منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > الأســــــــــــــــــــــــرة الـمـســــــــــلـــــمــــــــة

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-18-2011, 05:54 PM
أم عبد الله ميمونة أم عبد الله ميمونة غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 115
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي فرائد الفوائد

بسم الله الرحمن الرحيم
فرائد الفوائد
قال ابن القيم – رحمه الله – في المدارج (2/70):
" و قد قيل : علامة رضى الله عنك : سخطك على نفسك ، وعلامة قبول عملك : احتقاره واستقلاله ، و صغره في قلبك ، حتى إنّ العارف ليستغفر الله عقيب طاعاته و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سلّم من الصلاة استغفر ثلاثا . و أمر الله عباده بالاستغفار عقيب الحج ، ومدحهم على الاستغفار عقيب قيام الليل بالأسحار ، و شرع النبي صلى الله عليه وسلم عقيب الطهور التوبة و الاستغفار .
فمن شهد واجب ربه ومقدار عمله وعيب نفسه ، لم يجد بدا من استغفار ربه منه ، و احتقاره إياه و استصغاره "
و قال أيضا في المدارج (2/73-74):
" قيل: من راقب الله في خواطره ، عصمه في حركات جوارحه
و قال ذو النون – رحمه الله - : علامة المراقبة إيثار ما أنزل الله ، و تعظيم ما عظّم الله ، وتصغير ما صغره الله ."
وقال- رحمه الله- في المدارج (2/76):
" وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- يقول :إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك و انشراحا فاتّهمه ، فإن الرب تعالى شكور . يعني: أنّه لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا حلاوة يجدها في قلبه ، و قوة انشراح وقرة عين ، فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول والقصد : أن السرور بالله وقربه وقرة العين به يبعث على الازدياد من طاعته و يحث على السير إليه ."
و قال أيضا في نفس المصدر(1/499):
" قال الحسن – رضي الله عنه -:عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها و خافوا أن ترد عليهم ، إن المؤمن جمع إحسانا و خشية و المنافق جمع إساءة و أمنا "
و قال -رحمه الله- في نفس المصدر (1/499):
" قال أبو سليمان – رحمه الله -: ما فارق الخوف قلبا إلا خرب.
و قال إبراهيم بن سفيان : إذا سكن الخوف القلب أحرق مواضع الشهوات منه وطرد الدنيا عنه " .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-21-2011, 06:33 PM
أم عبد الله ميمونة أم عبد الله ميمونة غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 115
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي

قال ابن قدامة المقدسي - رحمه الله - في مختصر منهاج القاصدين (340): "قال الحسن البصري : من عرف ربّه أحبه و من عرف الدنيا زهد فيها "
قال الآجري – رحمه الله - في أخلاق العلماء:" أخبرنا أبو بكر أخبرنا الفريابي أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة أخبرنا أسامة عن مسعر قال : سمعت عبد الأعلى التيمي يقول : " من أوتي من العلم مالا يبكيه فخليق أن لا يكون أوتي علما ينفعه . لأن الله عزوجل نعت العلماء وقرأ ( إن الذين أوتوا العلم من قبله ) إلى قوله (يبكون ويزيدهم خشوعا )."
و قال الآجري – رحمه الله - في أدب النفوس:
أرى النفس تهوى ما تريد و في متابعتي لها عطب شديد
تقول وقد ألحت في هواها مرادي كل ما أهوى أريد
فأمنحها نصحي لكي تنزجر فتأبى و ربي على ذي شهيد
فإن أنا تابعتها ندمت و خفت العقوبة يوم الوعيد
فإن كنت للنفس يا ذا محبا فقيد و لو يقيد الحديد
و رضها رياضة مهر يراض بالسوط والسوط سوط حديد
يمنعه الرائض ما يشتهي يريد بالمنع صلاحا و فهما بريد
يحمده الراكب يوم اللقي و الخيل في الحرب جهد جهيد

التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الله ميمونة ; 07-22-2011 الساعة 02:41 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-22-2011, 04:31 PM
أم عبد الله ميمونة أم عبد الله ميمونة غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 115
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي

قال الامام ابن رجب الحنبلي -رحمه الله - في كشف الكربة في وصف أهل الغربة مانصه : قال الأوزاعي في قوله صلى الله عليه وسلم : « بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ » : أما إنه ما يذهب الإسلام ولكن يذهب أهل السنة حتى ما يبقى في البلد منهم إلا رجل واحد .
ولهذا المعنى يوجد في كلام السلف كثيرا مدح السنة ووصفها بالغربة ووصف أهلها بالقلة ، فكان الحسن - رحمه الله - يقول لأصحابه : يا أهل السنة ! ترفقوا - رحمكم الله - فإنكم من أقل الناس .
وقال يونس بن عبيد : ليس شيء أغرب من السنة وأغرب منها من يعرفها .
وروي عنه أنه قال : أصبح من إذا عرف السنة فعرفها غريبا وأغرب منه من يعرفها .
وعن سفيان الثوري قال : استوصوا بأهل السنة فإنهم غرباء .
ومراد هؤلاء الأئمة بالسنة : طريقة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان عليها هو وأصحابه السالمة من الشبهات والشهوات .
ولهذا كان الفضيل بن عياض يقول : أهل السنة من عرف ما يدخل في بطنه من حلال .
وذلك لأن أكل الحلال من أعظم خصائل السنة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-22-2011, 04:41 PM
أم عبد الله ميمونة أم عبد الله ميمونة غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 115
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي

قال ابن مفلح -رحمه الله - في الآداب الشرعية ما نصه : فصل ( في التلاوة عند المصائب لتسكينها ) .
من المعلوم أنه يشرع في أوقات الشدائد والمصائب قراءة شيء يسكنها بذكر ما جرى على الأئمة .
ليتأسى بهم صاحب المصيبة وما وعد الله الصابرين من الأجر والثواب الجزيل .
فأما قراءة شيء يهيج الحزن ويحمل على الجزع فينبغي أن يكره .
وفي كلام ابن عقيل ما يقتضي ذلك فإنه رحمه الله لما توفي ابنه عقيل سنة عشر وخمسمائة وعمره سبع وعشرون سنة وكان تفقه وناظر في الأصول والفروع وظهر منه أشياء تدل على دينه وخيره حزن عليه وصبر صبرا جميلا فلما دفن جعل يتشكر للناس فقرأ قارئ { يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين } فبكى ابن عقيل وبكى الناس وضج الموضع بالبكاء فقال ابن عقيل للقارئ يا هذا : إن كان يهيج الحزن فهو نياحة ، والقرآن لم ينزل للنوح بل لتسكين الأحزان .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-22-2011, 10:35 PM
سالكة سبيل السلف سالكة سبيل السلف غير متواجد حالياً
زائر
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,225
شكراً: 20
تم شكره 157 مرة في 107 مشاركة
افتراضي

أحسن الله إليك أختنا أم عبد الله واصلي وصلك الله برحمته و متعك بالصحة و دوام العافية.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-23-2011, 10:07 PM
أم عبد الله ميمونة أم عبد الله ميمونة غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 115
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي

آمين واياك أخية جزاك الله خيرا .
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-28-2011, 05:30 PM
أم عبد الله ميمونة أم عبد الله ميمونة غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 115
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي

قال ابن القيم - رحمه الله - في المدارج (2/ 529-530): "فصل في الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها . و هي عشرة : أحدها: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه
الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة
الثالث: دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر
الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى
الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب
السادس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته
السابع: وهو من أعجبها انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات
الثامن: الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة
التاسع: مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك.
العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب وملاك ذلك كله أمران
1- استعداد الروح لهذا الشأن
2- وانفتاح عين البصيرة وبالله التوفيق. قال ابن القيم في" طريق الهجرتين و باب السعدتين" ما نصه : "قاعدة: السائر إلى الله تعالى والدار الآخرة، بل كل سائر إلى مقصد، لا يتم سيره ولا يصل إلى مقصوده إلا بقوتين: قوة علمية، وقوة عملية، فبالقوة العلمية يبصر منازل الطريق، ومواضع السلوك فيقصدها سائراً فيها، ويجتنب أسباب الهلاك ومواضع العطب وطرق المهالك المنحرفة عن الطريق الموصل. فقوته العلمية كنور عظيم بيده يمشي به في ليلة عظيمة مظلمة شديدة الظلمة، فهو يبصر بذلك النور ما يقع الماشي في الظلمة فى مثله من الوهاد والمتالف ويعثر به من الأحجار والشوك وغيره، ويبصر بذلك النور أيضاً أعلام الطريق وأدلتها المنصوبة عليها فلا يضل عنها، فيكشف له النور عن الأمرين: أعلام الطريق، ومعطبها. وبالقوة العملية يسير حقيقة، بل السير هو حقيقة القوة العملية، فإن السير هو عمل المسافر. وكذلك السائر إلى ربه إذا أبصر الطريق وأعلامها وأبصر المعاثر والوهاد والطرق الناكبة عنها فقد حصل له شطر السعادة والفلاح، وبقي عليه الشطر الآخر وهو أن يضع عصاه على عاتقه ويشمر مسافراً فى الطريق قاطعاً منازلها منزلة بعد منزلة، فكلما قطع مرحلة استعد لقطع الأُخرى واستشعر القرب من المنزل فهانت عليه مشقة السفر، وكلما سكنت نفسه من كلال السير ومواصلة الشد والرحيل وعدها قرب التلاقي وبرد العيش عند الوصول، فيحدث لها ذلك نشاطاً وفرحاً وهمة، فهو يقول: يا نفس أَبشري فقد قرب المنزل ودنا التلاقي فلا تنقطعي فى الطريق دون الوصل فيحال بينك وبين منازل الأحبة، فإن صبرت وواصلت السير وصلت حميدة مسرورة جذلة، وتلقتك الأحبة بأَنواع التحف والكرامات، وليس بينك وبين ذلك إلا صبر ساعة، فإن الدنيا كلها لساعة من ساعات الآخرة، وعمرك درجة من درج تلك الساعة، فالله الله لا تنقطعي فى المفازة، فهو والله الهلاك والعطب لو كنت تعلمين فإِن استصعبت عليه فليذكرها ما أَمامها من أحبابها، وما لديهم من الإِكرام والإنعام، وما خلفها من أعدائها وما لديهم من الإهانة والعذاب وأنواع البلاءِ، فإن رجعت فإلى أعدائها رجوعها، وإن تقدمت فإلى أحبابها مصيرها، وإن وقفت فى طريقها أدركها أعداؤها، فإنهم وراءها في الطلب.
ولا بد لها من قسم من هذه الأقسام الثلاثة فلتختر أَيها شاءَت. وليجعل حديث الأحبة وشأنهم حاديها وسائقها، ونور معرفتهم وإرشادهم هاديها ودليلها، وصدق ودادهم وحبهم غذاءها وشرابها ودواءَها ولا يوحشه انفراده في طريق سفره ولا يغتر بكثرة المنقطعين فأَلم انقطاعه وبعاده واصل إليه دونهم، وحظه من القرب والكرامة مختص به دونهم فما معنى الاشتغال بهم والانقطاع معهم؟ وليعلم أن هذه الوحشة لا تدوم بل هى من عوارض الطريق فسوف تبدو له الخيام، وسوف يخرج إليه الملتقون يهنئونه بالسلامة والوصول إليهم، فيا قرة عينه إذ ذاك ويا فرحته إذ يقول: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِين} [يس: 26- 27]، ولا يستوحش مما يجده من كثافة الطبع وذوب النفس وبطءِ سيرها، فكلما أدمن على السير وواظب عليه غدواً ورواحاً وسحراً قرب من الدار وتلطفت تلك الكثافة وذابت تلك الخبائث والأدران، فظهرت عليه همة المسافرين وسيماهم، فتبدلت وحشته أُنساً وكثافته لطافة ودرنه طهارة. " قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير قوله جل و علا { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا } ما نصه :" وذلك أن المشركين كانوا لا يُصغُون للقرآن ولا يسمعونه ، كما قال تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } [ فصلت : 26] وكانوا إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره، حتى لا يسمعوه. فهذا من هجرانه، وترك علمه وحفظه أيضا من هجرانه، وترك الإيمان به وتصديقه من هجرانه، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه، والعدولُ عنه إلى غيره -من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره -من هجرانه، فنسأل الله الكريمَ المنانَ القادرَ على ما يشاء، أن يخلّصنا مما يُسْخطه، ويستعملنا فيما يرضيه، من حفظ كتابه وفهمه، والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطرافَ النهار، على الوجه الذي يحبه ويرضاه، إنه كريم وهاب."
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-31-2011, 09:37 PM
أم عبد الله ميمونة أم عبد الله ميمونة غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 115
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي

فائدة جليلة من الدرر السنية في الأجوبة النجدية : " وقال رحمه الله تعالى:
فصل في معنى لا إله إلا الله: اعلم رحمك الله تعالى، أن "لا إله إلا الله" هي: الكلمة العالية، والشريفة الغالية، من استمسك بها فقد سلم، ومن اعتصم بها فقد عصم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله عز وجل ". والحديث يفصح أن لا إله إلا الله، لها لفظ ومعنى، ولكن الناس فيها ثلاث فرق: فرقة نطقوا بها وحققوها، وعلموا أن لها معنى وعملوا به، ولها نواقض فاجتنبوها. وفرقة: نطقوا بها في الظاهر، فزينوا ظواهرهم بالقول، واستبطنوا الكفر والشك. وفرقة: نطقوا بها ولم يعملوا بمعناها، وعملوا بنواقضها، فهؤلاء {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [سورة الكهف آية : 104].
فالفرقة الأولى هي الناجية، وهم المؤمنون حقا; والثانية هم المنافقون; والثالثة هم المشركون; فلا إله إلا الله: حصن، ولكن نصبوا عليه منجنيق التكذيب، ورموه بحجارة التخريب، فدخل عليهم العدو، فسلبهم المعنى، وتركهم مع الصورة; وفي الحديث: " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأبدانكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " سلبوا معنى لا إله إلا الله، فبقي معهم لقلقة باللسان، وقعقعة بالحروف، وهو ذكر الحصن لا مع الحصن، فكما أن ذكر النار لا يحرق، وذكر الماء لا يغرق، وذكر الخبز لا يشبع، وذكر السيف لا يقطع، فكذلك ذكر الحصن لا يمنع.
فإن القول قشر، والمعنى لب، والقول صدف، والمعنى در، ماذا يصنع بالقشر مع فقدان اللب؟! وماذا يصنع بالصدف مع فقدان الجوهر؟!
لا إله إلا الله مع معناها، بمنزلة الروح من الجسد، لا ينتفع بالجسد دون الروح، فكذلك لا ينتفع بهذه الكلمة دون معناها. فعالم
الفضل: أخذوا بهذه الكلمة بصورتها ومعناها، فزينوا بصورتها ظواهرهم بالقول، وبواطنهم بالمعنى، وبرز لهم شهادة القدم بالتصديق {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [سورة آل عمران آية : 18].
وعالم العدل: أخذوا هذه الكلمة بصورتها دون معناها، فزينوا ظواهرهم بالقول، وبواطنهم بالكفر، بالاعتقاد فيمن لا يضر ولا ينفع؛ فقلوبهم مسودة مظلمة، لم يجعل الله لهم فرقانا يفرقون به بين الحق والباطل، ويوم القيامة يبقون في ظلمة كفرهم {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ} [سورة البقرة آية : 17].
فمن قال: لا إله إلا الله، وهو عابد لهواه ودرهمه وديناره ودنياه، ماذا يكون جوابه يوم القيامة لمولاه؟ {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [سورة الجاثية آية : 23]، " تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش "1.
إذا قلت: لا إله إلا الله، فإن كان مسكنها منك اللسان لا ثمرة لها في الثمرة، فأنت منافق، وإن كان مسكنها منك القلب، فأنت مؤمن؛ وإياك أن تكون مؤمنا بلسانك دون قلبك. فتنادي عليك هذه الكلمة في عرصات القيامة: إلهي صحبته كذا وكذا سنة، فما اعترف بحقي، ولا رعى لي حرمتي حق رعايتي؛ فإن هذه الكلمة تشهد لك، أو عليك.
فعالم الفضل تشهد لهم بالاحترام، حتى تدخلهم الجنة; وعالم العدل تشهد لهم بالاحترام، حتى تدخلهم النار {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [سورة الشورى آية : 7].
لا إله إلا الله: شجرة السعادة; إن غرستها في منبت التصديق، وسقيتها من ماء الإخلاص، ورعيتها بالعمل الصالح، رسخت عروقها، وثبت ساقها، واخضرت أوراقها، وأينعت ثمارها، وتضاعف أكلها {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [سورة إبراهيم آية : 25].
وإن غرست هذه الشجرة في منبت التكذيب والشقاق، وأسقيتها بماء الرياء والنفاق، وتعاهدتها بالأعمال السيئة والأقوال القبيحة، وطفح عليها غدير العذر ولفحها هجير هجر، تناثرت ثمارها، وتساقطت أوراقها، وانقشع ساقها، وتقطعت عروقها، وهبت عليها عواصف القذر، ومزقتها كل ممزق {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} [سورة الفرقان آية : 23].
فإذا تحقق المسلم هذا، فلا بد معه من تمام بقية أركان الإسلام، كما في الحديث الصحيح: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام، من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم."
هذه أبيات للشيخ السعدي - رحمه الله - يعاتب فيها صديقا له لفتوره عن طلب العلم ( الفتاوى السعدية693) فقال - رحمه الله -:
سلام الله يتبعه سلام = على من في الضمير له مقام
على الحِب المكرم من ترقى = إلى أعلى مكارم لا ترام
وفاق الطالبين ذكا وحرصا = و آدابا ومعرفة تسام
و فارق للقواطع باشتياق = و من طلب المكارم ما يلام
و خلّا كل مشتغل ينادي = ألا ليتي بمنزله أقاموا
فبعد الدأب ترضى أن تساوي = لأرباب البطالة أو تنام
و بعد صعودك الدرج العوالي = تجاذب للنزول فذا سقام
فما ألهاك عن علم تسامى = إلى تحصيله الغُرُّ الكرام
أألهاك اشتغالك بالدنايا = و عزَّ عليك يا هذا العظام
أم ألهاك اقتداؤك بالكسالى = فضاع الوقت وانفرط النظام
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07-06-2012, 01:52 PM
أم زاهدة أم زاهدة غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 43
شكراً: 1
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي

أثابكِ ٱللهُ ٱلجنة
__________________
قال ٱلإمام ٱلبربهاري -رحمه ٱلله تعالىٰ-:
«مثلُ أصحاب ٱلبدع مثلُ ٱلعقارب يدفنون رؤوسَهم وأبدانهم فِي ٱلتّراب، ويخرجون أذنابهم، فإذا تمكّنُوا لَدَغُوا، وكذلك أهلُ ٱلبدع هم مختفون بين ٱلناس، فإذا تمكنوا بلَّغُوا ما يريدون»[طبقات ٱلحنابلة:(2/44)]، و[ٱلمنهج ٱلأحمد:(2/31)].
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:24 PM.


powered by vbulletin