المجوس كانوا أهل كتاب لكنهم بدلوا وغيروا
من المعلوم أن المجوس يعبدون النار، ويعتقدون بوجود إلهين: إله النور، وإله الظلمة، وإله النور هو الله، ويسمونه "أورمن" أو "يزدان" أو غير ذلك، وإله الظلمة هو إبليس ويسمونه"أهرمن"، فعبدوا الشيطان مع الله، وجعلوه شريكا لله في الخلق والإيجاد!
وقد كانوا أهل توحيد وعقيدة صحيحة قبل أن يزين لهم الشيطان هذا الشرك.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "إن أهل فارس لما مات نبيهم كتب لهم إبليس المجوسية". رواه أبو داود بسند حسن كما قال شيخنا الألباني رحمه الله في صحيح أبي داود.
وقد ورد تفصيل في سبب تبديلهم الدين، ورد عن علي رضي الله عنه ولكن بسند ضعيف أسوقه للمعرفة فقط.
عن أبي سعد سعيد بن المرزبان البقّال عن نصر بن عاصم قال: قال فروة بن نوفل الأشجعي: علام تؤخذ الجزية من المجوس وليسوا بأهل كتاب؟
فقام إليه المستورد فأخذ بلبه وقال: يا عدو الله تطعن على أبي بكر وعلى أمير المؤمنين يعني عليا، وقد أخذوا منهم الجزية؟!
فذهب به إلى القصر فخرج علي عليهما فقال: ألبدا فجلسا في ظل القصر
فقال علي رضي الله تعالى عنه:
أنا أعلم الناس بالمجوس، كان لهم علم يعلمونه، وكتاب يدرسونه، وإنما ملكهم سكر فوقع على ابنته، أو أخته فاطلع عليه بعض أهل مملكته فلما صحا خاف أن يقيموا عليه الحد فامتنع منهم فدعا أهل مملكته
فلما أتوه قال: تعلمون دينا خيرا من دين آدم؟
وقد كان آدم ينكح بنيه بناته وأنا على دين آدم ما يرغب بكم عن دينه؟
فتابعوه وقاتلوا الذين خالفوه، حتى قتلوهم، فأصبحوا وقد أسرى على كتابهم فرفع من بين أظهرهم وذهب العلم الذي في صدورهم فهم أهل كتاب،
وقد أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر منهم الجزية.
رواه الشافعي في الأم، وابن أبي عمر العدني، وأبو يعلى ختصراً، والبيهقي وغيرهم، ومدارة على أبي سعد البقال وهو ضعيف.
وأما أخذ الجزية من المجوس فخرج البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر.
وروى البخاري ومسلم قصة قدوم أبي عبيدة بمال من البحرين من الجزية،
وهَجَر هي البحرين وهي منطقة الأحساء.
وبوب البخاري في صحيحه: باب الجزية والموادعة مع أهل الحرب، وكان فيما قال بعد: «وما جاء في أخذ الجزية من اليهود، والنصارى، والمجوس والعجم».
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
22/ 11/ 1439 هـ