منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > مـــعـــــهـــــــد الـــــبـــــيــــضــــاء الــــــــعـــــلمي > منبر الدروس المسجلة وتفريغاتها (خاص بالأخوات)

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-23-2012, 04:02 PM
سالكة سبيل السلف سالكة سبيل السلف غير متواجد حالياً
زائر
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,225
شكراً: 20
تم شكره 157 مرة في 107 مشاركة
Tefreegh تفريغ محاضرة فضل العلم للشيخ أسامة بن عثمان بن عطايا العتيبي حفظه الله

محاضرة
فَضْــلُ العِــلْمِ


لفضيلة الشيـــخ
أسامة بن عطايا العتيبـــي
- حَفِظَهُ اللهُ تَعَالى –

@
منـــابــــرالنـــور العلـمــيّــة





إنَّ الحَمدَ لله نحمدُهُ ونستعينُهُ ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل لهُ ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلـٰه إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُهُ ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾[آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾[النساء:1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)﴾[الأحزاب:70-71].
أمَّا بَعْد،
فَإنَّ أصْدَقَ الحَدِيثِ كتَابُ اللهِ وَخَيْرَ الهَدْيهَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّم، وَشَرَّ الأمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٍ، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٍ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّار.
فإن الله -سبحانه وتعالى- وصف نفسه بالعلم وسمَّى نفسه العليــــم، ورفع منزلة أهل العلـــم ورفع ذكرهم ورفع من شأن حملة هذا العلم الذي امتدحه الله -عز وجل- وأثنى عليه وطلب من عباده أن يعلموه وأن يتعلموه .
العلم الذي طلبه الله - عز وجل - من عباده هو العلم النافع لهم والذي لأجله خلقهم، قال تعالى: ﴿
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[ الذاريات: 56]
قال تعالى : ليعبدون، فسرها معظم السلف إلا ليعرفون؛ يعني يعلمون من هو إلههم ويعملوا بهذا العلم، وفسر بعض السلف إلا ليعبدون أي ليوحدون، ومعلوم أن التوحيــــــدَ مبنيٌّ على العلم، بان الله -عز وجل-إله واحد لا شريك له .
فمن علم أن الله -عز وجل- هو الإله الواحـــــد وعمل بهذا العلم صحَّ أن يُطلق عليه لقب العالم بوحدانية الله، وإلا لو أن شخصا علم أو زعم أنه يعلم أن الله إله واحد ثم عبَدَ معه غيره، فهذا يصحُّ أن يقال إنه جاهــــــل بالله مع إدعائه المعرفة .
وهنا بعض العلماء فرقوا بين العلم والمعرفة؛ فالمعرفة قد لا تتبعها ما يقتضيها من العمل والإنقياد بخلاف العلم؛ فإنه يقود صاحبه لأجل أن يعمل بهذا العلم، عموما حتى المعرفة في الحقيقة لا تكون نافعة ولا مثمرة إلا مع العمل.

والعلم قد تنوعت أدلته من كتاب ربنا ومن سنّة نبينا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الدلالة على فضله وعظيم منزلته.
وكما ذركت لكم إن فضل العلم وشرفه يتبين من إتصافه الله -عز وجل- بهذا الأمر الشريف وحَثِّهِ عباده على تعلمه ورفع منزلة أهله فمن دلائل كتاب الله -جل وعلا- الدالة على فضل العلماء وعلو منزلتهم بما تعلموه من العلم وبما طبقوه ممّا علِمُوه وبما نفع الله بهم وبما نشر في الناس الحق والهدى عن طريقهم؛ فهم وسائل وأدوات سخرهم الله -عز وجل- لبيان دينه، والرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيَّن أن العلماء ورثة الأنبياء؛ فإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا ، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر .
ووظيفة الأنبياء والرسل-عَلَيهِمُ الصَلاَةُ وَ السَلاَم- هي أن يكونوا وسطاء بين الله وخلقه في التبليغ والبيان، وسطاء في البيان والهداية والتعليم، هذه وساطة الأنبياء ليست الوساطة بأن يتخذهوم معبودات وأن يشركوا بهم كما بين ذلك بتفصيل مُوَسع شيخ الإسلام -رحمه الله- في كتابه "الواســطة بين الله وخلقه" بيّن أن الواسطة التي يجب أن نعلمها وأن نعرفها هي أن الله -عز وجل- أرسل رسله واسطة بينه وبين خلقه ليبينوا للناس من هو إلههم وما يريد منهم وكيف يعبدوه وكيف ينقادوا له؛ ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾[سبأ:28]
قال تعالى : ﴿
إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ﴾[ الشورى:48]، وقال تعالى : ﴿وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾[النور:54]، فالرسل واسطة في البيان والتبليغ لهذا الدين وللحق والهدى .
الأنبياء عليهِم الصلاَة والسلاَم طائفة من البشر إختصهم الله -عز وجل- بخصائص وحدَّهُم بحدود ولهم أول ولهم آخِر، فأولهم من الأنبياء آدم عليه الصلاة والسلام كما قال -صلى الله عليه وسلم- عنه : ((نبِّيٌ مُكلم))، وأول الرسل نوح، وآخِر الأنبياء والمرسلين شخص واحد وهو محمد بن عبد الله -صلوات ربي وسلامه عليه- .
فيما مضى من الزمان قبل أن يأتي رسول بعد رسول سابق أو نبي بعد نبي سابق ماكان الناس يُتركوا هملا، بل كان هناك ممن هم من أتباع الأنبياء من يقوم بوظيفتهم في البيان والبلاغ، لكن الأنبياء قوم مصطفَوْن إختارهم الله -عز وجل- لحمل الرسالة وأرسل إليهم جبريل -عليه السلام- ليبلغهم كلام الله -عز وجل- فلذلك اختُصَّ الأنبياء بمزيد الشرف، أما غيرهم ومن هو على منهجهم من العلماء فهم إنما يصرُفوا وفعلوا منزلتهم بمقدار تبليغهم وبمقدار تأسِّيهم بالنبي الذي هم يتبعونه، ونحن أمّةٌ هي خير الأمم وخاتم الأمم، أمّةُ محمّد -صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ- فعلى علمائها عبء أكبر وحِملٌ أثقل ممن سبقهمن لأن أولائك لم تسلم كتبهم من التحريف والتبديل، ولم يكتب لكتاب من كتب الأنبياء التي أنزلها الله عليهم من الحفظ، لم يُكتب لها من الحفظ ما كُتِبَ للقرآن، فكل تلك الكتب أو خاصة ما آشتهر منها وما عُرِف كالتوراة والإنجيل والزبور كلها قد حرفت وبدلت وحصل فيها ما حصل من الإدخال والتغيير والتحريف، أما كتابنا الكريم فمحفوظ من الزيادة والنقصان، لكن مع هذا الأمر العظيم الذي اختُصَّ به كتابنا واختص به ديننا إلا أن لا نبي يأتي فيما بعد لينسخ دين محمّد -صلى الله عليه وسلم- أو ليحيي شيء من الدين لا، إنما يأتي بعدُ فقط العلماء؛ ويبعث الله -عز وجل- على رأس كل مئة سنة لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها؛ لذلك ورد في الحديث الضعيف الذي لا يصح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-؛ لكن له شيء من صحة المعنى أنه قال: ((
علماء أمتى كأنبياء بني إسرائيل))؛ فبنو إسرائيل كان يُرسل إليهم الأنبياء ليجددوا لهم الدين ويُحيُوا ما اندرس من التوراة؛ لأن التوراة التي أنزلها الله على موسى -عليه السلام- قد تعرضت بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام- للتبديل والتحريف؛ ولأن الله -عز وجل- اختص شريعة موسى بأنها ستكون شريعة لأمم كثيرين من بني إسرائيل؛ خاتمهم عيسى -عليهم السلام-.
فهذه التوراة كانت تحتاج إلى تجديد والعلماء ماكانوا يستطعون حفظ التوراة من التحريف والتبديل؛ وإنما كانوا يبلغون ويبينون ويرثون أنبيائهم في التعليم والتربية؛ لكن ماكانوا يستطعون أن يُبقُوا التوراة محفوظة من التحريف؛ فكان من حكمة رب العالمين أن يرسل إلى بني إسرائيل أنبياء يُحيُون التوراة لأن الله يوحي إليهم ولا يُعلِّمون الناس إلا التوراة الخالية من التحريف فكان الأنبياء يجددون التوراة وآخِرُ من جدد التوراة هو عيسى عليه السلام ﴿مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾[الصف:6]
فعيسى عليه السلام الله أعطاه الإنجيـــل ﴿
وَآتَيْنَاهُ الإِنْجِيلَ﴾[المائدة:46]؛ ولكن أتاه أيضا التوراة، التوراة كتاب الشريعة الذي يعمل به أتباع الديانة الموسوية ومن يأتي بعده من الأنبياء حتى عيسى -عليه السلام- يقررون أحكام التوراة إلا بعض الأحكام التي نسخها الله وخفف فيها عن بني إسرائيل فكان الإنجيل هو الكتاب الذي فيه بعض التخفيفات وبعض الأحكام الجديدة إضافة إلى كونه كتابا للأذكار والأدعية والتبشير بالتوبة فهذا الإنجيل اسمه البِشارة، ومعنى كلمة الإنجيل هو البِشارة .
فالأنبياء كانوا يُحيُون التوراة مع ما يُوحى إليهم من بعض الأحكام خُصَّ بها أولئك القوم، لكن بعد وفاة محمد -عليه الصلاة والسلام- لا يوجد نبي ينسخ حكمًا شرعيًا يأتي بعده إلا عيسى -عليه السلام- يأتي آخر الزمان؛ ولكنه لا يأتي ليبدل شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- بل يكون حاكما بها، وحتى لا يتوهم الناس عند نزوله أنه ناسخ لدين محمد -صلى الله عليه وسلم- لا يكون هو إمامًا للمسلمين بل يكون الإمام المهدي؛ كما قال -صلى الله عليه وسلم-: ((وإمامكم منكم)) فهو وإن كان عاملا بشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو نبي؛ لكن الإمام يكون من ذرية محمد -صلى الله عليه وسلم- من آل البيت وهو المهدي؛ لأجل ألا يتوهم ناس أن عيسى -عليه السلام- جاء ناسخا لشريعة محمد -عليه الصلاة والسلام- .
المقصود من ذلك أن العلماء هم ورثة الأنبياء، والله -عز وجل- قد حفظ كتابه الكريم –القرآن- من التحريف والتبديل؛ وسخر له الحفظة وسخر له العلماء
الحفظة؛ ليلقنوا الناس القرآن الكريم ويحفظوهم إياه، والعلماء ليفقهوا الناس في معناه، فحفظ الله القرآن لفظًا ومعنىً؛ لفظًا بتلقينه الأجيال جيلاً بعد جيل، ومعنىً بأن يكون العلماء هم الشارحون لكتاب الله بالسنّة وبكلام الصحابة والتابعين، بكلام السلف يشرحون القرآن ويبينون للناس الحق فيه، ، ينفون عن القرآن التحريف، والتأويل الباطل، وآنتحال المبطلين، يحمل هذا العلم وهو علم القرآن والسنّة من كل خلف عُدُولُه، ينفون عنه تحريف الغالين، وتأويل المبطلين، وتأويل الجاهلين، وآنتحال المبطلين، كما قال -صلى الله عليه وسلم- .
إذا العلماء ورثة الأنبياء وهذا شرف عظيـــــم خصَّ الله به هؤلاء العلماء والله -جل وعلا- قد أشهدهم على أمر مشهود فقال تعالى : ﴿
شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَالْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران:18]
ومن شرف العلماء وعظيم منزلتهم أن الله أمر بطاعتهم فقال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ﴾[النساء:59]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : ﴿
أُوْلِي الأَمْرِ ﴾ أصحاب الأمر وذووه وهو الذين يأمرون الناس وذلك يشترك فيه أهل اليد والقدرة وأهل العلم والكلام فلهذا -يعني الكلام الشرعي- فلهذا كان أولوا الأمر صنفين : العلماء والأمراء، فإذا صلحوا صلح الناس وإذا فسدوا فسد الناس.
وقال رحمه الله : وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون يسوسون الناس في دينهم؛ ثم بعد ذلك تفرقت الأمور؛ فصار أمراء الحرب يسوسون الناس في أمر الدنيا والدين الظاهر، وشيوخ العلم يسوسون الناس فيما يرجع إليهم من العلم والدين؛ وهؤلاء هم أولوا الأمر وتجب طاعتهم فيما يأمرون به؛ من طاعة الله التي هم أولوا أمرها .
ومن دلائل فضائل العلم أن الله أمر بالرجوع إليهم قال –تعالى- : ﴿
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾[النحل:43]
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله-: "وعموم هذه الآية فيه مدح أهل العلم وأن أعلى أنواعه العلم بكتاب الله المنزل فإن الله أمر من لا يعلم بالرجوع إليهم في جميع الحوادث وفي ضمنه تعديل لأهل العلم وتزكية لهم حيث أمر بسؤالهم وأن بذلك يخرج الجاهل من التبعة ".
ومن فضائل أهل العلم أن الله _عز وجل_ نفى التسوية بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون فقال تعالى : ﴿
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبَاب﴾[الزمر:9]، ومن دلائل فضائلهم أنهم أهل الفهم عن الله، قال تعالى : ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾[العنكبوت:43] .
ومن دلائل فضلهم أنهم أهل خشية الله ﴿
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾[فاطر:28] والعلم هو خشية الله وتقواه، فكل من كان بالله أعلم كان أكثر له خشية؛ وأوجبت له خشية الله الإنكفاف عن المعاصي والإستعداد للقاء من يخشاه، وهــــذا دليل على فضيــــــــلة؛ العلم فإنه داعٍ إلى خشية الله .
كما الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي _رحمه الله_ : "من فضائل العلماء أنهم أبصر الناس بالشر ومداخله وبالخير وطُرُقه " قال تعالى : ﴿
قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾[النحل:27]، وقال -سبحانه- في قصة قارون: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ ﴾[القصص:80]، وقال –تعالى-: ﴿ لولا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ﴾[المائدة:63] .
ومن فضائل العلم والعلماء أن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء ورثوا العلم وهو ميراثهم، كما قال صلى الله عليه وسلم : ((
فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكنهم ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافـــــرٍ)) .
ومن فضائل العلم والعلماء أن العلماء هم المبلغون عن الأنبياء ولهم نصيب من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لمن ينقل العلم عنه، قال عليه الصلاة والسلام : ((
نضَّر الله امْرُئ سَمِع مقالتي فحَفِظها ووعَاها وأدَّاها فرُبّ حامل فقهٍ غير فقيه، ورُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه)) وقال -صلى الله عليه وسلم-:(( تَسْمَعُونَ وَيُسْمَعُ مِنْكُمْ وَيُسْمَعُ مِمَّنْ يَسْمَعُ مِنْكُمْ)) .
ومن فضائل العلم والعلماء أن الخيريّة تحصل بطلب العلم والتفقه في الدين، قال صلى الله عليه وسلم : ((من يُرِدِ الله به خيرًا يفقهه في الدين)) .
قال الأمام الآجُرِّي _رحمه الله_ : " فلما أراد الله تعالى بهم خيراً فقَّهَهُم في الدين وعلَّمَهُم الكتاب والحكمة وصاروا سراجاً للعباد ومناراً للبلاد "

وقال شيخ الإسلام _رحمه الله_ : " وكل أمّة قبل مبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فعلماؤها شرارها إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهموطبعا هذا الكلام من شيخ الإسلامإنما هو يتناول علماء تلك الأمم التي حرفوا وبدلوا وغيروا وهذا وصف أكثر علماء الأمم السابقة إلا من هداه الله ووفقه .
ومن فضل العلم والعلماء أن العلم إذا قُبِض فقد حان هلاك الناس؛ فإذا قبض العلماء ورفع العلم وتنسخ العلم هبط الجهل وخيَّم، وإذا وُجِدَ الجهل في مكان تدمر وفسد وباض فيه الشيطان وفرّخَ، وتعلمون قصة قوم نوح كيف دخل الشرك فيهم عن طريق موت العلماء وآنتشار الجهل والجهلاء وقال -عليه الصلاة والسلام- : ((
إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبقِ عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسألوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) فحيث ماوجِد الجهل ووجدت الفتن ووجِد الإضطراب ووجِد الخلل وحيثما كثُرَ العلم ووجِد العلماء قلّ الشر وقلة الفتن والإضطرابات، وأنتم تعرفون ما حل ببلادكم من الفتن وما قصد من كان يحكم بلادكم من تجهيل الناس وإبعادهم عن العلماء وعن العلم الشرعيّ ماتعلمون فلذلك كثُرتِ الفتن وكثر الإضطراب ولا نجاة لأحد ولا نجاة للمسلمين إلا بالتمسك بشرع رب العالمين، ومن ذلك طلب العلم الشرعي والرجوع إلى أهل العلم كما قال -سبحانه وتعالى- : ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء:83]؛ فلذلك إذا وُجِد العلماء وأُرجِع إليهِمُ الأمرُ فإنهم يرشدون الناس إلى مافيه خيرهم وسعادتهم، وتلك الآية من فهمها وتأملها عرف مصداق ذلك ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾[النساء:83]
وقد قال ابن عباس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-: " أتدرون ما ذهاب العلم ؟ قلنا : لا، قال : ذهاب العلماء "
وقال سعيد بن جبير : " لما سئل ما علامة هلاك الناس ؟ قال : إذا هلك علماءهم "
فكيف إذا كانوا في بلد لا علماء فيه.
وقال الإمام أحمد -رحمه الله- : " إن الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب لأن الرجل يحتاج الى الطعام والشراب في اليوم مرتين أو ثلاتة والعلم يحتاج إليه في أي وقت" .

وقال الإمام الآجرّي -رحمه الله- : " فما ظنكم رحمكم بطريق فيه آفات كثيرة، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء، فإن لم يكن فيه ضياء وإلا تحيروا، فقيّض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم فسلكوه على السلامة والعافية ثم جاءت طبقات من الناس لا بد لهم من السلوك فيه فسلكوا فبينما هم كذلك إذ طفئت المصابيح فبقَوا في الظلمة فما ظنكم بهم ؟ "
هكذا أهل العلم في الناس لا يعلم كثير من الناس كيف تُؤدى الفرائض ولا كيف تجتنب المحارم ولا كيف يعبدون الله؛ إلا بتعليم العلماء لهم؛ فإذا مات العلماء تحيّر الناس واضطربوا واختلفوا ورفع كل جاهل (عطرته ...)خاصة إذا كان من أدعياء العلم، وخاصة من ابتلي بداء حب الشهرة، وحب التصدر، وحب الرفعة في الأرض والعلو فيها، لا سيما إذا كان تاريخه السابق حافلًا بذلك؛ فنجد كثيرًا من الشباب يكون على منهج التكفير أو الإخوان ويكون متصدرًا عند أولئك، ثم يمُنُّ الله عليه بالهداية؛ فيدخل في منهج السلف فيأتيه الشيطان من قِبَل ماكان عليه سابقًا من حب التصدر والرياسة؛ فيستعجل في طلب العلم؛ لا يأخذ العلم من أصوله، ولا يأخذ العلم بروية وتأني، فالعلم إذا أخذته كله بسرعة ذهب كله أيضا بسرعة أو بعضه ذهب أو كثير منه يذهب؛ لذلك العلم يحتاج إلى تأنّي، وثبات، وصبر، وتعب، واجتهاد في تحصيله، وتكرارًا لحفظه وفهمه وتدبره، وثنْيِ الركب عند العلماء والجلوس عندهم، والاستفسار عما يشكل عليه، والتأدب بآدابهم، والتخلق بأخلاقهم، ومع الأدب والخُلُق الحسن، مع التوكل على الله -عز وجل-، مع الإنابة إلى الله، مع التذلل بين يدي الله، مع التواضع واللين وحُسن المعشَر.
فطالب العلم كلما ازداد علماً كلما عرف مقدار جهله، ومن ازداد علماً بجهل نفسه وازداد علمًا بضعفه وتقصيره كلما ازداد تواضعًا لعباد الله، فالعلم يهدي إلى التواضع يهدي إلى حسن الخلق يهدي إلى البر؛ كما قال -صلى الله عليه وسلم- عن الصدق:
إنه يهدي الى البر والبر يهدي إلى الجنة وإن الكذب فجور وإن الفجور يهدي إلى النار.
فلذلك عباد الله لا تستعجلوا في طلب العلم، اطلبوا العلم عند أهله واسلكوا الطرق الصحيحة في طلب العلم، وإياكم والمشاكل التي تكون بين الأقران والتنافس الذي يدفع صاحبه إلى الإساءة إلى أخيه وإلى ظلم نفسه وظلم غيره، فالإنسان لابد أن يفهم أن العلم عبادة، وأنه بهذا يتقرب إلى الله، فليُحسن القربى وليتأدب بالأدب الشرعي، وليعرف طريقة الإسلام، الطريقة الشرعية في التعليم والتربية والتأديب فيسلكها حتى يحصل على ثمرتها بإذن الله –تعالى-.
لذلك كان من صفات أهل العلم الأتقياء أنهم يعملون بعلمهم، وأنهم يرجون وجه الله، وأنهم يحرصون على تطبيق السُنّة، ولا يلتفتون إلى الناس فيمايقولون؛ وهذه علامة الإخلاص أن يستوي عندك المادحون والذامون، يستوون؛ أنت تعمل لله أثنَوا أو لم يثنُوا، ذَمُّوا أو لم يَذُمُّوا، إذا عملت العمل الصحيح الموافق للشرع فلا يضرك الناس، أما إذا التفت إلى الناس وترى ما يقولون هل يمدحوك أو يذموك فهذه علامة ضعف الإخلاص أو عدم الإخلاص .
لذلك -بارك الله فيكم- طالب العلم هو نور للناس يبين لهم الطريق، فعليه أن يكون مضيئًا لقلبه بهذا النور أما الذي يظلم قلبه فكيف يهدي الناس ؟
لذلك لا يؤخذ العلم عن ذوي القلوب المريضة المظلمة أو المريضة؛ لأن هناك قلوب مضيئة، وهناك قلوب مظلمة، وهناك قلوب فيها ضعف ونور يسير؛ فالقلب المضيء هو قلب العالم التقيّ، والقلب المظلم هو قلب الكافر والمنافق، والقلب الذي فيه إضاءة لكن فيه ضعف هو قلب العاصي والفاسق؛ من عنده بدعة؛ فالمبتدع يذنب قلبه ويشبه ماعليه أهل النفاق، وكلما غلظت بدعته غلظ حجابه وعظمت ظلمته، فلا يؤخذ العلم إلا عن أهل النور الذين ينيرون الطريق؛ فلذلك لا يؤخذ العلم عن الفساق، ولا يؤخذ عن أهل البدع، ولا يؤخذ عن الكفرة والزنادقة والمنافقين، العلم الشرعي الذي يراد به النجاة والذي يراد به الوصول إلى مرضاة الله -عز وجل-:
﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾[البقرة:257]؛ أولئك هم أهل النور العلماء، وأهل الظلمة؛ هم الكفار والمنافقون والزنادقة، والذين عندهم ذبدبة أو فسق ومعاصي فلا يؤخذ عنهم العلم لأن هؤلاء يخلطون الخير بالشر؛ فربما أمروا الناس بالشر ونهوهم عن الخير فيقع الناس في الحيرة ويقع الناس في الظلمة، وصاحب الباطل لابد أن يدل على باطله، وصاحب البدعة لابد أن يدل على بدعته؛ عادةً هذا الأصل في الناس؛ لأنه يظن أنه هو الحق؛ إذا كان مبتدعًا يظن أن بدعته هي الحق؛ لذلك يدعوا الناس إليها غالبًا، خاصة إذا كان داعية، له وعظ، له تعليم.
فلذلك -بارك الله فيكم- أنه ينقذ صاحبه من النار، ينير له الطريق إلى الجنة، والعلماء هكذا دورهم في الناس؛ هداية الخلق ونفعهم وبيان الحق لهم .
وهؤلاء العلماء قد ذكر الله -عز وجل- شيئًا من أوصافهم أو ذكر أوصافهم فيما سبق من النصوص التي سُقتُها؛ فهم أهل فقه في الدين، أهل علم بالشريعة، هم أولوا الألباب، هم أولوا العقول السليمة، هم أهل الصدق، أهل التقوى، أهل الحكمة، كما قال –تعالى- : ﴿
وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾[البقرة:269]، كذلك أولوا العلم كما قال تعالى : ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾[الزمر:9] ذكر الله _عز وجل_ من صفات العلماء الخشية، ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾[فاطر:28] ذكر الله -عز وجل- من صفات العلماء التقوى ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ﴾[البقرة:282]، فالعلماء أهل تقوى أهل خوف من الله أهل هداية أهل ثبات ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ﴾[إبراهيم:27].
العلماء هم أهل الخير والصلاح ((من يُرِدُ اللهُ بِـهِ خَيراًيُفقِّهُهُ في الدين)) فهؤلاء العلماء ما يعلمون من خير يعملون به وما يعلمون من شر ينتهون عنه، فكذلك يأمرون الناس بالخير وينهونهم عن الشر، هذه صفة العالم أن يكون تقياً نقياً، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- : ((يحمل هذا العلم من كل خَلَفٍ عُدُوله))؛ فمن صفات العلماء أن يكونوا عُدولا، والعدل؛ هو المَسلم العاقل البالغ السالم من المفسقات والبدع وخوارم المروءة؛ فهذا هو العدل الذي يظهر منه الإستقامة والعمل بالعلم؛ فهذا هو العالم الرباني، الذي يؤخذ عنه العلم والذي يُنصح به ويُرجع إليه، فهؤلاء العلماء هم الذين أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- بتوقيرهم واحترامهم، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((البركة مع أكابركم))، وقال -عليه الصلاة والسلام- : ((ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه))
والعلماء حقهم أن يحترموا وأن يُجلوا وأن يُكرموا وأن يرجع إليهم؛ لا سيما الأكابر في هذا الزمان الذين تميزوا بكِبر العلم وكبَر السن، نعم إن صغير السن إذا كان عالمًا ورعًا تقيا لا يكون من الأصاغر، لكن النوابغ في الشباب قلّة بخلاف من يكون كبيرًا قد جرب الدنيا وصارت عنده معرفة بأحوال الناس وتطبيق عملي لما تعلمه وكذلك شابت لحيته في الإسلام فله حقان؛ حق كبر السن، وحق العلم الشرعي، فهو أولى من الشاب العالم؛ لذلك يقول صلى الله عليه وسلم :
(( إن من أشراطها أن يلتمس العلم عند الأصاغر))؛ والأصاغر في الأصل هم أهل البدع، لكن أيضا العلم ينبغي أن يكون في الكبار الذين هم أهل العلم الذين طال زمنهم في العلم والتعليم وهداية الناس وبيان الحق لهم، كما نص على ذلك غير واحد من أهل العلم، فالعالم الكبير في السن له فضيلة على العالم الشاب وفي كل خير.


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-23-2012, 04:09 PM
سالكة سبيل السلف سالكة سبيل السلف غير متواجد حالياً
زائر
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,225
شكراً: 20
تم شكره 157 مرة في 107 مشاركة
افتراضي

فلابد من معرفة حق العلماء والرجوع إليهم لا سيما الأكابـر من أهل العلم، وعبارة الأكابر من أهل العلم عبارة شرعية موجودة في كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- وفي كلام السلف، والرسول صلى الله عليه وسلم قال : ((كبِّر كبِّر )) والرجوع إلى كبار العلماء هذا أمر مطلوب ((البركة مع أكابركم)) والتكبير تقديم الكبير من العلماء هذا أمر منصوص عليه في الشرع وعمله السلف مع عدم هضم حق الصغير في السن مع كونه من أهل السنة من طلاب العلم الأذكياء النابغين .
فالناس ثلاتة : عالم وطالب علم متبع ومقلد جاهل، فالجاهل يتعلم من العلماء ولابأس أن يأخذ عن طلاب العلم الأتقياء، ومازال العلماء على مر السنين يوصون بطلاب العلم الذين تمكنوا في العلم ولهم قدمُ صدق فيه ولكن على قدر منزلتهم ولا يُرفعون عن منزلتهم، فنحن بين طائفة غلت في طلاب العلم وقدمت كلامهم على العلماء وضعُف قدر العلماء في نفوسهم، وبين طائفة أهدرت طلاب العلم واتخذوا قضية الأكابر وسيلة للطعن في طلاب العلم، فأرادوا فصل الناس عن العلماء، لأن من الوسيلة التي يسلكها بعض أهل البدع في التنفير من العلماء الطعن في طلابهم الطعن في التلاميذ الطعن في البطانة، يسلكون للتنفير من العالِم.
فلذلك ينبغي أن يُحذر من هذا المسلك المشين الذي يسلكه أهل البدع، وعلماؤنا ينصحون بمجموعة من طلاب العلم؛ فالذي لا يستمع إلى نصيحة العلماء ويترك طلاب العلم، ويحذر منهم؛ هذا مخالف للعلماء، مخالف للكتاب والسنّة، فطالب العلم له حظه وله نصيبه؛ ولكن لا يُرفع فوق منزلته، ولا يُحتقر ويُهان، كما عليه أهل البدع؛ لا إفراط ولا تفريط .
فلذلك ينبغي الرجوع إلى أهل العلم الكبار، وحفظ حق أيضا طلبة العلم الذين هم دون العلماء والذين زكاهم أهل العلم .
فلذلك -بارك الله فيكم- إنما يؤخذ العلم عن العلماء وعن طلاب العلم، والنوازل والأمور العظام إنما يُوكَلُ بها إلى العلماء الكبار الذين شابت لِحاهم في العلم، والواجب على الشباب من طلاب العلم الأذكياء النابهين أن يربطوا الشباب بعلمائهم، وأن يعرفوا لعلمائهم منزلتهم وأن يكون في قلوب الناس حب العلماء ونُصرة العلماء الراسخين في العلم؛ الذين لهم قدم صدق، فنحن دائما نربط الشباب بالعلماء الكبار في زماننا، وكما كان علماءنا السابقون وسلفنا الصالح في كل زمان ليسمون علماءهم لأجل ربط الناس بهم، فنحن في علمائنا الأحياء الذين حفظهم الله والذين بيّن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنهم يحملون العلم في كل قرن وزمان، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: ((
لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم منخذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة)) أو ((حتى يأتي أمر الله )) فهؤلاء في كل زمان موجودون؛ الفرقة الناجية، الفرقة المنصورة، أعلام الطائفة المنصورة، هؤلاء العلماء في زماننا؛ مثل شيخنا الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- الذي هو من كبار علماء هذا الزمن الراسخين في العلم، كذلك الشيخ العلامة الفقيه عبيد بن عبد الله الجابري -حفظه الله- وهو من الراسخين في العلم وكبار أهل العلم، وكذلك الشيخ عبد المحسن العباد -حفظه الله- من كبار العلماء الراسخين في العلم، الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- من كبار العلماء الراسخين في العلم، كذلك الشيخ زيد بن هادي المدخلي -حفظه الله- من كبار العلماء الراسخين في العلم، كذلك الشيخ عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله- وعلماء كثيرون في المدينة، في مكة، في الرياض، في الجنوب، العلماء في اليمن، في الجزائر، يوجد علماء راسخون في العلم، في المدينة الشيخ بن هادي المدخلي الشيخ البخاري مشايخ كثُر سلفيون راسخون في العلم، الشيخ على ناصر الفقيهي الشيخ صالح السحيمي، فهناك علماء كُثُر من مشايخنا وأساتذتنا وهم من الراسخين في العلم والمرجوع إليهم في ربط الناس بهم العلماء الكبار؛ وأنا ماذكرت أسماء علماء للحصر ماحصرت العلماء وإنما ذكرت أمثلة؛ وعلى رأسهم وأقرب الناس إليّ وإلى قلبي الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، والشيخ عبيد الجابري، والشيخ صالح الفوزان، هؤلاء العلماء الثلاثة أقرب الناس إلى قلبي، ولكن هناك علماء مثلهم علماء بعضهم قريب منهم وكل هؤلاء العلماء يحبون ويحترمون ويجلون، -فَبارك الله فيكم- احفظوا للعلماء حقوقهم، وارجعوا للعلماء، وكذلك كونوا معهم يدًا واحدة؛ نتواصى جميعًا بالحق، ونتواصى بالصبر، ونرجع إلى العلماء ونستفد منهم، وإذا أخطأنا بحقهم نعتذر، فأي واحد أخطأ في حق عالم من العلماء يتوب ولا يجوز لأحد أن يقع في العلماء.
والحمد لله رب العالمين أنني دائما أربط الشباب بالعلماء؛ وأنهاهم عن الخوض في أي خطأ يحصل من عالم أو ممن يرد على العالم، العلماء يحترمون، الحق يستتبع بالدليل؛ وليس هناك أحد معصوم بعد الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، كل يُؤحذ من قوله ويُرد إلا الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لكن ليس معنى هذا أن نحتقر العلماء، أو أن نتصيد أخطائهم، أو أن نجمع أخطائهم؛ هذا لا يجوز؛ العالم يحترم وتحفظ له منزلته.
ثانيا العالِم لا يُقدس؛ بمعنى أننا نعتقد فيه العصمة هذا لا يجوز أبدًا؛ فليس معنى اتباع العلماء والرجوع إليهم أننا نعتقد فيهم العصمة، والحمد لله لا يوجد أحد من السلفيين يعتقد العصمة في العلماء، هذه من التهم التي يلقيها أهل البدع، ويتهم بها أهل السنّة، أهل السنّة يحترمون علماءهم ويرجعون إلى الدليل، لكن لا يتخذون خطأ العالم ذريعة للطعن فيه، أو التشهير به، أو التنقص منه؛ أبداً؛ أهل السنّة لا يفعلون ذلك مهما أخطأ العالم مدام أنه عالم سلفي وخطؤه مما هو معروف ومما زلَّ فيه؛ هذا يُحفظ له حقه وتصان له كرامته وتعرف له سابقته إذا كان هذا العالم من علماء السنّة .
فلذلك نحن نتعامل مع أخطاء العلماء بالتعامل الشرعي؛ لا إفراط ولا تفريط؛ لا نتخذ ذريعة، ولا ندافع عن الخطأ، ولا يتخذ خطأ العالم ذريعة لأجل عمل خطأ؛ يعني مثلا يقولون الشيخ العباد أثنى على فلان المبتدع، هو يظنه على السنّة؛ نحن نحفظ كرامة الشيخ ومنزلته في الدين، ومع ذلك نقول هذا خطأ، ولا نقبل تزكيته لهذا المبتدع الذي تبينت بدعته، ونصَّ الشيخ ربيع والشيخ عبيد على أنه مبتدع، فلا نقبل هذه التزكية التي وُجد ما يردها بالدليل والبرهان، مع حفظنا لمنزلة العالِم؛ هذا واجبنا نحو العلماء؛ نحترمهم وأن نجلهم وأن لا نتخذ خطأهم ذريعة للطعن فيهم أو التنقيص من حقهم.
إذن -بارك الله فيكم- العلم يؤخذ عن العلماء، العلماء الأتقياء العاملون بالكتاب والسنّة المعلمون للناس الخير والهدى، ومنه يتبين لنا من هم الذين لا يؤخذ عنهم العلم؛ كما قال ابن سيرين -رحمه الله-: "إن هذا الأمر دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم" .
والله -جل وعلا- يقول: ﴿
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾[النحل:43]، من هم أهل الذكر؟؛ الذين هم أهل القرآن، الذين هم أهل الكتاب والسنّة، الذين هم أهل الحق والهدى، من هم هؤلاء العلماء؟ هم العاملون بالكتاب والسنّة؛ العاملون بهم على منهج السلف الصالح، هم الجماعة الذين قال فيهم النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((منكان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)).
وهؤلاء العلماء الذين يصلحون ما أفسد الناس من أمر الأمة فهؤلاء العلماء الذين هم أناس قليل في أناس كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم، كما وصف الرسول -عليه الصلاة والسلام- الغرباء، فهؤلاء هم العلماء أهل الخشية، وأهل التقوى، أهل العمل بعلمهم، وأهل الصدق في دعوتهم، وهم الجماعة، وهم أهل التقوى، وهم أهل الصلاح والصدق، وأهل الحكمة، وأهل التواضع والسكينة، وهم أهل الاتباع للرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما يأتي ويذر، هؤلاء هم العلماء؛ ومنهم يتبين أن من تزيا بزي العلماء وليس منهم هم أنواع، فمنهم أهل البدع؛ هؤلاء لا يؤخذ عنهم العلم؛ المبتدعة لا يؤخذ عنهم العلم، كذلك لا يؤخذ عن السفيه المعلن لسفهِهِ، ولا عن الفاسق المعلن لفسقِهِ، ولا عن من كان له فضل عبادة أو طاعة إلا أنه لا يدري ماعنده من العلم ولا يفقه العلم، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)) فإذا كان عنده معلومات لكن ماعنده فقه في الدين ولا يفهم ماعنده من العلم، هذا ليس بعالم؛ الحافظ الذي يحفظ أو يقرأ ليس هو كل حافظ عالم، لا؛ حتى يكون عنده فهم وعنده علم بالكتاب والسنّة وقواعد يستنبط منها ويعرف الحلال والحرام، ويبين للناس دينهم؛ هذا العالم، هذا الفقيه في الدين، سواء كان في الحديث، أو في الأصول، أو كان في الفقه، أو كان في أي باب من أبواب العلم الشرعي، هو فقيه فيه ومتخصص فيه.
فالفقه ليس مقصورًا فقط على معرفة الحلال والحرام في مسائل الفقه، لا؛ حتى في الاعتقاد يكون عالمًا بعقيدة السلف، سائرًا عليها، فانتبهوا لهذا -رعاكم الله-، وتفقهوا في دينكم واعرفوا علمائكم، والزموا غرزهم، وعليكم بالأكابر، والبعد عن الأصاغر؛ أهل البدع، وأهل الهوى، وعدم ارتباط الشباب بالشباب الذين هم صغار في السن وترك العلماء، وإذا رأيتم الشاب أو طالب العلم يُزهِّد في العلماء فاعلموا أنه صاحب سوء، وصاحب مكر، وإذا رأيتم الشاب يُزَهِّد في طلاب العلم، ويطعن فيهم، ويزعم أنه يرجع للأكابر بهذا الطعن؛ فاعرفوا أنه مبتدع ضال، حدادي ماكر خبيث.
إنما أهل السنّة يحترمون السلفيين؛ طلبة العلم والعلماء، والعلماء لهم منزلتهم، وطلاب العلم لهم منزلة دونهم؛ ولكن كلهم مادام أنهم أهل حمل للعلم أهل حمل للميراث النبوي فهؤلاء يُحترمون ويُجَلُّون لكن كلٌ على قدر منزلته.
وعليكم بالأكابر -رعاكم الله- عليكم بالأكابر، أسأل الله -سبحانه وتعالى-.

طبعا كذلك ممن لا يؤخذ منهم العلم هم أهل الغلط الكثير، يعني هناك طالب علم قد يكون سلفيًا ليس سفيهًا ولا كذابًا ولا فاسقًا ولا غبيًا يعني عنده ذكاء؛ لكن مشكلته كثير الغلط كثير الخطأ، فهذا كثير الغلط في العلم والتعليم لا يؤتمن على الدين، كثير الغلط كثير الخطأ حتى وإن تراجع تراجعه لنفسه يشكر عليه، لكن كثير الغلط وكثير الوهم في تعليم الناس هذا لا يوثق بعلمه.
كذلك الذي يغلط ويصر على غلطه مع بيان الحق والدليل؛ فهذا أيضا لا يؤتمن على الدين، لأن إصراره دليل على جهله وهواه، وأنه في سبيله وطريقه إلى الابتداع، وإن لم يكن في ذلك مبتدعًا .
إذن تلخص لدينا أن هناك أنواع من الناس لا يؤخذ عنهم العلم، النوع الأول: الكفرة والزنادقة والمنافقون هؤلاء لا يؤخذ عنهم العلم، أولئك ليس بعدول أصلًا.
ثانيا: لا يؤخذ العلم عن المبتدع؛ لأنه ليس بعدل، وهو خطر على الدين، ويبنغي هجره والواجب هجره، فكيف مع هجره يؤخذ عنه العلم؟ هذا لا يمكن.
الأمر الثالث: الفاسق المعلن لفسقه، أما إنسان أخطأ بينه وبين ربه، بينه وبين نفسه فهذا يتوب بينه وبين الله، أما الذي ظهر للناس فسقه، ظهر للناس أنه لص، أنه سراق، أنه نصّاب، أنه رجل عنده فجور وفواحش، مثل هذا لا يجوز أن يؤخذ عنه العلم بالإجماع؛ كما نقل ذلك الخطيب البغدادي -رحمه الله- هذا النوع الثالث؛ الذي هو الفاسق المعلن لفسقه، كالذي يشرب الخمر، أو يفعل الفواحش، أو يجاهر بسماع الغناء، أو أنه يجاهر بلبس اللباس الذي يشبه الكفار عمدًا مما اتفق العلماء على أنه من التشبه، أو ظهر الدليل على ذلك؛ يعني الذي يَظهر فسقه.
أما النوع الرابع الذي لا يؤخذ عنه العلم: الكذاب؛ الذي ثبت كذبه إما على الله، أو على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أو على الشريعة، أو الكذب على العلماء، أو حتى لو كذب في حديث الناس، إذا ثبت أنه كذاب ويكذب فهذا لا يؤخذ عنه العلم، لكن ليس كل من رُميّ بالكذب يكون كذاباً؛ يعني أحيانا يرمى بالكذب من هو بريء، ويُتهم بذلك مما ليس بكذاب، بل يكون الذي اتهمه هو الكذاب فانتبهوا، لكن من ثبت عليه أنه يكذب فهذا لا يؤخذ عنه العلم هذا النوع الرابع .
النوع الخامس: هو السفيه المعلن للسفه، الجاهل الأحمق الذي يُستفز بسرعة، ويكثر سفهه وغلطه على الناس، وتقبيحه لهم، وطعنه فيهم الطعنات القبيحة .
كذلك الصنف السادس: كثير الغلط والوهم في تبليغ العلم .
الصنف السابع: هو الذي لا يعرف معنى العلم وليس بفقيه فيه؛ وإن كان عنده محفوظات .
فهذه هي معظم الأنواع التي ينبغي الحذر منها، طبعا ممن لا يؤخذ عنه العلم: الجاهل من باب أولى وهذا من أهم الأصناف؛ لكن لأنه شيء معروف يعني الجاهل المبتدع الذي لم ترسخ قدمه في العلم؛ هذا لا يؤخذ عنه العلم؛ يعني شخص مثلا درس في المسجد النبوي عند أحد طلاب العلم الأصول الثلاتة، أو قرأ شرح كتاب التوحيد، ثم يأتي ويدرس للناس الفقه، ويدرس للناس كتاب الطحاوية، وكتاب الواسطية، أصبح فيلسوفًا متعلمًا متشيخًا وهو ماعنده إلا شيء يسير وما تمكن من العلم، يتصدر بسرعة حتى ولو عنده إجازة في الأصول الثلاتة أو تدريس كتاب التوحيد، هو يقتصر على ما أخذ عليه الإجازات نقول لا بأس بذلك إن كان الذي أعطاه الإجازة ممن يوثَقُ بعلمه ويُوثقُ بأمانته .
أما أن يأتي ويتصدر أي واحد لأنه درس كتابًا أو كتابين ثم صار يناطح العلماء ويناطح طلاب العلم الكبار ويعاديهم ويطعن فيهم، خاصة إذا كان تاريخه القديم تكفيرياً أو كان حدادياً أو ثبت عليه أشياء من الكذب والفسق فينبغي الحذر من هؤلاء المدسوسين الجهلة الذين لا يعرفون مامنزلتهم وما مقدارهم.

فلذلك -بارك الله فيكم- انتبهوا -خاصة الآن في ليبيا- في وقت يعني الأمور لم تنضبط وعندكم نوع من الفوضى، بعد أن كان هناك في عصر نوع من التشديد، ومحاربة طلاب العلم، ومحاربة الدعاة السلفيين، أصبحنا اليوم في باب الإنفلات يفلت كثير من الشباب كل يريد أن يصير شيخ، كل يريد أن يصير مدرسة؛ بل بعضهم يسعى أن يصير عنده حزب، أو يصير عنده رئيس جماعة، دخلت الشياطين بينهم وكل يريد أن يترأس وهذا من الشيطان؛ بل الإنسان لا يعمل إلا الأمور المشروعة يبتعد عن التحزب يبتعد عن حب الرياسة وحب التسلط، ويبتعد عن شهوة الشهرة فحب الظهور يقصم الظهور .
فلذلك ينبغي الحذر من هؤلاء الناس الذي يتصدرون للتدريس وهم جهّال أو فجرة أو كذبة أو أهل فتنة، انتبهوا -بارك الله فيكم- من أهل الفتن واحرصوا على الجماعة، احرصوا على الائتلاف، احرصوا على المحبة، احرصوا على التعاون على البر والتقوى، احرصوا على العفو عمّا سلف وكان، وابدؤوا صفحة جديدة، وتقاربوا فيما بينكم بالحق والمعروف.
فأنا كما تعرفون عني أحب أن يكون الشباب السلفيون على قلب واحد، على جماعة واحدة، على يدٍ واحدة، وأنا سعيت كذا مرة في الصلح بين الإخوة المتعصبين لا أريد منهم دينارًا ولا درهمًا ولا أريد منهم شيئًا، أريد منهم أن يكونوا إخوة متحابين، لكن بعض الناس للأسف إلا يريد الفرقة؛ وبعض الشباب عندكم في بنغازي أوصلتهم للشيخ ربيع، والشيخ ربيع أمرهم بالرجوع إلى الشيخ أبا الفضل، فأحدُهما رجع ووافق -جزاه الله خيرًا- والآخر لم يقبل ذلك ورفض نصيحة الشيخ ربيع، ثم أخذ يثرثر هنا وهناك، ويريد الفتن، ويرسل رسائل يقول الشيخ عبيد يتكلم كلامًا شديدًا وكذا، والشيخ عبيد قال هذا كذب وافتراء، اليوم حدثني بذلك الأخ محمد بن غالب العمري، فاحذروا من أهل الفتن؛ هؤلاء أصحاب الرسائل المغرضة، أصحابالفتن، والتشويش، والصد عن سبيل الله، وإن كان دَرَس الأصول الثلاتة أودَرَس كذا وكذا، ويزعم أنه يدعو إلى التوحيد، ما الفائدة من أنك تدعو إلى التوحيد وأنت تفرق بين الناس؟ وتجعل بينهم الخُلْف والطعن والتبغيض، فأنا مسامح كل شخص تكلم فيّ وعفا الله عنكم جميعا، عن أي شخص تكلم فيّ أنا لا أريد شيئًا؛ لكن أريد منكم أن تأتلفوا أن تتحابوا، أن تثبتوا على السنّة، أن تتصلوا بعلمائكم، وأن تكونوا مرتبطين، بهم وأن ترجعوا إليهم؛ الشيخ ربيع، الشيخ عبيد، ارجعوا إليهم، واستفيدوا من علومهم، واستشيروهم في أموركم.
أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقني وإياكم للعلم النافع، والعمل الصالح، وأن يبصرنا بالحق والصواب، وأن يجعلنا جميعًا هداة مهتدين، وأن يثبتني وإياكم على الإسلام والسنّة، والله –تعالى- أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمّد، والحمد لله ربّ العالمين.



الأًسْئِلَة
السؤال: سائل يقول ما نصيحتكم لمن يبتدع في طلب العلم وهل يمكننا التدارس بيننا ؟

الجواب: نصيحتي في طلب العلم أن يخلص نيته لله -عز وجل- وأن يراقب الله -عز وجل- في عمله؛ فإن العلم عبادة فيخلص لله في عبادته ويتبع سنّة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في طلب العلم وأن يبدأ بصغار العلم قبل كباره، وأن يبدأ بأهم العلم، وهو علم التوحيد العقيدة الصحيحة، يتعلم التوحيد، يتعلم كتاب الله، يتعلم سنّة الرسول -عليه الصلاة والسلام- يبتدأ بالأهم فالأهم، ويأخذ العلم شيئًا فشيئًا، ولا يستعجل ويدرس على العلماء المؤتمنين في دينهم، أو على طلاب العلم الموثوق بدينهم، عندكم الحمد لله مجموعة من طلاب العلم الأخيار في بلدكم ليبيا فتستفيدون علمهم وتستقدمونهم لإلقاء الدورات؛ عندكم الشيخ أبو مصعب عندكم الشيخ أبو الفضل، وعندكم غيرهم أبو أحمد الليبي، وعندكم مجموعة -ماشاء الله- في بنغازي طلاب علم، فأنتم -بارك الله فيكم- طلاب العلم الذين زكاهم العلماء فهؤلاء تستفيدون من علمهم، الذين مازكاهم العلماء وعندهم فتن ابتعدوا عنهم، ولا تجالسوهم ولا تخالطوهم، الشباب الذين استفادوا يسيرًا تتجالسون لأجل تذاكر العلم، ومدارسة العلم، لا بأس؛ المدارسة المذاكرة المراجعة لما أخذتم؛ مثلا تتابعون درسًا عبر البث المباشر، أو عبر البرامج هذه الموجودة اليوم على الأنترنت لدروس العلماء؛ درس الشيخ ربيع الذي يكون بعد العصر، أو دروس الشيخ العباد التي في الحرم، أو دروس الشيخ عبيد الجابري -حفظه الله- التي تبث عبر موقع ميراث الأنبياء، أو دروس إخواننا من طلاب العلم يعني المنتشرة دروس العلماء هذه، إذا تابعتموها وتذاكرتموها فيما بينكم؛ فهذا أمر عظيم، لكن ليس لكم أن تتكلموا فيما ليس لكم به علم، هذا الذي أنا أنبه عليه ونبّه عليه العلماء؛ عدم الكلام فيما لا علم لكم به؛ ولا يتدخل الإنسان فيما هو فوق طاقته، ولا يجلس يُفتي ويُرجح بغير مُرَّجح، لا، يدع الترجيح للعلماء والآن في فترة بداية طلب العلم اكتفي بالمدارسة في كلام الشيخ، وإذا أشكل عليكم شيء اتصلوا بالمشايخ واسألوهم -وفقني الله وإياكم-.


السؤال: سائل يقول كيف نفرق بين اختلاف العلماء هل من اختلاف التنوع والتضاد أو هو من خلاف الأفهام ؟
الجواب: طبعا هذا الترتيب أو هذا التقسيم فيه نظر؛ لأن الخلاف بين العلماء هو ينقسم أو يعتبر باعتبارات، الخلاف الحاصل بين العلماء في المسائل أو في قضايا ينقسم باعتبارات، هناك خلاف بين العلماء في مسألة معينة هل هو من اختلاف التضاد –التعارض- أم من آختلاف التنوع أي الذي ليس بينه تضاد هذا بآعتبار نوع الخلاف هل تضاد أو هو آختلاف تنوع هذا آعتبار، وآعتبار آخر إختلاف العلماء بالنظر إلى الحجة والدليل هناك خلاف مبني على فهم الدليل وهناك اختلاف مبني على غياب الدليل أو عدم وجود الدليل عند أحد الطرفين؛ فاختلاف التنوع والتضاد مثلا في تفسير قوله -تعالى-: ﴿ إهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾[الفاتحة:6] بعض العلماء فسر الصراط بانه الإسلام وبعضهم فسره بأنه القرآن وبعضهم فسره بأنه طريقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر إلى غير ذلك من الأقوال، هذا الخلاف بين العلماء إسمه خلاف تنوع؛ لأن الإسلام والقرآن وطريقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر، تجتمع تأتلف هذا من اختلاف التنوع في العبارة، مثلا أن يقال في المسألة لشخص هذا جائز، عالم يقول هذا جائز، وآخر يقول هذا مشروع فكلمة مشروع وجائز تؤدي إلى نفس المعنى فينتهي أن يكون خلاف بين العلماء في هذه المسألة، عالم يُفصل وعالم يُجمل .
مثلا يقول عبد الله بن عباس: " إن محمّدا رأى ربه صلى الله عليه وسلم بقلبه " وعائشة _رضي الله عنها_ تقول: " من زعم أن محمّدا رأى ربه فقد آفترى على الله فرية " فهذا من اختلاف التنوع، عائشة -رضي الله عنها- تقول أنه من زعم أنه رأى الله بعينه فقد افترى على الله فرية، وأبن عباس يقول بقلبه فلا تعارض ولا تضاد بين القولين، هناك اختلاف في التنوع يعني أنه لا يكون بين القولين تضاد وتعارض بحيث نلجأ إلى تخطئت أحدهما أو تقديم أحدهما على الآخر أو أن يكون أحدهما كلاهما له وجه من النظر ويكون مسائل إجتهادية يعني أحيانا اختلاف التضاد -خلاف التعارض- يكون أيضا في مسائل الإجتهاد لكن تضاد مثل من صلى العصر في بني قريظة ((
لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة)) هذا ليس باختلاف تنوع هذا اختلاف تضاد؛ لأن بعضهم صلى العصر في وقته وبعضهم صلى في غير وقته لكن هذا الإختلاف وإن كان إختلاف تضاد؛ لكن لا يترتب عليه تأثيم لا يترتب عليه أنه خالف الدليل؛ لأن كلاهما يعمل بالدليل، إذن خلاف التنوع والتضاد فهمناه، عندنا الخلاف الآخر في الدليل النظر إلى الدليل وفهم الدليل؛ فالعلماء إذا اختلفوا في فهم الدليل وكلٌ له وجه من النظر؛ فهذا يسمى خلاف وإن كان خلاف تضاد لكن هو أيضا مما لا ينكر فيه على المخالف مسائل إجتهادية .
أما المسائل الخلافية التي فيها نص فيها إجماع فيها راجح ومرجوح فيُعمل بالراجح، إذن المسائل ثلات أنواع: مسائل إجماعية وهذه لابد من الأخذ بالإجماع .
النوع الثاني: مسائل خلافية فيها نص أو فيها راجح ومرجوح فلابد بالأخذ بالراجح ولا يجوز أن تميع القضية ويقال خلافية ويعمل بما شاء ويهوى لابد اتباع الدليل .
النوع الثالت: خلاف المسائل الإجتهادية التي لها حظ من النظر مثل: ((
لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة)) هذه مسائل يُعذر فيها المرء يخالف ولا ينكر فيها عليه، ومن هنا قال بعض العلماء: " لا إنكار في مسائل الإجتهاد " هذه العبارة صحيحة أما عبارة "لا إنكار في مسائل الخلاف" فهي عبارة باطلة؛ بيّن بطلاناها شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والشاطبي في كتاب الاعتصام وغيرهم من العلماء، هذه قاعدة باطلة نحذرها " لا إنكار في مسائل الخلاف " أما " لا إنكار في مسائل الإجتهاد " فهذه قاعدة صحيحة على وَفْقِ ما بينت لكم من معنى الإجتهاد ومعنى الخلاف، نعم والله أعلم .


السؤال: هذا الأخ يسأل ويقول أنه بطيء الحفظ سريع النسيان فماهي النصيحة له ؟
الجواب: النصيحة أنه يسأل الله -جل وعلا- أن يعينه على الحفظ وأن يعينه على طلب العلم، الإلتجاء إلى الله -عز وجل- ثانيا أن يبذل الأسباب الشرعية المعينة على الحفظ والمثبتة له مثل: البعد عن المعاصي والذنوب فإنها تظلم القلب وتجعله عُرضةً للنسيان وعدم الفهم والتركيز، كذلك البعد عن الملهيات من أمور الدنيا والمشغلة عنه، ومن ذلك الاهتمام بكثرة المآكل والمشارب، وتنوع الملابس، تنوع الزينة، وينشغل بها عن الدين والعلم والحفظ، كذلك يبتعد عن المشاكسات والمشاكل التي بين الشباب ويبتعد عن رفقاء السوء؛ فهؤلاء من أسباب ضياع المحفوظات وكثرة النسيان وقلة الحفظ، كذلك أن يراعي نفسه وقلبه ويكثر من الإستغفار ويكثر من التوبة ويكثر من اللجوء إلى الله -عز وجل- والإنطراح بين يدي الله فهذه من أسباب قوة الحفظ وقلة النسيان .
الأمر الثالت: وهو من أهم الأشياء أيضا تكرار المحفوظات تكرار ماتريد حفظه فالتكرار هو الذي يثبت الحفظ الأئمة النوابغ العلماء الأكابر الذين حفظ الله بهم الدين مع كونهم كانوا حفَُّاظًا بالسليقة وكانوا أذكياء أتقياء إلا أنهم كانوا يتعهدون محفوظاتهم ويراجعون ويُسَمِّعون ويخصصون أوقاتا لمراجعة المَروِيات وتكرار المرويات، أحياناً يكرر الحديث الواحد سبعين مرة مئة مرة الحديث الواحد حتى يحفظه كما قال أبو شعبة وغير شعبة يكرر وهو حافظ هو أصلا ذكي وتقي لكن هناك أسباب دنيوية، الجسد هذا آلة أعطاك الله إياها فلابد أن تراعيها هذه الآلة تحتاج لى تكرار لتحفظ فالتكرار مفيد للحفظ في القرآن وسنّة لذلك النبي -صلى الله عليه وسلم يقول-: ((
تعاهدوا القرآن)) بماذا يكون التعاهد بالمراجعة وهذه وسيلة شرعية؛ لكن جعلتها في أمر ثالث؛ حسية، فتعاهدوا القرآن تعاهدو السنّة تعاهدوا العلم فالقرآن أشد تفصيا أشد تفلتا من الإبل في عُقُلِها؛ فلذلك السنّة تحتاج إلى مراجعة الحفظ دائما يحتاج إلى مراجعة؛ حتى أن بعض العلماء مثل أبو حاتم الرازي كان من استفادته بوقته، ومن مراجعته لمحفوظاته أنه إذا دخل الخلاء- أكرمكم الله – أمر ولده عبد الرحمن أن يقرأ عليه من الأحاديث ليسمع، يعني هو داخل الخلاء، وولده خارج الخلاء، ولده يقرأ وهو يسمع في داخل الخلاء؛ حتى يراجع ويستغل وقته في المراجعة، نحن لا نقول لكم افعلوا هذا؛ لكن نقول المراجعة مهمة، كذلك المراجعة مع الزملاء الحفاظ؛ يعني أنت إذا كنت بطئ الحفظ وجلست مع شخص آخر من الشباب الذين ينسون الحفظ؛ كلاكم يزدد بطئًا على بطئِهِ؛ لكن (....) فتستفيد من همتهم، تستفيد من همتهم، تستفيد من استفادتهم بوقتهم؛ لذلك انت جالِس الشباب الذين تستفيد منهم من السلفيين، الذين تستفيد منهم وتراجع معهم، وتذاكر معهم العلم، فحياة العلم؛ مذاكرته، مذاكرتك للعلم، حديثك به، تكرار الحديث على الناس، تحفظ القرآن، تجتمع بالبيت، تقرأ بصلاة الليل، وانت ماشي في الطريق، حفظت متن من المتون جئت تسمعه لأولادك لزوجتك لإخوانك من باب المداعبة، فانت تداعبهم وفي نفس الوقت تراجع محفوظة، هكذا، وأنت مستلقٍ على الأرض تحت شجرة؛ راجع محفوظاتك؛ فهكذا الإنسان يستغل وقته بالمراجعة، هذا المر الثالث.
كذلك مما يساعد على الحفظ وهو الأمر الرابع؛ وهو قضية المواد الحسية الطبيعية التي جربت؛ مثل النعناع تشربنعناع مثل الشاي أو تضعه على الشاي، كذلك توجد نبتة اسمه (...) تضعه على الشاي مفيدة، مادة عطرية مثل النعناع تضعه على الشاي أو تغليه بالماء وتشربه ويفيد في الحفظ؛ ذلك يسمى لبان الدكر، كذلك حصى البان موجود عند العطار، هناك إذًا أشياء عديدة تساعد على المحفوظات، وهناك بعض الأكل والشرب يضعف الحفظ مثل المخللات، والتفاح الحامض ونحو ذلك، فهذه الأشياء التي تضعف الحفظ قلل منها، والأشياء التي تزيد في الذاكرة من المأكولات والمشروبات استفد منها،هذه أربعة أمور أنصحك أن تستفد منها لأجل زيادة الحفظ، لأجل تقليل النسيان، وبعد ذلك إذا حاول واجته؛ فالله يأجرك على اجتهادك، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها؛ ولكن لا تيأس، استمر في المحاولة وفي الحفظ وتعاهد علمك حتى تلقى الله وأنت في اجتهاد وفي استفادةن وفي طلب العلم، والرسول – يقول: ( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقر القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق، له أجران ) ، والله أعلم.


و المحاضرة على شكل ملف وورد في المرفقات أسفله جزى الله خيرا كل من أسهم في هذا العمل




الملفات المرفقة
نوع الملف: doc فضل العلم.doc‏ (324.0 كيلوبايت, المشاهدات 500)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-11-2013, 02:35 PM
أم آدم المغربية أم آدم المغربية غير متواجد حالياً
مشرفة-وفقها الله-
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 86
شكراً: 24
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة
افتراضي

اللهم آميــــن وجزاك ونفع بك اختنا
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:43 AM.


powered by vbulletin