عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 04-02-2011, 06:40 AM
أبو عبد الله بلال يونسي أبو عبد الله بلال يونسي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 194
شكراً: 10
تم شكره 7 مرة في 5 مشاركة
افتراضي

وقال الشيخ الحبيب أبو رواحة الأريب مواصلا ما بدأ :

فمواصلة أقول :
قال محبنا في الله وأديبنا أبو عبد الله حفظه الله :
اقتباس:

وإحقاقا لما أشرت إليه فهذه بعض المحاور في ارتقاب المزيد من إخواننا في المنتدى الطيب ؛
وقد جعلتها على شطرين دون مراعاة التساوي ؛ وذلك على حسب ما يحضرني ويخطر لي ؛ في حين إضافات جديدة من عندكم أو من عندي ؛ وعرضها على أهل الفن والخبرة والاختصاص والنصح ؛ وهي كالتالي:

* الشطر الأول : في إصلاح الأديب وضمنته ما يلي :

1 - مقدمات في عدم مجارات أهل الاختصاص في اختصاصهم والتقليل من شأنهم بالخوض في ما ليس للمرء به علم ؛ فيحصل التلبيس والزور .

2 - ذكر المقدمات المحفزة لطلب العلوم المناسبة لرغبة الطالب وملكاته ؛ وأهم ما يعين على ذلك من الأدوات ؛ مع جعل الأدب نموذجا ؛ وكمثال تحفيزي عام قول الشيخ البرجس –رحمة الله عليه- :" فيا من آنس من نفسه علامة النبوغ والذكاء لا تبغ عن العلم بدلاً ؛ ولا تشغل بسواه أبداً ؛ فإن أبيت فأجبر الله عزاءك في نفسك ؛ وأعظم أجرالمسلمين فيك ؛ ما أشد خسارتك وأعظم مصيبتك ." .

3 - التفرقة بين أدب أهل السنة وأدب أهل البدعة والمذمة ؛ مع ذكر نماذج عن ذلك ؛ إذ بالمثال وعرض الأشياء على بعض يتبين الجيد من الرذيء ؛ وحتى يكون أدب أهل السنة السلفيين مثالا يحتذى لمبتغيه من أهل التأدب السلفيين ؛ وبداية لمسار مائل عن الأهواء والشهوات المردية ؛ ومثال ذلك مقال شاكر العالم : "الأدب السلفي والوقاحة الحزبية - بين ابن كثير رحمه الله وسيد قطب - وقصتي بينهما" ؛ في شبكة سحاب .


4 - التذكير بكلام العلماء في ضرورة نسبة الكلام إلى أهله من باب رد الفضل إلى أهل الفضل ؛ وقد قال سلفنا : " من بركة العلم نسبته إلى قائله أو ناقله " .

5 - ذكر صفات الأديب الصالح المصلح .


قال الفقير إلى عفو ربه أبو رواحة :
أما قولك :
اقتباس:
* الشطر الأول : في إصلاح الأديب وضمنته ما يلي :

1 - مقدمات في عدم مجارات أهل الاختصاص في اختصاصهم والتقليل من شأنهم بالخوض في ما ليس للمرء به علم ؛ فيحصل التلبيس والزور .

فأقول : ذلك أن مجاراة أهل الاختصاص في اختصاصهم يفقدهم الأهلية في أعين الآخرين , فإن الذي يفتئت عليهم وينازعهم فيما تميزوا وقضوا عمرا طويلا في تحصيله , يغرر بالبعض أنه بمقدور الغمر أن يبلغ شأوهم بفذلكة منه أو حذلقة وهيهات , ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه .
وليس معنى ذلك أنه يغلق الباب في وجه من فتح الله عليه بفواتح العلم حتى صاروا ذوي تخصص في كل فن من العلوم , لا , ( وما كان عطاء ربك محظوراً) ولكن مثل هؤلاء أندر من الكبريت الأحمر
ومنهم في عصرنا العلامة العثيمين رحمه الله فإنه يكاد أن يكون متخصصا في أكثر العلوم
فهو وإن كان قد قال عن الإمام الألباني رحمه الله إنه طويل الباع واسع الاطلاع ..., ألخ , - والأمر كذلك -
إلا أنه لوحظ بالتتبع والاستقراء لحياة الشيخ العلمية أنه جدير بالاتصاف بتلك الكلمات , وهي به أليق أيضاً , لما أوتيه من العناية بأكثر الفنون .


وأما قولك :

اقتباس:
2 - ذكر المقدمات المحفزة لطلب العلوم المناسبة لرغبة الطالب وملكاته ؛ وأهم ما يعين على ذلك من الأدوات ؛ مع جعل الأدب نموذجا ؛ وكمثال تحفيزي عام قول الشيخ البرجس –رحمة الله عليه- :" فيا من آنس من نفسه علامة النبوغ والذكاء لا تبغ عن العلم بدلاً ؛ ولا تشغل بسواه أبداً ؛ فإن أبيت فأجبر الله عزاءك في نفسك ؛ وأعظم أجرالمسلمين فيك ؛ ما أشد خسارتك وأعظم مصيبتك ." .
فأقول : فمن تلك المقدمات التحفيزية التعرف على أهمية طلب العلم وبيان مكانة العلماء , فإن ذلك بالغ الأهمية في إيجاد الباعث الداخلي لهذا الأديب لإصلاح نفسه وبالتالي لإفادة الآخرين , فإن فاقد الشئ لا يعطيه .
ومنها : التعرف على أي فن أراد البروز فيه والإلمام بمسائله وبما صاغه أهل العلم من مقالات ورسائل تبين أهمية ذلك الفن , حتى يحدِث ذلك اقتناعا تاما بأهمية التضلع فيه والعمل عليه .
ولا يخفى على الجميع ما سطره أهل العلم من تلك المقدمات في بيان أهمية تلك الفنون , مثل مقدماتهم في أهمية النحو والبلاغة وما أشبه ذلك .
وأما ما يتعلق بأن الواجب على من رأى من نفسه نبوغا أن لا ينشغل بغير العلم فنعم , فقد أخرج البخاري في كتاب العلم من صحيحه تعليقا أثر ربيع الرأي رحمه الله أنه قال : لا ينبغي لأحد شئ من العلم أن يضيع نفسه .
فقال الحافظ معلقا على ذلك :
ومراد ربيعة أن من كان فيهم فهم وقابلية للعلم لا ينبغي له أن يهمل نفسه , فيترك الاشتغال , لئلا يؤدي ذلك إلى رفع العلم ...
وقد وصل أثر ربيعة المذكور الخطيب في الجامع والبيهقي في المدخل من طريق عبد العزيز الأوويسي عن مالك عن ربيعة . انتهى مختصرا .
ورحم الله ابنَ عقيل الحنبليَّ صاحبَ كتاب "الفنون "الذي ألَّفه في ثمانمائة مجلدة فقد كان يقول-كما في ذيل طبقات الحنابلة ( 1/146)-: إني لا يحل لي أن أضيِّع ساعة من عمري ، حتى إذا تعطَّل لساني عن مذاكرة ومناظرة ، وبصري عن مطالعة ، أعملتُ فكري في حال راحتي وأنا مُسْتطْرِح ، فلا أقوم إلا وقد خطَر لي كلُّ ما أريد أن أسطِّره.ا.هـ.
قلتُ : فإذا حصل هذا الشعور والتصور كان الدافع قويا لهذا الاديب مثلا للتضلع في العلوم وخاصة في الفن الذي يريد أن يكون فيه من أهل الاختصاص .


وأما قولك :
اقتباس:

- التفرقة بين أدب أهل السنة وأدب أهل البدعة والمذمة ؛ مع ذكر نماذج عن ذلك ؛ إذ بالمثال وعرض الأشياء على بعض يتبين الجيد من الرديء ؛ وحتى يكون أدب أهل السنة السلفيين مثالا يحتذى لمبتغيه من أهل التأدب السلفيين ؛ وبداية لمسار مائل عن الأهواء والشهوات المردية ؛ ومثال ذلك مقال شاكر العالم : "الأدب السلفي والوقاحة الحزبية - بين ابن كثير رحمه الله وسيد قطب - وقصتي بينهما" ؛ في شبكة سحاب .
فأقول :

نعم لأن هذا يعتبر معيارا هاما للأديب حتى لا تختلط الأوراق , ولا الحابل بالنابل , فبمعرفة ذلك يحصل أعظم بنود هذا العلم وهي الغاية المنشودة والثمرة المرجوة من تمييز أهل السنة فيشاد بجهودهم عن أهل البدعة فلا يحفل بهم ولا بعلومهم , الأمر الذي كان يؤكِّد عليه علماؤنا في الصدر الأول في أن لا نأخذ عن أهل الهوى ولا نكثِّر سوادهم .

ومن هنا يتحدد منهج الأديب السلفي وتظهر أهميته , لما في الأخذ عن أدباء أهل السنة الدواء الناجع , وأن في الأخذ عن أدباء أهل البدعة السم الناقع .
وقد قدمتُ مثالا لذلك من التفريق بين خطيب أهل السنة ابن قتيبة , وخطيب أهل البدعة الجاحظ .

وأما قولك :


اقتباس:

- التذكير بكلام العلماء في ضرورة نسبة الكلام إلى أهله من باب رد الفضل إلى أهل الفضل ؛ وقد قال سلفنا : " من بركة العلم نسبته إلى قائله أو ناقله " .
فأقول :

نعم , لأن المتشبِّع بما لم يُعطَ كلابس ثوبَي زور

وثم إن ذلك من الأمانة العلمية التي يجب أن يتحلى بها الأديب السلفي



وأما قولك :

اقتباس:

- ذكر صفات الأديب الصالح المصلح .
فأقول :

لقد ساق أخي أبو عبد الله جملة من صفات الأديب وكانت تلك الصفات منصبَّةً على الجانب العلمي اللغوي , هذا وإن كان هو المعنيّ في هذا البحث إلا أنه لا بد من توفر الجانب الأخلاقي , فالواجب على الأديب الصالح مع ما ينبغي أن يكون عليه من المعرفة اللغوية إلا أنه لا بد أن يضم إلى ذلك التحلي بالخلق الحسن وتقوى الله والتواضع ونشر الفضيلة وبغض الرذيلة , والحرص على إفادة الآخرين بتعلم هذا الفن وتعليمه .

وللحديث بقية بإذن الله


رد مع اقتباس