أنصار السنة والعمل السياسي
لقدصدر قرار منذ أيام بتجميد أموال جماعة أنصار السنة المحمدية ،وذلك لدعمها جماعة الاخوان ,وانضمام بعض أعضائها لتنظيمات تابعة للجماعة ،مما يخالف خط ومنهج الجمعية منذ نشأتها حتى وإن كان هؤلاء الأشخاص فى اعلى المناصب بالجمعية .
فليتحمل من اخطأ نتيجة خطأه دون غيره,ولتعلم الدنيا كلها أن أنصار السنة حرصت منذ نشأتها علي استقرار وأمن وسلامة البلاد وأهلها ,فلا شأن لها بالتنظيمات ولا الأحزاب ولاالجماعات التي تخالف نظام البلاد.
ولقد كتب العلامة الأزهرى عبد الرحمن الوكيل -رحمه الله- الرئيس العام السابق للجماعة عن واقعنا المعاصر وما نحن فيه الان وكأنه كان ينظر من وراء سحب الغيب ,ما الذي سيأتي من أقوام تصدروا قبل أن يتفقهوا ,وظنوا أنفسهم عالمين ,وهم في حقيقة أمرهم متعالمين ,وفي غيهم ماضين,وعلي ضياع الأمة عازمين ,حتى وإن كان في ذلك ثلمة للدين ,ونسوا (إن الله لايصلح عمل المفسدين ).
فكتب رحمه الله محذرًا ،ومبينًا مغبة الوقوع في هوة السياسة الميكافيلية , مبينًا أثرها السيئ علي واقع الأمة ,مستشعرا ً خطورة الأحزاب علي قوة الأمة ووحدتها.
ووضح رحمه الله أن قوة التدين مستقرة في أعماق الشعب ,وأن علي الجمعيات الدينية
أن تتبع الحق ,ولا تنحرف عنه لما فيه جناية عظمي علي الإسلام والمسلمين.
وطالب رحمه الله بتحكيم الشريعة ونبذ القوانين الوضعية فأعلنها مدويةً أفسحوا للإسلام يشرع ويحكم ,محذرًا من خطورة العلمانية ,موضحًا أنها جاهلية غريبة ,مناديًا بهيمنة القرآن علي شتي أمور الحياة.
لقد كتب رحمه الله وحذر من التنظيمات السرية ,وخطرها علي الدعوة,وبين أن هذه التنظيمات مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة.
بل و أ كد رحمه الله في كتاباته علي الولاء والسمع والطاعة والنصح لولاة الأمر والدعوة لهم بالتوفيق والسداد.
وكتب الشيخ -رحمه الله- حول مشاركة المرأة في السياسة,محذرًا من خروج المرأة من بيتها,ومن الوقوع في منزلق السياسة ,وردغاتها الخبيثة المدمرة للأسرة والمجتمع.
لقد أجاب الشيخ –رحمه الله- عن سؤال كل عصر وحين لماذا لا تعمل أنصار السنة بالسياسة ؟!
فأجاب رحمه الله : إن علىٰ سائلنا أن نسأله ،فنقول له: أتريدنا أن نكون من الهتافين في موكب الأحزاب بحياة فلان، وسقوط فلان؟
إن السياسة فساد وشقاق ،لا ترقب في الله إلًّا ولا ذمة ؛ إنما نعمل ليوحد المسلمون ربهم في العبادة ويؤمنوا به حق الإيمان ،نعمل ليطيعوا الله ورسوله علىٰ أن تكون التقوىٰ والخشية لله وحده ،ندعوهم ليجاهدوا في سبيله بأموالهم وأنفسهم وأبنائهم إذا دعاهم ربهم للدفاع عن دينه.
لهذا يعمل أنصار السنة ،ولن يحصرهم هذا النطاق الضيق من السياسة ،ولن يهدأوا حتىٰ تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلىٰ.
وحذر رحمه الله من انحراف الجماعات عن السبيل القويم والصراط المستقيم ,فقال رحمه الله: ولكن علىٰ الجماعات الدينية تبعات ثقال خطيرة، وأي انحراف قليل من أية جماعة عن الحق المبين من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، ستكون له جنايته الخطيرة، وخطره الجاني علىٰ الإسلام والمسلمين، لتحذر هذه الجماعات أن تسلك مسالك الأحزاب.
فبدل تأليه الزعماء، يؤلهون تراث الوثنية من الشيوخ والآباء، فيضعون في يد وألسنة المتربصين بالإسلام الشر، وبالجماعات الدينية الكيد، خناجر مسمومة يطعنونها بها، ومفتريات يبهتون بها الإسلام، هي أنه لا يصلح لقيادة العالم إلىٰ الخير والحق والهدىٰ والسلام والعزة، إلىٰ المثل العليا لكل القيم السماوية من الإيمان، والتشريع والنظام، ويقين الحق لو أن كل جماعة دينية توجهت وجهة الحق والهدىٰ من الكتاب والسنة، فسنكون جماعة واحدة هم «المسلمون».
رحم الله الشيخ وغفر له,وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
وكتبه محمدعوض عبدالغني
عضو إدارة الدعوة والاعلام بجمعية أنصار السنة
|