أجيبوا الداعي، واقبلوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أجيبوا الداعي، ولا تردوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين"
رواه الإمام أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، وابن حبان في صحيحه، وغيرهم وسنده صحيح. [إرواء الغليل:1616].
قال ابن حبان في روضة العقلاء: "زجر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر عن ترك قبول الهدايا بين المسلمين.
فالواجب على المرء إذا أهديت إليه هدية، أن يقبلها ولا يردها، ثم يثيب عليها إذا قدر، ويشكره عليها، وإني لأستحب للناس استعمال بعث الهدايا إلى الإخوان بينهم، إذ الهدية تورث المحبة، وتذهب الضغينة" انتهى.
وإجابة الدعوة، وما يتعلق بالهدايا، وعدم ضرب الناس كلها لها ضوابط شرعية، قال السندي: "هذه الإطلاقات كلها مقيدة بقيود معلومة في الشرع".
وإنما المقصود التذكير بهذه الأمور:
1- أهمية إجابة الدعوة، وخاصة إذا كانت وليمة عرس خلت من منكر.
2- وكذلك أهمية التهادي بين المسلمين، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تهادوا تحابوا" رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، والترمذي وغيرهم وهو حديث حسن. [إرواء الغليل:1601].
فيقبل المسلم الهدية من أخيه، ولا يردها حتى لا يقع في نفسه منه شيء، ويتأكد عدم رد هدية الطيب واللبن والوسادة لأجل التكرمة في المجلس.
وأما هدية الكافر فإن كان في مناسبة محرمة عندهم فلا يجوز قبولها، أما بدون ذلك فالأحاديث في ذلك متنوعة-ما بين مانع ومبيح-، ومتى ما كان رد هديته يؤدي لمصلحة شرعية أو يدفع مفسدة شرع ذلك، ومتى ما كان في قبول هديته مصلحة شرعية أو دفع مفسدة جاز قبولها إلا في محرم ظاهر كأن يكون بمناسبة محرمة عندهم أو عند بعض المسلمين المخالفين للسنة.
مع التنبيه على حرمة إهداء الكافرين للهدايا في مناسباتهم الشركية والبدعية والمحرمة، أو لأجل التعبير عن المودة والمحبة، أما في غير ذلك فالهدية للكافر من أجل ترغيبه بالإسلام أمر مرغب فيه أو لدفع شره ونحو ذلك.
3- وكذلك حرمة أذية المسلمين بضربهم أو ما هو دونه أو أعلى منه من أنواع الأذى الحسّي والمعنوي، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
26/ 3/ 1438 هـ