كشفُ بعضٍ من تلبيس إبليس على الصعافقة في طعنهم في السلفيين الذين يجرحون شخصا اليوم ويعدلونه غدا!
هذه شبهة كان يكررها الحلبيون، واليوم يتلقفها الاحتوائيون من الصعافقة..
يقول أحد الصعافقة الاحتوائيين: "يجرحون( السبت والاحد والاثنين) و يعدلون( الثلاثاء الأربعاء الخميس)"
الجواب من وجوه:
الوجه الأول: أن الجرح والتعديل حكم على الشخص، وهو يدور مع سببه وعلته وجودا وعدما، فالشخص قد يكون كافرا اليوم ثم يدخل في الإسلام غدا، فبالأمس نقول عنه كافر، واليوم نقول عنه مسلم.
والشخص يكون اليوم فاسقا أو مبتدعا، ثم يوفقه الله للتوبة النصوح فيصبح عدلا، فاليوم نحكم عليه بما يستحقه وغداً بما يستحقه..
فنحن إنما ننزل الحكم على الواقع وليس على ما نشتهي ونهوى..
فنحن شهود على الشخص، ولا ندري بم يختم له..
الوجه الثاني: أن المذموم في تبدل الأقوال والأحكام هو تبدلها بدون وجه شرعي، أو يكون التبدل والتغيير في الحكم بسبب الهوى والتشهي..
فمثلاً: يقول شخص مذبذب اليوم إن الهابط هابط، ثم غدا يقول عنه ليس بهابط، ثم بعده يعود ويقول عنه هابط، وهكذا بعده يتراجع، مع أن الهابط لم يتغير ، بل هو مستمر في هبوطه وضلاله..
مثال آخر: شخص قطبي مثل محمد حسان المصري، كان الحلبي يقول عنه "قطبي"، ثم صار يقول عنه "سلفي" مع أنه ما زال على المنهج القطبي، وجاهر بقطبيته أيام الثورة في مصر!
فهذا هو المذموم وهو أن يكون مدار الحكم على التشهي والهوى كما يفعله أهل الأهواء والضلال ومنهم الصعافقة..
فالشيخ محمد بن هادي كان عندهم من كبار العلماء، والشيخ فركوس محنة الجزائر، ثم تبدلت أحكامهم للطعن والتحقير والتجهيل، بالظلم والعدوان والتقليد الأعمى، فهؤلاء هم المذمومون وهم الصعافقة ومن على شاكلتهم..
كذلك من كانوا يدافعون عن الشيخ لزهر رغم أنه كان صاحب مكتبة من سنوات طويلة، ويتهمون كل من يهون من علمه ومنهجه بأنه حدادي، ثم اليوم يستخدمون تلك الاتهامات القديمة نفسها للطعن في الشيخ لزهر، مع أن الشيخ هو هو، لكن جاءتهم الأوامر من أصحاب المجالس السرية!
الوجه الثالث: من عادة الحلبيين والاحتوائيين التشويش والتشغيب، وليس عندهم غرض الوصول للحق فيما يظهر لنا، وإنما فقط التشويش والتشغيب والتلاعب والتلبيس ..
فلما يفعل بعض الشباب أمورا منكرة منها الطعن في أسامة العتيبي، فأذمهم على ذلك لارتكابهم ما يوجب الذم شرعا وديانة، وله مدخل وحق شخصي كذلك، ثم يتراجعون، ويتعهدون بترك تلك الأخطاء فلماذا أبقى على ذمهم مع زوال سبب الذم؟
فتشغيب الاحتوائيين الصعافقة على هذه القضية، ووصفي بالسلطان، وبقاضي التحقيق كل ذلك إمعان منهم في السفه، ومن تشغيبهم وتلاعبهم الذي عرفوا به..
فهذا نموذج ودليل من أدلة ضلال الصعافقة وانحرافهم عن منهج السلف، وهذا يؤكد أن كثيرا أو أكثر صعافقة الجزائر هم من أتباع الحلبي والمأربي، أو كانوا من أتباعهم ثم دخلوا في السلفية على ما هم عليه من رواسب بدعية ظهرت جلية في فتنة الصعافقة أخزاهم الله..
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
2/ 1/ 1441هـ