بسم الله الرحمن الرحيم
بعض الإخوة لا يريدون من إخوانهم أن يغضبوا إذا انتهكت حرمات الله، فإنه يوشك أن يصبح إنكار المنكر عند البعض مصحوباً بتقبيل أيادي المجاهرين عند الإنكار عليهم فقط من أجل ألا يغضبهم قولنا لهم: "هذا حرام لا يجوز"، فأصبح أمر بعض الإخوة غريب والله، حتى إذا رأوك لم تنكر المنكر بالطريقة التي يهونها فأصبحت عندهم (سيء التصرف) (سيء المناصحة) (ولست بالقدوة)! فالبعض عندما يرى أخوه ينكر المنكر يكون هو مقصّر في الإنكار فيرى شيئاً مختلفاً عن حاله بأن أخيه ينكر بلسانه وهو مقصّر في الإنكار، فيبقى به الشيطان يوسوس له حتى يبدأ ينكر على أخيه الذي ينكر المنكر على المجاهرين، فيقول له: "ما كان يفترض أن تكلمه بتلك الطريقة"، مع أن طريقة الحديث تكون لطيفة وبالرفق واللين ولكن ما بقي إلا أن نقبّل أيادي من يجاهر بالمنكرات حتى لا يغضبوا علينا إذا لم تعجبهم النصيحة! رغم أنه الواجب على الأقل أن يتمعّر الوجه وأن ينكر المنكر في القلب مع مفارقة المجلس، وإني رأيت من هؤلاء الإخوة من هو ليس بالحريص على إنكار المنكر بلسانه ومن ثم عندما يرى غيره ينكر المنكر بلسانه فكأن شيئاً يدفعه ليوقف أخيه! بل إن بعضهم لا يريدك أن تغضب إذا انتهكت حرمات الله! يعني كأن لسان حاله يقول لك: "لا مفر من المداهنة"، فأي جبن هذا أصبح عند بعض الناس؟! وأي خذلان هذا أمام المجاهرين؟! فإن كنت تخشى ألا يقبلوا نصيحتك فقد كُذّب الرسل من قبلك -عليهم السلام-، وإن كنت مقصر في النصيحة هذا لا يعني أن تبدأ تنشر ما ابتليت به تنشره بين إخوانك، نسأل الله الهداية لنا ولعباده المسلمين، والله المستعان.