منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المحــاضــرات والخـطـب والـدروس > قسم الأشرطة الصوتية المفرغة

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-08-2015, 02:00 PM
أبوشعبة محمد المغربي أبوشعبة محمد المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 761
شكراً: 0
تم شكره 71 مرة في 63 مشاركة
افتراضي [خطبة مفرَّغة]: الوعيدُ الشَّديد للمُتأكِّل بالقُرآن الكَريم والمُرَائِي بِهِ وَالْمُفَاخِرِ بِهِ للعلاَّمة الشَّيخ محمد تقي الدِّين الهلالي المغربي

خطبة الجمعة:
الوعيدُ الشَّديد للمُتأكِّل بالقُرآن الكَريم والمُرَائِي بِهِ وَالْمُفَاخِرِ بِهِ


للشيخ العلامة المحدث :
أبي شكيب محمد تقي الدين الهلالي المغربي
-رحمه الله تعالى-


بسم الله الرَّحمان الرَّحيم

الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ نحمَده ونستعينُه ونستغفرُه ؛ ونؤمِن بهِ ونتوكَّل علَيه ونبرأُ من الحَول والقوَّة إلَيه ونعوذُ بالله من شرِّ أنفسنا ومِن سيئاتِ أعمالنَـا ، من يَهدي اللهُ فلا مضلَّ له ومن يُضلل فلا هَـادي لهُ أشهدُ أنَّ لا إلَه إلاَّ الله وحدهُ لا شريكَ له وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسولهُ أرسلَه بالهُدى ودينِ الحقِّ بشيراً ونذيراً بَين يَدي السَّاعة ، فبلَّغ الرِّسالة وأدَّى الأمانة وجاهَد في اللهِ حقَّ جهادهِ ونصحَ لعباده وعبدَ الله حتَّى أتاهُ اليقين .
اللَّهم صلِّي على مُحمد وآلِ محمَّد ، كما صلَّيتَ على إبراهيم اللهم بارك على محمَّد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ.

أمَّا بعد :
فإن أصدَق الحدِيث كتابُ اللهِ ، الكتابُ الكريمُ الَّذي لاَ يأتيه الباطلُ لا من بيْن يَديهِ ولا مِن خَلفهِ ، ولايُمكن أن يأْتيهِ الباطل لأنه كلُّه حقٌّ ونور ، من تبعه نجى ومن تركه هلك من رفعهُ رفعَه الله ومن خفضه خفضَه الله ؛ من اتبعه سلك طريق السَّعادة وطريقَ الهُدى ومن خالفهُ سلك طريق الضَّلال .
كلُّ الأمَّة سعِد أسلافُها بالقُرآن ، وبيَّن النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام أن لن يسعد أسلافها إلاَّ بالقرآن وبحديث النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام .
وخير الهدي هدي النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، أفضل الطُّرق:
في عبادة الله تعالى وفي الأخلاق وفي المعاملات وفي الأحكام الطَّريقُ الَّتي كان عليها رسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، وشرُّ الأمورِ مُحدثاتها : المحدثاتُ والبدعُ الَّتي ما كانت في زمَن صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأحدَثها الظَّالمُون والجَاهلُون ؛ كانت عندهم السُّنة والمسلم دينه مكتمل الله تعالى يقول :﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِيناً ﴾[المائدة :3] ، فمَن زَاد فِي الدِّين فِي شقاءهِ وسيُعذِّبه اللهُ –عزَّوجلَّ- عذاباً أليماً ومَن نقَصَ فيه كذلك .
وهذِه الخطبةُ فِي « ٱلْوَعِيدُ عَلَى الآكِلِ بِٱلْقُرآنِ ! » علَى بيعِ القُرآن بثَمنٍ بَخسٍ والدُّنيا كلُّها ثمنٌ قليلٌ .
كما قال اللهُ تعالى :﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ ﴾[النساء : 77]، وقالَ تعالَى :
﴿ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً ﴾ [المائدة :44] : أي لا تأخذاْ على آيات اللهِ والقرآن ثمناً قليلاً أي مِن الدُّنيَا واطلُبواْ أجركُم علَى قرَائتكُم
وتعلِيمكُم منَ اللهِ تعالى .
وقَال تعالَى :﴿ اشْتَرَواْ بِآيَاتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونْ ﴾ [التوبة:9] : الَّذين باعواْ كِتاب الله باعُواْ تعليمهُ أوْ تلاوتَه ، أولئك ضلُّواْ عن سبيل الله لأنهم منعواْ كتاب الله. لغاية أُخرَى ما هُو في سبيلِ اللهِ تعالى ، فَما أقبحَ أمرَهم !! ﴿ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونْ ﴾[المجادلة: 15].
وقال تعالى :﴿ قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ﴾ [سبأ:47] : ما هو من أجل الأجر قل لهم يا محمد التي طلبتها منكم خذوها أنتم ، أنا إنَّما : ﴿ إِنْ أَجْرِيَ عَلَى ٱللهِ ﴾[سبأ:47] : أنا أجري ما آخذه إلاَّ من اللهِ تعالى؛ فيجبُ على أمَّة محمَّد أن ينصُرواْ ٱلقرآن الكريم أن يَنصرُواْ كتاب الله وينشُروهُ دونَ أن يأخذواْ عليه ثمناً من الدُّنيا الفانيَة .
قال تعالى :﴿ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾[يس: 22- 21 ] والآياتُ في هذا المعنى كثيرةٌ .. ، وأمَّا الأحاديثُ :
فالأول : عن عمران بن حُصين -رضي الله عنه- : أنَّه مرَّ علَى قاصٍّ يقرأُ ثم يَسألُ ؛ فقال : إنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، سمعتُ رسول الله صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم يقول : « مَن قَرأ القُرآن فليْسألِ اللهَ به ، فإنَّه سيَجيءُ أقوامٌ يَسألُون به النَّاسَ » رواه أحمدُ والتِّرمذي[١].
معنى هذا الحديث : قال عمرانُ بن حصينٍ -وهو من خيارِ الصَّحابةِ ومن مشاهيرِ الصَّحابة- مرَّ على واعظٍ يقرأُ القرآن ، ويسألُ به الناس من أموالهم ! فقال : « إنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ »- على مُخالفة السُّنة وعلى معصية الرَّسول - ،
«سمعتُ رسول الله صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم يقول
» :
« مَن قَرأ القُرآنَ » : كلُّ من أعطاه الله القرآن لا يسألُ به إلاَّ الله ، ولا يسأل غيرَ الله أبداً .
والله تعالى سيُغنيه من فضله ، ومن يستغني بالقرآن فلا أغناه الله . القرآن فيه غنىً عظيمٌ لمن تأدَّب بآدابه وتخلَّق بالأخلاق المُحمَّدية ، « فإنَّه سيَجيءُ قومٌ » : هذا قَول النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم ، يجيئ قومٌ يقرؤون القرآن ويسألون بهِ الناس بدل ما يطلبون الأجر من الله تعالى ، يسألونهم من أموالهم أو من طعامهم وأولئك هم الخاسرون .
الحديث الثاني : عن أبي سعيد الخذريِّ -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم : « تعلَّمواْ القُرآن واسألواْ الله به ، قبل أن يأتي قومٌ يتعلَّمونَه ويسألون به الدُّنيا ... »[٢] : اقرأواْ القرآن واطلبواْ الأجر من الله والثواب ، -(راه ماشي يجي)- سوف يجيء قوم في آخر الزمان يقرأونه ويطلبواْ أجرهم عند النَّاس (!).
«..فإن القرآن يتعلَّمه ثلاثَة نفرٍ..» : قال النبيُّ عليه الصلاةُ والسلام قراءُ القرآن على ثلاثة أقسام :
« رجلٌ يُباهِي بهِ .. » : يفتخرُ بهِ إمَّا لجمالِ صوتِه أو لحُسن قِراءته ، يفتخرُ به فهذا من الخاسرين .
« ورجلٌ يستأكِل بهِ .. » : وهو كذلك من الخاسرين .
« و رجلٌ يقرؤه لله .» : فذلك الَّذي ينالُ الأجرَ والثَّواب عِند اللهِ تعالى ، ويقبلُ الله قراءته ويثيبه عليها ويرفع درجتهُ .
قال عمرُ -رضي الله عنه- :« إنَّ الله يرفعُ بهذا القرآن أقواماً ويضعُ به آخرين. »[٣]: الَّذي يرفَع القرآن يرفعه الله تعالى ؛ والَّذي يُوضع القرآن ! الله تعالى يحطُّه ويُذلُّه .
فانظرواْ الآن هذه سبعمائة مليُون ممَّن يدَّعون حفظ القرآن ورثواْ الذل والهوان والتَّلف ، لأنهم ما رفعواْ القرآن !. خفضوه فخفضهم الله ، -وأذلُّوه فأذلَّهم الله- .

وقال البخاريُّ -رحمه الله- في صحيحه ( بَابُ إِثْمِ مَنْ تأكَّل بِالْقُرْآنِ أَوْ يفخرُ بِهِ أَوْ يُرَائِي بِهِ ) : يقول البخاريُّ -رحمه الله- أذكر لكم في هذا الباب الحديث الذي يوافق شرطي في الصحيح ، وهو الإثم والذنب الَّذي يتحمَّله من يتأكَّل بالقرآن.
أي : يعلم أو يقرأ ويأخذ الأُجرة على ذلك ؛ هذا متأكِّلٌ بالقرآن ! وكذلك من يفتخر أيضاً فالله تعالى يُعذِّبه عذاباً أليماً .
فالقرآن يعلِّم التواضع ولا يُعلِّم التَّكبر و الفَخر ، أو يُرائي به : قرأه رياءً حتَّى يمدحه الناس .
ثمَّ روى بسنده عن عليِّ بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :« يكون في أمتي أقوامٌ يقرؤون القرآن لا يجاوزُ حناجرهم » [٤] : ذاك القرآن الَّذي يقرؤونه يبقى في حُلوقهم ولا يصل إلى قلوبهم أبداً ، ولا ينتفعون به ! بل يكون وبالاً عليهم .
وفي الحديث الآخرإنَّ هذا القرآن شفيعٌ مُشفَّعٌ فمن اتبعهُ قادَه إلى الجنَّة، ومن خالفه زجَّ في قفاه إلى النَّار» [٥] :
يَضربه علَى قفاه حتَّى يُلقى فِي نًار جهنَّم .
والبُخاري -رحمه الله- يرى هذا الحَديث مُنطبقاً علَى من يتأكَّل بالقرآن ، أو يُفاخرُ به أو يُرائي بهِ! ؛ وهو أنَّه يَمرق من الإسْلام كما يمرق السَّهم من الرَّميَّة .
-سيكون- « يكون في أمتي أقوام يقرؤون القرآن » : لا ينتفعون به و لا يجاوز
حلُوقهم .
« يمرقون من الإسلام » : يخرجون من الإسلام ـ
« كما يمرقُ السَّهم من الرميَّة » : كما إذا دخل سهم الرمية في شيءٍ وخرج من الجهة الأخرى .
وعن عبد الرحمان بن شبل -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : « اقرؤواْ القرآن ولا تغلواْ فيه ، ولا تجفواْ عنه ولا تأكلواْ به ولا تستكثرواْ به » .
« اقرؤواْ القرآن ولا تغلواْ فيه » : لا في قراءة لفظه بحيث جعلِه كالغناء والمزامر واللهو! ولا في معناهُ تحرِّفونه ليوافق أهواءكم ، فسروه كما فسَّره أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم .
فمن غلا في لفظه أو معناه فعليه إثمٌ عظيم .
« .. ولا تجفواْ عنه » : إذا أعطاكم الله القرآن لا تجفواْ عنه وتدعونه يضيعُ ويُنسى ، تعاهدوه بالتلاوة وبالتكرار .
« ولا تأكلواْ به » : شيئاً أبداً ، اشتغلواْ وكلواْ من عرق جبينكُم ؛ ومن كدِّ يدكُم . قال النَّبي صلَّى الله عليه وسلم : « ما أكلَ أحدٌ طعاماً خيرٌ من أن يأكل من طعام يده ، وإنَّ نبيَّ الله داود كان يأكلُ من عمل يده ».
داود عليه السَّلام كان عنده بيتُ المالِ وكان ملكاً ، ومع ذلك لم يكن يأكلُ من بيت المال ( وكان من حقِّه ذلك ) .
ولكن كان يصنعُ الذُّروع ويبيعها ويأكلُ منها ، « ما أكلَ أحدٌ طعاماً خيرٌ من أن يأكل من طعام يده ، وإنَّ نبيَّ الله داود كان يأكلُ من عمل يده ».
لاَ تأكلُواْ بهِ »] أي إذا كنتم ما عندكم من أكلٍ ، تطلبون به الطَّعام ببيت الآخر .
« ولا تستكثرُواْ به » : إذا كنتم عندكم ما تعيشون به ، وتستكرون به! وتقولون بالقراءة أنا أكثِّر هذا الشيء الذي عندي .
وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال : « سيأتي زمانٌ يسألُ فيه بالقرآن ، فإن سألوكم فلا تُعطوهم » .
يجيء زمان ـ وما كان هذا في زمن الصَّحابة ولا التَّابعين ـ ولكن يجيء زمان الناس يتَّخذون القرآن كسببٍ للمعيشةِ ! ،إذا طلبواْ منكم فلا تُعطوهم .
فالَّذي يُعطي بائع القرآن ـ يأثم كما يأثم هُو ـ ويشترك معه في الإثم ويشجِّعه على المعصيَّة وعلى إهانة القرآن . قال : « فإن سألوكم فلا تعطوهم » .

وعن عُبادة بن الصَّامت -رضي الله عنه- قال : « علَّمت ناساً من أهلِ الصُّفة القرآن فأهدى إليَّ رجلٌ منهم قوساً فقلت ليست بمال وأرمي عنها في سبيل الله -عز وجل-، ولآتين رسول الله صلَّى الله عليه وسلم فلأسألنه فأتيته وسألته وقلتُ: يا رسول الله رجلٌ أهدى إليَّ قوساً ممَّن كنت أعلِّمه الكتاب والقرآن فقلتُ بمال: ـ لا دراهم ولا طعام ولاثياب هذه للجهاد فقطـ ليست وأرمي عنها في سبيل الله و جاهد بها ، فقال رسول الله : إن أحببتَ أن تُطوَّق طوقاً من نارٍ جهنَّم فاقبلها » .
إذا أردت أن الله يطوقك طوقاً من جهنم فاقبلها .
وعن جابرٍ -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : « اقرؤواْ القرآن وابتغواْ بهِ عند الله ، فإنه يأتي قومٌ يتعجَّلونه يطلبُون به ما عند النَّاس » رواه مالكٌ في الموطَّأ وأحمد وأبو داود .
نفعني الله وإيَّاكم بالقرآن العظيم وأجارني وإياكم من عذابه المهين ، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية:
الحمد لله كما يحبُّ ربُّنا ويَرضى ، وصلِّ اللَّهم وسلم على عبدكَ ورسولك المُرتضى المُصطفى وعلى آله وأصحابه أهل الصِّدق والوفاء خصوصاً مُنهم الخلفاء الرَّاشدين المهديِّين وآل بيت نبيِّك الطَّيِّبين الطَّاهرين وسلِّم تسليماً ..
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« أوَّل من يُدعى إلى الحساب ثلاثة :
ـــ ثلاثة أصناف من الناس ـــ رجل أعطاه القرآن والعلم ، يدعوه ربُّهُ فيُعرِّفه الله نعمه فيعرفها فيقولُ ماذا عملت فيها ؟ فيقول ياربي: أقرأت القرآن لوجهك وعلمت العلم لوجهك ، فيقول الله تعالى : كذبت ، وتقول الملائكة كذبت اذهبواْ بهِ إلى النَّار .فتسحبه الملائكة على وجهه إلَى النَّار ».

بيانُ معنى هذا الحديث:
أبو هريرة -رضي الله عنه- سمع النَّبي عليه الصَّلاة والسَّلام يقول « أوَّل من يُدعى إلَى الحِساب » : الَّذين أعطاهُم الله العلم وأعطاهم القرآن يدعوهم الله تعالى كلَّ واحدٍ منهم ، أنا أعطيتك القرآن وكثيرٌ من الناس محروم منه وأعطيتك العلم وكثيرٌ من الناس محرومٌ منه ؛ ما شكرك لهذه النعمة ؟ فيقول : « ياربي: أقرأت القرآن لوجهك » : ما خبَّأت عنهم شيئاً . (!)
« وعلَّمت العلم لوجهك » : ما أخفيت عنهم شيئاً من العلم (!).
فيقول الله : « كذبت » : صحيح ما أخفيت عنهم ولكنك ولكنك كنت تحبُّ الفخرَ والمحدثات من أولئك الناس [ ليقولواْ ] .
ما شآء الله عالمٌ كبيرٌ هذا !! هذا الإنسان قارئ ما شآء الله !! الله الله .. ! لهذا تكون كاذباً ويأمرُ الملائكة فتسحبه على وجهه فيُلقى في جهنَّم .

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم ، وأجارني وإياكم من عذابه المُهين ؛ اللَّهم لا تدع لنا في مقامَنا هذا ذنباً إلاَّ غفرته، ولا عيباً إلاَّ سترته، ولا دينا إلاَّ أدَّيته ولا مريضاً إلاَّ شافيته وعافيته ولا مهموماً إلا في الحياة الدنيا فرجته ، ولا طالِب حاجةٍ من حاجات الدُّنيا والآخرة لكَ فيها رضى ولنا فيها صلاحٌ إلاَّ قضيتها ويسَّرتها بفضلك يا أكرم الأكرمين وياأرحم الرَّاحمين ، سبحان ربِّك ربِّ العزة عمَّا يصفون وسلامٌ على المُرسلين والحمد لله ربِّ العالمين .

تمَّت بحمد الله



ويليه :

قصيدة النصيحة للمغاربة من حملة القرآن الكريم



للشيخ العلامة :
محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي
-رحمه الله تعالى-

بسم الله الرحمان الرحيم
١ -الحمد لله العظيم الأحد***النَّاصر البرِّ العزيز الصَّمد
٢ -منزِّل الذِّكر على خير الورى***موعظة ورحمة لمن ذرى
٣ -صلى عليه ربُّنا وسلَّما *** وآله وصحبه تكرُّما
٤ -ياأهل ذا المغرب أهل وطني *** ألا اسمعوا نصيحة من وطني
٥ - تمسَّكواْ بسنَّة النَّبي *** وكل عبد صالح تقيِّ
٦ -كآله وصحبه وكلِّ من *** سار على الصراط في كلِّ زمن
٧-دعواْ التَّأكُّل بذكر الله *** وبالصَّلاة ذاك فعلُ اللاهي
٩ -ولا تبيعواْ باقياً بالفاني *** فإنَّ ذا من نزغة الشيطان
١٠ -ولتجعلواْ تعليمكم لله *** بلا تفاخرٍ ولا تباهي
١١ -فإنَّ ذا الشَّرط الذي قد شاع *** بقطركم منذ زمن وذاع
١٢-فإنَّه إذا حذفت اللاَّما *** تبيَّن المراد واستقاما
١٣-ولتسمعواْ في الذِّكر ما سألتكم *** عليه من أجر فذلكم لكم
١٤-ولتقرأواْ ما جآء في (البخاري) *** في الأكل بالقرآن وافتخار
١٥-يُسنده عن حيدر عن النَّبي *** من الوعيد فاتركواْ فعل الغبي
١٦-فالأكل بالدين وبالقرآن *** حرَّمه الله العظيم الشَّان
١٧-وكم حديث جاء في ذا الباب *** تعرفه الشُّمُّ ذوواْ الألباب
١٨-وجاء في الحديث من لم يغنه *** هذا القران ربَّنا لا تغنه
١٩ -فانظر ترى الآكل بالقرآن *** في الفقر والذِّلة والهوان
٢٠ -وإن يزِد كتب التَّمائم فذا *** كفر صريح جالب كلَّ أذى
٢١ -وهكذا قراءةَ القرآن *** جماعة عمل الشيطان
٢٢ -قرَّره المحقِّق الطرطوشي *** فلا تكن كالجاهل المغشوش
٢٣ -بما أتى في آخر الأعراف *** فاسمع ولاتكن عنيداً جافي
٢٤ -أحي به اللَّيل وفي النهار *** بالكدِّ عش تفُز برزق الباري
٢٥ -إنَّ القراءة بصوت متَّحد *** عن النَّصارى أخذها فلا تحد
٢٦ -ولتقرأنَّه مثل نطق المصطفى *** مجوَّداً فلا تكن ممن جفا
٢٧ -ولتنطقنَّ بالتا كنطق العربي *** لا تحدثن فيها صفيراّ كالغبي
٢٩-فقارئ لتاء نستعين *** مع الصَّفير جهل مبين
٣٠-صلاته باطلةٌ إن كانا *** يجد في إصلاحها إمكانا
٣١-ولا تقل غير بكسر الغين *** ترجع إذن بصفقة المغبون
٣٢-ولتسمعن ما قاله ابن الجزري *** وبتسليم وتعظيم حري
٣٣ - (والأخذ بالتجويد حتم لازم *** من لم يجود القران آثم)
٣٤- (لأنَّه به الإله أنزل *** وهكذا منه إلينا وصلا)
٣٥ - (وهو أيضاً حلية التلاوة *** وزينة الأداء والقراءة)
٣٦- ( إذ واجبٌ عليهم محتَّم *** قبل الشُّروع أولاً أن يعلموا)
٣٧ - ( مخارج الحروف والصفات*** ليلفظواْ بأفصح اللُّغات)
٣٨ - وإن أممت أو قرأت قاصداً *** لوجه ربِّك مريداً سامداً
٣٩ - وأنت ذو فقر وجآءك مدد *** من محسن أعطاكه فلا ترد
٤٠ - كل امرئ يجزى على ما قد نوى *** إن لم يكن ذاك اتِّباعاً للهوى
٤١- وذا قليل في الزمان الحاضر *** والتَّركُ خير للأديب الماهر
٤٢ - ثم الصَّلاة والسَّلام في الختام *** على النبيِّ والصحب الكرام
٤٣ - أنشأها محمَّد الهلالي *** يا ربِّ فارزقه من الحلال
٤٤ - فاغفر له واجعله من أهل التُّقى *** ونجِّه يا ربنا من الشَّقا
٤٥ - في هذه الدار وفي دار البقا *** يلقاك يا رحمان أحسن اللِّقا
٤٦ - مع الألى عليهم أنعمتَ *** ونعمةً عظيمة أتممتَ



تمت بحمد الله


أعدَّه الفقير لربِّه:
أبوشعبة محمد القادري
غفر الله له ولوالديه والمسلمين



يُتبعُ -إن شاء الله-
__________________
قال حرب الكرماني -رحمه الله- في عقيدته :" هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشَّام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن منهج السُّنة وسبيلِ الحق".اهـ


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-09-2015, 05:21 AM
أحمد بن صالح الحوالي أحمد بن صالح الحوالي غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 983
شكراً: 6
تم شكره 42 مرة في 38 مشاركة
افتراضي

حكم بلغية جزاكم الله خيرا ونفع بكم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-10-2015, 05:20 PM
أبوشعبة محمد المغربي أبوشعبة محمد المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 761
شكراً: 0
تم شكره 71 مرة في 63 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد بن صالح الحوالي مشاهدة المشاركة
حكم بلغية جزاكم الله خيرا ونفع بكم
وإيَّاكم أخي الكريم أحمد بن صالح ، حفظكم الله ورعاكم.
__________________
قال حرب الكرماني -رحمه الله- في عقيدته :" هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشَّام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن منهج السُّنة وسبيلِ الحق".اهـ


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-10-2015, 05:28 PM
أبوشعبة محمد المغربي أبوشعبة محمد المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 761
شكراً: 0
تم شكره 71 مرة في 63 مشاركة
افتراضي

الحواشي:

[١]ء أخرجه الترمذي ( ٤ / ٥٥ ) و أحمد ( ٤ / ٤٣٢ ٤٣٣ و ٤٣٩ ) وحسَّنه الألباني في “السلسلة الصَّحيحة” (١ / ٤٦١ ).
[٢] ـ قال أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا ابن أبي مريم، وأبو الأسود، عن ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله عز وجل)).) [فضائل القرآن].
وإن كان الأولى أن أبحث في مصادر الأمهات في عزوه إلاَّ أنني فضَّلت ذكره مرجع لأن الأحاديث والآثار في مثله مستفيضةٌ ومشهوره.
[٣] ء رواه مسلم ح (١٣٥٣) عن عمر بن الخطاب ءرضي الله عنهء موقوفاً .
[٤]ء وجدته بغير هذا اللفظ كما في صحيح مسلم في كتاب الزكاة ح(١١٦٠) في باب التحريض على قتال الخوارج وكذلك الترمذي في (باب ما جاء في صفة المارقة) ح (٢٢٨٣).
[٥]ء خرجه البزار في « كشف الأستار» (ج١ ص٧٧) من حديث ابن مسعود ءرضي الله عنهء وضعفه العلامة مقبل رحمه الله لأجل المعلى الكندي ترجم له البخاري في «التاريخ الكبير» فقال: معلى الكندي عن محمد بن عبدالرحمن، روى عنه الأعمش، يعد في الكوفيين، منقطع.
[٦] ء سبق تخريجه .
[٧]ء أخرجه الهثمي في مجمع الفوائد ومنبع الزوائد برقم (١١٦٨٣)، وقال : رواه أحمد ، والبزار بنحوه ، ورجال أحمد ثقات .
[٨]ء رواه البخاري ح (١٩٣٠) .
[٩]ءرواه أبوداود في سننه برقم :(٣٤١٦)، في كتاب الإجارة.
[١٠] ء رواه مسلم برقم (١٩٠٥)، في كتاب الإمارة ـ باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار.
بلفظ :( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها ...) الحديث .
__________________
قال حرب الكرماني -رحمه الله- في عقيدته :" هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشَّام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن منهج السُّنة وسبيلِ الحق".اهـ


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-10-2015, 11:13 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

جزاكم الله خيرا

ورحم الله الشيخ العلامة تقي الدين الهلالي ..
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-28-2015, 10:59 AM
أبوشعبة محمد المغربي أبوشعبة محمد المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 761
شكراً: 0
تم شكره 71 مرة في 63 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا

ورحم الله الشيخ العلامة تقي الدين الهلالي ..

وإيَّاكم شيخنا أبا عمر حفظكم الله ورعاكم.
__________________
قال حرب الكرماني -رحمه الله- في عقيدته :" هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشَّام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن منهج السُّنة وسبيلِ الحق".اهـ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:18 PM.


powered by vbulletin