منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات الرد على الكلام المنسوب للشيخ لزهر حول فضيلة الشيخ طلعت زهران، وحول كتابات العتيبي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #9  
قديم 11-05-2012, 08:09 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إيناس الأخيار بما ورد عن العلاّمة ربيع من قصص وأخبار
-الحلقة الأولى-


مقدّمة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطاهرين وصحابته الميامين
ثم أمّا بعد :
(فإن أولى ما عني به الطالب، ورغب فيه الراغب، وصرف إليه العاقل همه، وأكد فيه عزمه، بعد الوقوف على معاني السنن والكتاب، مطالعه فنون الآداب، وما اشتملت عليه وجوه الصواب، من أنواع الحكم التي تحيي النفس والقلب، وتشحذ الذهن واللب، وتبعث على المكارم، وتنهى عن الدنايا والمحارم، ولا شيء أنظم لشمل ذلك كله، وأجمع لفنونه، وأهدى إلى عيونه، وأعقل لشارده، وأثقف لنادره؛ من تقييد الأمثال السائرة، والأبيات النادرة، والفصول الشريفة، والأخبار الظريفة، من حكم الحكماء، وكلام البلغاء العقلاء: من أئمة السلف، وصالحي الخلف، الذين امتثلوا في أفعالهم وأقوالهم، آداب التنزيل، ومعاني سنن الرسول، ونوادر العرب وأمثالها، وأجوبتها ومقاطعها، ومباديها وفصولها، وما حووه من حكم العجم، وسائر الأمم، ففي تقييد أخبارهم، وحفظ مذاهبهم، ما يبعث على امتثال طرقهم واحتذائها، واتباع آثارهم واقتفائها.) ([1])
لا سيما في وقت ضرب فيه الكذب أبشع أمثلته، وعقد الباطل أخبث ألويته، فكم اشتاق الألبّاء لسماع خبر موثوق، والأخذ عن لسان صدوق
ولكنّ الله رحيم بعباده حيث أبقى للصدق أهلا به عرفوا، وأركانا بوسامه شرّفوا، فعين الحرمان أن تهمل أخبارهم، وضرب من ضروب الخذلان أن تطوى نقولاتهم
ومنهم بكل تأكيد:
ربيع أنكر حسنه الجاحدون، وركيزة استسهلها المتساهلون، صاحب الخلق المهيب، والطبع الحبيب، الإمام المحدّث، القامع لكلّ مبتدع محدث.
هو العلاّمة الشيخ ربيع بن هادي المدخليّ –حفظه الله-
فضربا على رأس التنكر، رأيت فسخ عقد (الكسل) والتشمير عن ساعد النصرة، بجمع شتات الأخبار والقصص التي أوردها ورواها الشيخ ربيع –حفظه الله-

منهج البحث:
1- أنقل كل ما وقفت عليه من أخبار و قصص رواها الشيخ-بنفسه- ولم استرط في ذلك أن تكون القصة ذات أهميّة كبيرة
2- عمدتي في هذا البحث كتب الشيخ و مسموعاته وكذلك ما رواه عنه أهل السنة من قصص سمعوها منه مباشرة
3- أعلق أحيانا عقب إيراد القصّة وهذا لأهميّة رأيتها في ذاك المقام، أو لتنبيه لزم بيانه
تنبيه: أرجو من كل فاضل سمع شيئا من شيخنا، أو وقف على قصة أوردها الشيخ، أن يقوم بإرسالها على الخاصّ في المنتدىن حتى تخرج الحلقات المتبقيّة على أجمل صورة .

رؤية الشيخ -حفظه الله– للشياطين

قال -حفظه الله-:
ورأيت وأنا راكب السيارة بين العشاءين؛ يعني شخصا جالساً عريانا وركبتاه تتجاوزان رأسه، ورأسه كبير جداً ليس فيه أيّ شعرة وليس محلوقا ,شكله غريب وبين يديه ولدين لهما رأسان عظيمان لا شعر فيهما وهما نحيفان وساقاهما صغيران جدا وشكلهما غريب جدا, فرأيناه أنا وواحد معي, هو عرف أنهم شياطين وأنا كذلك فلما تجاوزناهم سرنا قلت ما هذا ؟ قال : شياطين, قلت : وهو كذلك .
فكثير من الناس قد يرى الشياطين وفي الغالب لا تظهر الشياطين. ([2])

قصّة الفرس العجيب

قال -حفظه الله-:
وأنا -والله- رأيته بنفسي ؛رأيت شياطين ,رأيت فرساً لا نظير له في حياتي كلها, رأيت هذا أنا وأخي بالليل- كنا مسافرين- ,رأينا هذا الفرس الغريب العجيب في مكان ليس فيه مرعى وليس فيه أحد من الناس, فأنا فهمت أنه شيطان وأخي أيضا فهم أنّه شيطان وما يريد أن يخوفني وما أريد أن أخوفه فلما ابتعدنا عنه, ما أدري سألني أو سألته, هل عرفت هذا الفرس؟ أظنّه هو قال : هذا غول, يعني شيطان. ([3])
تعليق: فائدة في قول الشيخ –حفظه الله -: (فأنا فهمت أنه شيطان وأخي أيضا فهم أنّه شيطان وما يريد أن يخوفني وما أريد أن أخوفه)
فلا ينبغي أن يرتبك من وقع له مثل هذا الموقف، فيذهب ليبثّ الرعب في قلوب من يكون معه، بل عليه أن يصبر وأن يحسن التصرف، ولقد سمعنا بأشياء وقعت لضعاف النفوس كادت تخطف أنفاسهم في مثل هذه المواطن

قصّة حول كتابة (الله - محمد) تظهر غيرة الشيخ على التوحيد

قال -حفظه الله- وهو يتحدّث عن ظاهرة كتابة (الله - محمد) على جدران المساجد:
فرأيت هذه الظاهرة وكنت أحاربها, وإذا رأيتها في أي مسجد أنصح إمام المسجد ،رأيت هذه المكيدة في مسجد القبلتين -مسجد العمودي-,كلّمت الإمام, ما فعل شيئا! كلمت العمودي صاحب المسجد فبادر -جزاه الله خيراً- ومحا هذه الأشياء.
وفي المسجد الذي بجواري في المدينة كتبوا "الله ,محمد" فنصحت الإمام قال: سوف نغيرها, فماطل كثيراً ولم يغيرها! وكان هناك شاب جيّد قال:
أنا أكفيك إيّاها ثم ذهب ومسحها, وانتهت والحمد لله. ([4])

قصّة ثانية في نفس المسألة

قال -حفظه الله-:
في يوم من الأيام وأنا قادم من (بطحان) وداخل إلى المدينة فإذا أمامي سيارة (ونيت) فيها بالخط الأحمر "يا الله ,يا محمد" فحركت سيارتي وراء هذه السيارة فأسرع سائقها, فهم أنني لاحظته, أسرع فأسرعت وراءه وتبعته حتى وصلنا (قربان) أوقف السيارة ونزل وقال: هل أمسحها؟ وأنا لم أكلمه بعد! لأنّه أحسّ بذلك, قلت: نعم امسحها, فهذا يؤكد أنه غزو؛ غزو هؤلاء القبوريين الخرافيين في بلاد التوحيد!!.) ([5])

خطر الدخول و التفرغ للرقية

قال -حفظه الله-:
أول راقي في المدينة، كان زميلنا، وكان سلفيًّا جيدًا جدًّا، وكان يدرِّس في المسجد النبوي، واللهِ أثَّر في كثير من الشباب الصوفية في المدينة، أثر أكثر مِن غيره، ثم جاءه الشيطان! والله استشارني قبل أن يدخل -لأنه صديقي وزميلي- استشارني وقال: يا شيخ ربيع! أنا علَّمت فلانًا الرقية، والآن يرقي ويأخذ فلوساً قد يأخذ على الرقية أربعة عشر ألفاً!!
قلت له: أنصحك أن لا تدخل في هذا الباب قال: والله أخاف على الناس مِن المشعوذين والسحرة، قلت: والله ما أنت مسؤول، وقلت له: أنت لا تقدر على السحرة والمشعوذين؟ فقال: نعم، فقلت له: افعل كما فعل الدعاة إلى الله عز وجل؛ الشيخ عبد الله القرعاوي جاء عندنا في المنطقة وكثير من الناس مرضى على الفرش لا يقومون، من أيّ شيء؟ من الجن، مِن الزار، مِن كذا، ويخرجون ويحصلون الجن في الليل في الأشجار، في الطرق، وكذا. وتتسلط عليهم الشياطين -جهال ما عندهم توحيد-، فجاء ونشر التوحيد، لا رقية ولا شيء. كل هذه الأشياء انتهت، كلها انتهت لما انتشر التوحيد والعلم
ولما ينتشر التوحيد والعلم تذهب هذه الأشياء وتزول، ولما يطبق الجهل يكثر السحرة والكهنة والشياطين وإلخ. وفيه تعاون بين السحرة والكهنة والشياطين
فنصحته بأن يفعل كما فعل المصلحون من الدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك والخرافات فتذهب عنهم الشياطين فلا يحتاجون إلى الرقاة من الشياطين من السحرة وغيرهم ،فأبى ودخل في الرقية! ثم بعد ذلك؛ الناس نافسوه : واحد في الرياض، وواحد في تبوك، وواحد في جدة. فكتب في الصحيفة : إن الشيطان لا يدخل في الإنسان!! وهو لما كان يرقي يضرب الإنسان ضربًا مبرحًا (!) ,يقول له : اخرج -يا عدو الله- اخرج ! يعني يعترف بأن الشيطان يدخل في الإنسان!! ثم لما كثر المنافسون له؛ قال : الشيطان لا يدخل في الإنسان !! ألاعيب وحيل. ) ([6])
تعليق: إنّ من أعظم ما يكيده الشيطان للرجل المؤمن هو تزيينه لهذا العمل ومن أعظم التزيين ما ذكره الرجل للشيخ –حفظه الله– وهذا في قوله: (قال: والله أخاف على الناس مِن المشعوذين والسحرة)
فانظر أخي إلى مآل الرجل وقارن بأوّل كلامه و حسن قصده في بدايته !
يقول الحسن بن صالح –رحمه الله-: (إن الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابا من الخير، يريد بها بابا من الشر) ([7])

مع الشيخ ابن باز -رحمه الله- وقضية جماعة التبليغ

قال -حفظه الله-:
وأنا مرة قلت للشيخ ابن باز -رحمه الله- كانت تصدر منه بعض الكلمات -يعني- تشبه تزكية لجماعة التبليغ وإن كان إلى جانبها شيء من لفتات الأذكياء إلى ما عندهم من ضلال مبين, فيستغل هؤلاء الكلمات التي فيها شيء من الثناء عليهم ويخفون ما فيها من طعن خفي في عقيدتهم ومنهجهم، فيُبْرِزُون الثناء ويخفون الجرح
جلست معه جلسة قلت: "يا شيخنا ,أنت الآن عند الشباب بمنـزلة أحمد بن حنبل وابن تيمية رحم الله الجميع, لك منـزلة عند الناس -يعني- إذا قلت كلمة تلقفوها على أنها حق، والآن أنت تصدر منك كلمات يعتبرها الناس تزكية لجماعة التبليغ وإن كنت تتحفظ -يعني- خلال كلامك, لكن هم عندهم دهاء وعندهم مكر يستغلون التزكية والثناء وينكرون ما تشير إليه وتُلَمِّح إليه من جهل وضلال"
ودار الكلام بيني وبينه إلى أن قلت له: "ياشيخ, قال: نعم، قلت: هل جاءك أحد من أهل الحديث من الهند وباكستان أو من أنصار السنة في مصر والسودان -ذاك الوقت أنصار السنة في مصر والسودان على غاية الثبات على المنهج السلفي, ثم هبت عاصفة الفتن والسياسة..., فدبت في صفوفهم وأوقعت فيهم الكثير من الخلخلة- قلت: "هل جاءك أحد من أهل الحديث من الهند وباكستان أو من أنصار السنة في مصر والسودان يطلب منك تزكية على أنهم على حق وعلى سنة ؟" قال : "لا" قلت له: "لماذا ؟" قال: "لماذا أنت ؟" قلت: "لأن هؤلاء تشهد لهم أعمالهم وتزكيهم بأنهم على الحق, وأما جماعة التبليغ وأمثالهم فإن أعمالهم لا تزكيهم بل تدينهم بأنهم على ضلال وبدع"
فضحك الشيخ -رحمه الله-([8])

من مساوئ التخبّط في مسألة العذر بالجهل

قال -حفظه الله-:
هذه المسألة؛ مسألة العذر بالجهل أو عدم العذر يركض من ورائها أناس أهل فتنة! ويريدون تفريق السلفيين وضرب بعضهم ببعض!
وأنا كنت في المدينة اتصل بي رياض السعيد وهو معروف وموجود في الرياض الآن قال لي: إن هنا في الطائف خمسين شاباً كلهم يكفرون الألباني!! لماذا ؟ لأنه لا يكفِّر القبوريين ويعذرهم بالجهل!! ([9])

الموقف الأخويّ بين العلماء في مسألة العذر بالجهل

قال -حفظه الله-:
كنت أعرف شيخاً فاضلاً لا يعذر بالجهل, ونحن ندرس في سامطة، وزارنا هذا الشيخ ويحمل هذه الفكرة! لكنه ما كان يثير الفتن ولا يناقش ولا يجادل ولا يضلل من يعذر بالجهل, وعشنا نحن وإياه أصدقاء قرابة أربعين سنة! وقد مات من عهد قريب -رحمه الله-.
وجلست مرة في أحد المجالس وواحد يقرر عدم العذر بالجهل! فذكرت له هذه الأدلة وذكرت له: أن علماء في نجد يعرف بعضهم بعضاً, بعضهم يعذر بالجهل وبعضهم لا يعذر، وهم متآخون ليس هناك خلافات ولا خصومات ولا إشاعات ولا, ولا ...، فسكت ولم يجادل؛ لأنه لا يريد الفتن. ([10])

اذهب إلى الجزائر فأنت أشد من هؤلاء الثوار !!
ضرر الخلط في قضية العذر بالجهل


قال -حفظه الله-:
وأنا رأيت شاباً تأثر بهذا المنهج! وكان يحمل كتاباً فيه أقوال منتقاة في عدم العذر بالجهل ويتنقل ما بين الرياض والطائف ومكة والمدينة وإلى آخره! كان عندنا ويدرس عندنا، ثم ما شعرنا إلا وهو يحمل هذا الفكر بهذه الطريقة! فناقشته مراراً وبينت له منهج شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهج السلف والأدلة، وهو يجادل!
قلت له: من إمامك؟ قال: فلان وفلان, بحثت، فوجدت-والله- عندهم أقوال متضاربة، مرة يعذر بالجهل ومرة لا يعذر بالجهل! قال لي: معي فلان, قلت له: فلان هذا كلامه -قد أعددته له - هذا فلان هنا يعذر بالجهل ويشترط إقامة الحجة! قال : لا, أنا مع ابن القيم! قلت له: ابن القيم من زمان رفضته أنت! ابن القيم يشترط إقامة الحجة فبُهت، لكنه مصر على ضلاله! فعاند وطرد من هذه البلاد ثم رجع!
وفي مناقشاتي له قلت له: قوم كفار في جزيرة من الجزر؛ في إحدى جزر بريطانيا، أو جزر المحيط الهادي أو غيرها، ما أتاهم أحد من السلفيين، وجاءهم جماعة التبليغ وعلموهم وقالوا: هذا الإسلام؛ فيه خرافات, فيه بدع, فيه شركيات فيه ضلالات وفيه وفيه ...، قالوا لهم: هذا الإسلام, فقبلوه، وتقرّبوا إلى الله، ويعبدون الله على هذا الدين الذي يسمى الإسلام, تكفرهم أنت، أو تبين لهم وتقيم عليهم الحجة؟ قال: هم كفار ولا يشترط إقامة الحجة! قلت له : اذهب إلى الجزائر فأنت أشد من هؤلاء الثوار الآن! أنت أشد تكفيراً منهم! اذهب عندهم ليس لك مجال في هذه البلاد. ([11])

جهود الإخوان الدعوية في أفغانستان !!

قال - حفظه الله-:
والإخوان المسلمون: سياف وحكمتيار والبرهاني ويونس خالص وإلى آخره، من عام 1402 أو 1403 زرنا بشاور واجتمعوا عندنا وقالوا: الآن بأيدينا من أفغانستان ثمانين بالمئة، ماذا فعلوا بها؟ يزرعون فيها الحشيش والأفيون، ولا يقيمون فيها الحدود ولا يقيمون شرع الله، وأموال المسلمين تأتيهم، كل يوم توجد زيادة في بناء القبور، لما تخرج من بشاور قليلاً ترى سلسلة طويلة من القبور بُنيت بأموال المسلمين، كلما مات واحد خرافي قبوري منهم بنوا عليه قبراً([12])

ثم انفجروا بالأغاني والأناشيد

قال -حفظه الله-:
أنا رافقتهم في رحلة، خرجنا من المدينة في رحلة معهم في الجامعة الإسلامية، فقلت لهم وبينت لهم: إن هذه العمرة ينبغي للمسلم أن يكثر من ذكر الله فيها ويكثر من التلبية، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان ما صعد شرفاً إلا كبر ولا هبط وادياً إلا سبح، فعلينا أن نشتغل بالتلبية، وإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبوا في حجة الوداع حتى بحت حناجرهم من رفع الصوت بالتلبية، وبينت لهم، وبينت لهم...
وبعدها مشوا لبوا، لبوا، ثم غلب عليهم طبعهم صبروا إلى بدر، ثم انفجروا بالأغاني والأناشيد، وهم محرمون بالعمرة، فهذا شيء لا يتركونه، ونحن راجعون فإذا بشخص راكب معي في السيارة ويشغل المسجل، فقلت له: ما هذا السعار وما هذا الجنون، هذا أخذتموه من الروافض ومن الصوفية، نحن درسنا تاريخ السلف ما كان عندهم هذا، هذا لا نعرفه، بل نعرف عن أهل البدع أقل من هذا، أهل البدع ما ورّثوا هذه الأصناف وهذه الأشياء، ما رووا هذه الأشياء، ونقلنا لكم على كل حال كلام الشافعي وكلام أحمد وكلام ابن تيمية وكلام ابن القيم وغيرهم من العلماء، هذه وسيلة شيطانية يتذرعون بها لأخذ الشباب الذين هم على الفطرة وعلى السنة إلى صفوفهم وإلى بدعهم وإلى تحزبهم. ([13])

نعم إذا خرجت مع هؤلاء القوم فلا تعترض أبداً

قال -حفظه الله-:
الشيخ ضياء الرحمن مدرس عندنا في الجامعة الإسلامية من أصل هندي -وطبعا- تجنس ويدرس بالجامعة الإسلامية، زاروه في بيته وقالوا له تخرج معنا يا أخي، قال لهم: أنا طالب علم وما أستطيع أن أتحمل سماع الأخطاء، إذا رأيت أخطاء فأنبه وألاحظ، إذا سمعت حديثاً ضعيفاً أو خطأ في العقيدة أبيّن، قالوا: أهلا وسهلا ونحن والله نستفيد منك..وإلخ، خرج معهم، اتفقوا أن يخرج معهم أسبوعاً، فبدؤوا يتكلمون بأشياء فيها أخطاء فعلق عليهم، سكتوا على مضض، تكلموا المرة الثانية فعلق عليهم، قالوا : يا شيخ ألا تريد الرجوع؟ يعني بأسلوب لطيف لطيف، قال: أنا خرجت لمدة أسبوع كما اتفقنا، قالوا : والله الأحسن ترجع يا شيخ، ألا ترى أن الأفضل أن ترجع ؟ فأجبروه على الرجوع، رجع للمدينة فوجد زعيمهم سعيد أحمد، وجده في المسجد النبوي قال له: والله يا شيخ سعيد مجموعة من شبابكم مرّوا علي وقالوا تخرج معنا ولمدة أسبوع وخرجت معهم، اشترطت عليهم أني ألاحظ، إذا فيه أخطاء حديث ضعيف ونحوه، فتكلموا لاحظت فردوني، قال له : نعم إذا خرجت مع هؤلاء القوم فلا تعترض أبداً،في بلاد التوحيد يمنعون الاعتراض) ([14]

أبواب الرزق مفتوحة فاتق الله

قال –حفظه الله– :
(وأذكر أننا كنا في رحلة إلى بعض البلدان العربية -مع الأسف- ونزلنا في أحد الفنادق، ثم قلنا دلونا على مطعم فدلونا على أحسن مطعم في زعمهم، جلسنا وناولنا قائمة الطعام وإذا فيها الخمر ولحم الخنزير، فسألنا هذا الذي ناولنا قائمة الطعام: أنت مسلم؟ قال: نعم أنا مسلم، قلنا: كيف تقدم الخمر والخنزير للنزلاء؟ قال هذا رزقي ومن أين آكل؟!! فقلنا له: رزقك على الله سبحانه وتعالى وقد تكفل الله برزقك وأبواب الرزق مفتوحة فاتق الله، ونصحناه على كل حال.
الشاهد أن بعض المسلمين يعملون في بعض الفنادق التي فيها الخمور وقد يقدمون لحوم الخنازير، وهذا في بلد إسلامي يقدم فيه الخمر ولحم الخنزير، فكيف بالذين يذهبون إلى أوروبا؟ أعتقد أن كثيراً منهم يعملون في هذه الفنادق ويقدمون الخمور ولحوم الخنازير لمن يأكلها من فساق المسلمين ومجرميهم وللكفار، وهذا من أعظم الإثم ومن أكبر الكبائر وقد يكون سبباً لسوء خاتمته والعياذ بالله.) ([15])

عندما هزمت الصوفية

قال –حفظه الله-:
رُحت السودان، نزلت في بور سودان ،فاستقبلني شباب أنصار السنة ـ بارك الله فيكم ـ وقالوا ياشيخ: (نلفت نظرك إلى شيء، قلت تفضلوا) قالوا: (تكلم بما شئت، قل قال الله قال رسول الله ـ بارك الله فيك ـ واطعن فيما شئت من البدع والضلالات، من دعاء غير الله والذبح والنذر والإستغاثة وإلى آخره، لكن لا تقل الطائفة الفلانية ولا الشيخ الفلاني، لا تنص على التيجانية من الفرق، ولا الباطنية، ولا رؤوسهم، بس أنت اسرد العقائد وستجد نفسك)، قلت له: (طيب)
فسلكت هذا المسلك، فوجدت إقبالا من الناس، ما هو لابد تسب شيوخهم وتطعن فيهم، {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم} تسب الشيخ وإلا تقول ضال وإلا كذا وإلا الطريقة الفلانية، ينفرون منك، فتأثم ، تكون نفرت الناس، إذا انكم منفرين، والرسول لما أرسل معاذا وأبا موسى قال (يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا ) فهذه من الطرق التي فيها التيسيروفيها التبشير، وما فيها تنفير
ـ ووالله ـ ما دخلت مسجدا إلا وأرى التهلل في وجوههم ولا أستطيع الخروج من كثرة المقبلين علي يصافحوني ويدعونني
ثم رأت رؤوس الصوفية الشياطين، رأوا خطورة هذا السلوك وهذا المنهج في الدعوة، فاجتمعوا وتآمروا ـ بارك الله فيك ـ ونسقوا لأنفسهم كلاما يردون به علي، وأعلنوا لي عن محاضرة في ميدان كبير، فاجتمعنا في هذا الميدان وتكلمت فقام كبيرهم وعلق على كلامي، يجيز الإستغاثة ويجيز التوسل ويقول بتعطيل الصفات، ويقول ويقول .. ويؤيد كل الأباطيل بتأويلات فاسدة
لمَّا فرغ ـ ما عنده أدلة ـ جاب أحاديث ضعيفة موضوعة، جاء بأقوال الأسقراطيين ـ جاب كذاـ قلت: (والله يا جماعة سمعتم كلامي أنا أقول قال الله قال الرسول وقال علماء الأمة المعتبرين، وهذا الرجل جاء بأحاديث ما أسعفه القرآن بشيء، سمعتم قال الله كذا في جواز الإستغاثة بغير الله في إجازة التوسل، ما فيه شيء ـ نعم ـ هل سمعتم كلام الأئمة الكبار مثل [مالك] وأمثاله، ما سمعتم، سمعتم أحاديث موضوعة أحاديث ضعيفة، كلام لناس معروفين عندكم أنهم خرافيون !)
المهم قام يسب ويشتم، أنا ضحكت عليه، لا سبيته ولا شتمته، وافترقنا، والله الذي لا إله إلا هو أنهم أصبحوا في اليوم الثاني يتحدثون في المساجد والأسواق أن الصوفية هُزمت، هُزمت الصوفية، فتعلموا يا إخوان هذه الطرق، القصد هداية الناس، القصد إيصال الحق إلى قلوب الناس، استخدم كل ما تستطيع من وسيلة شرعية، المهم الغاية من الوسيلة ـ أن أهل البدع من الكذب واللف والدوران والمناورات هذه ليست عندنا، نحن أهل صدق وأهل حق ولكن نعرض في أي مدى الصور التي يقبل فيها الناس وتؤثر في نفوسهم ـ بارك الله فيكم ([16])
__________________
ذكر ابن عبد الهادي في ذيله على ذيل ابن رجب على طبقات الحنابلة في ص 52: قال أخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [ابن رجب] مسألة فأطنب فيها ، فعجبتُ من ذلك ، ومن إتقانه لها ، فوقعتْ بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب ، وغيرهم ؛ فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة ! فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمتَ فيها بذلك الكلام ؟! قال : إنما أتكلمُ بما أرجو ثوابه ، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس .
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:15 PM.


powered by vbulletin