تنبيه غلى شيء قد يغفل عنه بعضنا ..
سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد :
فهذا تنبيه مهم أحببت أن أضعه بين أيديكم ، أسأل الله أن ينفعنا به و أن يجعله خالصاً لوجه
بمنه و كرمه.
أقول وبالله التوفيق :
ما بال اقوام نسوا أو تناسوا انه.:
لا يعقد الولاء ولا يقام البراء
في مسائل فقهية يكون الخلاف فيها سائغ عند أهل السنه.
فلا يهجر المخالف.و لا يشنع في الرد عليه.
بل يعتذر له ان أخطأ و ينصح.
أو يتابع ان وفق للصواب .
هذا ما عرفناه من علماء أهل السنه.
أما الهجر و الرد لا يكون إلا لمن خالف في أمر غير سائغ أو مصادم لنص أو اجماع و بضوابط حددها العلماء.
ويدل لهذا الحديث الذي رواه الامام البخاري في صحيحه
عن ابن عمر - رضي الله عنهما - ان الرسول صلى الله عليه و سلم قال : (في يوم الاحزاب )
" لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظه "
فأدرك بعضهم العصر في الطريق ، فقال بعضهم : لا نصلي حتى نأتيها ، وقال بعضهم : بل نصلي ثم يرد منا ذلك. فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم. " فلم يعنف واحدا منهم".
وهنا أنقل لك أيها القارئ الكريم كلام الامام العلامة صالح الفوزان ( حفظه الله ) :
قال متعنا الله بعلمه :
"الاجتهاد الفقهي الذي لم يظهر فيه دليل مع أحد المختلفين ،
فهذا لا يُنْكَر على مَن أَخذ بأحد القولين ، ومِن ثم جاء
العبارة المشهورة : ( لا إنكار في مسائل الاجتهاد ) .
وهذا الاختلاف لا يُوجِب عداوة بين المختلفين . لأنَّ كُلاًّ منهم يَحتمل أَنَّهُ على الحقِّ .
هذا وبالله التوفيق .
وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد وآله وصحبه ".
{رسالة : الإجتماع ونبذ الفرقة: ص 46}
والله: لابد في هذا الزمان من ان يرفق أهل السنه بأهل السنه.
فأن في زمان > تكالب أعداء السنه أهل البدع » على أهل السنه.
وما أروع ما رواه الإمام الذهبي عن يونس الصدفي حين قال: "ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة؟!".
أما الرد على المخالف و أهل البدع و الضلال فهذا من أعظم جهاد اللسان.
فالصبر الصبر و التواصي بالحق.
وفق الله الجميع لما يحب و يرضاه.
* أصل المقال نصيحة لاحد الإخوان.
|