منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-07-2016, 06:12 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,370
شكراً: 2
تم شكره 273 مرة في 213 مشاركة
افتراضي من صفات الله عز وجل "الغيظ"، وأنه يَغيظُ الكفار


من صفات الله عز وجل "الغيظ"، وأنه يَغيظُ الكفار



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فمن صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة : الغضب، وهو من صفات الله الفعلية المتعلقة بمشيئته، ويغضب ممن يخالف أوامره، ويرتكب نواهيه، فيغضب من ارتكاب الكفر والبدع والمعاصي، كما أنه عز وجل يرضى على من يطيع أوامره، ويجتنب نواهيه، فيرضى لعبادة الإيمان والسنة والطاعة.



قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } [النساء: 93].



وقال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} [الأعراف: 152].



وقال عز وجل: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى (81) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 81، 82].



والآيات في هذا كثيرة.



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه» يشير إلى رَباعيته «اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله في سبيل الله» . متفق عليه



عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إني أعوذ بك أن يُتّخذ قبري وثناً، فإن الله تبارك وتعالى اشتدّ غضبُه على قوم اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد". رواه البزار بسند صحيح.



وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يسأل الله غضب الله عليه ». رواه الإمام أحمد والبخاري في الأدب المفرد والترمذي وابن ماجه وغيرهم. وهو حديث حسن. [الصحيحة:2654].






قال العلامة ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين(1/ 267): "والقرآن مملوء بذكر سخطه وغضبه على أعدائه وذلك صفة قائمة به يترتب عليها العذاب واللعنة، لا أن السخط هو نفس العذاب واللعنة، بل هما أثر السخط والغضب وموجبهما ولهذا يفرق بينهما كما قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} ففرق بين عذابه وغضبه ولعنته، وجعل كل واحد غير الآخر، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، ,أعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك". فتأمل ذكر استعاذته صلى الله عليه وسلم بصفة "الرضا" من صفة "الغضب" وبفعل "المعافاة" من فعل "العقوبة" فالأول للصفة، والثاني لأثرها المترتب عليها، ثم ربط ذلك كله بذاته سبحانه، وأن ذلك كله راجع إليه وحده لا إلى غيره..".



-----------------------


ومن صفات الله عز وجل الغيظ وهو شدة الغضب



عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أغيظ رجل على الله يوم القيامة، وأخبثه وأغيظه عليه، رجل كان يسمى ملك الأملاك، لا ملك إلا الله».
رواه مسلم في صحيحه، والحديث في الصحيحين بلفظ مقارب.




قال الشيخ المجدد عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في فتح المجيد: " قوله: "أغيظ" من الغيظ وهو مثل الغضب والبغض، فيكون بغيضا إلى الله مغضوبا عليه. والله أعلم.
قوله: "وأخبثه" وهو يدل أيضا على أن هذا خبيث عند الله، فاجتمعت في حقه هذه الأمور لتعاظمه في نفسه وتعظيم الناس له بهذه الكلمة التي هي من أعظم التعظيم، فتعظمه في نفسه وتعظيم الناس له بما ليس له بأهل، وضعه عند الله يوم القيامة، فصار أخبت الخلق وأبغضهم إلى الله وأحقرهم؛ لأن الخبيث البغيض عند الله يكون يوم القيامة أحقر الخلق وأخبثهم، لتعاظمه في نفسه على خلق الله بنعم الله". انتهى.



وقال رحمه الله في قرة عيون الموحدين(ص: 214) : "قوله: "وفي رواية: أغيظ رجل على الله " أغيظ من الغيظ وهو مثل الغضب والبغض فيكون بغيضا إلى الله مغضوبا عليه، وهذا من الصفات التي تمر كما جاءت من غير تحريف ولا تأويل ولا تشبيه ولا تمثيل والله أعلم".



وقال شيخنا العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله في القول المفيد(2/ 254) : "وقوله: "أغيظ": فيه إثبات الغيظ لله عز وجل، فهي صفة تليق بالله عز وجل، كغيرها من الصفات، والظاهر أنها أشد من الغضب".



وأما قول قوام السُّنَّة الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة(2/490) : «قال علماؤنا: يوصف الله بالغضب، ولا يوصف بالغيظوقيل الغيظ بمنزلة الحسرة، وقيل: إنا نغتاظ من أفعالنا ولا نغضب منها"
فهذا في الآيات التي ورد فيها ذكر الغضب، فلا يفسر الغضب بالغيظ، وأما على نفي اتصاف الله بصفة الغيظ فهذا غلط لثبوت الصفة بالسنة.
لا سيما مع ذكره تفسير الغيظ بالحسرة فهذا غير صحيح شرعا ولغة، وكذلك نحن نغضب من أفعالنا المخالفة للشرع، ونغضب من تفويتنا للفرص في الخير، ولا يلزم من ذلك الغيظ، وقد يحصل الغيظ أيضاً. والله أعلم.



وكذلك قول النووي في شرحه على مسلم (14/ 121)-ومن تبعه من الشراح أو وافقه- : "قال الماوردي: أغيظ هنا مصروف عن ظاهره والله سبحانه وتعالى لايوصف بالغيظ فيتأول هنا الغيظ على الغضب وسبق شرح معنى الغضب والرحمة في حق الله سبحانه وتعالى" .



وقد أوَّل صفة الغضب فقال (17/ 68) : "قال العلماء غضب الله تعالى ورضاه يرجعان إلى معنى الإرادة فإرادته الإثابة للمطيع ومنفعة العبد تسمى رضا ورحمة وإرادته عقاب العاصي وخذلانه تسمى غضبا ...".



وهذا كلام الأشاعرة والماتريدية والكلابية، وهو كلام باطل مخالف لمنهج السلف، فصفة الغضب صفة تقوم بذات الرب عز وجل، وهي من أفعاله الاختيارية المتعلقة بمشيئته، وكذلك صفة الرحمة لله عز وجل، صفة تقوم بذاته عز وجل، يرحم بها من يشاء من خلقه، ومن آثار الرحمة الثواب، ومن آثار الغضب والسخط : العقاب، كما سبق نقله من كلام الإمام ابن القيم رحمه الله.



فالأشاعرة ونحوهم يخلطون بين صفة الله عز وجل، وبين أثر الصفة، بل يخلطون بين صفات الله عز وجل، ويردون بعضها إلى بعض على وفق ما في فهومهم وأذهانهم مما يظنونه خارجا عن التشبيه، وكل ذلك من أسباب مخالفتهم لمنهج السلف في التلقي وفي العمل.

والله الموفق


* وقد ذكر بعض أهل اللغة في الفرق بين الغضب والغيظ أن الغضب للقادر، والغيظ للعاجز، وهذا غلط ظاهر، لأن الغيظ والغضب يكونان مع القدرة ومع العجز في المخلوق، ولذلك جاء الشرع بترك الغضب في حظوظ النفس، وكذلك جاء فضل كظم الغيظ لا سيما للقادر على إنفاذه.

عن معاذ بن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء». رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم بسند حسن. [صحيح الترغيب والترهيب:2753].

والله عز وجل ذو القوة المتين، وهو القوي العزيز.

* وقال الجوهري في الصحاح(3/ 1176) : «الغيظ: غضبٌ كامنٌ للعاجز»
وهذا من عجائب الجوهري وهو أشعري المعتقد، فإنه استدل على ذلك ببيت فيه عكس ما ادعاه حيث قال: «قالت قُتَيْلَةُ بنت النَضْر بن الحارث وقتل النبي صلى الله عليه وسلم أباها صَبراً : ما كان ضَرَّكَ لو مَنَنْتَ وربما * مَنَّ الفتى وهو المَغيظُ المُحْنِقُ». فهنا ذكرت في البيت أن الفتى قد يمن على غريمه مع امتلائه بالغيظ والحنَق وهو الغضب، فكيف يكون عاجزاً مع مَنِّهِ على من عفى عنه؟! فالمِنَّة تكون مع القدرة كما قال تعالى: {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً} [محمد: 4].

وقصة تلك الأبيات غير صحيحة، وقد ذكر بعض أهل العلم أنها مصنوعة.

فتفسير الغيظ بأنه غضب كامن للعاجز كلام باطل مخالف للغة والشرع.



--------------------------



ومن صفات الله أنه يَغِيظُ الكافرين



قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } [الفتح: 29]



عن خيثمة قال: قرأ رجل على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه سورة الفتح فلما بلغ { كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ } قال: ليغيظ الله بالنبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه الكفار ثم قال: أنتم الزرع وقد دنا حصاده. رواه الحاكم والبيهقي بسند صحيح.



وقال قتادة والزهري: «ليغيظ الله بالنبي وأصحابه الكفار». رواه عبدالرزاق في تفسيره بسند صحيح.



فالله عز وجل يغيظ الكفارَ بالنبي صلى الله عليه وسلم، وباجتماع عدد الصحابة رضي الله عنهم حتى كثروا ونموا، وغلظ أمرهم كهذا الزرع الذي وصف جلّ ثناؤه صفته. انظر: تفسير الطبري[22/270].



فهذه الإغاظة للكفار من صفات الله الفعلية.

* وكذلك إغاظة أهل البدع والأهواء بنشر السنة ومحاربة البدعة من المقاصد الشرعية، وقد كان سلفنا الصالح يروون أحاديث الصفات يغيظون بها الجهمية.


* وفي الآية دليل على كفر من يغتاظ من النبي صلى الله عليه وسلم ومن يغتاظ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يغتاظ منهم أحد إلا لكونه كافراً زنديقاً ولو ادعى الإسلام.


ولهذا استدل الإمام مالك وغيره بهذه الآية على كفر الرافضة الذين يبغضون أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.



قال الإمام مالك رحمه الله: "من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية".



والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد


كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي
7/ صفر/ 1438 هـ

التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 11-07-2016 الساعة 06:34 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-08-2016, 10:13 AM
أحمد بن صالح الحوالي أحمد بن صالح الحوالي غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 983
شكراً: 6
تم شكره 42 مرة في 38 مشاركة
افتراضي

جعله الله في موازين حسنات
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:08 PM.


powered by vbulletin