الحمد لله رب العالمين: الشيخ الرمضاني يرجع عما صدر منه في أمهات المؤمنين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَنْ سار على نهجه إلى يوم الدين؛ أما بعد:
اطلعتُ بالأمس على كلام الشيخ عبدالمالك رمضاني وفقه الله للسداد في التفريغ المثبَّت في مقال بعنوان [بشرى للمحب وغصة في حلق الشانئ: الشيخ رمضاني يستغفر الله من خطأ لفظه] في منتديات أنصار الحلبي.
فلما وصلتُ إلى قول الشيخ الرمضاني: ((أستغفر الله وأتوب إليه من تلك الكلمة التي صدرت في أمَّهات المؤمنين، وما كان ينبغي))، وقوله: ((أنا أقول: أستغفر الله مِن ذلك، وهذا شيء يُحذَف)) حمدتُ الله تعالى على توفيقه؛ لأنها بشرى حقاً وفعلاً، وفرحتُ برجوع الشيخ عن تلك الكلمة؛ بخاصة إنني كنتُ عازماً بالأمس – لولا ما كان لي من تقدير الله عز وجل! - على تنزيل الرسالة الجديدة والتي هي بعنوان: [تحذير القاصي والداني من تأصيلات أهل التمييع في كلام الشيخ عبدالمالك رمضاني]، وفي آخر هذه الرسالة جعلتُ مبحثاً بعنوان: [عبدالمالك رمضاني وإساءة الظن في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم]، أما وقد رجع الشيخ عن ذلك فقد انتفت الحاجة إلى هذا الجزء من الكتاب، والحمد لله الذي وفَّق الشيخ الرمضاني للرجوع عن تلك الكلمة.
وبغض النظر عن مقدمة المقال المشار إليه في منتديات أنصار الحلبي وما قيل فيه من تعليقات!، وبغض النظر عن تجريح الشيخ الرمضاني في إخوانه السلفيين الذين أعانوه على الشيطان، فنحن – في شبكة سحاب السلفية - يكفينا شرف وكرامة أننا كنا سبباً في صيانة عرض النبي صلى الله عليه وسلم، وفي براءة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن من إساءة الظن بهنَّ ومقارنتهنَّ بالفاسقات الفاجرات من النساء، وقطع دابر ذلك الشريط المشؤوم، فهذه هي فائدة بيان الحق والرد على المخالِف، وقد أثمرت ثمارها، ولله وحده الفضل.
فهل يعي المخالفون ذلك؟!
ونحن نتمنَّى والله من قلوب صادقة أن يرجع الشيخ الرمضاني وفقه الله للسداد من الكلمات التي صدرت منه موافقاً فيها تأصيلات أهل التمييع كما رجع عن كلمته في أمهات المؤمنين، ويرجع كما كان من قبل ناصراً للسنة وأهلها وقامعاً للبدعة وأهلها، هذا رجاؤنا وأملنا من الله عزَّ وجل فيه، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
لكن:
قد ذكرتُ في مقالي المعنون: [هل هذا ظنك بأمهات المؤمنين يا شيخ عبدالمالك رمضاني؟!] إنَّ الشيخ الرمضاني متأثر بتأصيل الحلبي والمأربي في التفريق بين السني والمبتدع في مسألة الطعن بالصحابة!، وقد استنكر ذلك مني أحد أنصار الحلبي، وها هو الشيخ الرمضاني يؤكِّد هذا، ويصرِّح بخلافه مع السلفيين منذ ثمان سنوات أو أكثر - مع الأسف - فيقول: ((أنا قلتُ هذا الكلام قبل ثمان سنوات!!: هؤلاء إقصائيُّون!، يريدون أن لا يبقى في السَّاحة إلا هم!، ثم هم أنفسُهم سيرجع بعضُهم على بعض، وحصل هذا! هذا غلط، هذا غلط!، كيف لا تُفرِّق بين واحد أصولُه أصول أهل السُّنة وهفا هفوةً وزلَّ زلةً، وبين شخص أصوله منحرفة؟! فرق؛ ينبغي الإنسان أن يُفرِّق.
كم حصل من العلماء عندهم مَشرب أهل السُّنة في مثلاً تفسير أسماء الله الحسنى وصفاته، ثم زلَّ في فهم صِفة أو صفتين؛ ما وجدنا علماءنا يقولون هذا خلفيٌّ ليس بسَلفي!، أصولُه واحدة، لكن غلط في ذاك التفسير، ما ثبت هذا، هذا في أعظم شيء في الدِّين، نعم الذي هو التَّوحيد وشرح أسماء الله الحسنى، فأعظم شيء في الدِّين، ما حصل منهم هذا!!، فكيف لا يُفرِّقون بين معاملة السَّلفي السُّنِّي ومعاملة المبتدع؛ ويجعلون الرجلَين سواء!؟ يعني هذا شيءٌ غريب!!)).
أقول:
يا شيخ عبدالمالك؛ نحن نعتقد أنَّ السني لا يتكلَّم في أمهات المؤمنين بكلمة فيها انتقاص وإساءة ظن!، ولو صدر منه مثل ذلك على سبيل الزلة والهفوة من غير قصد فالواجب أن يرجع عنه فوراً، وإنكار الباطل ورده ليس مقتصراً على ما صدر من أهل البدع!!، بل يُردُّ الباطل على صاحبه ولو كان سنياً!، بل لو كان عالماً له لسان صدق في الأمة ثم تكلَّم بكلام باطل فالواجب رده وبيانه والتحذير منه!؛ ذلك لئلا يغترَّ به عوام الناس.
أما أن نعتقد أنَّ السني لا يقول إلا الحق!، ولا يقصد إلا الحق!، وكلُّ كلمة باطلة فيها انتقاص ظاهر للصحابة إذا صدرت منه فتحمل على وجه الحق!؛ فهذه دعوى العصمة كما لا يخفى على مثلك، وهي ما يدندن حولها الحلبي والمأربي منذ مسألة "الغثائية"، ومسألة "حمل المجمل على المفصل".
ثم هل إننا بدَّعنا الشيخ الرمضاني بسبب ما صدر منه من كلام قبيح في أمهات المؤمنين أم طالبناه بالرجوع عنها؟!
أجيبوا!
وهل السني يُطالَب بالرجوع عن زلته أم لا؟!
فإنْ قلتم: يُطالَب، فهذا ما فعلناه!.
وإنْ قلتم: لا يُطالَب، فليس لنا معكم كلام أصلاً!.
وإنْ قلتم: يُطالب مع معاملة خاصة!.
قلنا لكم: ليس ذلك بلازم!، لأنَّنا رأينا الأئمة يُشنِّعون على مَنْ زلَّ بأقل من الكلمة التي قالها الرمضاني!، بل يشنِّعون على مَنْ صدرت منه عبارات مجملة تحتمل حقاً وباطلاً وقد ينسبونه إلى البدعة بسبب ذلك!، فكيف بمَنْ صدرت منه كلمة صريحة القبح ظاهرة البطلان؛ وهي منتشرة منذ سنين في الآفاق من غير بيان ولا نكران؟!
والحمد لله أنَّ هذه الطريقة السنية في الإنكار قد آتت أكلها، فرجع الشيخ الرمضاني وفقه الله للسداد، وطلب حذف ما صدر منه بخصوص أمهات المؤمنين، والمرجو منه – ونسأل الله عزَّ وجلَّ أن يعينه - أن يرجع عن غيرها من التأصيلات التي وافق فيها أهل التمييع؛ كما سيلاحظ ذلك القارئ في الرسالة الجديدة.
وأما قول الشيخ الرمضاني وفقه الله للسداد: ((ولو أنَّ بعض المشايخ جاؤوا وقالوا: ليس فيها ذم (لهن)؛ وإنما هو كلام عن المستقبل؛ كقوله تعالى: "قُل إنْ كان للرَّحمن ولدٌ فأنا أوَّل العابِدين"، لكن أنا أقول: نقطع دابر الشَّيطان عن أنفسِنا نحن أولاً، وهذا أمر يخصُّني بيني وبين ربي عزَّ وجلَّ، وعن إخواننا ثانياً)).
أقول:
فلينظر القارئ إلى هذه البطانة السيئة التي سعت في إعانة الشيطان على الشيخ الرمضاني!، كما فعل الكثير من أنصار الحلبي يوم أن وقفوا مدافعين عن الشيخ الرمضاني على حساب الانتقاص من مكانة أمهات المؤمنين، وأنا لما نظرتُ إلى هجمتهم النكراء وتأويلهم واعتذارهم بما لا يحتمله الكلام والمقام قلتُ مع نفسي أولاً: أعانك الله يا شيخ عبدالمالك!، وأخبرتُ بذلك إخواني وأصحابي متذكراً حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تعينوا الشيطان على أخيكم)).
والحمد لله أنَّ الشيخ فقه الأمر، وعرف أنَّ مثل هذه التبريرات المشار إليها في كلام هذه البطانة إنما هي من الشيطان، فلم يستمع لهمس أعوانه الذين يمدُّون غيرهم بالضلالة والغي، والله المستعان.
وأخيراً:
قد أعجبني مقال في شبكة سحاب اشتمل على فوائد عديدة ونصائح رشيدة؛ فلا يفوتنك أيها الصادق أن تطالعه لأنه متعلِّق بموضوع النصيحة وإيثار الحق على الخلق، وهو على هذا الرابط
رائد آل طاهر شبكة سحاب
http://www.sahab.net...=0