تعليقات حول الجرح والتعديل يشرق بها المتحزبون

[أسامة بن عطايا العتيبي]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقضية الجرح والتعديل من القضايا الهامة والكبيرة عند السلفيين، ومنهج السلف فيها وسط، بين غلو الغالين، وتفريط الجافين والمتساهلين المميعين..
ويحاول بعض الناس المنتسبين للسلفية تشويه قضية الجرح والتعديل سالكين عن جهل أو هوى مسلك المتحزبين في التلاعب بهذا العلم، أو التهوين من شأنه، أو حرفه عن مساره..
وكما جاهدت الخوارج والإخوانيين والقطبيين والسروريين والحداديين والحلبيين ومن على شاكلتهم، فسأجاهد هؤلاء المفسدين، والذين كان لبعضهم -للأسف الشديد- جهود مشكورة في الرد على المبطلين في قضايا الجرح والتعديل ..
ومن تلك القضايا الحزبية البدعية الباطلة عند من سبق لي المشاركة في جهادهم :
قاعدة: "نصحح ولا نجرح"، ثم الصيغة المحدَّثة من المأربي "نصحح ولا نهدم"، ثم اضطراب الحلبي في هذه القاعدة العرعورية المأربية بين خليليه المجرمَين..
قاعدة : "لا يقبل الجرح، أو الجرح المفسر إلا بالإجماع عليه"..
قاعدة: "الجرح والتعديل من قضايا الاجتهاد الذي لا ينكر فيه على المخالف" .
قاعدة: "الجرح والتعديل خاص بالعلماء الكبار، أو لا يحق لطالب العلم المتأهل أن يجرح أو يعدل" ..
قاعدة: "لا يلزمني" ..
ونحو ذلك من القواعد الباطلة ..

وظهرت هذه الأيام قواعد عملية باطلة، انتشرت عملياً بين جملة من الشباب المنتسبين للسلفية، منها:
قاعدة: "كلام العلماء السلفيين الثابتين على السنة في بعضهم ككلام العلماء السلفيين في أهل الانحراف".
قاعدة: "إذا جرح عالم شخصاً جرحا مفسراً وتاب المجروح من أسباب جرحه توبة صادقة، فلا تقبل توبته حتى يزكيه الجارح نفسه"!
قاعدة: "قبول الجرح المفسر ولو كان مبنياً على باطل" .
قاعدة: "تقديم الجرح المفسر على التعديل المفصل مطلقاً بدون ضوابط" ..
قاعدة: "الجرح المبهم أو المفسر ممن يوصف بالعالم الكبير مقدم مطلقاً على تعديل العالم ممن هو دونه ولو كانت عنده الأدلة الصحيحة المبطلة لذلك الجرح".
قاعدة: "قول العالم الكبير مقدم على الدليل" ..
وهذه القاعدة الأخيرة وهي تقديم قول العالم الكبير على الدليل الشرعي، وعلى الحق في نفس الأمر، ما دام أن هذا الحق ظهر على يد من دونه من أهل العلم، وهذه مصيبة عظيمة، وبلية حزبية كبيرة، ما ظننت أني سأعيش لأدرك هذا الواقع منتشرا بين أناس ينتسبون إلى السنة المحضة، وفي الوقت نفسه لا نجد الوقفة الصارمة القاضية على هذه القاعدة الإجرامية الكبيرة..
والله المستعان..
ومن يجادل في هذه القضية لا يسلِّم بأن من خالف العالم الكبير معه الدليل، ولذلك يستمرئ هذا الواقع، ويغلب جانب الدروشة وحسن الظن المفرط الذي هو سذاجة ظاهرة، أو تغابٍ عجيب!
ويا ليتني أجد رجلاً واحداً ممن يعارضني في هذه القضية فيصمد أمامي لأبين الأمر له، لكن لا أجد منهم إلا أهل الجُبْن والخور لا بارك الله فيهم..
ولم أناقش عالماً ولا طالب علم في هذه القضية إلا سلَّم بالحق ولم يعارض والحمد لله..
عموماً سأكتب في هذا الموضوع ما يتعلق بهذه القضية كلما جدَّ لي تعليق نشرته في هذا الموضوع ..
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
19/ 2/ 1436 هـ

تنبيه: لا أقصد بكلامي مشايخنا وعلماءنا الأفاضل، ولا أقصد أحدا من طلبة العلم الفضلاء المعروفين، ولكن أتكلم عن واقع حاصل من بعض الجهال المتعالمين ..