عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-12-2011, 04:30 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي وقفات محاسبة للدُّعاة السَّلفيين

وقفات محاسبة للدُّعاة السَّلفيين

ومن وقفات المحاسبة - الَّتي لابدَّ منها -: محاسبة الدُّعاة لأنفسهم، ماذا قدَّموا للدَّعوة السَّلفيَّة الَّتي عمَّت كلَّ قُطْرٍ، ووصلت إلى كلِّ مصر، واعتنقها كلُّ ذي فطرة سويَّة، ومذعنٍ للحقِّ عن بصيرة ورويَّة،
هل حافظوا على لَمِّ شمل أنصارها ومحبِّيها؟! وغَذَّوْا فيهم روحَ الألفة والأخوَّة والنُّصرة؟
هل أخذوا بأيديهم فبصَّروهم ونصحوهم وعلَّموهم، وحذَّروهم مِنَ الآفات المدمِّرة والأفكار الزَّائغة والأخلاق الرَّديئة؟ هل علَّموهم بالقول والفعل والأسوة أن يكونوا عقلاء وحكماء ورحماء وقبل ذلك علماء؛ كما قال الشَّيخ ربيع حفظه الله.
إنَّ العقل والحكمة والرَّحمة وقبل ذلك العلم؛ قوامُ هذه الدَّعوة وأسُّها الَّذي ترتكز عليه، حتَّى لا يأتيها الدَّمار مِنَ القواعد، وسقفها الَّذي يحفظها من أعاصير الفتن وتحميها من طعنات الغادرين، وغذاءها الَّذي تقوِّي به بنيتها وتديم عليها سترها وعافيتها، فإذا خلتْ هذه الدَّعوة من هذه المذكورات أو تخلَّف واحد منها؛ وقع الخللُ، وانحسر مدُّ المحبِّين والمتعاطفين، وقَوِيَ طمعُ الشَّانئين المبْغِضِين، وتعرَّضت الدَّعوة للتَّصدُّع والانقسام، وربَّما ـ لا سمح الله إلى الانهيار والزَّوال.
فهبُّوا - يا دعاةَ الحقِّ - لانْتِشَال هذه الدَّعوة من المخاطر المحدقة بها، وترفَّعوا عن السَّفاسف والدَّناءات، واسْمُوا بإخلاصكم وتجرُّدكم إلى نصرة الحقِّ الَّذي آمنتم به، وسخَّرتم لأجله أوقاتكم وأعماركم، فإن فعلتم وذلك ما نرجُو فقد أدَّيتم واجبكم نحو هذه الدَّعوة وأحسنتم في وقفتكم لمحاسبة النَّفس ومراجعة حصيلة الأعمال.
وفَّقنا الله جميعًا إلى ما يحبُّ ويرضى، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد وآله وصحبه أجمعين

مقتطف من مقال
في ذهاب عام ومجيء خلفه وقفاتٌ للمحاسبة
للشَّيخ الفاضل عز الدين رمضاني الجزائري حفظه الله
رد مع اقتباس