مشروعية الدعاء بالعتق من النار
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد رأى بعض السلف عدم الدعاء بالعتق من النار.
فقد كَانَ أَبُو وَائِلٍ يَكْرَهُ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ : اللَّهُمَّ أَعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ. وَقَالَ : إنَّمَا يَعْتِقُ مَنْ يَرْجُو الثَّوَابَ
وقال أبو عمران الجوني رحمه الله: " أدركت أربعة هم أفضل من أدركت كانوا يكرهون أن يقولوا: اللهم أعتقنا من النار ويقولون: إنما يعتق منها من دخلها وكانوا يقولون: نستجير بالله من النار، ونعوذ بالله من النار "
التعليق
وهذا الكلام فيه نظر
فالنبي صلى الله عليه وسلم قال عن رمضان: "ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة". رواه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة والحاكم وغيرهم وسنده صحيح.
وهم لم يدخلوا النار بعد.
وأبو بكر رضي الله عنه وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه عتيق الله من النار.
فالدعاء بالعتق من النار وبالإجارة من النار كل ذلك سنة ومستحب.
قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار (4/ 358) : باب بيان مشكل الحجة على من كره أن يقول: اللهم أعتقني من النار من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
كره قوم أن يقول الرجل: اللهم أعتقني من النار وقالوا: إنما يضاف العتاق إلى من يرجى له الثواب، وروي ذلك عن أبي وائل.
كما حدثنا روح بن الفرج قال: حدثنا يوسف بن عدي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم قال: كان أبو وائل يكره أن يقول الرجل: " اللهم أعتقني من النار، وقال: إنما يعتق من يرجو الثواب ".
قالوا: والله عز وجل متعال عن ذلك.
وخالفهم في ذلك آخرون فلم يروا بذلك القول بأسا , وكان من الحجة لهم عليهم في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قد رويناه فيما تقدم منا في كتابنا هذا " من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار "
ففي ذلك إضافة رسول الله صلى الله عليه وسلم العتاق من النار إلى الله عز وجل.
وفي جواز ذلك منه صلى الله عليه وسلم ما ينطلق للمسلمين أن يدعوه به، وبالله نسأله التوفيق" انتهى.
وسئل شيخنا العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله:
فضيلة الشيخ : هناك دعاء يدعو به بعض الناس وهو: " اللهم أعتق رقابنا من النار"
وقد قال أحد طلبة العلم : بأن هذا الدعاء لا ينبغي أن يقال أو شيء مثل هذا
ويقول: كأن الداعي يحكم على نفسه بأنه من أهل النار.
الجواب:
لا. هذا غير صحيح
إذا قال الإنسان: اللهم أنجني من النار ، فهل معناه أنه دخل فيها؟
طبعاً: لا
لكني ظننتُ أنه يقول: لماذا يسأل بالإعتاق بدل النجاة ؟!
أنا أقول : لا بأس أن يسأل بالإعتاق بدلاً من النجاة، كما جاء في الحديث في باب صيام رمضان : (ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة) وجاء فيمن أعتق عبداً ( أن الله يعتقه بكل جزء منه أو بكل عضو منه عضواً من النار ).
لقاء الباب المفتوح (27/122)
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
24/ 12/ 1437 هـ
التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 09-26-2016 الساعة 04:15 AM
|