دعوته في الجنوب :
إن بغية الشيخ القرعاوي ، وهدفه الذي كان يقصد إليه تحقق ، عندما استقر في جنوب المملكة ، منطقة جازان وما حولها ، حيث وجد نفوساً
(الجزء رقم : 42، الصفحة رقم: 314)
متعطّشة ، وأفئدة متهيئة ، فكان داعية لله مخلصاً ، وصادقا في جهده تعليماً وأمرا ونهياً وترغيباً وحبا للخير .
وقد عرف الله نيته ، فهيأ له قلوبا حريصة ، ونيات خالصة كالأرض التي صادفها الوابل بعد انقطاع ، أو كالمريض الذي هيأ الله له طبيبا يعينه في تلمس العلاج للعلة التي ألمت به .
فالعالم الشرعي ، والطبيب البشري ، لكل منهما هدف وغاية ، محسوسة وظاهرة ، ويترقب من الله أجراً مدخراً ، - إن صدق النية مع الله- ، ويتطلع لنتيجة في العمل الذي يقوم به ، بصدقه وبذله .
والعالم الشرعي ، ينقذ الناس - بعد توفيق الله - من الضلالات والشركيات ، ويبعدهم عما يتنافى مع دين الله الذي ارتضاه سبحانه لعباده ، ليجدوا بذلك لذة في قلوبهم ، وراحة في نفوسهم .
والطبيب الشرعي مثله في الهدف والغاية ، إذا صدقت نيته ، وأخلص في أمانته ، وهذا مصداق الحديث الشريف:
إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى
العالم الصادق في نيته مع الله ، هو العالم النافع لنفسه ، والمؤثر في غيره ، وليس من الضروري بأن يكون العالم متبحراً في معارفه ، إذْ تقوى الله جل وعلا ، ومراقبته في السر والعلن ، هي خير زاد يدفع العالم للعمل ، ويجعل لعمله ثمرة بارزة فيمن حوله ، وقبولا لدى الناس ، ألم يقل سبحانه:
وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
.
أما ثمرة العلم: فهي العمل ، كما أنه له صدقة ، يجب أن تؤدى ،
(الجزء رقم : 42، الصفحة رقم: 315)
وذلك ببذره في الناس ، ونفع الآخرين به ، ولذلك وسيلة يؤدى بها ، وهي الإخلاص والصبر ، والتحمل في سبيله ، كما أن له نتيجة مرتقبة ، هي احتساب الأجر عند الله ، وبروز الأثر فيمن يقدم له العلم .
وعلمنا الذي نترجم له قد خطا خطوات لا يبلغها فحول العلماء ، ونفع الله به ، حيث بقي أثره خالداً في المنطقة التي اتجه إليها وخارجها ، كما ظهرت آثاره جلية في تلاميذه الذين تزايد عددهم في جازان وغيرها .
أما قول القاضي: والقرعاوي وإن لم تكن معلوماته واسعة ، فقد خطا خطوات لا يبلغها فحول العلماء ، ممن نفعهم قاصر
فيقال حياله :
- إن الفترة الزمنية القصيرة في طلب العلم بالهند ، أهلته لأخذ أمهات كتب الحديث وغيرها .
- وإن ما برز في تلميذه الشيخ حافظ حكمي الذي لم يجلس لطلب العلم عند أحد غير الشيخ القرعاوي ، ومع هذا يعتبر نابغة الجنوب وعالمها ، وظهر أثر هذا في مؤلفاته في العقيدة والأصول والحديث والفقه وغيرها .
- وإن ما عرف عن المكانة العلمية لكثير من طلاب الشيخ القرعاوي الذين عملوا في القضاء وفي التدريس وفي الدعوة . ممن توفي أو بقي على قيد الحياة .
- وإن كثرة شيوخه رحمه الله وحرصه على التنقل للأخذ من العلماء البارزين في داخل المملكة وخارجها . كل هذا وغيره يدل على أن معلومات الشيخ القرعاوي واسعة ، وليست قاصرة كما قيل .
ذلك أن الشيخ القرعاوي امتداد لعمل الأفذاذ من علماء الإسلام قديماً وحديثاً ، وهو من القلة الذين جعل الله في علمهم بركة ، وفي إخلاصهم
(الجزء رقم : 42، الصفحة رقم: 316)
وصدقهم نتيجة ، وذلك بتفتح السبل ، وتذليل الصعاب ، وسرعة النتائج ، مع القبول في قلوب الناس في منطقة واسعة امتدت من مكة وجدة ، حتى وسط اليمن وجنوبه ، من الجهة الجنوبية: سهولا وجبالا .
وقد كان دأبه في كل مكان طوّف به: مسقط رأسه عنيزة وغيرها ، حب التعليم ، والحرص على إزالة المنكرات ، دعوة لله وترغيباً في الخير ، وإنكارا للمنكر بصدق وإخلاص ، ولم يثن عزمه الفقر أو قلة ما في اليد .
إلا أن أفق الدعوة اتسع أمامه مع مطلع 1358 هـ عندما أبلغ شيخه: الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله ، برغبته في الدعوة إلى الله في المنطقة الجنوبية ، وطلب منه النصح والتوجيه ، بعدما سمع عما في أهلها من جهل ، وما هم واقعون فيه من شرك ، وتبرك بالأولياء وقبور الصالحين لعدم وجود الداعية المخلص الموحد ، فوقع في قلب الشيخ القرعاوي حب الدعوة إلى الله في تلك المنطقة ، ومكن ذلك تلك الرؤيا التي حفزته للإسراع بالمهمة ، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، وهو يشير بيده الشريفة عليه ، بأن يتوجه إلى الجنوب
، فاتجه من يومه إلى جدة ومنها بحراً إلى جازان .
وندعه يتحدث عن ذلك فيقول: وفي اليوم العشرين من صفر توجهت لجازان ، وأخذت منه بضاعة ، وتوجهت لسامطة ، ثم تجولت بجهات سامطة ، ونزلت دكاناً في نفس سامطة ، ووضعت فيه البضاعة التي معي ، وأول أمر بدأت به وأنا في الدكان تعليم القرآن الكريم ، وثلاثة الأصول ، والأربعين النووية ، والتجويد والفرائض وآداب المشي إلى الصلاة ، كان ذلك في 21 ربيع الأول عام 1358هـ فكان هذا الدكان
(الجزء رقم : 42، الصفحة رقم: 317)
أول مدرسة فتحتها في تهامة اليمن ، وفي آخر جمادى الأولى من هذه السنة ، توجهت إلى فرسان ، وفتحت فيه مدرسة ، ومنه توجهت إلى مزهر قرية الحكميين " الحكامية " ففتحت فيها مدرسة ، في أول رجب وأصلحت مسجدها ، وهو أول مسجد أصلحت بتهامة وفي غرة شعبان توجهت إلى سامطة ، ففتحت المدرسة بها ثانيا ، في بيت ناصر خلوفه ؛ لأنه لا يستطيع المشي وهو من خيار الطلبة وأكبرهم ، فأردت أن لا يتكلف ، وفيها استقريت حتى الآن
رعاية الحكومة :
رغم ما كابده الشيخ القرعاوي رحمه الله من مشكلات سببها نفثات الحاسدين ، وتلبيس المغرضين ، فإن الحكومة وفقها الله أرسلت لجاناً عديدة للوقوف على الحقيقة ، فكتبت تقارير تنبئ عن إعجابها بالمدارس وتدعو لتشجيعها ومساندة الشيخ القرعاوي في عمله لصدقه وإخلاصه وسلامة مقصده ، وكان يرأس إحداها الشيخ محمد البيز رحمه الله ، فكان لذلك أثر حسن لدى المسئولين في الدولة . .
فالملك عبد العزيز - رحمه الله - ارتاح لعمل القرعاوي وأمر له بمكافأة تعينه على مسيرة العمل عام 1367 هـ
.
والملك سعود - رحمه الله- ولي العهد يومئذ في عام 1363هـ تفضل ببعث إعانة كبيرة للشيخ جعلها عادة سنوية وأوصى به أمراء الجهات وقضاتها
.
(الجزء رقم : 42، الصفحة رقم: 318)
والأمير خالد السديري في عام 1362هـ وقبل أن ينتقل من إمارة جازان قد توسط عند الحكومة بطلب إعانة للطلبة فجاء الأمر بصرف ثلاثمائة ريال 300 شهريا . . فكانت تصرف من مالية سامطة لثلاثين طالباً .
كما تبرع الأمير خالد بقيمة الدفاتر والأدوات المدرسية على حسابه ، وحوّل الشيخ القرعاوي على صاحب دكان في جازان بذلك
.
والأمير محمد بن أحمد السديري لما جاء لجازان عام 1364هـ سلك مسلك أخيه خالد بالمساعدة والتأكيد على القضاة وأمراء المقاطعة بمساعدة الشيخ القرعاوي
.
ثم فيما بعد عين الشيخ عبد الله القرعاوي معتمداً للمعارف بمنطقة جازان 1373 هـ ولكنه استقال في نفس السنة ، واستمر في مدارسه
.
وهكذا استمرت رعاية الحكومة لمدارس القرعاوي ، التي شملت منطقة كبيرة من البلاد ، حيث أمر الملك سعود - رحمه الله- بأن يكون لها ميزانية مستقلة عام 1374هـ ، وأن يسند إشرافها إلى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - لكنه اعتذر بمشاغله الكثيرة ، فقال الملك سعود رحمه الله ، عند زيارته لأبها في مجلس عام : مدارس القرعاوي أنا المشرف عليها . . كما ذكر الشيخ أحمد جردي في مخطوطته ، وقد اتخذ القرعاوي لها مقرا في مكة ، لتكون الإدارة قريبة من وزارة المالية والجهات
(الجزء رقم : 42، الصفحة رقم: 319)
الحكومية ذات العلاقة ، حيث كلفت وزارة المالية ممثلا ماليا ينظم صرفها على الطلاب والمدرسين والموظفين
.
وفي عام 1371هـ أمر ولي العهد- رحمه الله - بصرف تكاليف بناء المدرسة والجامع القديم بسامطة ، على مالية جازان
.
كما كانت وزارة المعارف بتوجيه أول وزير لها عام 1373 هـ سمو الأمير فهد - آنذاك - تولي مدارس القرعاوي عناية خاصة بالاهتمام والمتابعة وتحديد المستوى .
وقد بلغت ميزانية المدارس التي أمرت بها الحكومة لمدارس القرعاوي ذلك الوقت خمسة ملايين من الريالات
.
نظراً لأن أعمال الشيخ القرعاوي توسعت ، وجهوده تواصلت في منطقة كبيرة وواسعة من بلادنا الغالية ، كما امتد أثرها في اليمن حيث أسس طلابه اليمنيون مدارس في قراهم بجهودهم الذاتية كما عمل شيخهم .
حصيلة الجهد :
ويمكن إجمال المدارس التي فتحها الشيخ القرعاوي في أنحاء المملكة وفقاً للإحصائيات الواردة في الكتابات عن حياة الشيخ القرعاوي وأعماله في المنطقة . . كما يلي :
1 - يقول الشيخ موسى السهلي في كتابه عن القرعاوي ، ودعوته في
(الجزء رقم : 42، الصفحة رقم: 320)
جنوب المملكة : وقد بلغ عدد المدارس حسب علمي- في أوج توسع العمل فيها ، وحسبما ذكره سماحة شيخنا: ألف وثلاثمائة وعشر مدارس
.
2 - أما الشيخ علي بن قاسم الفيفي في كتابه: السمط الحاوي لأسلوب القرعاوي ، في نشر التعليم في جنوب المملكة ، فقد أورد رأيين:
الأول: نسبه إلى الشيخ أحمد بن يحيى النجمي : بأن المدارس بلغت في عام 1376هـ مائتان وألف مدرسة " 1200 " بها نحو مائة ألف طالب ، وكان يكافئ الطالب المبتدئ بريالين وخاتم القرآن بعشرة أريل شهريا .
الثاني : نسبه إلى الشيخ إبراهيم بن عبد الله زكري ، وهو من معاوني الشيخ المقربين إليه ، حيث أخبره أنه بلغ عدد المدارس في أوج ازدهارها في عام 75 / 1376هـ ثمانمائة وألفي مدرسة(2800) ولكنه انخفض العدد بعد ذلك .
ثم أردف قائلاً: وفي رسالة بعث بها إليّ الشيخ بتاريخ 16 / 7 / 1375هـ ذكر فيها أنه رتب في أبها والقنفذه والطائف وتوابعها تسعمائة مدرسة
.
3 - والشيخ عمر أحمد جردي يرى أن المدارس في عام 1376هـ ، وهو أول عام فتحت فيه المدارس في نجران بأمر من الملك سعود ، قد بلغت ألفين ومائتي مدرسة ، فيها خمسون ألف طالب ، وفيها خمسة عشر ألف طالبة . بثلاثة آلاف مدرس ومدرسة
.
4 - وفي موطن آخر ينقل عن الشيخ القرعاوي بأن اللجنة التي جاءت عام
(الجزء رقم : 42، الصفحة رقم: 321)
1376 هـ لتفقد المدارس ، لم يقف أعضاؤها في تجوالهم ، إلا على ألف وخمسمائة مدرسة ، وبقي منها سبعمائة وخمسون مدرسة لم يتجولوا عليها ولم يشاهدوها ، حيث سافروا من سامطة يوم 17 / 8 / 1376هـ
، والمدارس التي لم يتجولوا فيها ، أوضح تفاصيلها الشيخ القرعاوي . وفي إيراد ذلك بيان عن المناطق التي شملها نشاط الشيخ القرعاوي في تعليمه ودعوته- رحمه الله - وهي :
1 - جازان 220 مدرسة غالبها في الجبال .
2 - منطقة عسير وتهامة 200 مدرسة .
3 - منطقة القنفذه 140 مدرسة .
4 - منطقة تهامة غامد وزهران 95 مدرسة .
5 - منطقة الليث 50 مدرسة .
6 - مدينة جدة 30 مدرسة غالبها ليليات .
7 - مكة المكرمة 10 مدارس .
8 - جهة القصيم عنيزة وبريدة 25 مدرسة غالبها نسائية .
9 - المجموع 770 مدرسة .
10 - ومجموع التلاميذ للأولاد والبنات 75000 طالب وطالبة؛ منهم عشرة آلاف تلميذ وتلميذة بالمدارس العلمية
.
5 - أما في اليمن فإن تلاميذه حرصوا على نشر العلم في بلادهم ، وكان أولها في عام 1373 هـ عشرين مدرسة بمدينة حرض وما حولها ، وبلغت في
(الجزء رقم : 42، الصفحة رقم: 322)
أنحاء اليمن عام 1375 هـ 86 ستا وثمانين مدرسة ، منها خمس مدارس للبنات
.
ومن هذا العرض الموجز ، ندرك أن الشيخ عبد الله القرعاوي يعتبر رائد التعليم والدعوة في جازان وما حولها في مناطق الجنوب ، ويعترف كثير من طلبة العلم هناك بفضله وأعماله ، وإيقاظه للمنطقة ، وانتشال أهلها من براثن الجهل ، ومهاوي البدع والمنكرات .
كما يعتبر رحمه الله ، رائداً في تعليم المرأة هناك ، ورائداً في توفير المكتبات ، والترغيب في المطالعة والتأليف ، ورائداً في توفير السكن الداخلي للطلاب الغرباء ، ليدخر جهدهم للعلم ، حيث أخذ الفكرة من مدارس الهند التي تعلم فيها ، أو زارها كالمدرسة الرحمانية بدلهي .
وهو نموذج للتواضع ، فريد في البذل والحرص والمتابعة ، مع الحلم ، حيث احتذى بعض طلابِه منهجَهُ ، وهان عليهم السفر لأي مكان في سبيل العلم: أخذاً وعطاء ، وتحملاً من أجله .
كما يعتبر أستاذ جيل ، وداعية مجددا بالرفق واللين والحكمة والصبر ، وهذه سمات العلماء وأخلاقهم ، في حبهم للخير والمساعدة ، وفي حرصهم على الدعوة إلى الله سبحانه ، واهتمامهم بتعليم الناس أمور دينهم .
وفاته :
أمضى الشيخ القرعاوي واحداً وثلاثين عاماً في منطقة الجنوب ، كلها حركة دائبة: في التعليم والدعوة . ترك خلالها آثاراً جليلة ، حيث أيقظ الله به خلقاً كثيرا من نومة الجهل ، وغمامة الأهواء ، فالمنطقة كانت تغط في
(الجزء رقم : 42، الصفحة رقم: 323)
سبات عميق ، وتتخبط في ظلمات داكنة من الشرك والبدع ، وبعض أبنائها إن لم يكن جلهم يتعلقون بأصحاب القبور والسحرة ، وما يتبع هذا من المعاصي والآثام .
وقد عانى الشيخ في هذا السبيل ما الله به عليم ، فصبر وصابر ، وهذب نفوس وطباع من حوله ، من طلاب وجلساء ، حتى برزت الثمار ، وظهرت النتائج في الغرس: طلاباً نجباء ، ومدرسين وقضاة ، ودعاة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، وغير هذا من ثمار يانعة يلمس أثرها في ذلك اليوم وحتى الآن .
وفي اليوم السابع والعشرين من شهر صفر عام 1389 هـ مرض الشيخ القرعاوي وهو في منطقة جازان الموافق ليوم الخميس ، وقد نقل على أثره للرياض ، وأدخل المستشفى المركزي بالشميسي ، فعلم به العلماء وطلاب العلم بالرياض ، وبعض المسئولين ، وجاءوا لزيارته والدعاء له بالشفاء .
وقد وافاه الأجل المحتوم في يوم الثلاثاء الثامن من شهر جمادى الأولى عام 1389 هـ عن عمر يناهز الرابعة والسبعين عاماً ، وقد صلي عليه في مغرب ذلك اليوم بالجامع الكبير بالرياض ، ودفن بمقبرة العود ، وقد رثاه بعض تلاميذه بقصائد وكلمات
.
وفي مرض موته أوصى بثلث تركته في وجوه الخير والبر ، وقد أشاد به وبأسلوبه في الدعوة إلى الله الأستاذ: محمد بن أحمد العقيلي في كتابه المخلاف السليماني
.
ويرى الشيخ محمد القاضي أنه في عام 1386 هـ فقد الشيخ القرعاوي
(الجزء رقم : 42، الصفحة رقم: 324)
بصره ، وضعفت قواه ، وأرهقته الشيخوخة فطلب الإحالة على التقاعد المعاشي ، وعاد إلى الرياض عام 1387 هـ ومعه عائلته وجعل يرتاد عنيزة ، والحجاز للحج والعمرة ، وقبل وفاته وصل إلى عنيزة وعزم على أن يفلح ملكهم الواقع بالجنوب بالبصر الفيضية ، وكلم أناساً للاستدانة إلى أجل لفراغ يده . . مما يدل على نزاهته ، وثنى عزمه حمد الصالحي . . فرجع إلى الرياض ، وألم به مرض كان يعتاده ، وأقعده على الفراش ، فدخل المستشفى المركزي بالشميسي وتوفي في 2 من شهر جمادى الأولى عام 1389 هـ ودفن بالرياض قبل وفاة الشيخ محمد بن إبراهيم بحوالي خمسة أشهر . وقد صلي عليه بالجامع الكبير
.
ولم نقف لدى من كتب عنه أن له كتباً ولا رسائل أو كراريس . . ولعله انشغل عن ذلك بالتعليم ونشره ، وبمتابعة الدعوة وتغيير المنكرات في تلك المناطق الشاسعة .