفِ.
والأمور العُرفية قَلَّما تنضبط، بل هي تختلف باختلاف الأشخاص والبلدان فربّما جرت عادة أهل بلد بمباشرة أمور، لو باشرها غيرهم لَعُدَّ ذلك خرماً للمروءة (5) وإن كانت مباحة شرعاً، كالأكل في الأسواق والانبساط في المداعبة والمزاح ... ونحو ذلك.
متى يُجْرح الراوي بالقدح في مروءته؟:
قال الخطيب البغدادي: ((الذي عندنا في هذا الباب ردّ خبر فاعلي المباحات إلى العالِم، والعمل في ذلك بما يقوى في نفسه.
فإن غلب على ظنه من أفعال مرتكب المباح المسقط للمروءة أنّه مطبوع على فعل ذلك والتساهل به، مع كونه ممن لا يحمل نفسه على الكذب في خبره وشهادته بل يرى إعظام ذلك وتحريمه والتنزّه عنه قَبِلَ خبره.
__________
(1) تفسير القرآن العظيم 1/ 138.
(2) انظر: فتح المغيث 1/ 319 ـ 320.
(3) انظر: تدريب الراوي 1/ 322.
(4) المصباح المنير 2/ 234. مادة (مرأ).
(5) انظر: فتح المغيث 1/ 288.


وإن ضعفت هذه الحال في نفس العالِم واتهمه عندها وجب عليه ترك العمل بخبره ورد شهادته)) (1).
ومن القدح بانخرام المروءة المنع من كتابة الحديث عمن يأخذ الأجر على التحديث، فقد منع بعض الأئمة كإسحاق بن راهويه والإمام أحمد وأبي حاتم من ذلك (2).
وذلك لمايلي:
1 ـ لما في أخذ الأجر على ذلك من خرم المروءة (3). فقد شاع بين أهل الحديث التخلق بعلو الهمم وظهارة الشيم وتنزيه العِرْضِ عن مدّ العين إلى شيء من العَرَضِ (4).
2 ـ ولأنه قد يُساء الظن بآخذ الأجر (5).
قال الخطيب البغدادي: ((إنما منعوا ذلك تنزيهاً للراوي عن سوء الظن به؛ لأن بعض من كان يأخذ الأجر على الرواية عُثِرَ على تَزَيُّدِهِ وادعائه ما لم يسمع لأجل ما كان يُعْطَى)) (6).
لكن قد استثنى ابن الصلاح من ذلك من اقترن أخذه للأجر بعذر ينفي عنه سوء الظن ويدفع عنه خرم المروءة، كما حصل من أبي الحسين ابن النقور إذ فعل ذلك لأن الشيخ أبا إسحاق الشيرازي أفتاه بجواز أخذ الأجرة على التحديث؛ لأن أصحاب الحديث كانوا يمنعونه من الكسب لعياله (7).
وقد ترخّص بعض الأئمة في أخذ الأجر، وذلك شبيهٌ بأخذ الأجر على تعليم القرآن ونحوه (8). ومن أولئك الأئمة:
1 ـ أبو نعيم الفضل بن دُكَين.
قال الذهبي: ((ثبت عنه أنه كان يأخذ على الحديث شيئاً قليلاً لفقره)) (9).
2 ـ علي بن عبد العزيز البغوي المكي.
قال الذهبي: ((أما النسائي فمقته لكونه كان يأخذ على الحديث، ولا شك أنه كان فقيراً مجاوراً)) (10).
وقال أيضاً: ((ثقة لكنه يطلب على التحديث ويعتذر بأنه محتاج)) (11).
__________
(1) الكفاية ص 182.
(2) انظر: المصدر السابق ص 241.
(3) علوم الحديث ص 235.
(4) فتح المغيث 1/ 346.
(5) انظر: علوم الحديث ص 235.
(6) الكفاية ص 241.
(7) انظر: علوم الحديث ص 235.
(8) انظر: علوم الحديث ص 235.
(9) سير أعلام النبلاء 10/ 152.
(10) تذكرة الحفاظ 2/ 623.
(11) ميزان الاعتدال 3/ 143.


http://www.m-noor.com/otiby.net/soun...1/dw7-1441.mp3

متابعة بقية الدروس الماضية والجديدة عبر هذا الرابط:

http://m-noor.com/showthread.php?t=17439

والله الموفق
رد مع اقتباس