بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
:من تكلم في الدين بلا علم كان كاذبًا وإن كان لا يتعمد الكذب، كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم، لما قالت له سبيعة الأسلمية، وقد توفى عنها زوجها سعد بن خولة في حجة الوداع، فكانت حاملًا فوضعت بعد موت زوجها بليال قلائل، فقال لها أبو السنابل بن بعكك: ما أنت بناكحة حتى يمضي عليك آخر الأجلين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كذب أبو السنابل، بل حللت فانكحى"، وكذلك لما قال سلمة بن الأكوع أنهم يقولون: إن عامرًا قتل نفسه وحبط عمله فقال: "كذب من قالها، إنه لجاهد مجاهد"، وكان قائل ذلك لم يتعمد الكذب، فإنه كان رجلًا صالحًا، وقد روى أنه كان أسيد بن الحضير، لكنه لما تكلم بلا علم كذبه النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد قال أبوبكر وابن مسعود وغيرهما من الصحابة فيما يفتون فيه باجتهادهم : إن يكن صوابًا فمن اللّه، وإن يكن خطأ فهو مني ومن الشيطان، واللّه ورسوله بريئان منه. فإذا كان خطأ المجتهد المغفور له هو من الشيطان، فكيف بمن تكلم بلا اجتهاد يبيح له الكلام في الدين؟ فهذا خطؤه أيضًا من الشيطان، مع أنه يعاقب عليه إذا لم يتب، والمجتهد خطؤه من الشيطان وهو مغفور له، كما أن الاحتلام والنسيان وغير ذلك من الشيطان وهو مغفور له بخلاف من تكلم بلا اجتهاد يبيح له ذلك، فهذا كاذب آثم في ذلك
المصدر مجمو فتاوى ابن تيمية رحمه الله اتباع الرسول بصريح المعقول الاسلام