من حق الأخ على أخيه الذي يحبه في الله أن لا يماريه ولا يلاجّه
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، أنه قال: " إذا أحببت أخا فلا تمارِه، ولا تشارِه، ولا تسأل عنه، فعسى أن توافي له عدوا فيخبرك بما ليس فيه، فيفرق بينك وبينه".
رواه البخاري في الأدب المفرد، وأبو داود في الزهد، والخرائطي في اعتلال القلوب، والشجري في أماليه، وغيرهم بسند صحيح موقوفاً، وروي مرفوعا ولا يصح. [صحيح الأدب المفرد:424/545].
والمماراة: الجدال بلا فائدة.
ومعنى "لا تشارِه" -بتخفيف الراء-: أي لا تلاجّه، والملاججة: كثرة الجدال لإلزام غيره برأيه مع وجود السعة في الأمر.
ولا تسأل عنه مع عدم وجود موجب شرعي.
وفيه التحذير من المماراة خاصة مع من تحب، ومن الجدال بدون فائدة، ومن الملاججة في النقاش، وكذلك عدم السؤال عمن تعرفه بالخير والفضيلة إلا إذا وجد موجب شرعي للتأكد من قضية نسبت إليه ونحو ذلك.
والحذر من سؤال من عرف بخصومة من تحب عمن تحب لأن صاحب الخصومة قد يتقصد التنقص منه ولو بالأساليب الخفية، والحذر من الفرقة والاختلاف بين أهل الحق والمحبة الصادقة.
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
14/ 5/ 1439 هـ