أسئلة حائرة ..!!
لم تَدُر بِخَلدِ القوم ؛ لأنه يمضون لطيلتهم ؛
كما قال بعضهم ،لما سُئل:- أتقول بخروج الناس يوم كذا أو لا تقول .؟وتخرج أو لاتخرج .؟
قال:-" أنا عن نفسى لا أدري ولكن إذا قال المشايخ بالخروج... نخرج "
هكذا ....
الغاية لا خلاف عليها ، فالحكم بما أنزل الله ، فرض عين على كل مسلم ،
وهو بعمومه أصل أصول الدين ، لأنه إذا كان عاماً بالمعنى الشرعى الذى دلّت عليه نصوص الكتاب والسنة،
كان شاملاً لكل ما أوحى الله إلى عبده ورسوله ، لبينه للناس ،
وليحكم به بينهم ، أولاً وقبل كل شيئ فى الإعتقاد ،
أليس من الحكم بما أنزل الله ........ أن يُعبد الله تبارك وتعالى وحده ، وألا يشرك به- سبحانه وتعالى- .؟!
أليس من الحكم بما أنزل الله ...... تصحيح الإعتقاد لجماهير المسلمين ،
هذا أول شيء،
وهو أول ما حكم الله به ، وأنزل به كتبه وأرسل به رسله ،وهو أخر مايلتفت إليه ..!
وكأَّن إقامة الحدود وضبط المسائل بقواعد الشريعة فى المعاملات، يغنى عن النظر فى أمور الإعتقاد ،
و فى إصلاح أحوال القلوب حتى تخلص من شركها ، وبدعتها ،
فقبل كل شيء الحكم بما أنزل الله فى الإعتقاد حتى يُعبد الله وحد ولا يشرك به -سبحانه وتعالى-
ثم فى العبادات .... ثم فى المعاملات ،
الغاية التى خلق الله رب العالمين الخلق لها هى هذا الأمر الكبير ،
عُظمه:- الإعتقاد بوحدانية الله تعالى فى استحقاق العبادة وفق وحى الله تعالى إلى رسوله- صلى الله عليه وسلم - فى الكتاب والسنة ،
الحق الذى هدى إليه كتاب الله ، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:-
أن الحكم بما أنزل الله فرض عين على كل مسلم حاكما كان أو محكوما ؛
وكل راعى مسؤلٌ عن عيته ، كل بحسبه؛ من المسؤلية الشرعية ، والسعى في إقامة دين الله فى أرضه ،
وتطبيق شريعته على خلقه واحب على كل مسلم بحسبه ،
وهى خلاف على هذه الغاية ،بين العاملين لدين الله تعالى ؛إلا من كان فى قلبه مرض ،أو كان مغوزا ًفى دينه
هذه الغاية هل هى متفق عليها بهذا المعنى ، ليس كذلك !
لأن هذا المعنى العام الشامل يذهب القوم إلى بعضه إلى ما سموه بالحاكمية؛
وأما المعنى العام التى دلّت عليه نصوص الكتاب والسنة ،
فيشمل الإعتقاد قبل كل شيئ، ويشمل العبادات والمعاملات، وجميع صور الحيا ة،
فكل ذلك حكم بما أنزل الله ، وتطبيق لما شرع الله ، وإتيان فى الحياة بما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبينه ،
دعوةً وتطبيقاً وعملا وجهاداً وسعيا ، - صلى الله وسلم وبارك عليه-
فالنفترض الأن :-أن الغاية متفق عليها ،فالمراجعة هى فى الوسيلة ،
القوم لا يلتفتون إلى ضبط الوسيلة فى الغاية إذا كانت مشروعة،
هم يتوسلون بأى وسيلة ولو كانت وسيلة شركية ،
لا يرضى عنها الله، ولا رسوله ،- صلى الله عليه وسلم - ولا تقرها النصوص ،
ولم يفعلها أحد قبلهم ، بإتخاذ الوسائل الشركية للوصل إلى الغاية الشرعية الدنية ،
وهذا من أعجب العجب ..!
فالمراجعات كلها إنما هى فى ضبط الغاية أولا .!
والقوم ضيقوا الواسع وحجروه ، وحكم الله يشمل الأمر كله مما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ويشمل الوسيلة التى تؤدى إلى الغاية المضبوطة فى الكتاب والسنة، بفهم الصحابة ومن تبعهم بإحسان؛
لأنه من الحكم بما أنزل الله :-
أن تتخذ الوسيلة الشرعية إلى الغاية الشريعة المرعية ،
قال لنا ربنا تبارك وتعالى:-{وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} ]البقرة [189 :
لو أن زائرا أتاك ؛ فسمع صوتك بداخل بيتك فتسور عليك الجدار، حتى جان بين يديك،
يكون محسنا ،أم يكون مسيئا ، إنه خانك،
مع أن الغاية التى يريد قد وصل إليها ،
والله رب العالمين أمرنا أن نأتى البيوت من أبوابها ،
فلا بد من الأخذ بالوسائل الشرعية للوصل إلى الغاية الشرعية ، وإلا فلا وصول إليها ،
لأن الله رب العالمين قضى وقدر ، أنه لا ينال ما عنده إلا بطاعته ، فمهما توسل الناس إلى الوصل إلى ما عند الله رب العالمين بمعصيته ومخالفة دينيه ونبيه ،لم يصل إلى شيء،
وكانت عاقبتهم إلى خسران ومذلة ،الآن نسأل الناس:-
هذه البعثرة ،
وهذا الإضطراب ،
وهذه الفوضى
كيف المخرج منها .؟
كيف يخرج الناس الأن مما هم فيه.؟
ولماذا لا توجه الجهود أو بعضها إلى تبصير الناس بالحلال والحرام.؟
حتى لا يعتدى على الأموال ،ولا على الأعراض ولا على الدماء ، ولا على الممتلكات،
لماذا لا يُبَيّن للناس أنه لو كانت لهم حقوق فإنهم لا يصلون إليها إلا بالطريق الشرعى ،
عندما تحرق الممتلكات العامة وتُتّلف ، هذا مال المسلمين ، يتعلق بهذا المال ذمة كل مسلم ،
لماذا لا يُقال للناس إن المال العام أشد جرماً عند الإعتداء عليه ممن أتى به ، من الإعتداء على المال الخاص ،
لماذا لا يُقال للناس .؟
تعلقت بما جَنْتْ يداك ذمم إخوانك من المسلمين جميعا، إذاهم كلهم شركاء فى هذا المال وإن قلَّت
لماذا لا يُعلم الناس.؟
لماذا يتركونهم فى فوضى .؟
لايردعونهم بقواعد الشرع ، ولايزجرونهم بزواجر الكتاب والسنة .!
ولايعظونهم بمواعظ النبى والسلف - صلى الله وسلم وبارك عليه –
ويُشغلون فى الوقت عينه بالأحزاب،
وأصنع لنفسك مجلى إذا ما خرجت فوقفت ،
سوف يكون ذلك فخرا ًعلى ممر الدهر .!
أنك كنت مجاهدا تطلب تحكيم الشر يعة ؛
فى الوقت الذى اضطرب فيه الأمر جدا ،
وسار فيه من يريد أن يُريق الدماء بأنه يحكم بالكفر على الجميع ،
هذه الأقطاب المتنافرة لا تأتلف قلوبهم ،وإن اجتمعت أبدانها؛
ولكن ماهى إلاخطوة واحدة ثم ينفرط باقى العقد .!
وتصل الأمة إلى حمام الدماء،
اتقوا الله.. أتقو الله رب العالمين فى المسلمين .!
أطمعتم فيهم البرالين ، والعلمانين والشيوعين والإشتراكين ،والفنانين ، والمنحرفين ،
الكل اليوم يطالب بحظ وقسم ونصيب !
نعم؛ هى غنيمة ..!
والكل يريد حظه ونصيبه منها ،لما لا يدعو هؤلاء إلى هذه الأصول الثوابت ؛
يتركون تلك الحلبة فارغة ، ليشغلها كل مهْوس ،
ويتواترون هم ميدانٍ ليسوا من فرسانه ولا من أهله ـ،
لايصلح فيه الأمر إلا بالكذب ،
ولا يستقيم إلا بالخداع ،
يدعون الدين الذى يضبط السياسة والحياة ،
إلى السياسة التى لا تقوم إلا بتطبيق الدين ،لأن السياسة لا دين لها ،
ولا أخلاق فيها؛ وهم ليسوا من رجالها .
ما زلنا نأمل فيهم بعض الخير .!
وندعو الله -جلت قدرته- أن يبصرهم بالرشد والهدى والصواب ،
أن يردهم عن غيهم وعن انحرافهم ، وعن ما ساروا إليه من الحيود على الصراط المستقيم ،
نقول لهم:-ليس هذا الميدان بميدانكم ،
أن لا تصلحون فيه إلا بأن تتنازلوا عن ثوابتكم ،
كما فعل ذلك الداعية إلى الضلال ،
يترك ثوابته ويتخلى عنها ،حتى سار شيخ ضلالة بل شيخ زريبة ؛
لا لشيئ؛ إلا لأن المسكين يدفع دفعا لكى يكون جُنة ووقاية يستر من خلفه كل ممن يتدلون من العقل؛
وأما هو ...
فلِخُلُوهِ من ذلك يدخل و بصدرٍ عارٍ مكشوف،
لايدري مايقول ،وهو الأحمق المطاع يتبع بعض الشرادمى هاهنا وهنالك ،
المخدوعون والمخدوعات كأمثال هذه الظعينة التى تذكر له ،
أنهم زلموا كثيرا ....
وأنهم عزبو كثيرا......
إلى غير ذلك مما تهدى به ، وذلك كله ابالإتفاق بين معد البرنامج ومقدمه من جانب ،
وأصحاب هذا الإتصالات من جانب أخر ، هذا كله يتفق عليه سلفا ،
وقد يُعلم به من يكون حاضر من الشيوخ أو لا يُعلم،
وغالب الظن فى حالتنا التى معنا أنه لا يعلم بذلك ؛
لكى يُستفز ، وهو سريع الإستفزاز ، فإذا استفز أخذت به مرته ،
فانطلق هادى لا يلوى على شيء، لا يدري ما يخرج من رأسه ، وإن لله وإن إليه راجعون !
الغاية متفقة عليها؛ لا نزايد على هذا ...!
ولا نسمح لأحد بالمزايدة عليه ، ومتى كان مسلم لا يقول بوجوب تحكيم شريعة الله ،متى كان .؟
ومتى وجد مسلم يفهم فى الإسلام فهماً ما ، لايسعى لتحكيم شريعة الله فى أرض الله على خلق الله ؛ متى .!
هذا لا وجوه له ؛فهذا أمر مُسَلَمْ ؛
ولكن الأن نراجع القوم فى وسائلهم،
نقول لهم:- ليس بشرع الغرب يُقام شرع الله ،
ولاتغفلوا عن المؤمرات فإنهم يمدون لكم الحبل مدا ...
حتى إذا كنتم على منتهى رَسَنِكُمْ .....أخذوكم فأركسوكم فى الحمأة ..
وبدأت الملحمة ..!!
كما قال قائلٌ من المفتونين :-" الأن بدأت الملاحم على أرض الكنانة "
أقوام من المهوسين يقلون :-" أنفصلت قطعة كذا من أرض الكنانة فهى إمارة إسلامية "
فى غدا انفصل أخرى ، وبعد غدٍ ثالثة ؛ ووطن يتفسخ ،
متى كان ذلك فى صالح المسلمين .؟!
القوم إنما يتعاملون مع الحدث كما كانوا يتعاملون ، معه قبل فى المظاهرات فى منتصف السبعنيات،
وما بعد ذلك فى المدن الجامعية وفى الكليات ؛ فى الجامعة..!
حذو النعل بالنعل ، لاتحمل لمسؤلية ، ولا نظر إلى أمام وإنما النظر تحت مواطن الأقدام ،
كالأغرار الصغار الذين يتظاهرون فى المدن الجامعية ، ويتظاهرون فى الكليات فى الجامعات ،
لتأخر العشاء أو لحجب وجبة الغداء ، أو لغير ذلك من تلك الأمور ؛
أو على قواعد تنظيمية يحركهم من خلفهم ،
حتى إذا ما تحركوا طهروا بمطالبهم ، هذا الذى كان ومازال فى التظاهرات فى الكليات ،
وفى المدن الجامعية، حتى فى المدارس؛ سار الأن فى الشوارع
وطن يُلعب بمصيره ..!!
وإسلامٌ فى بلد مسلم من فجر الإسلام العظيم إلى يوم الناس هذا ؛
يحرفوا فيه إسلامه ...!!
ويشوه فيه دينه ..!!
ويمسخ فيه يقينه ....!!
ويدعى فيه إلى اتباع الغرب الكافر ، والشرق الملحد؛
فى زبالات الأفكار ؛وفى الأوهام تأتى من لدن الأشرار ...!!
وهؤلاء يتيقفون بلا وعى ،غرتهم صرخات من يتبعهم ،
كما تسمع ذلك فى كثير من الأماكن:-
هذا جيش محمد- صلى الله عليه وسلم –
نعِمْ ما هوَ .! جيش محمد- صلى الله عليه وسلم –
يحرر كل شبر من أرض الإسلام السليمة ، ويرفع راية المجد عالية خافّاقة فوق السحاب ؛
ولكن أين هو.؟
أتلقى بهؤلاء جميعا إلى التهلكة .؟
هؤلاء ... لا يفقهون شيئا والحرب حديثة ؛
هؤلاء.... تُحركهم حماسات ضعيفة ومقيتة ،
لأنها غير مضبوظة بقواعد الشريعة ،
من البلية أن يلجأ المرء إلى الكلام فى مثل هذه الأمور ،فى مثل هذا الوقت من العام ؛
هذا الوقت وقت جليلٌ شريفٌ ، كرَّمه الله رب العالمين بإنزال القرآن فيه - فى شهر رمضان،
ثم جعله الله رب العالمين محلاً لفرض الصيام ،
،وسنَّ النبى- صلى الله عليه وسلم -فيه للأمة القيام ،
ودلّ النبى -صلى الله عليه وسلم - فيه وحث على مكارم الأخلاق ، وإمساك اللسان ،
ودعى الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -بحاله وفِعَاله ومقاله إلى الجود فيه والبذل والعطاء ،وتلاوت القرآن ،
وشهود الجماعات فى مسجد الرجيم الرحمن ، إلى غير ذلك من صنوف الخيرات وفنون الطاعات ،
فمن البلية:- أن يُلجأ المرأ فى مثل هذا الوقت على شرفه ، وجلالة ورفعة قدره إلى الكلام فى مثل هذه الأمور ؛
ولكن؛ ما الحيلة..؟
إذا كانت ثوابت الشرع تتعرض للتشويه والتبديل والتغير...!
، فإن سكت أنا وسكت أنت ،فمتى يعلم الجاهل المُحق من المُبطل ، والخطأ من الصواب ،
وكيف نتحمل مسؤلية الأجيال القادمة عندما يُشوه تحت ناظِريها دن الإسلام العظيم ،
إذا تستلمه منسوخا مشوها ،فيقال هذا صريح الدين ، الذى جاء به النبى الكريم ،- صلى الله عليه وسلم -؛
أما إنه مما يلجأ إليه المرأ أحيانا ،مالا يكون متوافقا مع ما لايريد ولا يحب ؛
لكن ؛لا بأس فليس كل ما يحبه المرأ ويهواه ، يكون الزمان قابلا للإتيان به فيه ؛
وإنما علينا أن نلتزم بواجب الوقت ،
والله رب العالمين من واء القصد ،وهو يهدى السبيل ؛
وصلى الله وسلم على نبينا محمد ؛ والحمد لله رب العالمين .
يتبع بحول الله وقوته...