وعلي حسن ممن ركب طريقة أهل الأهواء. لفضيلة الشيخ الدكتور : محمد بن هادي المدخلي-حفظه الله-
وهذا يسأل أيضًا سؤال، يقول: هل تعتبر تزكية الشيخ العباد لعلي حسن مقدمة على نقد العلماء؟.
الجواب:
نحن نقول: إذا تعارض الجرح والتعديل قدِّم الجرح، لأن المعدِّل غاية ما عنده أنه يقول: لا أعلم إلا هذا، أمَّا الجارح فإنه قد قال: أنا أعلم أكثر مِمَّا تعلم.
فحقيقة الأمر كما قال الحافظ ابن الصلاح في مقدمة علوم الحديث، حقيقة الأمر أنه لا تعارض بينهما، إذ هذا شهد بغاية ما يعلم أنه لا يعلم إلَّا هذا، فأنا جئت وقلت لكم: أنا عندي علم ليس عندك!، فما اختلفنا أنا وإياك، أليس كذلك؟، هذا هو، هذا موجود الآن في كتب علوم الحديث.لكن للأسف كثير من أبناءنا وإخواننا يلقفون الكلمة وهم لا يعلمون معناها، ولا يدرون ما تحتوي هذه الكلمة عند أرباب الفن.
فأقول: إذا تعارض الجرح والتعديل من أي عالمين ينظر إلى الجرح.
هل هو مُفَسَّر؟.
الأصل: تقديم الجرح.
فكيف إذا جاء الجرح مفسرًا؟، فإنه أقدم وأقدم، وما سمعنا في التشكيك فيه على هذا النحو إلَّا من هؤلاء الذين ركبوا طريقة أهل الأهواء، وعلي حسن ممن ركب طريقة أهل الأهواء.
وأذكر لكم مثالًا: في طبعته لنزهة النظر الأولى-طبعة دار ابن الجوزي-، على نخبة الفكر للحافظ ابن حجر، جاء الحافظ ابن حجر-كما تكلم-، قال: (...ولا يقبل الجرح إلا من عالم بأسبابه...)، ما علق عليه ولا بشيء!!.
الطبعة الجديدة التي صدرت العام الماضي قال: (...وقد لا يقبل...)، ليش؟، لأن العالمين بأسباب الجرح من تكلموا فيه فلا بد أن يمهد-طبعة العام الماضي-، نعم، فالهوى يعمي ويصم.
وأنا ما تتبعت النسخة وإلَّا لو تتبعتها ممكن أجد أشياء أخرى، لا أدري لا أقطع بشيء لكن هذا وقفت عليها موافقة، فتحتها في المجلس في الدمام وإذا بي أجد هذا، فوجدت المفارقات، أول ما علق على كلام الحافظ ولا بحرف!!، لِمّ؟، لأنهم على السند، وهو أيضًا ماشي ما قدرت ركب اللف والدوران.
فلمَّا جاء بعد ما ركب اللف والدوران قال: (...وقد لا يقبل ولو كان من عالم بأسبابه...)، ليش؟، يرد على من تكلموا فيه وهم عالمون بأسباب الجرح والتعديل، ولكن الحق يبقى وهو يردد هذه العبارة دائمًا وأبدًا وأنا أحب أن يسمعها هو: (أن الحق أبلج والباطل لجلج)، وعلي الآن يلجلج، ما نسمع له في الردود على أهل الأهواء والبدع والمبطلين في هذه الأحداث الأخيرة ولا بحرف، وباري لسانه في الرد على أهل السنة والطعن فيهم، وفاتح موقعه الذي فتحه (كل السلفيين) وهو (كل الفلسيين) عندي، للرد على أهل السنة، ويتكلم في أهل السنة ويسميهم (غلاة)، ويسمونهم في هذا الموقع (غلاة الجرَّاحين والمتشددين)، وإذا نظرت بالعكس وجدتهم لا اشتغال لهم إلَّا بعلماء السنة، وقد سكتوا عن أهل الأهواء والبدع.
بل كلامهم الأول في تزكيتهم والذب عنهم ما سمعنا لهم حرفًا واحدًا في إنكاره لَمَّا كشفهم الله-تبارك وتعالى-، فما سمعنا حرفًا واحدًا لعلي حسن في محمد حسان! بل الدفاع عنه والتبرير له، وانظروا ماذا يقول في السلفيين عمومًا، الشيخ ربيع وغيره.
ما سمعنا له حرفًا في القوصي الذي قال وجاء بالعظائم وهو صاحبه وصديقه وخدينه، في الشام ومصر وأوروبا، وهذا قد أجاز حتى تولي الكافر على المسلمين، وطعن في السلفية طعنات خبيثة، كان منه كل البواقع وما سمعنا حرفًا واحدًا غيرة لله-تبارك وتعالى-وذبًا عن السلفية من علي حسن.
وكم له من ردود هو وقومه وجماعته في هذا الموقع على الشيخ ربيع وعلى عموم السلفيين، وعد ما شئت والمجال إذ.....تنفيذ لا للحصر، فنحن نسأل الله العافية والسلامة.
الشاهد: أن العبرة بمن ذكر الجرح وزاد على ذلك بتفسير أسبابه، علي حسن عنده القول بتزكية رسالة عمَّان، والثناء عليها في خطبتين وفيها القول بوحدة الأديان، وحرية الأديان، وأخوة الأديان، ومساواة الأديان، ووجوب التحاكم إلى الأمم المتحدة، خمسة أشياء.
والآن يدندن علي حسن على أنه ينكر وحدة الأديان، هو صدق تكلم على وحدة الأديان! بقس كم؟، أربعة مسائل، ويقول عن هذه الرسالة: أنه زكاها العلماء الأمناء!، شوف! والحكام الثقات!، هذه الرسالة الخبيثة.
وطلابه يشرحونها-شرح بمجلد-، وينشر في هذا الموقع (المفلس) إلى غير ذلك من البوائق التي عنده، فنحن نسأل الله العافية والسلامة.
وما كان بالأمس منكرًا أصبح اليوم عنده معروفًا، وما كان بالأمس معروفًا أصبح اليوم عنده منكرًا، والبلية والرزية أن تعرف ما كنت تنكر وتنكر ما كنت تعرف.
فمن أدلى بالجرح وأسبابه وفسَّره فقوله مقدم يجب قبوله على قول المعدل.
(وعلي حسن ممن ركب طريقة أهل الأهواء) قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد السبت الموافق: 12/ شوال/ 1432 للهجرة النبوية الشريفة. كلمة منهجية ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى- حين لقائه بأبنائه بمدينة جازان يوم الثلاثاء 8 من شهر شوال 1432هـ، وبعدها تفضل بالإجابة على بعض أسئلة الحاضرين، نسأل الله سبحانه و تعالى أن ينفع به الجميع.منقول من سحاب السلفية