منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > مـــعـــــهـــــــد الـــــبـــــيــــضــــاء الــــــــعـــــلمي > منبر الدروس المسجلة وتفريغاتها (خاص بالأخوات)

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-22-2012, 10:54 AM
سالكة سبيل السلف سالكة سبيل السلف غير متواجد حالياً
زائر
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,225
شكراً: 20
تم شكره 157 مرة في 107 مشاركة
Shr7 سلسلة دروس شرح كتاب الأدب من صحيح الإمام البخاري -رحمه الله- لشيخنا الفاضل اسامة بن عثمان بن عطايا العتيبي


سلسلة دروس شرح كتاب الأدب من صحيح الإمام البخاري -رحمه الله-




eeefff



إنَّ الحمْد لله نحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُه ونستغفِره، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفُسِنَا ومِنْ سيئاتِ أعمالِنَا٬ مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مضِلَّ له ومن يُضْلِل فلا هَادِيَ لهُ، وأَشْهَدُ أنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأَشْهَد أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون﴾ [آل عمران: 22].


﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1].


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 71،70] .


أما بعد٬


فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.


فألتقي معكم هذه الليلة التي أسأل الله عز وجل أن تكون مباركة٬ بمدارسة كتابٍ من أهم كتب الإسلام٬ وبابٍ من أهَمِّ الأبوابِ التي بيَّنها ربُّنا جَلَّ وَعَلا في كتابه ورَسُولِنَا الكريمِ صلى الله عليه وسلم في سُنَّتِهِ٬أَكُونُ مَعَكُمْ فِي التَّعْلِيقِ على "كِتَابِ الأَدَبِ" من صحيح البخاري-رحمه الله تعالى-.



وكتاب صحيح البخاري أول كتاب أُلِّفَ في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دُونَ خَلْطِه بالآثار بأسانيده والآراء الفقهية إلا يسيرا، وما ذكر من ذلك يكون معلقا غالبا، وهو أصَحُّ الكتب المصنَّفةِ التي صنَّفَهَا عُلماء المسْلمِين، وأَصَحُّ كتابٍ فِي الحديثِ.


ومؤلفه : الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، الذي أجمعت الأمّة على جلالتِهِ وإمامتِهِ، واتَّفَقَ العُلَمَاءُ عَلَى صِحَّةِ أحاديثِ كتابِهِ، وصحة أحاديث كتاب مسلمٍ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي صَحِيحِه، وتَلَقَّتِ الأُمَّةُ هذين الكتابين بالقبول، ولا شَكَّ أن البشَرَ لابُدَّ أن يكون في عَمَلِهم شيء من التَّقْصِير, فالكمالُ لكتاب الله عز وجل، ولكن بالجملة اتفقت الأمة على صِحَّةِ هذين الكِتَابَيْنِ وصِحَّةِ الأحَادِيثِ التي فِيهِمَا، وإنْ كان بعضُ العلماءُ قد يُخالف في بعضِ الأحاديثِ ولكنْ بالجملة اتفقت الأمة على صحة هذين الكتابين وتلقي أحاديثهما بالقبول.


وأدرس معكم في كتاب الأدب من الصحيح المتعلق بالأخلاق لأهمية هذا الباب، كما سيأتي ذكره –إن شاء الله تعالى- عند بداية الشرح , أُبَيِّنُ أهمية الآداب في الإسلام باختصار.


قبل البدء أُبَيِّن لكم أن الأمة تميزت عن الأمم السابقة بالإسناد : "الإسناد من الدين" كما قال ابن سيرين: "ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء", "الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء".


وجرى عمل السلف على الاهتمام بالسماع والإجازة والتلقي عن الشيوخ.


وأفتتح هذا الدرس بذكر إسنادي إلى البخاري في صحيحه:


فقد أخبرني شيخنا العلامة الإمام - إمام أهل السنة في هذا الزمان- ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله تعالى- إجازة في التاسع والعشرين من شهر صفر من عام 1430ه، وكذا أخبرني إجازة للشيخ يحيى العلامة يحيى المدرس –حفظه الله-، وكذا الشيخ عبد القادر كرامة الله البخاري وقد أجازني قبل ثمانية عشر عاما تقريبا –رحمه الله وعفا عنه- ولم يكن سلفيا، وأجازني أيضا في صحيح البخاري كذلك الشيخ صالح الأركاني –رحمه الله- وهو كان متساهلا متوسعا في الإجازة من عوام المشايخ، وغيرهم من المشايخ أخبروني بأسانيدهم إلى الإمام البخاري في صحيحه، وكذا الشيخ عبد الله بن عقيل الحنبلي الإمام المعروف العالِم إمام الحنابلة في هذا الزمان وشيخهم وكبيرهم، وأذكر إسناد شيخي الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى- فإنه -حفظه الله تعالى- يروي صحيح البخاري من طريق:


عبيد الله المباركفوري، عن أحمد الله بن الأمير القرشي، عن نذير حسين بن جواد علي الدهلوي، عن محمد إسحاق الدهلوي، عن الشاه عبد العزيز الدهلوي، عن أبيه أحمد ولي الله الدهلوي، عن أبي طاهر بن إبراهيم الكردي الكوراني، عن عدة منهم والده إبراهيم بن حسن الكردي الكوراني، وحسن بن علي العجيمي، ومحمد بن سليمان الرودان، كلهم عن الصفي أحمد بن محمد القشاشي، عن أحمد بن علي الشناوي، عن شمس الدين محمد بن شهاب أحمد بن محمد الرملي، عن زكريا الأنصاري المصري بسنده وهو عن أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، عن أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد التنوخي، عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار، عن أبي عبد الله الحسين بن المبارك الزبيدي، عن أبي الوقد عبد الأول ابن عيسى السجزي، عن أبي الحسن عبد الرحمن بن مظفر الداوودي، عن الحافظ أبي محمد عبد الله بن حماويه الحموي السرخسي، عن الحافظ أبي عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، عن مؤلفه الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري -رحمه الله تعالى-.


قال –رحمه الله-:


"بسم الله الرحمن الرحيم.


((كِتَابُ الأَدَبِ))


"بَابُ البِرِّ والصِّلَةِ"


وقوله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ [سورة العنكبوت:8]


قال حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة قال الوليد بن عيزار أخبرني قال سمعت أبا عمرو الشيباني يقول: "أخبرنا صاحب هذه الدار وأومأ بيده إلى دار عبد الله، قال: "سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟" قال: (( الصلاة على وقتها)) قال: "ثم أي؟" قال: ((بر الوالدين)) قال: "ثم أي؟" قال: ((الجهاد في سبيل الله)) قال: "حدثني بهن ولو استزدته لزادني".


قوله –رحمه الله تعالى-:


" بسم الله الرحمن الرحيم "


ابتدأ هذا الكتاب بالبسملة اقتداء بكتاب الله عز وجل حيث في أول سورة الفاتحة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم.


واقتداء بالأنبياء والمرسلين كرسالة سليمان إلى ملكة سبأ: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾[سورة النمل:30]


وكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في كتابته إلى الملوك يكتب بسم الله الرحمن الرحيم في بداية خطابه، وهذا لرجاء البركة فيما سيكتبه، من باب التبرك: أي طلب الخير وطلب كثرته وزيادته إذا بدأ بسم الله الرحمن الرحيم، فالله عز وجل هو الذي يبارك، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾[سورة الإسراء :1]


فالله يبارك فيمن يشاء من خلقه ويبارك في عبادات العابدين وأعمال الصالحين، إذا كانت على الكتاب والسنة وفيها الإخلاص لله رب العالمين، فلذلك بدأ الإمام –رحمه الله- كتابه الصحيح كله بالبسملة وبدأ كتاب الأدب أيضا بالبسملة .


قوله –رحمه الله تعالى-:


"كتاب الأدب"


كلمة كتاب: مأخوذة من الفعل كَتَبَ، والفعل كَتَبَ بمعنى: الجمع والضم.


وسُمي الكتاب كتابا لأنه يجمع الحروف والكلمات.


كما أن الكَتيبة تَكَتَّبَ القوم : تجمعوا، والكَتيبة : الجماعة من الجنود .


والأَدبُ هو: محاسن الأخلاق وفضائلها.


وهو استعمال ما يحمد قولا وفعلا، وهو الأخذ بمكارم الأخلاق .


وقيل : "هُوَ تَعْظِيمُ مَنْ فوقكَ والرفقُ بمن دونكَ "


والجامع لذلك أن الأدب هو: ما كان من مكارم الأخلاق ومحاسنها وفضائل الشيم والصفات التي يحمد عليها أصحابها .


هذا هو معنى الأدب.


وهذا هو معنى كتاب الأدب.


يعني هذا الكتاب يجمع الأحاديث المتعلقة بمكارم الأخلاق وفضائلها.


والأدب مهم في دين الإسلام.


قال الله عز وجل لرسوله الكريم: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ﴾[سورة الأعراف:199]


﴿خُذِ العَفْوَ﴾: يعني ليكن من شيمك وأخلاقك العفو عن الناس .


﴿وَأْمُرْ بِالعُرْفِ﴾: يعني بما تعارف عليه الناس أنه من الحسن، عَرَفَ الناس حسنه، وهو ما دل عليه الكتاب السنة، إما على وجوبه بفعله وكذلك المستحب أو على تحريمه وكراهته لاجتنابه، أو لإباحته للأخذ به على ما ترغبه النفس .


﴿وأعرض عن الجاهلين﴾: الذين يعملون الأعمال السيئة أو الذين من طبعهم الجهل، فاحذرهم أن يفتنوك أو يخرجوك عن مكارم الشيم وعن مكارم الأخلاق .


وقال الله جل وعلا: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [سورة البقرة:83]


فأمر بالقول الحسن للناس وهذا من محاسن الأخلاق.


وقال الله جل وعلا: ﴿وَنفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(9)﴾


يعني :طهرها من الدنس والذنوب والأخلاق السيئة .


{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زكَّاهَا(9) وَقَدْ خاَبَ مَنْ دَسَّاهَا(10)}:قد أفلح من طهرها من الذنوب والمعاصي ومساوئ الأخلاق .

{وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}:يعني دنسها بالذنوب والمعاصي وسيء الأخلاق.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-22-2012, 11:10 AM
سالكة سبيل السلف سالكة سبيل السلف غير متواجد حالياً
زائر
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 1,225
شكراً: 20
تم شكره 157 مرة في 107 مشاركة
Shr7mtn

والكلام على أهمية الأدب من الكتاب والسنة كثير وسيأتي خلال الأحاديث في هذا الكتاب فلا أطيل بهذا البيان.
قال رحمه الله تعالى:
"بَابُ البِرَّ والصِّلَةِ "
وقول الله تعالى : {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [سورة العنكبوت:8]
يعني هذا الباب فيه بيان البر والصلة، وبيان قول الله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ [سورة العنكبوت:8]
والإمام البخاري –رحمه الله- قد ألف كتابا مستقلا في الأدب خارج الصحيح سماه "كتاب الأدب المفرد" وهذا الكتاب فيه أحاديث زائدة على ما في الصحيح، أحاديث كثيرة وفيه عدد من الآثار الموقوفة بالأسانيد وهو كثير الفائدة كما قال الحافظ بن حجر –رحمه الله-.
ولم يشترط في ذلك الكتاب على أحاديث صحيحة بل يشتمل على الأحاديث التي في سندها ضعف، ولكن ليس فيه حديث موضوع.
كتاب "الأدب المفرد" وقد اعتنى به شيخنا الألباني –رحمه الله-، فكتب كتاب "صحيح الأدب المفرد" و"ضعيف الأدب المفرد" .
أما هذا الكتاب الذي نحن فيه فهو كتاب الأدب من صحيح البخاري وجميع الأحاديث التي فيها صحيحة .
فهنا قال: "باب البر والصلة وقول الله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا [سورة العنكبوت:8]"
وفي كتابه الأدب المفرد قال: "باب ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ [سورة العنكبوت:8]"
لم يذكر كتاب البر والصلة .
ومعنى البر والصلة:
البر: هو الإحسان إلى الغير، ويشمل حتى الإحسان إلى النفس، وهو لفظ جامع لخصال الخير.
والصلة: ضد القطيعة من باب المواصلة، ومن باب الإحسان إلى الغير، ومن باب إعطاء حقوق الأقربين، وحقوق من له حق عليك كالمسلمين .
وقول الله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾[سورة العنكبوت:8] هذه الآية في سورة العنكبوت
﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[سورة العنكبوت:8]
وهذه الآية التي في سورة العنكبوت نزلت في سعد بن أبي وقاص –رضي الله عنه-،كما روى ذلك الإمام مسلم في صحيحه حيث قال في بيان سبب نزول هذه الآية :
"قالت أمي –وهي مشركة-: " أليس تزعم أن الله يأمرك بصلة الرحم وبر الوالدين؟" يعني أن دينك يأمرك بصلة الرحم وبر الوالدين "فوالله لا آكل طعاما ولا أشرب شرابا حتى تكفر",فأرادت من ولدها سعد أن يكفر بالله وإلا لن تأكل الطعام ولا الشراب، ولم تأكل طعاما ولم تشرب شرابا، وكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فمها بعصى، يعني فتحوا فمها بالقوة فيصبون فيه الماء والطعام حتى لا تموت، فنزلت هذه الآية : ﴿ وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [سورة العنكبوت:8]
كذلك في سورة لقمان يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ المصِير(14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفا واتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(15)﴾ [سورة لقمان:14و15]
قال -سعد رضي الله عنه- : "نزلت هذه الآية فِيَّ أيضا" وهذه الآية أخرجه مسلم في صحيحه.
فكلا الآيتين في العنكبوت وفي سورة لقمان نزلت في سعد -رضي الله عنه -.
سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة .
قوله: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ [سورة العنكبوت:8]
أي: أننا أمرنا الإنسان بوالديه حسنا، والوصية هنا بمعنى الأمر .
فالله عز وجل أمر الإنسان بوالديه حسنا, وما قال أمر المسلم أو المؤمن بل بني الإنسان يجب أن يحسنوا إلى والديهم، وهذا أمر فطري وأمر عقلي كل من عنده عقل فإنه لا بد أن يكافئ صاحب الفضل عليه، وصاحب الفضل على الإنسان بعد الله عز وجل هما الوالدان، لذلك كان عقوق الوالدين مذموم عند جميع الناس عربهم وعجمهم مسلمهم وكافرهم، فالجميع متفقون على وجوب الإحسان إلى الوالدين وهذا أمر أكده الإسلام حتى ولو كانا مشركين لقوله تعالى:﴿وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنيَا مَعْرُوفا﴾ [سورة لقمان:15] فيجب على المسلمين أن يتأدبوا مع والديهم وأن لا يرفعوا أصواتهم أمامهم، وألا يقولوا لهم كلمة أف إذا أمروهم بشيء مباح ﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفِّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا﴾ يعني:حتى لو كانا الوالدين سيئين ضالين غليظين, وجب عليك أن تكون معهما رفيقا، وجب عليك أن تصاحبهما في الدنيا معروفا ولو كانا مرتدين مشركين طاغوتين، لابد أن تحسن إليهما وألا تسيء إليهما ولكن تكلمهما بأدب كما أمر الله جل وعلا: ﴿وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفا﴾ [سورة لقمان: 15]وإن أمراك بالمعصية فلا تطعهما وإن غضبا، وهكذا يجب على الذكور والإناث أن يحسنوا إلى والديهم .
وأتى بكلمة ﴿حُسْنًا﴾ وفي غيرها﴿إِحْسَانًا﴾ أي لكل قول وفعل حسن جميل.
فأمر بالإحسان إلى الوالدين بكل قول وفعل جليل، خاصة عند وجود الغضب منهما أو الغلظة وخاصة عند كبر السن وضعف القوة فإنه يجب عليك أن تحسن إليهما قدر استطاعتك.
فأوصي نفسي وإخواني بتقوى الله عز وجل، واتباع ما أمره الله عز وجل في كتابه، وما أمر النبي صلى الله عليه وسلم في سنته من رعاية حق الوالدين وحفظ ما لهما عليك يا عبد الله .
وأختم هذا الدرس بقصة جميلة: عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- تبين عظيم قدر الوالدين وعظيم حقهما :
((لقي عبد الله بن عمر رجلا في الطواف يحمل أمه على ظهره-يحمل أمه عجوز كبيرة في السن يطوف بها عى ظهره – فقال : "يا عبد الله بن عمر أترى أني وفيتها حقها؟" –يعني أترى أنني أتيت بر أمي وأعطيت الذي لها بحملي لها على ظهري في الطواف؟ فقال عبد الله ابن عمر : "لا ولا بزفرة من زفراتها"))
يعني: لا يساوي هذا العمل الذي تعمله ولا طلقة واحدة من طلقاتها عند الولادة, لأن الأم حملتك في بطنها وكان بطنها لك وعاء، وحملتك وهنا على وهن وكرها على كره ثم يأتي ألم الولادة وتعب المخاض ثم ترضعك وتربيك وتكبرك بقدرة الله عز وجل وبفضله فهذا مما يزيد في حق الأم وأهمية برها وكذا بر الوالد .
hhgggg
الأسئلة:
السؤال الأول:
تقول السائلة حليمة براون: الذين حضروا عقد نكاحها هم أبوها وهو كافر وأخوها وهو كافر وأخوها لأمها وهو كافر ومن يريد الزواج بها الذي هو زوجها الآن وابنه من مرأة أخرى –ابن زوحها- وتقول هو غير ملتزم لكنه مسلم ويصلي أحيانا الابن ابن الزوج، وحضر من النساء جماعة فتقول عند العقد إمام المسجد قال: نأخذ الإذن من الولي لنجعل الولاية والمسؤولية في عقد النكاح للأب الكافر فهل هذا العقد صحيح؟وهل ولاية الكافر صحيحة؟
الجواب:
إن ولاية الكافر لا تصح وعقدك صحيح، ولاية الكافر لا تصح ﴿ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا﴾ ولكن عقدك صحيح لأن أخاك لأمك هو الولي وقد وافق, ولكنه جعل المسؤولية من باب التوكيل فوكل كافرا ولاية الكافر لا تصح، ولكن عقدك صحيح لأن الولي وهو أخوك لأمك حاضر، وهو الذي زوّجك ووافقك على توكيل الأب الكافر لكتابة العقد فهذه مسألة كتابة قانونية فقط.
المسألة الشرعية أن هذا الأخ للأم قد قام بالولاية ولو لم يكن قد وقع، حضوره وموافقته كافية من الناحية الشرعية، فأخوها وليها وعقدها صحيح، حتى ولو لم يوقع حتى لو لم يكن في الأوراق مادام أنه شاهد، وكون ابن الزوج شاهد هنا شاهدان، ووافق الولي الذي هو نفسه الشاهد هذا لا بأس به، والعقد بهذا الحضور صحيح والنكاح صحيح، والبنت التي معكم بنكاح صحيح وهي بنتكم وتلتحق بكم فهذا لا بأس به والعقد صحيح ولا شيء فيه، مادام أن الولي موجود والشهود موجودون وهما اثنان فأكثر، فالنساء ما حسبناهن لأنه يكفي من الرجال الولي وشاهد آخر.
والشهرة شيخ الإسلام-رحمه الله- بين أن لا يشترط في النكاح شاهدان بل الشهرة ومن حضر من النساء والرجال كاف في شهود هذا الأمر فلا شيء عليك وعقدك صحيح وأسأل الله أن يسعدك وأن يوفقك .
السؤال الثاني:
هل من البر أن يقدم والده للصف المتقدم؟
الجواب:
افعل هذا بدون أن تشعر والدك أنك تريد المسابقة الأولى في الخيرات أن تبدأ بنفسك على الوالدين وعلى غيرهم لكن لا تشعر والدك بهذا الأمر حتى لا تثير نفسه ولا تغضبه، يعني أنت تخاطبه بأسلوب حسن تقدم، ولو شعرت أنه يغضب فقدمه فرضاه أولى من الصف الأول, لأن الصف الأول مستحب المهم أن لا يؤدي هذا إلى الغضب.
وبهذا الجواب أكتفي وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
eeefff
قام بتفريغها و إعدادها مجموعة يسارعون في الخيرات جزى الله العاملات فيها خيري الدنيا و الآخرة وضاعف لهن الأجر و المثوبة


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:05 AM.


powered by vbulletin