الصعافقة الهابطون الأوباش ومثال على (الغمغمة) في مفهوم منهجهم الدخيل
بعد فشل الصعافقة الهابطين في إلصاق تهمة تزكية الحويني بالشيخ فركوس حفظه الله، وفضيحتهم المدوية، الدالة على كذبهم، وتلاعبهم، وسوء قصدهم وسوء تصرفهم، انتقلوا إلى خديعة أخرى ومكر آخر ليستمروا في حداديتهم، وفي غيهم وبغيهم ..
فقالوا: لماذا الغمغمة من الشيخ فركوس؟ لماذا لم يبدعه؟ كان العلماء صريحون في ذلك!!
فالجواب من وجوه:
الوجه الأول: أن شيخنا الشيخ ربيعا المدخلي وغيره من المشايخ السلفيين كانوا يحذرون من سلمان العودة، وسفر الحوالي، وغيرهم من السروريين، ويتحاشون وصفهم بالمبتدعة، بل كانوا ينكرون على من يسألهم هذا السؤال، ويحيلونهم على العلماء الكبار، لأن الهدف هو تحذير الناس من ضلالات السرورية، وليس فقط مجرد الحكم، ولأجل مصالح أخرى وحكمة في الدعوة وفي بيان الحق كانوا يتجنبون قضية الحكم بالبدعة على الشخص المعين الذي يدعي السلفية لكنه ضل وانحرف..
والذي كان يصرح بالتبديع بكل وضوح ذلك الوقت هو محمود الحداد زعيم الحدادية..
ومن الطرائف أن أحد زملائي في الدراسة في كلية الحديث الشريف في عام 1413هـ-1992م واسمه (سلطان) كان يغالي في محمود الحداد، ويسميه (ملك التخريج) أي تخريج الأحاديث، وكان يحبه حبا شديداً، فالتقى به في المسجد النبوي، وسأله عن سلمان العودة فقال محمود الحداد: "ضال مضل مبتدع"، فصعق هذا الشخص، وصار مجافيا للحداد، وعاداه لهذا!
فمشايخنا كانوا يدركون مدى تعلق الكثير بهؤلاء فكانوا يستخدمون الحكمة في الرد والبيان، ويراعون أفهام وعقل السامعين بخلاف الصعافقة الأوباش قصم الله ظهورهم ..
مع أن سلمان العودة كان مبتدعا، وكلام الحداد صحيح، ولكن النظر في الطريقة والأسلوب في بيان الحق ومراعاة الحكمة في ذلك التي كان عليها علماؤنا الأكابر خلافا للحدادية الحمقى ..
الوجه الثاني: أن الشيخ فركوسا قد بين تحذير العلماء من الحويني بكل وضوح، وبدون غمغمة، ولكن السائل زعم أنه تاب وتراجع، وهنا أراد استغلال هذه النقطة للتأثير على الشيخ بالمكر والخداع، ولكن الشيخ كان فطنا ذكيا، فبين له أن الحويني وقت تحذير العلماء منه ما تاب! وبين له أن عليه مؤاخذات فمثله لا يصدر للناس، وكرر الشيخ هذه القضية لإفهام السائل أنه حتى لو تاب لا يجوز جعله مرجعية ويصدر للشباب..
وهذا الأسلوب السلفي الواضح من الشيخ فركوس لا يعقله الحدادية والخوارج وأشباههم من الصعافقة..
الوجه الثالث: أن منهج السلف هو الاستفادة من علوم علماء السنة، لا الترصد لهم، والطعن في أساليبهم وأجوبتهم، بل يؤخذ منها طريقة بيان الحق، وطريقة الإجابة عن الأسئلة، وأسلوب الشيخ فركوس مطابق لأسلوب شيخنا الألباني ولأسلوب شيخنا ربيع في كثير من أجوبته لا سيما مع من يظهر فيه أنه جاهل يحتاج تعليما..
الوجه الرابع: أن جرأة العوام والصغار على الكلام في الشيخ فركوس وفي جوابة دليل على المستوى الهابط الذي وصل إليه هؤلاء الصعافقة الأوباش أفراخ الخوارج (صغار الأسنان سفهاء الأحلام) ففتنة الخوارج تدار اليوم لكن بلباس السلفية، وانتحال بعض المشايخ..
فالبيئة اليوم التي يعيشها الصعافقة بيئة صوفية وبيئة خارجية وبيئة رافضية منتنة، عليهم أن يحذروها ويبتعدوا عنها..
الوجه الخامس: أن الاهتمام بالحكم على الأشخاص المعروفين بالسنة بألفاظ نحو (مبتدع، فاسق، سروري) دون بيان الأدلة الصحيحة، ودون اتباع المنهج السلفي في ذلك هو منهج الخوارج والحدادية، وليس من السلفية في شيء..
وكذلك الاهتمام بتلك الإطلاقات حتى على المبتدعة ولكن من لهم قبول عند كثير جدا من العوام دون بيان الأدلة ودون معرفة الأخطاء بأدلتها يضر أكثر مما ينفع، ويولد الشحناء والمباغضة بين الناس، ويخالف المنهج السلفي، ويخالف الحكمة في الدعوة والتعليم..
فلما تأتي لشخص محب للحويني وتقول له دون حجة ولا برهان : الحويني مبتدع، فإنه سيبادر بمخاصمتك أو (فلق) رأسك إن كان شديدا!!! فلا تأتي تبكي وتشتكي تعصب الناس ضدك!
فالداعية يكون حكيما في بيان الحق للناس.. ويكون متسلحا بالأدلة والبراهين فنحن أمة الدليل..
نعم بعض الناس ممن يثقون بك ويريدون معرفة الحكم فقط فلك أن تذكر الحكم فقط، لكن هذا إنما يكون فيمن يستجيب لك، ويعرف قدرك، لكن في أحوال كثيرة لا يكفي، ولابد من البيان والدليل والحكمة في الإجابة لبلوغ الغاية من بيان الحق وهداية الخلق..
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
5/ 3/ 1445هـ