منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > منبر التراجم والتعريف بالشخصيات المشهورة

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-09-2012, 01:44 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 42 مرة في 39 مشاركة
افتراضي مع محدّث المدينة الشّيخ العلاّمة حمّاد بن محمّد الأنصاريّ -رحمه الله تعالى- الشيخ د. جمال عزون -حفظه الله-

مع محدّث المدينة الشّيخ العلاّمة حمّاد بن محمّد الأنصاريّ رحمه الله تعالى
الشيخ د. جمال عزون


كان من فضل الله عليّ أوّل قدومي المدينة النّبويّة عام 1408هـ أن تعرّفتُ إلى شيخنا الجليل العلاّمة المحدّث النّبيل أبي عبد الباري حمّاد بن محمّد الأنصاريّ رحمه الله تعالى، حيث قصدتُّه في مكتبته العامرة بحيّ الفيصليّة مع فضيلة الدّكتور عاصم بن عبد الله القريوتيّ، فكان لقاء ميموناً، ومجلساً مباركاً، عامراً بالفوائد المستَمْلَحة.

إنّ شيخنا الأنصاريّ شخصيّةٌ علميّةٌ فذّةٌ، قدم إلى الحجاز من بلده "تاد مكّة"، من بلاد مالي، متضلِّعاً من علوم الآلة، خاصّة علم الحديث والعقيدة، حيث صار عَلَماً فيهما، ومرجعاً هامّاً لذوي الاختصاص، ولا غرابة حينئذ أن تسمع منه شوارد من عدّة فنون؛ من نحو، ولغة، وفقه، وأصول، وحديث، وعقيدة، وغير ذلك.

أمّا خِبرةُ شيخنا بالكتب؛ فهو فارس الميدان في ذلك! يخبر سائلَه عن الكتاب، مفقوداً أو مخطوطاً أو مطبوعاً، مبيّناً عدد نسخ المخطوط المتوفِّرة وما تيسّرت له رؤيته منها، ويلفت الانتباه إلى النّسخة الجيّدة، وأنّها بخطّ فلان وفلان من مشاهير أهل العلم، وهكذا دَيدنه مع المطبوع؛ يشير إلى طبعاته، ومتى امتلك النّسخة شراء، ويطرِبك في ذلك كلّه بقصص طريفة لا تخلو من فائدة، فكان مجلسُه مجلساً مباركاً يقصده كلّ يوم عددٌ من أهل العلم.

وطلاّبه ينهلون من علم الشّيخ ما قُدّر لهم، فلا يخلو دكتور أو أستاذ أو طالب إلاّ وللشّيخ عليه منّة علميّة، ومن تصفّح كثيراً من رسائل الماجستير والدّكتوراه التي نوقشت في الجامعة الإسلامية؛ وجد خير شاهد على ما أقول، من ثنائهم على شيخنا، وإسناد الفضل -بعد الله تعالى- إليه، في الاشتغال والتّوجّه إلى ذلك المخطوط، أو الكتابة في ذاك الموضوع.

إن شيخنا روضة معارف لا تُمَلُّ مجالستُه، كريم الضّيافة، يدخل الرّجلُ مكتبته، فيحظى بعلم وقِِرى، يسمع منه الفوائد ،وينال حظّه من القهوة والشّاي والرُّطَب، وتأبى سجيّتُه الكريمة إلاّ أن يختم ذلك كلّه بطيبٍ عاطر يعطِّر به زائرَه، وقد يعاتِبُه بعض الكبار في مبالغته في استعمال العود لزوّاره فيعتذر الشّيخ بأنّ الكتب لها هي الأخرى حظٌّ من بخاره! فانظر إلى كرمه، وجميل سجيّته، رحمة الله عليه.

لقد كان مجلسُ شيخنا بعد عصر كلّ يوم مجلساً حافلاً بالفوائد، ولو جرّد كلُّ طالب ما سمعه منه؛ لجاء سِفْراً كبيراً، مليئاً بأخبار الكتب -مخطوطِها ومطبوعِها- ولطائف الشّعر، وغرائب الأحداث والمشاهدات التي وقعت له في رحلاته، وأنباء من أدرك من مشايخ العلم وشيوخ الإجازات، إلى غير ذلك ممّا جادت به قريحته، رحمة الله عليه.

وممّا سمعتُه منه - رحمه الله - ممّا وجدتُّه في بعض التّعاليق بخطّي ما يلي:

1- قوله: إنّ المراجع ما ذهبت إلاّ بعد السُّيوطيّ.

2- ذكر الخطيب البغدادي -في ترجمة ابن حبّان- أنّ ابن حبّان ترك من التّراث ما لم يتركه غيرُه في زمنه، واستغربنا أين ذهبت! حيث لم نطلع إلاّ على قطعة من تلك الكتب، وأفاد أنّ ذلك بسبب الفتن، أو جهل من ورثها.

3- لمّا دخلتُ -والكلام للشّيخ- جامع القرويين، بِفاس، بالمغرب؛ وجدتُّ رفوفاً مليئة بالمخطوطات، لكنّك لا تستطيع أن تُنزِل منها مخطوطاً سليماً! بل بمجرّد لمسه يتناثر قطعاً قطعاً!! وكان المسؤول -لمّا وصلنا فاس- توفّي، وجاء أحدهم مؤقّتاً، فسألته: ما هذا الإهمال؟ قال: هكذا الكتب!

وأعاد الشّيخ سبب خراب مخطوطات القرويين لأمرين:

الأوّل: الإهمال.

الثّاني: كثرة الصّراصير والغبار على نحو لا يتصوّر! وهكذا الشّأن مع مكتبة ابن أبي زيد القيرواني في تونس؛ حيث تَلِفَت الكتب على نحو لا يتصوّر(1).

4- النّوم ثلاث لامات:

أ - عيلولة: وهو النّوم بعد العصر، وفيه حديث: «مَنْ نَامَ بَعْدَ العَصْرِ فَاخْتُلِسَ عَقْلُهُ؛ فَلا يَلُومَنَّ إِلاّ نَفْسَهُ». وهو حديث ضعيف.

ب- حيلولة: وهو النّوم بعد الفجر، يحول بين المرء وعمله، وفيه حديث: «اللَّهُمَّ، بَارِكْ لأمَّتِي فِي بُكُورِهَا». وهو حديث صحيح.

ج- قيلولة: وهو النّوم بعد الظُّهر، وهو مفيد، وفي الحديث: «قِيلُوا؛ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لا تَقِيلُ». حديث حسن.

5- قيل لأحدهم: (لا خيرَ في السَّرَفِ)!

فقال: (لا سرفَ في الخير)!

6- قال مالك: (لا يقلْ أحدكم للمسكين: يرزقك الله!).

7- قال الشّاعر:

وَلِلْبَخِيلِ عَلى أَمْوَالِهِ عِلَلٌ (زُرْقُ الْعُيُونِ عَلَيْهَا أَوْجُهٌ سُودُ)
8- قال الشّاعر:

يَمُرُّونَ بالدَّهْنا خِفافاً عِيَابُهُمْ وَيَرْجِعْنَ مِن دارِينَ بُجْرَ الحَقَائِبِ

9- وقال الشّاعر:

وَيُقْضَى الأَمْرُ حِينَ تَغِيبُ تَيْمٌ (وَلا يُسْتَأْذَنُونَ وَهُمُ شُهُودُ)
10 - ازدحام العلم في السّمع مَزلَّةٌ لعدم الفهم.

11- رواة الموطَّأ كثير، منهم: يحيى بن يحيى اللَّيثيُّ، ويحيى بن بُكَيْرٍ، وأبو مُصعَب الزُّهْرِيُّ، وهو أشملُها، و أبو مُصعَب الزُّبيريُّ، والقَعْنَبيُّ، وابن زياد، وسُويدُ بن سعيد الحَدَثَانيُّ، وابن وهب، ومحمّد بن الحسن الشَّيبانيُّ، وابن القاسم، وهو أحسنُها، و معن، وهو عكّازة مالك.

وقد مشى ابن بُكَير على طريقة يحيى بن يحيى اللَّيثي؛ لأنّه هو الموطّأ الذي تناولته الدّراسات واشتهر بين النّاس، أمّا الموطَّآت الأخرى -وتبلغ قريباً من 20 موطّأ، وكلّها روايات عن مالك، حيث إنّ كلّ طالب يكتب ما سمع- فتجد عند هذا ما ليس عند الآخر، فبهذا الاعتبار تعدّدت، وصار كلّ موطّأ فيه ما ليس في الآخر، وأكبرها موطّأ أبي مصعب الزُّبيري. وقد نبّه ابن عبد البَرِّ على اختلاف هذه الموطّآت في كتابه "التّمهيد".

سمعت هذه الفائدة حول الموطّآت عن شيخنا في مساء الأربعاء، 15 ذو القعدة، 1411هـ.

12- قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَْمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ...﴾ (النساء:59).

* فقوله تعالى: ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ﴾ يعني: القرآن.

* ﴿وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾: السّنّة.

* ﴿وَأُولِي الأَْمْرِ مِنْكُمْ﴾: الإجماع.

* وقوله: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ...﴾: يدلّ على القياس، وهو لا يُلجَأ إليه إلا للضّرورة، فهو كالميتة الخبيثة، أي: فإذا لم يكن كتاب، ولا سنة، ولا إجماع؛ فليُلجَأ للقياس.‏

والأقيسة ثلاثة:

1- المنطقي: وهو قياس فرد على كلّ، يستعمله المناطقة والفلاسفة والمتكلِّمون.

2- التّمثيليّ: وهو قياس جزء على جزء، يستعمله الفقهاء.

والقياس التّمثيليّ ثلاثة أقسام:

أ - قياس دلالة.

ب- قياس تشبيه.

ج- قياس علّة.

3- الاستقرائيّ: قياس كلّ على جزء، يستعمله اللُّغويُّون والنَّحْوِيُّون والمؤرِّخون.

ولا يوجد في الدّنيا قياس يخرج عن هذا.

13- العلم علم السّلف.

قال ابن مالك:

وَقَدْ تُزَادُ "كَانَ" في حَشْوٍ، كَ-: "مَا كَانَ أَصَحَّ علمَ مَنْ تقدَّما"
وكان شيخنا كثيراً ما ينشد هذا البيت في مجالسه؛ لمناسبة عَجُزِهِ في الدَّلالة على تفضيل علم السّلف.

14- اللِّنْجي(2) من سُنِّيَّة إيران، من أهل القرن الثّالث، له قصيدة مشهورة، ذيّل عليها الشّيخ تقيّ الدّين الهلاليّ بما يساويها.

وتقيّ الدّين الهلاليّ عالم يمتاز بالذّكاء العجيب، وقلّ علمٌ إلاّ وله منه نصيبٌ، من حديث، وتفسير، وعقيدة، ولغة، وأدب، وفقه، بحيث أخذ من كلّ علم طرفاً، ثمّ وسّعه بذكائه، ولم ألتقِ مع عالم مثله على هذا النحو، وقد لاحظتُ عليه شدَّته في دعوة النّاس، فقال الهلاليّ: "ما رأيتُ خيراً إلاّ في الشّدّة!"(3).

15- كتاب "الرَّدُّ على الجهميّة" (لابن أبي حاتم): نَقَلَ منه الحافظ في فتح الباري في شرح كتاب الإيمان، وكتاب التّوحيد في الأخير، وكتاب الاعتصام.

16- "السّنن" (للأثرم): توجد منه قطعة صغيرة في مجاميع الظّاهريّة لم تنشر بعد(4).

17- أوّل من سمّى علم الكلام توحيداً الماتُرِيديُّ.

18- وأملى عليّ شيخنا -رحمه الله تعالى- بعد مغرب السّبت 27 شوّال 1411هـ:
عُلُومُ الأَرْضِ لَمْ تَصِلُوا إِلَيْهَا فَكَيْفَ بِكُمْ إِلَى عِلْمِ السَّمَاءِ؟!

19- التّوحيد أربعة أقسام: الألوهيَّة، والرُّبوبيَّة، والأسماء والصِّفات، والمتابَعة.

20- قال الهَرَوِيُّ:
مَا وَحَّدَ الوَاحِدَ مِنْ وَاحِدٍ إِذْ كُلُّ مَنْ وَحَّدَهُ جَاحِدُ؟‍!
قال ابن القيم: «الله واحدٌ قبل أن يوحّده أحدٌ، فمن زعم أنّه ما صار موحّداً حتّى وحّده النّاسُ؛ فقد كفر».

21- كان شيخنا -رحمه الله تعالى- إذا ذَكَرَ ما عانوه من فرنسا ينشدنا ما يلي:

نَعُوذُ مِنْ رَبِّنَا مِنْ شَرِّ كُمْبِلْ فِرَاراً مِنْ عَوَاقِبِ فَنِّ لُكُّلْ
وَنَدْرَءُ بِاسْمِهِ دَعْوَى كُلَنْقِل وَشِيْعَتِه مِنْ يُتْنَا إلى كُفَرْنِلْ
قلتُ:

لُكُّلْ: هو "المدرسة" كتابة حرفيّة للكلمة الفرنسيّة: L'ECOLE.

كُفَرْنِلْ: هو "الحاكم"، وبالفرنسيّة: GOUVERNEUR.

يُتْنَا: هو نحو "الرّقيب"، و"العقيد"، وبالفرنسيّة: LIEUTNANT.

كُمْبِلْ: اسم عَلَم فرنسي، ولعلِّه بالفرنسيّة: COMBIL.

كُلَنْقِلْ: اسم علم أيضاً، ولعلِّه: COLINGIL.

22- كلُّ من ليس له دار؛ فله في كلّ يوم جار!.

23- كتاب "الحجّة على تارك المحجّة" (لأبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسيّ): فُقِدَ أصلُه وَوُجِدَ مختصرُه، وكان النّوويّ يمتلك نسخة من الأصل.

24- "الأجوبة المستوعبة عن المسائل المستغربة" (لابن عبد البَرِّ): أصلُه أسئلة رفعها بعض الطَّلبة عن صحيح البخاري، على غرار كتاب ابن مالك(5)، وقد جاءني الكتاب من تركيا.

25- "مستخرج قاسم بن أصبغ": توجد منه نسخة متأثّرة في جامع القرويين بفاس(6).

26- عبد الرّحمن-صقر قريش- هرب من العبّاسيّين، وكوَّنَ دولة أُمَوِيَّة في إفريقيا، ثمّ بلغه أنّ مالكاً كان يثني على الأمويّة؛ فأمر أن ينقل مذهب مالك من المدينة إلى قرطبة، ومن هناك؛ تمذهب بمذهبه الأفارقة إلا إفريقيا الشرقيّة؛ ففيها مذهبان: الشّافعيّة والإباضيّة. أمّا إفريقيا الغربيّة؛ ففيها المذهب الحنفي، وهو فيها كالعدم؛ فقد كان سائداً في تونس بسبب الأتراك، وفيها المذهب المالكي، وهو السّائد ويمثّل 95% بالمئة، بينما الحنفي لا يمثّل سوى 5% بالمئة.

27- إباضية الجزائر تلاميذ إباضية عُمان، والإباضيون -عقيدةً- معتزلة، وأهمّ مرجع لهم هو مسند الرّبيع بن حبيب، وهو مسند لا سند له! وهكذا الرّافضة والزّيدية والإباضية، مذهبهم لا سند له، وعلمٌ بغير سند كجمل بغير زمام. وهذه الأمم بفروعها لا يوجد سند لعلومهم إلاّ الكذب؛ لذا جعلوا بدل العلم الفلسفة.

28- "المحرّر" (لابن حجر): اختصره من "اللّسان"، وجمع فيه الرّواة الذين لا خلاف فيهم ممّن ليس من رجال الستّة، وهو مخطوط صغير عندي.

29- الحافظ المستغفري أفرد خطب النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في كتاب، وهو ضائع(7).

30- المجلس على حسب ما يطرح.

31- وقال عمر: تعلّموا قبل أن تَسُودوا، أي: قبل أن تتزوّجوا.

32- قال الشّاعر:

وَالمَجْدُ لَيْسَ بِقَرْقَرٍ، بَلْ في ذُرَا نِيقٍ يَفُوتُ مَدَى الصُّقُورِ الصُّيَّدِ
لم يَصِمْهُ سَهْمٌ، وَلَمْ يَبْتَزَّهُ بَازٌ وَلَمْ يُصْرَعْ بِرَمْيَةِ مِقْلَدِ
لَكِنْ بِأَشْرَاكِ الحُلُومِ وَهِمَّةٍ نَفَّاذَةِ الأَغْرَاضِ فَلْيَتَصَيَّدِ

33- وقال آخر :
لا تَحْسَبِ المَجْدَ تَمْراً أَنْتَ آكِلُهُ لَنْ تَبْلُغَ المَجْدَ حَتَّى تَلْعَقَ الصَّبِرَا

34- ثلاث لامات: لام التّعطيل، ولام التّأويل، ولام التّمثيل. وزاد بعضهم: لام التّجهيل، ولام التّبديل.

35- ثلاث جيمات: جيم الإرجاء في الإيمان، وجيم الجبر في الأفعال، وجيم الجهميّة في الصّفات.

36- عقيدة ابن حزم جهميَّةٌ، تُعرَف من كتابين: "مقدَّمة المحلَّى"، و"الفِصَل".

37- "المرشدتان: الصّغرى والكبرى" (لابن تومرت): مخطوطتان في الجامعة، صوَّرهما شيخنا من تونس.

38- البدعة بريد الكفر، وهي أخطر؛ لأنّ الكافر قد يتوب، والتّائبون من البدعة قليل، والتّائبون من الكفر كثير؛ لأنّ البدعة صدق عليها قوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا﴾ (فاطر:8).

39- قال صَريع الدِّلاء:
مَنْ فَاتَهُ العِلْمُ وَأَخْطَاهُ الغِنَى فَذَاكَ وَالكَلْبُ عَلَى حَدٍّ سَوَا

40- الاشتقاق نوعان:

1- الأكبر: كجَذَبَ وجَبَذَ، ألّف فيه الخليلُ بن أحمد "كتابَ العين"، وابنُ دُرَيد "الجمهرةَ"، والأزهريُّ "التّهذيبَ"، وابن سِيده "العُبَاب"، وابن فارس "المقاييس"، والصّاغاني "العباب الفاخر".

2- الصّغير: كضَارِب، من "ضَرَبَ"، ففيه دلالة على الضَّرْبِ.

وسمّي الأوّل كبيراً؛ لأنّ المعنى يتغيّر، بخلاف الصّغير؛ فلا يتغيّر فيه المعنى.

41- وقعة الحرّة فيها أخبارٌ واهيةٌ، ولابن كثير كلام جيّد في هذا.

42- الإمكانيات: تعبير خطأ يقع فيه النّاس، والصّواب: الإمكانات.

43- وبخطّ شيخنا على نسخته المطبوعة من المسند 3/297: (قال عبد الله: قال يحيى بن معين: قال لي عبد الرَزَّاق: اكتب عنّي ولو حديثاً واحداً من غير كتاب! فقلت: لا! ولا حرفاً. حدّثنا عبد الله قال: وسمعت أبي يقول: وما كان في قرية عبد الرزاق بئرٌ؛ فكنّا نذهب نبكِّر على ميلين نتوضّأ، ونحمل معنا الماء).

وهكذا كان شيخنا -رحمه الله- يعلِّق على أغلفة الكتب -من الجهة الدّاخليّة- فوائدَ كثيرةً، لو جرّدت وجمعت ورتّبت؛ لكان حسناً.

44- وأنشد، رحمة الله عليه:

لَيلِي ولَيْلَى نَفَى نَومِي اخْتِلافُهُمَا فِي الطُّولِ والطَّوْلِ، يَا غَوْثَاهُ لَو حَصَلا!
يَزِيدُ في الطُّولِ لَيْلِي حِينَمَا بَخِلَتْ بِالطَّولِ لَيْلَى، وَإِنْ جَادَتْ بِهِ بَخِلا!

45- ما جاز على المِثْلِ جاز على المماثِل.

46- "كتاب الكشف على مجاوزة هذه الأمّة الألف" (للسّيوطيّ): انصبّت على القرن الخامس عشر، حتّى بالغ وقال: تقع السّاعة فيه! وأورد حديثا عن ابن عبّاس.

47- "شرح التّرغيب والتّرهيب" (للفيّومي)(8): يقع في عشر مجلّدات، وهو مخطوط.

48- "التّذنيب في التّعليق على التّرغيب والتّرهيب" (للنّاجي)(9): وقد سمّي بذلك؛ لأنّه انتقل من مذهب الحنابلة إلى الشّافعيّة، والحنابلة -كما يزعم خصومُهم- مجسّمة!

49- أنشدنا شيخنا قولَ الشّاعر:

وَصَاحِبُ الخَطِّ تَحْتَ التُّرْبِ مَدْفُونُ

50- وأنشدنا قول الآخر:

عَجِبْتُ! وَمَا لِيَ لا أَعْجَبُ لأمْرٍ أَتَاني بِهِ جَلْبَبُ
فَظِيعٌ شَنِيعٌ كَمَا يَنْبَغِي يَلِيقُ بِه الأَخْسَرُ الأَخْيَبُ
فَتًى مِنْ بَنِي كَارِدَنَّ بَغَى فَبِئْسَ البَنِيُّ! وَبِئْسَ الأَبُ!
وَذَلِكَ شَنْشَنَةٌ عُرِفَتْ لِهَذَا الفَتَى وَلِمَنْ يَصْحَبُ
لأَرْتَحِلَنْ إِلَى مَادُو أَوِ الْ قِبْلَةِ أَو تَازَا أو جَغْبَبُ


51- وأنشدنا :
وَقَالَ الإمامُ أحمدُ: لا كتُبُوا ما قلتُه لكم، بلْ أَصْلَ ذلكَ اطْلُبُوا

52- عادى المالكيّةُ ابنَ عبد البَرِّ لما يلي:

1- لأنّه -في زعمهم- مجسِّم!

2- ما يفتي به في "التّمهيد" و"الاستذكار" و"الكافي" يخالف المذهب.

3- يدّعي الإجماع كثيراً.

53- "كتاب مذاهب في التّفسير الإسلاميِّ" (لغولد تسيهر): من أخبث ما كتب ضدّ الإسلام، وقد أحرقته؛ لقول الشّيخ، -رحمه الله تعالى-.

54- قال ابن الجوزيِّ: (مسند أحمد فيه تسعة أحاديث موضوعة).

قال ابن حجر: (جمعها شيخُنا العراقي، وما استطعتُ أن أواجهه بها، فلمّا توفّي كتب القول المسدّد). وليس في المسند سوى حديث واحد موضوع وهو: ((أنّ عثمان بن عفّان يدخل الجنّة حَبْواً))، وقد ضَرَبَ عليه أحمد.

55- كلُّ من طعن في السِّنِّ فهو عُرضة للنِّسيان.

56- الأخذُ سُرَيْط، والقضاء ضُرَيْط!

57- ولشيخنا مؤلّفات كثيرة، ما زال الكثير منها مسوَّدات بخطّه، وقد أذن لي -رحمه الله- في جمع أسمائها، وكنت عرضتُ عليه المسوَّدات، فيملي هو العنوان إذا لم يكن ثمّة، وهذا ما تيسّر منها، كما هو بخطي:

- إتحاف الحميم في تقسيم العلوم.

- إتحاف ذوي الرُّسُوخ بمن رُمِيَ بالتدليس من الشيوخ. (ط = مطبوع).

- إتحاف القاري بثبت الأنصاري.

- إتحاف النُّجَبَاء بحكم الصلاة في قُباء.

- أجوبة على الأحاديث الثلاثة التي أرسلها الشَّيخ ابن باز.

- الأجوبة السَّنِيَّة على الأسئلة السِّنانية.

- الأجوبة الوفيَّة على أسئلة الألفيَّة. وصل فيه إلى باب "لا" التي لنفي الجنس، والباقي ضاع.

- الأحاديث الواردة في فضلات النبي -صلى الله عليه وسلم- من الدم وغيره.

- أحاديث الصَّفِّ في الصَّلاة. جزء.

- إخبار أهل الرُّسُوخ في الفقه والتّحديث بمقدار المنسوخ من الحديث. لابن الجوزي. (ط).

- إزاحة الغطاء عن أدلَّة رفع اليدين في الدُّعاء.

- إسعاف الخِلان بما ورد في ليلة النِّصف من شعبان. (ط).

- الإسلام ليس رأسمالياً ولا اشتراكياً، (ط).

- إعلام الزُّمْرة بأحكام الهِجرة، (ط).

- الإعلان بأنّ "لَعَمْرِي" ليست من الأيمان. أو: السلسبيل المَعين في أنّ "لَعَمْرِي" ليست بيمين. (ط).

- الإفصاح بما ورد في النكاح. أوّله: الحمد لله الذي أحلَّ النكاح، وحرم السفاح، والصلاة والسلام على نبينا محمد، أفضل من اتصف بإفصاح، وعلى آله وأصحابه الذين بلَّغُوا عنه أرشد طريق لاح.

- أين القمر. أوَّلُها: الحمد لله وكفى، وصلّى الله على المصطفى، وبعد، فعلى إثر الحادثة التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية، وبلغت أخبارها أنحاء العالم، وهي ما أشيع عن وصول الإنسان إلى سطح القمر؛ تساءل كثير من النّاس عن القمر... (ط).

- بُطلان الخبر الذي تضمن عرض السنة على القرآن. في 18 ورقة.

- بُلغة القاصي والدَّاني في معرفة شيوخ الطَّبَراني. (ط)، اعتنى به ولدُه الفاضل عبد الأوَّل الأنصاري، وفّقه الله تعالى.

- تاريخ مالي قديماً وحديثاً، مجلد.

- تُحفة السَّائل عن صوم المُرضع والحامل. (ط).

- تحفة القاري في الرد على الغُمَاري. (ط).

- تحقيق القول في الحديث الوارد فيمن مضت عليه خمسة أو أربعة أعوام، وهو غني، ولم يحجَّ ولم يعتمر. 6 ورقات.

- تخريج حديث أبي مدنية الدارمي، وكانت له صحبة، قال: «كَانَ الرَّجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيِْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا الْتَقَيَا؛ لَمْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَقْرَأَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ: ﴿وَالْعَصْرِ إِنَّ الإْنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ﴾)).

- تخريج حديث أسامة بن شريك، قال: «خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَاجّاً، فَكَانَ النَّاسُ يَأْتُونَهُ، فَمِنْ قَائِلٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، سَعَيْتُ قَبْلَ أَنْ أَطُوفَ..»، شرحه الشيخ، وذكر موقف العلماء منه، في 4 ورقات، بخطِّه.

- تخريج حديث ابن عباس في القدر، في 4 ورقات.

- تخريج حديث الجائزة، ((جَائِزَةِ رَمَضَانَ))، في 9 ورقات.

- تخريج حديث: ((لَوْ دَلَّيْتُمْ بِحَبْلٍ إِلَى الأَرْضِ السَّابِعَةِ...)).

- تخريج حديث: ((أَطْعِمُوا نِسَاءَكُم)).

- تعريف أهل الطاعة بما ورد في التوقيت بالساعة.

- تعليق الأنواط في التذييل على صاحب الاغتباط، فيمن روي عنه من الثقات قبل الاختلاط.

- تفنيد الأنصاري لرأي المَليبارِي. نشرت في مجلة الرائد بالرياض.

- حديث الصورة، طبع في المجلة السلفية.

- حديث موضوع أذاعته صوت العرب في ربيع الثّاني عام 1390هـ، وهو: حديث أبي بكر الصّدّيق في دعاء حفظ القرآن: «اللَّهمَّ إنِّي أسألك بمحمّد نبيّك وإبراهيم خليلك...»، في ورقتين من القطع الكبير.

- الحقوق.

- ديوان الضعفاء للذهبي- تحقيق. (ط).

- ذيل ديوان الضعفاء للذهبي- تحقيق. (ط).

- الرجال المُتَكَلَّمُ في أحاديثهم وأنها موضوعة. نشر في مجلة صوت الجامعة، صفر 1392هـ.

- رجال جَهِلَهُم ابن حزم وهم معروفون.

- الرحلة المصرية. جزءان.

- الرحلة الهندية عام 1399 هـ. جزءان.

- رسالة في الرد على أحمد عبد الغفور عطّار على رسالته: «بناء الكعبة على قواعد إبراهيم فريضة إسلامية وواجب ديني».

- رسالة في وقت الجُمُعة.

- رفع الأسى عن المضطر إلى رمي الجمار بالمسا. (ط).

- رفع الاشتباه عن حديث: «مَن صَلَُّى في مسجدي هذا أربعينَ صلاةً». (ط).

- عدد ساعات الليل والنهار.

- فتح الوهاب فيمن اشتهر من المحدثين بالألقاب. (ط).

- فتوى في زكاة ضَوَالِّ الأنعام.

- القول السليم في حكم اقتداء المسافر في الصلاة بالمقيم.

- الكذابون المعروفون بوضع الحديث. نشرت في مجلة صوت الجامعة، صفر 1392هـ.

- كشف السِّتر عما ورد في السَّفَر إلى القبر. (ط).

- كشف اللِّثام عما ورد في دخول مكة المكرمة بلا إحرام. طبع في مجلة صوت الجامعة. جمادى الأولى 1391هـ.

- كلمة في تفسير: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾.

- الكُنى لابن شاهين- تحقيق.

- المختلف فيهم لابن شاهين- تحقيق، اعتنى به ولده الشيخ الدكتور عبد الباري، وفقه الله. (ط).

- المستفاد من مبهمات المتن والإسناد- تحقيق. (ط).

- مقال عن حديث: «لا مهديَّ إلا عيسى بن مريم». نشر في مجلة "المنهل".

- المقالة المحبوكة فيما ورد في الباروكة. أو: المقال المختار فيما ورد في الشعر المستعار.

- المقامة الأنصارية في ابتداء طلبه لعلم الحديث.

- نظم تنبيهات الأُشْموني مطلعها:

كيف أحوال لدى الإعراب يعرفها من كان ذا الألباب؟
- نظم أبواب القياس من كتاب جمع الجوامع.

- نكاح المتعة لأبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي- تحقيق. (ط).

- يانع الأثر في مصطلح أهل الأثر. (ط).

- يلملم - رسالة في الكلام على هذا الميقات.

لقد كان شيخنا -رحمه الله- معتنياً بنوادر المخطوطات، ونفائس الكتب، كريماً بإعارتها، يرشد الباحثين إلى فرائدها، ويوجِّههم إلى تسجيلها في رسائلهم العلمية، الماجستير والدكتوراه، وكان يَجُود بالمخطوط الذي تجشَّم عناء قراءته وتبييضه، ومن ذلك الكتاب الضخم "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"، للاَّلِكائي؛ فقد تعب الشيخ في نسخه، ومن رأى النسخة التي بخط يده؛ علم ذلك جلياً.

ومن منتسخات شيخنا -رحمة الله عليه- وهي كثيرة- ما يلي:

1- الاغتباط بمعرفة من رُمي بالاختلاط، لبرهان الدين الحلبي.

2- تذكرة الطالب المعلَّم بمن يقال إنه مخضرم، له.

3- التبيين لأسماء المُدَلِّسين، له.

4- الكُنى للذهبي اختصار الكُنى لأبي أحمد الحاكم.

5- الوقوف على الموقوف، لأبي حفص الموصلي.

6- جزء فيه فوائد حديث أبي عمير، لابن القاص.

7- الكنى والأسماء، لابن شاهين.

8- المختلف فيهم، لابن شاهين.

وغير ذلك كثير.

وللشيخ فضائل جمة على الجامعة الإسلامية، ويكفي ما بذله من جهد فيما انتقاه من نوادر المخطوطات، وقد شهد له بفضله هذا الشيخ العلامة محمّد ناصر الدين الألباني، رحمة الله على الجميع.

فهذا ما تيسّرت كتابته عن شيخنا الجليل أبي عبد الباري، حمّاد بن محمد الأنصاري، الذي مُتِّعْتُ بعلمه ما يقارب عشر سنوات، كتبته على عجل، وليس كما في النَّفس، سائلاً المولى أن يتغمَّد شيخنا بواسع رحمته، ويبارك في ذرِّيَّته، ويجعلهم خير خلف لخير سلف، ويوفِّقهم إلى المضيِّ قدماً في سيرة والدنا الأولى، في رعاية المكتبة، وإتاحة مقتنياتها النّفيسة للزّائرين، وإفادة القادمين والرّائحين، وقد فعلوا ولا يزالون، وهم بذلك مغتبِطون محتسِبون، والله الموفّق والهادي إلى سواء السّبيل.

نموذج من خطّ شيخنا حمّاد بن محمّد الأنصاري
ضمن كتاب "اعتقاد أهل السّنّة"، للحافظ أبي بكر الإسماعيلي، تحقيق كاتبه، وتقريظ الشّيخ، رحمة الله عليه.

(1) انتبه مسؤولو المكتبتين إلى خطورة الحال، واتّخذوا اللازم؛ لحفظ تلك الآثار النّفيسة.

(2) نسبة إلى بندر لِنْجَه، مدينة في الأهواز. (الموقع)

(3) لا شكّ أنّ الشّدّة في موضعها أمر حسن، وفي غير موضعها تجرّ الويلات، وتنفّر النّاس عن قَبول الحقّ، والله قد أخبر نبيّه الكريم -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه لو كان فظّاً غليظ القلب لانفضّ النّاس من حوله، وخير الهدي هدي محمّد، -صلّى الله عليه وسلّم-.

(4) والآن قد نُشرت بتحقيق د. عامر حسن صبري، عن دار البشائر بلبنان، فلله الحمد والمنّة.

(5) لعلّ الشّيخ -رحمه الله- يقصد كتاب النّحْوي ابن مالك على صحيح البخاري، المسمّى: التّوضيح في إعراب الجامع الصّحيح.

(6) درس بعضهم هذه النّسخة، وخلص إلى أنّ المخطوطة ليست هي مستخرَج قاسم بن أصبغ، بل تلخيص لأحاديث الموطّأ.

(7) كتب الزّميل الفاضل د. أحمد السلّوم -وفّقه الله تعالى- دراسة ممتعة عن الحافظ المستغفري في تحقيقه لكتابه فضائل القرآن.

(8) اسم الكتاب: "فتح القريب المجيب على التّرغيب والتّرهيب"، ذكر له في الفهرس الشّامل 1167 خمس نسخ. ومؤلّف الكتاب هو: أبو محمّد حسن بن علي بن سليمان البدر الفيّومي القاهري (804 - 870هـ)، ترجم له الحافظ السَّخاوي في الضّوء اللاّمع 3/111- 112.

(9) ويسمّى: "عُجَالة الإملاء"، وهو مطبوع متداول.

منقول من راية الإصلاح:

http://www.rayatalislah.com/article.php?id=37

التعديل الأخير تم بواسطة بلال الجيجلي ; 08-09-2012 الساعة 03:29 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-21-2013, 11:39 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 42 مرة في 39 مشاركة
افتراضي

ترجمة موجزة للشيخ حماد الأنصاري -رحمه الله- بقلم عبد الأول بن حماد الأنصاري -عفا الله عنه-

- الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عبده المصطفى وعلى آله وصحبه أهل الوفى.
أما بعد:
فاعلم أيها القارئ الكريم: أن الوالد الشيخ حماد بن محمد الأنصاري الخزرجي السعدي -نسبة إلى سعد بن عبادة الأنصاري الصحابي الجليل رضي الله عنه - خرج من أفريقيا - وبالأخص دولة (مالي) - بسبب الاستعمار المهيمن على أفريقيا في ذلك الوقت؛ وكان هذا الاستعمار الفرنسي بطّاشا خبيثا معانِدًا، يأكل الأخضرَ واليابس ويمنع التديّن والعلم، ويهضم أهلَ الإسلام حقَّهم وغير ذلك من المعضلات والمفاسد.
فلما رأى الوالد -رحمه الله تعالى ذلك- وكان عمرُه عندها ستة عشر عامـًا -عزم على الهجرة من أفريقيا إلى الحرمين، وقام بالتخطيط لهذه الهجرة مع بعض أصحابه الملاصقين به ملاصقةً قوية في طلب العلم والمرح والنزهة وغير ذلك؛ وهم: الشيخ عمّار "حفظه الله" الموجود بمكة والآن، والشيخ أُحيد الموجود ببلاد (مالي) في صحرائها التي تختلف عن صحارى الجزيرة؛ فصحراء أفريقيا يوجد فيها العلماء في كل فنّ - وبالذّات اللغة العربية وفروعها والشعر العربي الفصيح مما يشابه شعر امرئ القيس وعنترة والبحتري من شعراء الجاهلية وشعراء ما بعد الإسلام؛ فلا تكاد تخلو صحراء أفريقيا من قول الشعر، وينظم لهم شيوخهم ما يتعلّمونه من العلم الشرعي وعلوم الآلة وأصول الفقه والبلاغة بأنواعها من بيانٍ ومعاني وبديع.
فقام الوالد بالإشارة عليهم بالهجرة إلى الحرمين الشريفين لأكثر من سببٍ، من ذلك: طلب العلم على شيوخ الحرمين، والهجرة من الاستعمار الباغي، وغير ذلك.
وقد طرأت على الوالد هذه الفكرة في زهرة شبابِه وفي سنٍّ لا يكاد يُذْكَرُ صاحبه في هذا الزمن إلا بلعبٍ وعبث.
وقد كان الوالد "رحمه الله تعالى" من بيت علمٍ وفضل وقضاء؛ فمنذ نعومة أظفاره وأهله مهتمّون به، ويعلِّمونه؛ فقد كان عمُّه الملقّب بالبحر عالمَ أفريقيا قاطبةً ومفتيها؛ ولقّب بالبحر لسعة علمِه ودقّة فهمه وندور مثله في صحراء أفريقيا وحاضرتها.
قام عمُّ الوالد هذا بإنشاء الوالد على حفظ القرآن مبكرًا وحفظ علوم الآلة، وكذلك الحديث، والفقه المالكي "مختصر خليل".
وقد يتساءل القارئ: أين والدُ الشيخ ؟.
فأقول له: إنّ أباه مات عنه وهو ابنُ ثمان سنوات؛ فقد كان يتيمـًا عاش في كنف عمِّه وأخواله ووالدته؛ فقد كان مَن حوله من أقربائه من جهة أبيه وأمه فيهم طلبة العلم والعالم والمفتي والقاضي.
فنشأ في هذه البيئة العلميّة المحضة في جوٍّ ليس فيه من أمور الحضارة الموجودة اليوم شيء لا كهرباء ولا سيّارات ولا طائرات.
عاش في بيئة من أجمل ما تكون فيها الخضرة، والغابات، والماء الصافي، والنسيم الجميل، والهواء النقي؛ فقد سمعتُه أكثرَ من مرّة يقول: "إن الوقت الذي كنت فيه في إفريقيا لا يتمنّى أحدٌ أن يخرج منها لما فيها من الخيرات التي لا تحصى من مأكل ومشرب ونزهة وغير ذلك".
حفظ الوالد "رحمه الله تعالى" القرآنَ وعمرُه ثماني سنوات، ثم أخذ في علم القراءات فعرفها، وأتقن حفظَ القرآن عليها.
وقد كان الناس في وقته يحفظون القرآن على اللوح: يكتب لهم شيخ الكتاتيب الآية والثلاثة فيذهب الطالب يحفظها ثم يُسَمِّعُها للمعلم، ثم يمحوها ويكتب له المعلم غيرها، وهكذا حتى يحفظ القرآنَ كاملاً.
وبعد حفظه يذهب إلى حلقات العلم الأخرى فيحفظ من علوم اللغة وغير ذلك.
فلم يبلغ الوالد سنّ الرشد حتى أصبح يحفظ شيئـًا كثيرًا من المنظومات؛ فقد كان يحفظ "الملحة" للحريري، و "الشافية" لابن مالك، و "الألفية" له؛ ويحفظ أكثرَ من منظومة في الصرف.
ويحفظ "الألفية" في أصول الفقه للسيوطي، وكذلك "جمع الجوامع" في الأصول -المتن- للسبكي، ويحفظ "المعلّقات السبع"، وقصائد الجاهليين، و "مقصورة ابن دُريد"، ويحفظ منظومة في حروف الجُمَّل؛ وهذه المنظومة لقّنها كثيرًا من طلبة العلم في هذه البلاد وشرحها لهم وكتبوها عنه.
كما يحفظ منظومةً طويلة في التنجيم، كان يذكرُ لنا من ناظمها عندما يذكرها (نسيت ما اسمه).
ويحفظ "مختصر خليل" مثل الفاتحة.
كما كان يقول لنا: أن له "ديوان شعر" تركَه في أفريقيا لم يحضره معه لَمّا هاجر إلى هذه البلاد المباركة؛ لأنّه خرج من أفريقيا متسلّلاً لا يحمل معه سوى مصحف خوفـًا من الاستعمار الفرنسي والبريطاني؛ فقد كان المستعمر لا يسمح لأحدٍ من أهل أفريقيا أن يخرج منها إلى الحرمين كما كان يذكر لنا "رحمه الله تعالى" أنه عندما جَهّزَ نفسَه للرحيل هو وزميلاه الاثنان خرج ليلاً ممتطيـًا كلّ واحد منهم جملَه، فخرجوا؛ ومكثوا في رحلتهم هذه سنتين حتى وصلوا إلى ميناء جدة.
مرّوا فيها بكثيرٍ من البلاد مثل: (النيجر) و (نيجيريا) و (السودان) وغيرها.
قد التقى الوالدُ "رحمه الله تعالى" ببعض أهل العلم؛ ففي نيجيريا التقى بالشيخ المجدِّد العالم السلفي عبد الله بن المحمود الشريف الحسني الذي نشر الدعوة السلفيّة في صحراء (مالي). وأخرج الله على يده أممـًا من الناس من ضلال عبادة القبور والتوسل بالصالحين والخرافات والبدع المنتشرة آن ذلك في بعض صحراء أفريقيا.
والشيخ عبد الله الذي التقى به الوالد "رحمه الله تعالى" في نيجيريا كان قادمـًا من هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية -حرسها الله تعالى وشرّفها -؛ فقد كان حياته من صغره بالمدينة النبوية، وكان إمامـًا للمسجد النبوي الشريف ومدرِّسـًا فيه.
وقد أفرد الوالدُ "رحمه الله تعالى" له ترجمةً بلغت في مجلّد لطيف (مطبوع).
فلما التقى به الوالد في نيجيريا أخذ عنه نصائحَ كثيرة، أهمُّها قوله: "يا بنيّ إذا وصلتَ إلى بلاد الحرمين فعليك بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وعليك بنشر عقيدة السلف ونشر كتبهم، وعليك بتعليم الناس العقيدة والعلم".
وقد سمعتُ الوالدَ يقول: "لقد تأثّرتُ بنصيحته هذه جدًّا وأخذت بها، وبلغت من قلبي مبلغـًا عظيمـًا، وعزمت على العمل بها".
كما التقى بالشيخ طاهر السواكني في دولة السودان، وأخذ عنه علم الحديث، وعرف على يديه كتب الحديث؛ فقد كان الشيخ طاهر عالمـًا من علماء السودان في الحديث وغيرِه، وكان له الاهتمام الكبير بعلم الحديث؛ فقد سمعتُ الوالدَ يقول: "لقد تأثّرت بالشيخ طاهر السواكني في علم الحديث؛ فقد نصحني بتعلّمه واقتناء كتبه، والسير على منهج أهلِه".
فكان لهاتين النصيحتين تأثيرٌ بالغٌ في حياة الوالد العلمية إلى أن انتقلَ إلى "رحمه الله تعالى".
وعندما وصل الوالدُ إلى جدة سارع إلى الذهاب إلى مكة المكرمة، وكان عمره عندما دخل هذه البلاد المباركة "بلاد التوحيد" تسعة عشر عامًا.
والتقى بالشيخ حامد فقي بمكة، وتأثّر به جدًّا من أكثر من جهة سواء بعلمه أو نشره لعقيدة السلف وحبّه لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وكذلك كتب أئمة الدعوة بدءًا من إمامها محمد بن عبد الوهاب التميمي "رحمه الله تعالى".
وتلقّى على يده العلم في العقيدة والحديث، وتأثّر به جدًّا.
وكذلك التقى بالشيخ محمد حمزة، وأخذ عنه العلم.
وكذلك الشيخ يحيى المعلِّمي المحدِّث الجهبذ عالم عصره في علم الحديث؛ لازمَه وأخذ عنه حبّ علم الحديث وتعلّمه.
ولازم الشيخ تقيّ الدين الهلالي ملازمةً طويلة استفاد منه في أكثر من فن من فنون العلم.
وسمعتُ الوالدَ يقول: "لازمتُ الشيخ يحيى المعلّمي أثناء إقامته بمكتبة الحرم المكي، واستفدت منه كثيرًا".
كما استفاد من علماء الحرم المكي وحضرَ دروسَهم، وأجازَه بعضهم ممن يهتم بالإجازات.
وكذلك استفاد من الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ في مجال العقيدة وكتبها؛ وهو الذي أشار عليه أن يذهب إلى الرياض للعمل هناك، وكتب له رسالةً إلى أخيه الشيخ محمد بن إبراهيم "رحمه الله تعالى" فيها توصية به.
ولما سافر إلى الرياض سنة 1373ه‍ التقى بالشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ المفتي العام لهذه البلاد المباركة، فلازمَه وأحبّه وقرّبه إليه لما رأى فيه من حبّ العلم ونشره، وحثّه على أن يكون له درسٌ في الجامع بالرياض؛ فكان الوالدُ يدرِّس طلبة العلم الصغار بالمسجد الجامع، والشيخ محمد يدرس الكبار منهم؛ وكان الوالد يدرّس كتب العقيدة والحديث للصغار بأمر من الشيخ لما رأى فيه من العلم والفهم والذكاء والنباهة والغيرة للعقيدة السلفية.
وكان الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ يكني الوالد بأبي زيد ممازحـًا له، وكان يقرّبه في مجلسه العام.
وكان الشيخ محمد بن إبراهيم يأمر بعض أبنائه أن يدرُس على الوالد علوم الآلة في اللغة وكذلك الحديث وغيرهما من العلوم؛ وكان الوالد يقضي الإجازة بمكة فكان الشيخ محمد بن إبراهيم يرسل أحد أبنائه مع الوالد يتلقى العلم عليه.
ومكث الوالد في الرياض إحدى عشرة سنة متعلِّمًا وعالمًا يدرس بمعهد الدعوة بالرياض، تخرّج على يده منه ناسٌ كثير جدًّا بعضهم من العلماء، بل من كبار العلماء في دار الإفتاء بهذه البلاد المباركة.
وقد تأثّر الوالد بالشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ "رحمه الله تعالى" في العقيدة والعلم، وأحبّ الوالدُ الشيخ محمد بن إبراهيم حبًا كبيرًا وكان يذكره في مجلسه العامر بالمدينة النبوية ويثني عليه، ويقول: "لم نر مثلَه في هذه البلاد علمًا، وتواضعًا، وزهدًا، وحبًّا لطلبة العلم وإحسانًا لهم".
وكذلك عندما كان الوالدُ بالمدينة قبل ذهابه إلى الرياض التقى بالشيخ ابن تركي "وهو من علماء المدينة في ذلك الوقت"، وقرأ عليه "صحيح البخاري" وفي عقيدة السلف وتأثّر به، وكان الشيخ ابن تركي فيه شدّة واضحة ظاهرة للجميع، وكان عالمًا زاهدًا قلّ نظيرُه في الزهد في المدينة النبوية في ذلك الوقت كما يذكره الوالد وشيخنا الشيخ محمد أحمد بن عبد القادر القرشي الشنقيطي المتوفى سنة 1418ه‍...
كما كان يحضر دروس الشيخ محمد الأمين صاحب تفسير "أضواء البيان" في المدينة، وتأثّر به وبعلمِه، وناظر الشيخ في كذا مسألة من مسائل المنطق والفلسفة مناظرة عالمٍ بهذا الفن الذي كان يحفظ فيه منظومات مع شروحها.
ودرس على عددٍ من علماء المدينة النبوية في دار العلوم الشرعية منهم: عبد الغفار حسن، والشيخ أبو بكر الشريف التنبكتي "المدرس بالمسجد النبوي الشريف قرب الروضة"، وقد أجازه الشيخان عبد الغفار وأبو بكر الشريف التنبكتي.
كما أنه درس النحو و "سنن النسائي" على الشيخ محمد الحافظ القاضي، وأجازه هو أيضـًا في علم الحديث إجازة عامّة.
وكان الوالد "رحمه الله تعالى" حريصـًا على أخذ الإجازة في علم الحديث عمّن كان أهلاً للإجازة من العلماء الفحول في عصره.
ومن أقدم من أجازه عمه الملقّب بالبحر عندما كان في البلاد صغيرًا في السن.
وبعد انتقاله من الرياض إلى المدينة سنة 1985 للتدريس في الجامعة الإسلامية. استقرّ من هذا العام بالمدينة النبوية إلى أن انتقل إلى "رحمة الله تعالى" سنة 1418ه‍، بعد أن مكث فيها ثلاثًا وثلاثين سنة ناشرًا للعلم فاتحاً قلبه ومكتبته للناس.
وقد كانت هناك بعثات من الجامعة لمن في ضواحي المدينة من أهل البادية لتعليمهم شؤون الإسلام؛ فكان يشارك فيها "رحمه الله تعالى".
وسكن قريبًا من المسجد النبوي في حيّ المصانع، وفتح مكتبة متواضعةً في بيته كان يجتمع فيها مَن كان فيه حرصٌ من طلبة العلم، منهم: الشيخ صالح الفهد، والشيخ يوسف الدخيل، والشيخ عمر محمد فلاّته "رحمه الله تعالى" الذي كان بينَه وبين الوالد محبّةٌ كبرى.
وكان الشيخ عمر بن محمد فلاّته يحب الوالد ويقول: "أتمنّى أن يرزقني الله مثل علم الشيخ حمّاد الأنصاري"، قال ذلك في شريط ألقاه في ترجمة الوالد فقد "رحمه الله تعالى".
وكانت بينهما مدارسة للعلم ومعرفة لأحوال بعض معرفة كبيرة جدًّا.
وعندما توفي الوالد ذهب إليه الشيخ عمر محمد في المستشفى وكان الوالد عليه شرشفٌ أبيض مسجّى عليه فكشف عنه الشيخ عمر وعندما رأى وجهَ الوالد وهو متوفى أخذ يبكي، لم يتماسك عن البكاء والنحيب؛ فرحم الله هذين الشيخين المحبين لبعضهما رحمةً واسعة.
كما كان يحضر عنده في المصانع الشيخ عمر حسن فلاته، والشيخ عبد الرحمن الفريوائي، وغيرهم من طلبة العلم المحبيين للوالد ممن لا أستحضره الآن.
ومكث في المصانع قرابة عشر سنين "أو تزيد بقليل" فاتحًا مكتبته المتواضعة للناس على قلّة ذات يده في ذلك الوقت من المال.
وكان مسخّرًا ماله لشراء الكتب ووضعها في المكتبة لينتفع طلبة العلم الغرباء وغيرهم منها في القراءة والبحث.
وكان يدرس في المسجد النبوي "سنن الترمذي" حتى ختمه كاملاً، كما درّس النحو، والصرف، وبعض علوم الآلة والحديث.
ثم انتقل من حيّ المصانع إلى الحرة الشرقية، ووسع مكتبته السابقة الذكر وملأها بالكتب، واستقبل طلبة العلم فيها يعلّمهم؛ وكان يحثّهم على نشر العلم وبالأخصّ علم الحديث - الذي كان في ذلك الوقت قليل طلاّبه والباحثون عنه، وكان يُعير هؤلاء الطلبة كتبه للانتفاع بها، وكان يُعيرهم حتى النادر من المخطوطات ويسمح لهم بتصوير المخطوطات؛ ولم يكن في ذلك الوقت من يهتم بالمخطوطات سواه في المدينة النبوية فيما أعلم.
وكان شرطُه في المخطوطات: أن لا يجمع منها إلاّ ما كان في علم الحديث والعقيدة السلفية وبالأخصّ المخطوط الذي لم يطبع أو المخطوط الذي طبعتُه رديئة.
ولم تمنعه قلة المال عن شراء الكتب وتصوير المخطوطات؛ فقد كان أغلب ماله مسخرًا في شراء الكتب المطبوعة وتصوير المخطوط.
وقد تسبب الوالد في نشر الكثير من كتب الحديث والعقيدة السلفية؛ فمن ذلك: كتاب "السنة" للالكائي، فهو الذي أعطى مخطوطه لمحققه بعد أن طلبه من ألمانيا من طريق نظام يعقوبي فأحضر نسخة رائعة من هذا الكتاب دفعه الوالد للمحقق فحققه وطبعه؛ وكذلك زوّد المحقق بنسخة لهذا الكتاب مكتوبة بخطِّه هو حيث إنّ الوالد قام بنسخه كاملاً من هذا المخطوط، فأعطى المحقِّق المخطوط وأعطاه هذا المخطوط منسوخاً بخطِّه الواضح المنسّق المرتّب؛ فما كان من المحقِّق إلاّ أن علّق على حواشيه ونحو ذلك فأخرجَ الكتاب وأخذ عليه الدكتواره؛ ولم يذكر هذا المحقِّق هذا المعروف من الوالد في مقدّمة تحقيق هذا الكتاب؛ والأجرُ عند الله لا عند الناس؛ والله المستعان.

ومن يفعل المعروف لا يعدم جوازيه ....لا يذهب العُرْفُ بين الله والناس

فليعم القارئ: أن الوالد سخّر نفسَه منذ أن جاء لهذه البلاد المباركة لخدمة علم الحديث والعقيدة السلفية؛ فقد كان الوالدُ مدرِّساً في الجامعة الإسلامية في معاهدها وكليّاتها وفي الدراسات العليا.
وكان يحثّ طلبة العلم على نشر العقيدة السلفية وتعليمِها وتعلّمها، وكان يوضّح لهم العقيدة السلفية أحسنَ توضيح وما يرد من الإشكالات حولَها، وكذلك التشكيكات، ويذكر شبه المناوئين لها ويردّ عليهم.
كما كان يلقي المحاضرات في خارج الجامعة وفي الجامعة في العقيدة السلفية والحثّ عليها؛ ويُعَرَّف عداوة غير السلفيين للعقيدة السلفية وما هم عليه، سواء من الأشاعرة أو الماتريدية أو المتعصّبة من أهل المذاهب الأربعة؛ وقد أشار على تلميذه عبد الإله الأحمدي "التلميذ النبيل" أن يكتب رسالة في الدكتوراه في مسائل الإمام أحمد ومروياته في العقيدة يكون هو المشرف عليه فيها، وقد فعل وطبع الكتاب.
كلُّ ذلك من أجل نشر عقيدة أهل السنة الذي كان الإمام أحمد وأصحابه من دعاتها والذّابين عنها؛ فقد قضى الوالد "رحمه الله تعالى" عمرَه في نشر عقيدة السلف، وجمع في مكتبته من كتب السلف في العقيدة والحديث ما لم يجمعه غيرُه، كان يطلبُها حيثما تكون من الدنيا، سواء مطبوع أو مخطوط؛ ولا يخفى هذا على من كان يعرف الوالد من الملازمين له وغير الملازمنين؛ وكان يقول: "لا أسمعُ بكتاب في العقيدة السلفية أو الحديث إلاّ وأحرص على اقتنائه".
وقد جمع "رحمه الله تعالى" مؤلَّفاً في كل ما يُنسب إلى الإمام أحمد وأصحابه من كتب العقيدة السلفية فبلغت مجلّدًا كبيرًا.
وكان الوالدُ في مجلسه في مكتبته يحثُّ كلَّ من يأتيه من طلبة العلم على التمسّك بعقيدة أهل السنة ونشرها والذبّ عنها.
قد كان باذلاً لمخطوطاته لمن أراد الاستفادة منها؛ فقد قامت جامعة الإمام بالرياض بتصويرها كلها، وكذلك الجامعة الإسلامية، ومركز خدمة السنة بالمدينة النبوية، وكذلك صوّرها من الأفراد الشيخ مساعد الرّاشد، والشيخ صالح آل الشيخ.
وبعد انتقاله إلى بيته في حيّ الفيصليّة توسّعت مكتبتُه وقام بزيادة الكتب المطبوع والمخطوط حتى بلغ المخطوط خمسة آلاف مخطوط كلّها بتوفيق الله جمعها بمالِه، لم يشاركه في ذلك أحدٌ؛ وكان يقول: "عندي في مكتبتي جميع أنواع علم الحديث التي ذكرها العلماء في كتب المصطلح -بعني: عندي المؤلفات فيها -".
وكان يرحل إليه طلبة العلم من كلّ الدنيا يطلبون منه الإجازة في علم الحديث، ويأخذون من علمه الغزير؛ فلا يوجد علم إلاّ وعندَه منه طرف حتى علم التنجيم والمنطق والجغرافيا الحديثة؛ وأما التاريخ فكان يعرفه معرفة لا نظيرَ لها، وتأتي معرفته له بعد علم الحديث والعقيدة السلفية.
وكان المشايخ في هذه البلاد المباركة يتّصلون عليه هاتفيـًّا للاستفسار عن بعض الإشكالات في الحديث والعقيدة والفقه مثل الشيخ ابن باز، واللحيدان، والشيخ محمد أمان، والشيخ الجزائري، والشيخ عطيّة، والشيخ بكر أبو زيد، وكذلك القضاة في المحاكم الشرعية.
وكان واسعَ الصدر رحبه للجميع، يجلس في مكتبته لاستقبال طلبة العلم والمشايخ من بعد صلاة العصر إلى العشاء يوميـًّا بدون انقطاع منذ أن دخل المدينة سنة 1385ه‍ إلى قبيل مرضه بأيّام معدودة، وكان الطلاّب يأتون من كلّ مكان كُلٌّ له حاجته فيعطي هذا حاجته من المال ويشفع لهذا، وهذا حاجته من الكتب، وهكذا لا يملّ ولا يسأم.
وبجانب هذا يؤلِّف ويردّ على الرسائل التي تأتيه من دار الإفتاء في بعض المعضلات والإشكالات في العقيدة والحديث، ويردّ على الاستفسارات في الهاتف التي تأتيه من كلّ مكان في الدنيا.
وكان يزوره في مجلسه الأمراء والوزراء فيخرجون من مجلسه وقد ازدادوا حبـًّا له وإكبارًا له.
فليعلم القارئ: أن الوالدَ "رحمه الله تعالى" بذل ماله ووقتَه وعمرَه منذ نعومة أظفاره إلى أن لقيَ الله تعالى بعد معاناة من خطأٍ طبِّي أدّى إلى غيبوبة دامت تسعة أشهر، ثم مات ودُفن بالقُرب من قبور بنات النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته في أول بقيع الغرقد على يسار الداخل إليه مخلِّفُا علماُ جماُ في صدور طلبته ومكتبة عامرة وذكرًا حسناً.
وقد قُبر في هذا المكان من المقبرة بسعاية من الشيخ العالم عمر بن محمد فلاّته الذي كان يحبُّه ويجلّه ويعرف قدره وعلمه وسعة اطلاعه ومحبته لنشر عقيدة السلف وعلم الحديث.
كاتب هذه السطور هو: ابن المترجَم: عبد الأول بن حمّاد بن محمد الأنصاري الخزرجي "عفا الله عنه" / / 1420ه‍...

منقول.
__________________
ذكر ابن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة في ص 52: قال أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها ، فعجبتُ من ذلك ، ومن إتقانه لها ، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب ، وغيرهم ؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة ! فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام ؟! قال : إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه ، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس .

التعديل الأخير تم بواسطة بلال الجيجلي ; 07-22-2013 الساعة 02:28 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:09 PM.


powered by vbulletin