عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-17-2017, 08:49 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي هل احتجم النبي صلى الله عليه وسلم؟

هل احتجم النبي صلى الله عليه وسلم؟

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:

فقد وردني هذا السؤال عام 2006م :

هــــــل نبينا صلي الله وسلم عليه وعلى آله احتجم؟

وما رأيكم فيمن ينكر الحجامة أو يضعف أحاديث رُويت على أن النبي صلى الله وسلم عليه وآله احتجم؟

فكان الجواب:

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:

فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم، وأنه حث على الحجامة في عدة أحاديث، بل نبه إلى أن الحجامة من أسباب الشفاء..

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ أَوْ يَكُونُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ الدَّاءَ وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ)) .


وروى البخاري في صحيحه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ فِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ كَيَّةٍ بِنَارٍ وَأَنَا أَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ)) .


وروى البخاري ومسلم عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أنه قال: احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ.

وروى البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ بُحَيْنَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ بِلَحْيِ جَمَلٍ فِي وَسَطِ رَأْسِهِ.

وروى البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْطَى الَّذِي حَجَمَهُ وَلَوْ كَانَ حَرَامًا لَمْ يُعْطِهِ


وروى البخاري ومسلم عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَجْرِ الْحَجَّامِ فَقَالَ:


احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عَنْهُ وَقَالَ إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ وَقَالَ لَا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ مِنْ الْعُذْرَةِ وَعَلَيْكُمْ بِالْقُسْطِ

وفي رواية عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
((إن أفضل ما تداويتم به الحجامة أو : إن من أمثل ما تداويتم به الحجامة))

وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخدعين والكاهل وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين. رواه أبو داود والترمذي، ورواه ابن ماجه إلى قوله: والكاهل.

وعنه رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم بـ ( ملل ) على ظهر القدم. رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم وصححه ابن خزيمة وابن حبان

وملل اسم منطقة بالمدينة على الطريق إلى مكة.

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة أسري به أنه لم يمر على ملإ من الملائكة إلا أمروه أن مر أمتك بالحجامة . رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب


وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من احتجم لسبع عشرة من الشهر كان له شفاء من كل داء)). رواه الطبراني والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي

ورواه أبو داود والبيهقي بلفظ : (( من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء)) .


قال ابن جرير في تهذيب الآثار(6/376) : [فالحق على كل محتجم أن يحجم من جسده أحرى أماكنه بسوق النفع بحجمه إياه إليه ، ودفع الضر عنه.

فاحتجامه عليه السلام في أخدعيه وبين كتفيه في بعض أحايينه ، غير موجب علينا إحالة احتجامه على هامته ونقرته ، وغير ذلك من سائر أماكن جسده في حال أخرى ، إذا كانت أماكن الحاجة إلى ذلك من أجساد بني آدم مختلفة ، لاختلاف عللهم فيها .

وقد ذُكِرَ عن المقدمين في العلم بعلاج أدواء الأجسام ، أن حجامة الأخدعين ، نفعهما للعارض من الأدواء في الصدر والرئة والكبد ، لأنها تجذب الدم منها وأن الحجامة على النقرة ، للعارض من الأدواء في العينين والعنق والرأس والظهر وأن الحجامة على الكاهل نفعها من الأدواء العارضة في الجسد كله وأن الحجامة على الهامة فوق القحف ، نفعها من السدر وقروح الفخذ واحتباس الطمث .


فإذا كانت منافع الحجامة ، لاختلاف أماكنها من أجساد بني آدم ، مختلفة ، على ما وصفت.

فمعلوم أن اختلاف حجم النبي صلى الله عليه وسلم من جسده ما حجم ، كان على قدر اختلاف أسباب الحاجة إليه ، فحجم مرة أو مرارا الأخدعين والكاهل ، ومرة أعلى هامته وبين كتفيه ، ومرة الأخدعين دون غيرهما .

وكان فعله ما كان يفعل من ذلك التماس نفعه ، ونفي الأذى عن نفسه. وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أن حجمه هامته كان لوجع أصابه في رأسه من أكله ما أكل بخيبر من الطعام المسموم ، وأنه كان يصف حجم ذلك لعامة علل الرأس وما اتصل به من الأعضاء] انتهى بتصرف يسير

ومن ينكر أحاديث الحجامة فهذا مخالف للسنة والإجماع، ومخالف لما تطابق عليه المسلمون جيلا بعد جيل، وهذا مما يعرفه الأطباء ولا ينكره العقلاء.


والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد

كتبه:

د. أسامة بن عطايا العتيبي
28/ 2/ 1439 هـ

رد مع اقتباس