عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-23-2020, 11:37 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي أثر موضوع في وداع رمضان "من المقبول فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه؟"

أثر موضوع في وداع رمضان "من المقبول فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه؟"

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد رأيت عدة منشورات تشتمل على أثر منسوب لعبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول " في آخر ليلة من شهر رمضان: من هذا المقبول منا فنهنئه؟ من هذا المحروم المردود فنعزيه؟ أيها المقبول هنيئا هنيئا، أيها المحروم جبر الله مصيبتك "

وهذا الأثر ذكره ابن رجب في لطائف المعارف(ص/210) فقال: "روي عن علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه وعن ابن مسعود أنه كان يقول: من هذا المقبول منا فنهنيه ومن هذا المحروم منا فنعزيه أيها المقبول هنيئا لك أيها المردود جبر الله مصيبتك".

ولم أقف على ما ذكره عن علي رضي الله عنه في شيء من الكتب، ولكنه مروي عن ابن مسعود رضي الله عنه، وكذلك عن عدي بن أرطاة بنحوه..

أما عن ابن مسعود رضي الله عنه: أخرجه ابن نصر في قيام الليل(ص/213-مختصره، ولم يذكر سنده)، والشجري في أماليه(2/ 68-ترتيبه)، وأبو الفتح المقدسي في مجلس من أماليه(ص/17رقم16) من طريق النضر بن حميد الكندي، عن الجارود، عن الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، أنه كان يقول في آخر ليلة من رمضان: «من هذا المقبول الليلة فنهنئه، من هذا المردود الليلة فنعزيه، يأيها المقبول هنيئا، ويأيها المحروم المردود جبر الله مصيبتك»

ولفظ الشجري: أنه كان يقول " في آخر ليلة من شهر رمضان: من هذا المقبول منا , فنهنئه؟ من هذا المحروم المردود , فنعزيه؟ أيها المقبول , هنيئا هنيئا، أيها المحروم جبر الله مصيبتك "

وإسناده ضعيف جدا أو موضوع، فالنضر بن حميد متروك، وقال البخاري: منكر الحديث، والجارود يحتمل أن يكون الجارود الكندي وهو مجهول من رجال الشيعة، ويحتمل أنه أبو الجارود أبدلت كلمة "أبو" بـ"عن"، لأن كنية النضر هي أبي الجارود، ويحتمل أنه سقطت من سنده "أبو" فيكون عن أبي الجارود وهو أحد شيوخه، فإن كان كذلك فهو زياد بن المنذر رافضي يضع الحديث.

وأما أثر عدي بن أرطاة :

فقد رواه الفريابي في الصيام (ص/ 96رقم120) عن مفضل بن لاحق أبا بشر، يقول: سمعت عدي بن أرطاة، يخطب بعد انقضاء شهر رمضان فيقول: " كأن كبدا لم تظمأ، وكأن عينا لم تسهر، فقد ذهب الظمأ وأبقي الأجر، فيا ليت شعري من المقبول منا فنهنئه، ومن المردود منا فنعزيه؟ فأما أنت أيها المقبول فهنيئا هنيئا، وأما أنت أيها المردود فجبر الله مصيبتك. قال: ثم يبكي ويبكي "

وإسناده ضعيف جدا ، فيه عبدالله بن محمد بن موهب رماه الدارقطني بوضع الحديث، وقد اختلف فيه العلماء ومنهم من رآه صدوقا، وهو حافظ معروف بالحفظ لكنه متهم بالوضع، وفيه يحيى بن خليف السعدي، منكر الحديث.

والله أعلم


ونسأل الله أن يجعلنا من المقبولين، وأن لا يجعلنا من المحرومين..


وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
30/ 9/ 1441هـ
رد مع اقتباس