ردالجميل لإمام الجرح والتعديل / الحلقة الثالثة

[حسن العراقي]

تتمة / بعض ممّيزات منهج الشيخ ربيع سدده الله في الدعوة والجرح والتعديل /

الخامس عشر/ إعتماد الطبعات الأخيرة من كتب المُتكلم فيه خشية أن يكون الكاتب قد تراجع عمّا كتبه:
وتقرير ذلك من فعل الشيخ:
ردوده الكثيرة على سيد قطب حيث كان يعتمد ـ حفظه الله ـ آخر الطبعات وذلك دفعاً لقول القائل أن كلام سيد المُنتقد كان في الطبعات القديمة: قال الشيخ ـ حفظه الله ـ :((وإليك البيان بالطبعات التي اعتمدتها في نقل أقوال سيد قطب:
· كتاب (الظلال) الطبعة الثالثة عشرة (1407 هـ) دار الشروق.
· (التصوير الفني في القرآن) الطبعة العاشرة (1408 هـ) دار الشروق.
· (العدالة الاجتماعية) الطبعة الثانية عشرة (1409 هـ) دار الشروق.
· (العدالة الاجتماعية) الطبعة الخامسة (1)، بدون.
· (نحو مجتمع إسلامي)، الطبعة الثامنة (1408 هـ) دار الشروق.
· (معركة الإسلام والرأسمالية)، الطبعة العاشرة (1408 هـ) دار الشروق.
· (السلام العالمي والإسلام)، الطبعة الثامنة (1399هـ) دار الشروق.
· (معالم في الطريق)، الطبعة الخامسة عشرة (1412هـ) دار الشروق.
هذه هي طبعات كتب سيد قطب التي اعتمدتها في النصوص التي ضمنتها كتابي (أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره). وهي طبعات متأخرة)).
السادس عشر/ رد المخالفات بالنصوص الشرعية:

وهذه سمة بارزة في منهج الشيخ (حفظه الله) وهو الإعتماد على الكتاب والسنة، وأقوال علماء السلف الصالح.
فالشيخ (حفظه الله) إعتمد الأثر في منهجه ، ويكره السفسطة ، وحشو الكلام ممّا لاطائل تحته.

السابع عشر : من منهج الشيخ انه لايترك الحق من أجل هيبة الرجال وإن عظموا .
وهذا أصل سلفي عظيم أن الحق لايعرف بالرجال لذلك كان السلف يقولون (أعرف الحق تعرف أهله ).
وتقرير ذلك من أقوال الشيخ ـ حفظه الله ـ قال : ( وطالب الحق لا يصرفه الإكبار والإعجاب للشخصيات الكبيرة عن أتباع الحق والإنصاف والعدل ، فإن الحق أحق أن يتبع والحجة لا يجوز إسقاطها من أجل هذا الرجل العظيم أو ذاك ، فمبدأ المسلم المنصف الطالب للحق دائما (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ )[1]

الثامن عشر/ معرفة الشيخ (حفظه الله) للأصول الكلاميّة التي إنبنت عليها عقائد أهل الكلام والرد عليها .
والذي يقرأ كتاب الشيخ في نقده لكتاب الثقافة الإسلامية يعرف مدى معرفة الشيخ في المقالات المخالفة لعقيدة السلف والرد العلمي عليها المبني على الكتاب والسنة .
التاسع عشر/ حرص الشيخ على الوضوح ونقد المُتخفّين والمتلبّسين بلباس السنة للطعن فيها.
تقرير ذلك من أقوال الشيخ:
قال (حفظه الله) ( إن أهل الفتن دائما ً يحدثون أشياء وأشياء ـ والعياذ بالله ـ ومن ذلك أ نهم يحدثون وسائل يتذرعون بها إلى نشر بدعهم و إشاعتها )([2])
العشرون/ من ممّيزات منهج الشيخ التحذير من إحداث أقوال ليس للقائل بها سلف والحث على قطع كل الوسائل التي يمكن أن تفرق السلفيين واستئصال الذرائع التي يمكن أن يتعلق بها أهل البدع لتغرير الشباب بمذهبهم المُحدَث.
وتقرير ذلك:
قال (حفظه الله) تعليقا ً على كلام الإمام الصابوني :( وإنما احدث الكلام في اللفظ من أهل التعمق وذوي الحمق الذين اتو بالمحدثات وبحثوا عمّا نهوا عنه من الضلالات وذميم المقالات )
وقال (حفظه الله): المصنف (اي الصابوني) يجيب على قول بعض الناس: ماهي وجهة نظر الإمام أحمد في تبديعهم؟ كيف بدعهم وحكم عليهم بأنهم جهمية أو شر من الجهمية ؟ّ!
قال لأنهم ليس لهم سلف في هذا اللفظ ؛ والله سبحانه وتعالى يقول: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) .
لماذا تترك سبيل المؤمنين وتخترع سبلا أخرى وطرقا ً للفتن والمشاكل ؟!! بدع الإمام احمد هؤلاء وضللهم وحكم عليهم بهذه الأحكام الحاسمة الشديدة لأنهم ليس لهم سلف . ومثل هؤلاء ـ في هذا العصر ـ أهل جنس العمل الذين ادخلوه في الإيمان ؛ ليهلكوا أهل السنة ويضللونهم ، نسأل هؤلاء الذين يرجفون على أهل السنة بجنس العمل ، ونقول لهم من سلفكم في هذا ؟ من سبقكم إلى هذه الفتنة وأرجف بها؟ من أدخلها وجعلها ركنا في تعريف الإيمان ؟)([3])


الحادي والعشرون/ من منهج الشيخ تحذير طلبة العلم من الأصول المحدثة الجديدة وحثهم على التمسك بأصول السلف في العقيدة وغيرها .

وتقرير ذلك من أقوال الشيخ (حفظه الله):
قال : (تمسّكوا بما قرره السلف في كل أبواب الدين ولا تأتوا بشيء جديد خاصة في الأصول والتأصيلات ..)([4])
و قال (حفظه الله): فهذا أصل اصيل : تمسكوا بما قرره السلف في كل ابواب الدين ولا تأتوا بشيء جديد خاصة في الأصول والتأصيلات ،الآن كلما يظهر واحد يقول الأصول .....، التأصيل ....، عدنان عرعور كان يركض وينادي : أصول ...، أصول ...، ويأتي بأصول فاسدة !ويأتي ابو الحسن بعده :أصول ..،أصول ....، ويأتي بأصول فاسدة ! ويأتي فالح : أصول ....، أصول ....، ويأتي بالقواعد الفاسدة !)([5])
الثاني والعشرون/ من منهج الشيخ ذكر المبتدعة بأسمائهم إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
تقرير ذلك من أقواله :
قال ـ حفظه الله ـ جوابا ً لمن سئل هل يسعنا نحن طلاب العلم السكوت عن المبتدعة ونربي الطلاب والشباب على منهج السلف دون ذكر المبتدعة بأسمائهم ؟؟ الجواب : والله يذكرون بأوصافهم ويذكرون بأسمائهم إذا دعت الحاجة ،فإذا تصدى فلان للزعامة وقيادة الأمة والشباب ويجرهم إلى الباطل يذكر بأسمه، إذا دعت الحاجة إلى ذكر اسمه فلابد من ذكر اسمه ) ([6]).
الثالث والعشرون .
الدفاع عن السلفيين في مسألة إلصاق التكفير غير المنضبط بهم.
حاول كثير من أعداء الدعوة السلفية إلصاق مايحدث من تكفير غير منضبط وما نتج عنه من فوضى ودمار وتفجير، إلصاقه بالسلفيين ، فكان الشيخ ـ حفظه الله ـ يدفع هذه الشبهة بأقوالة وكتبه فمن الكتب ما كتبه في نقد سيد قطب وحسن مالكي ونقد ما جاء من حوار في قناة المستقلة وغيرها ممّا هو معروف ومسطور.
وتقرير ذلك من أقواله :
قال ـ حفظه الله تعالى ـ : ((إن قضية التكفير موجودة في كل ديانة كاليهودية والنصرانية وعند كل الفرق الضالة المنتسبة للإسلام فلماذا توضع السلفية فقط في قفص الاتهام وهي لا تكفّر إلا من يستحق التكفير وبشروط ؟.
إذا كان الباعث هو التكفير والتفجير الحالي فالسلفية وأهلها قد حاربوه قبل الناس جميعاً وحددوا مصادره وقيادته وحذروا وأنذروا .ومن أجل هذا أطلق القطبيون التكفيريون على السلفيين: الجامية والمرجئة والعملاء والجواسيس، بل ويكفرونهم وشنوا عليهم حرباً إعلامية وسياسية وفكرية أشد من حربهم للحكام بل قتلوهم في أفغانستان والجزائر والسودان .))[7]



الرابع والعشرون: منهج الشيخ في التبديعيمتاز بعدة أمور منها:
1/ التفريق بين البدع الخفية وبين البدع الظاهرة .
2/ التفريق بين من عرف بالسنة ويسير على أصول أهل السنة وبين غيرهم.[8]
3/ التفريق بين الدعاة إلى البدع وبين الأتباع .
4/ ليس كل من وقع في بدعة أصبح مبتدعا ً.
وتقرير ذلك من أقواله :
سئل الشيخ ربيع (حفظه الله):
حول مسألة اشتراط إقامة الحجة في التبديع .
السؤال: شيخنا -حفظكم الله- هناك سؤال يدور بين طلاب العلم، وهو: هل يشترط في تبديع من وقع في بدعة أو بدع أن تقام عليه الحجة لكي يبدع أولا يشترط ذلك، أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد: فالمشهور عن أهل السنة أنه من وقع في أمر مكفر لا يكفر حتى تقام عليه الحجة. أما من وقع في بدعة فعلى أقسام:
القسم الأول: أهل البدع كالروافض والخوارج والجهمية والقدرية والمعتزلة والصوفية القبورية والمرجئة ومن يلحق بهم كالإخوان والتبليغ وأمثالهم فهؤلاء لم يشترط السلف إقامة الحجة من أجل الحكم عليهم بالبدعة فالرافضي يقال عنه: مبتدع والخارجي يقال عنه: مبتدع وهكذا، سواء أقيمت عليهم الحجة أم لا.
القسم الثاني: من هو من أهل السنة ووقع في بدعة واضحة كالقول بخلق القرآن أو القدر أو رأي الخوارج وغيرها فهذا يبدع وعليه عمل السلف.
ومثال ذلك ما جاء عن ابن عمر - رضي الله عنه - حين سئل عن القدرية قال: ((فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني)) رواه مسلم.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل (1/254) : " فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل. ويرُاعون أيضاً الألفاظ الشرعية ، فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا. ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه. ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا وباطلا نسبوه إلى البدعة أيضا ، وقالوا : إنما قابل بدعة ببدعة وردَّ باطلا بباطل" .
القسم الثالث: من كان من أهل السنة ومعروف بتحري الحق ووقع في بدعة خفية فهذا إن كان قد مات فلا يجوز تبديعه بل يذكر بالخير ، وإن كان حياً فيناصح ويبين له الحق ولا يتسرع في تبديعه فإن أصر فيبدع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله-: (وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، وفي الحديث أن الله قال : ((قد فعلت))، وبسط هذا له موضع آخر))[معارج الوصول ص:43].
وعلى كل حال لا يجوز إطلاق اشتراط إقامة الحجة لأهل البدع عموماً ولا نفي ذلك والأمر كما ذكرت.([9])
وقال ـ حفظه الله ـ جوابا لسؤال عن أحوال اهل البدع :إن هؤلاء ينقسمون إلى دعاة وإلى غير دعاة اما الدعاة فلهم عقوبات ذكرها أئمة الإسلام منها النفي كما نفى عمر رضي الله عنه صبيغا ونفى غيره ومنها القتل كما قتلوا الجعد بن درهم والحلاج وغيرهم من أئمة البدع والضلال ، وأما الأتباع فهؤلاء يرشدون ويبين لهم ويدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة )[10]
و سئل فضيلته هل كل من وقع في بدعة صار مبتدعا ؟
الجواب / من وقع في بدعة إن كانت ظاهرة واضحة كالقول بخلق القرآن أو دعاء غير الله أو من ذبح لغير الله أو شيء من هذه الأمور الواضحة فهذا يبدع ،وإذا كانت البدعة من الأمور الخفية ووقع فيها من يتحرى الحق خطأ منه فهذا لايبدع أبتداءً ، وإنما ينصح ويبين له خطؤه ، وإذا أصر عليه يبدع حينئذٍ ،يقول ابن تيمية رحمه الله :( كثير من علماء السلف والخلف وقعوا في بدعة من حيث لا يشعرون إما أستندوا إلى حديث ضعيف أو أنهم فهموا من النصوص غير مراد لله تبارك وتعالى وانهم أجتهدوا ) .
فإذا عُرف من عالم فاضل يحارب البدع ويدعو الى السنة وعرفوا صدقه وإخلاصه وتحذيره من البدع فوقع بسبب من الاسباب في شيء من البدع الخفية فلا نسارع إلى تبديعه هذا هو القول الصحيح وإلا لو حكمنا على كل من وقع في بدعة أنه مبتدع لما سلم أحد من أئمة الإسلام فضلا عن غيرهم )انتهى [11]
الخامس والعشرون/ من منهج الشيخ وأخلاقه الرجوع عن الخطأ وإعلان ذلك بما تيسر من وسائل النشر وهذا يدلل على صفاء منهجية الشيخ والتحلي بأخلاق السلف:

تقرير ذلك من أقوال الشيخ عندما بين له الخطأ الذي هو عبارة عن زلة لسان سارع ـ حفظه الله ـ إلى بيانه والتوبة منه:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداهأما بعد:فقد اطلعت على ما نشرته بعض الشبكات العنكبوتية من كلام نسب إليَّ وهو أني قلت في إحدى محاضراتي " إذا تبرأ منك رسول الله على لسان ربنا " قلتها عندما استدللت بقول الله تبارك وتعالى (( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء)) على تحريم التفرق ثم قلت: كيف ما نخاف يا إخوتاه ونختار هذا التفرق ونعيش عليه قروناً وأحقاباً...".
أستغفر الله من هذه الكلمة القبيحة الباطلة مئات المرات.
وأطلب حذفها من كل شريط توجد فيه، وأشدد في ذلك على كل من يملك شريطاً توجد فيه هذه الكلمة أن يقوم بحذفها.
وأقول: إن هذا الكلام قبيح وباطل، وتعالى الله عنه وتنزه عنه، فهو تعالى منزه عن مشابهة المخلوقين....).([12])
ا
السادس والعشرون : بذل النصح لجميع المسلمين في أنحاء العالم والتضامن معهم وخصوصا في زمن الفتن والشبهات...
وصلي اللهم على محمد وعلى آله وسلم .

كتبه / حســــــن العراقي

[1] انظر كتاب منهج الإمام مسلم في كتاب الصحيح وانظر مجموع الشيخ ربيع ( ج8/ ص80)

[2] شرح عقيد ة أصحاب الحديث للصابوني انظر مجموع رسائل وكتب وفتاوى الشيخ ربيع 2/ 59

[3] المصدر السابق ص68

[4] مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ ربيع 2/72

[5] نفس المصدر السابق ص72

[6] نفس المصدر السابق ص447

[7]مناقشة ما دار في قناة المستقلة من الحوار حول السلفية الذي أجراه الهاشمي (وبيان شيء من حال الروافض) [الحلقة الأولى] كتبه ربيع بن هادي عمير المدخلي.

[8] ويشهد لكلام الشيخ ماحدث في العراق حيث قتل الكثير من السلفين الدعاة وهجر بعضهم بسبب وقوفهم ضد الفكر التكفير غير المنضبط بضوابط الشرع .

[9] انظر برنامج المكتبة الشاملة الاصدار الثاني وانظر موقع الشيخ ربيع على الشبكة العالمية .

[10] مجموع الشيخ ربيع (14/ 154)

[11] مجموع كتب ورسائل الشيخ ربيع ( 14 /159)

[12] مقال بعنوان قبول النصح والانقياد للحقمن الواجبات العظيمة على المسلمين جميعاً. كتبه:ربيع بن هادي المدخلي
في8/7/1425هـ مكة المكرمة