موت الفجأة رحمة للمؤمن وغضب على الكافر
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:
"موت الفجأة تخفيف على المؤمن، وأسَفٌ على الكافر".
رواه عبدالرزاق في المصنف والطبراني وأبو نعيم في الحلية وغيرهم وسند أبي نعيم صحيح.
ومعنى "أسف" أي: غضب.
وجاء في هذا المعنى حديث عن عبيد بن خالد السلمى رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: « موت الفجأة أخذة أسَف». رواه الإمام أحمد وأبو داود والبيهقي وسنده صحيح، ولكن اختلف في رفعة ووقفه.
وأثر ابن مسعود رضي الله عنه موقوف له حكم الرفع.
قال النووي في خلاصة الأحكام (2/ 904) : "وَمَعْنَاهُ أَنه رَاحَة للمتأهب، وَأَخْذَة أَسف فِي حق غَيره مِمَّن يحْتَاج إِلَى تَوْبَة، وَوَصِيَّة، وَنَحْوهمَا".
ولم يثبت وصف موت الفجأة بميتة الحمار، ووردت روايات عديدة أن كثرة موت الفجأة من أشراط الساعة، وحسنه الشيخ الألباني في الصحيحة(5/370) من حديث أنس مع شاهد من مرسل الشعبي، وذكر موت الفجأة من أشراط الساعة مما تداوله المتروكون وبعض الضعفاء، وتحسين مرسل الشعبي بشاهده من حديث أنس رضي الله عنه فيه نظر، لأن مدار حديث أنس الذي ذكره الشيخ من رواية الشعبي عن أنس، وقد اضطرب فيه شريك، فمرة رواه عن أنس، ومرة رواه مرسلاً، وقد رجح الدارقطني أنه مرسل، فلم يبق إلا المرسل، وروايات المتروكين فلا يتقوى.
فنسأل الله حسن الختام
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
14/ 1/ 1439 هـ