أَبِي شَكِيبْ مُحَمَّدْ تَقِيْ الدِّينْ الْهِلاَلِي
ـ رحمه الله تعالى ـ
قل للمنصفين تصبروا **على رحيل العالم(١)الرباني
إمام عُدِمَ له بِمِصرنا نظير ** عرف بتقواه للرب الرحمان
ثناء الأئمة الأعلام عليه **عبد العزيز بن باز(٢)والألباني
حتى صار كالنجم الساطع **يحذر من ضلالات التيجاني
سل هدية(٣) له غـالية ** تدلك على صده للطغيان
من كل صاحب تصوف**داع للبدعة والإشراك بالرحمان
صدوق جاب أقطارالدنيا(٤) ** لينهل العلم ويدعو للمنان
أديـب فد وشاعر نحرير ** بليغ قل فصيح اللسان
سل مكناس والدار البيضاء **ومدنا شتى عن فضل إنسان
جدد الدين وساهم بالإصلاح**وأحيى النفوس بالأثروالقرآن
مآثره عسيرة الحصروالعد**أن خطها في مختلف الأزمان
قل للمنصفين تصبروا على *** فراق متبصر فقيه رباني
فحل جهبذ صادع بالحـق**آمر بالمعروف ناه عن النكران
وقول الطاعن في هذا ** العالم زبد صـاحبه جاني
لو يعلم وزره الثقيل ** لكف عن قول الزور باللسان
هذه آثار السلف الخيار **تحذر من الطعن(٥)في الحسان
وخصوا أعراض أهل الذكر ** الداعين للسنة والفرقان
قل جرحكم باطل مردود ** عرفه كل ذي لب نبهان
أن لم تفسروا زعمكـم ** بالحجـة والدليل والبرهان
ومن يتخذ الهوى لـه ** مطية تؤول عقباه للخسران
ثم الصلاة وأزكى التسليم ** على نبينا محمد سيد الثقلان
: ونظمها أخوكم
أبو شعبة محمد القادري المغربي
في ١٤ رمضـان ١٤٣٢
من هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام .
(١) ـ هو العلامة المحدث واللغوي الشهير والأديب البارع والشاعر الفحل والرحالة المغربي الرائدالشيخ السلفي الدكتور / محمد التقي المعروف بـ محمد تقي الدين ؛ كنيته أبوشكيب حيث سمى أول ولد له باسم صديقه شكيب أرسلان '' صاحب كتاب لماذا تقدم الغرب وتأخر المسلمون '' ويصل نسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وقد أقر لك ـ السلطان الحسن الأول لما قدم سجلماسة ، ولد سنة ١٣١١ هـ وتوفي سنة ١٤٠٧ هـ ـ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ـ
انظر/ ترجمة دار الكتاب والسنة له في مقدمة كثير من مؤلفاته .
(٢) ـ انظر ثناء الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ عليه في قدمة كتابه سبيل الرشاد في هدي خيرالعباد وأما الإمام بن بازـرحمه الله ـ قال عنه:(( شيخنا في العقيدة )) ..
(٣) ـ هدية :عنيت كتابه النفيس الموسوم بالهدية الهادية في هداية الطائفة التيجانية ؛ وقد انتقد فيه الشيخ ـرحمه الله ـ معتقدهم بشدة وحكى فيه أهم ما حدث له أيام أن كان معهم وتوبته من تلك الطريقة الصوفية .وعزى الرد إلى كتبهم المعتمدة في مذهبهم (( الرماح )) و (( جواهر المعاني )) ...
(٤) ـ حيث كان ـ رحمه الله ـ رحالة جاب كثيرا من أقطار الدنيا منها رحلته للجزائر ومصر والهند والحجاز وإسبانيا وألمانيا ... كل ذلك في سبيل طـلب العلم والدعوة إلى الله ـ عـز وجل ـ .
(٥) ـ إشارة إلى الأثر الذي ورد فيه التحذير من الوقوع في أعراض العلماء (( لحوم العلماء مسمومة من شمها مرض ومن أكلهـا مات )) اهـ .