عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 06-09-2018, 04:38 AM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,362
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

من عجائب شهر رمضان المبارك

(20)

ومن عجائب ليلة القدر أنها ليلة أنزل فيها القرآن الكريم، وهذا النزول له وجهان:
الأول: نزوله كاملا مكتوبا إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وكان هذا النزول في ليلة القدر.
الثاني: أن الله عز وجل قرأ على جبريل فواتح سورة العلق من أولها إلى قوله تعالى: {علم الإنسان مالم يعلم}[5]. وأمره أن ينزل بها على محمد صلى الله عليه وسلم وهو معتكف في غار حراء في ليلة القدر في شهر رمضان سنة 40 من عام الفيل، فنزل جبريل في ليلة القدر وقرأ على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحاه الله له وهو أول سورة العلق.

أما النزول الكامل فدل عليه القرآن والحديث وأثر ابن عباس رضي الله عنهما.

قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }

وقال تعالى: {إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}.

وقال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَان}.

عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان ، و أنزلت التوراة لست مضين من رمضان ،و أنزل الإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان ، و أنزل الزبور لثمان عشرة خلت
من رمضان ، و أنزل القرآن لأربع و عشرين خلت من رمضان ).
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والإمام أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي وغيرهم بسند حسن كما قال شيخنا الألباني في " في السلسلة الصحيحة(رقم1575).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : "أنزل القرآن جملة من الذكر في ليلة أربع وعشرين من رمضان فجعل في بيت العزة" رواه ابن جرير وغيره بسند صحيح.

وعن ابن عباس قال : "أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء جملة واحدة، ثم فرق في السنين بعد"
وتلا ابن عباس هذه الآية : { فلا أقسم بمواقع النجوم } قال : "نزل مفرقا" رواه النسائي في الكبرى، وابن جرير، والطبراني في الكبير، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في الأسماء والصفات (1 / 368)، وغيرهم واللفظ لابن جرير بسند صحيح.

وفي لفظ : عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: أنزل القرآن إلى السماء الدنيا في ليلة القدر فكان الله إذا أراد أن يوحي منه شيئًا أوحاه أو أن يحدث منه شيئًا أحدثه. رواه النسائي ي الكبرى ، والحاكم في المستدرك (2 / 222)، والبيهقي في الأسماء والصفات، وغيرهم وسنده صحيح.

ومما يدل على ابتداء نزوله في غار حراء وهو معتكف حديث عائشة رضي الله عنها في قصة ابتداء الوحي.
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت
(أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم}.
فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده...) الحديث متفق عليه.

وقال الشعبي رحمه الله في قوله تعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } قال: "نزل أول القرآن في ليلة القدر"رواه ابن جرير بسند صحيح.

والله أعلم

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
24/ رمضان / 1439 هـ
رد مع اقتباس