الفرق بين العام و السنة و الحول.
السلام عليكم ورحمة الله : من اللطائف التي وقفت عليها من خلال تصفحي لبعض المنتديات هذه الفروق البديعة الماتعة فأحببت مشاركة إخواني بها.
العام والسنة والحول : ألفاظ تدل على الوحدة الزمنية المعروفة ، وبينها فروق:
السنة معلومة المبدأ والمنتهى حساباً (من أول محرم إلى آخر ذي الحجة ) مثلاً .
ولا بد لانطباق السنة على العدد الذي تميزه أن يكون الفاعل حاضراً لظرفها حضوراً ما ، معانياً فيها شدة ما .
فإذا تخلف شيء من هذه القيود الثلاثة ( العدد / الحضور / الشدة ) فهو عام ؛ لأن العام أعم من السنة .
فإذا عرف يوم المبدإ ويوم المنتهى من السنة فهو حول ؛ لأنه يتتبع الأيام بالتحول عنها ، ومنه حول زكاة المال والنعم وحول المرضع والأرملة .
ولذا فالحول أخص من السنة والسنة أخص من العام ، ويقال للسنة حول وعام ، ويقال للحول عام ، والأحسن أن لا يقال للسنة والحول عام تأسيا بالقرآن الكريم ؛ إعمالاً لهذه الفروق .
ولذا استثنيت (... إلا خمسين عاماً) لتخلف الشدة وغياب قومه عنه فيها .
وأما (عام فيه يغاث الناس) فلأنه غير معلوم المنتهى ، ولأن فاعل الإغاثة ليسوا هم زارعي السنين الأولى (يُغاث) فهم غائبون عن فعل الإغاثة بلا شك، حاضرون للغوث أو الغيث نعم .
وأما ( فأماته الله مئة عام ) فلأنه لم يكن حيّاً حينها ، ولم يعانِ شدتها .
و(وفصاله في عامين) فلأن أدنى مدة الفصال لا تتم إلى حينها المذكور في قوله : (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ) وقوله :( وحماله وفصاله ثلاثون شهراً ) ؛ والنقص في مدة الفصال سيكون حولين ناقصين ثلاثة أشهر .
وقيل: عام الفيل وعام الرمادة ونحوه ؛ لأن الحدث لم يقع في السنة كلها ، ولو استغرقها لقيل سنة
( ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين) .
فانظر إلى المعاني المستفادة من ثلاثة ألفاظ ، يراها بعضهم لمسمىً واحد، يعبر عنه في الانجليزية بلفظ واحد ليس غير: (year).
منقول
|