منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات تعليق حول تناول بعض الإخوة لموضوع الإنكار العلني بسطحية بالغة للقضية والفتنة الحاصلة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          الصعفوق الأحمق مجدي ميلود حفالة (الحثالة) يصف نفسه بعدم الرجولة والخيانة والخسة والدناءة التي يترفع... (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جواب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لمن سأله: (ما سبحان الله؟) (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          الرد على الكلام المنسوب للشيخ لزهر حول فضيلة الشيخ طلعت زهران، وحول كتابات العتيبي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-16-2010, 04:57 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي رؤية الله تعالى في الجنة ومناقشة أثر مجاهد للشيخ الفاضل علي بن يحي الحدادي -حفظه الله-

رؤية الله تعالى في الجنة ومناقشة أثر مجاهد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
فقد سألني أحد الإباضية عن مسألة تفسير مجاهد لآية (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) بأن المعنى تنتظر ثواب ربها ويطلب معرفة الحق في هذه المسألة فكتبت هذه الورقات ملخصاً لها من كلام أهل العلم من سلفنا الصالح مقسماً له إلى مباحث تيسيراً للقراء سائلاً الله أن ينفعه بها ومن شاء من عباده إنه سميع الدعاء.
•¨ المبحــث الأول ¨•
الروايات عن مجاهد في تفسير آية سورة القيامة :
أخرج ابن جرير من طريق عمر بن عبيد وسفيان الثوري عن منصور عن مجاهد أنه فسر الآية الكريمة بالألفاظ التالية:
(تنتظر منه الثواب) ، (تنظر الثواب من ربها) (تنتظر الثواب)
وهذا إسناد صحيح ثابت عنه.
وليس في هذه الرواية الثابتة ما يزيد على كونها تفسيراً لهذه الآية لا أنه يقرر فيها نفي الرؤية عن الله عز وجل.
وكأنه جعل (إلى) اسماً لا حرف جر بمعنى واحدة الآلاء أي النعم ويكون في محل نصب مفعولاً به مقدماً.

•¨ المبحــث الثانــي ¨•
النقل عن مجاهد بإنكار الرؤية:
أخرج ابن جرير من طريق ابن حميد عن مهران عن سفيان عن منصور عن مجاهد أنه قال (تنتظر الثواب من ربها ، لا يراه من خلقه شيء).
وأخرج عنه من طريقه أيضاً عن جرير عن منصور عنه أنه قال: (يرى ولا يراه شيء)
وهذا لا شك فيه التصريح بنفي رؤية الله تعالى ولكنه لا يصح عن مجاهد رحمه الله وذلك أنه من طريق ابن حميد وهو محمد بن حميد الرازي فهو متهم بالكذب.
قال ابن خراش : "كان والله يكذب "
وسئل عنه أبو زرعة فقال: "تركه محمد بن إسماعيل .." يعني البخاري.
وقال البيهقي: كان إمام الأئمة يعني ابن خزيمة لا يروي عنه.
وقال النسائي: فيما سأله عنه حمزة الكناني: محمد بن حميد ليس بشيء قال: فقلت له: البتة؟ قال: نعم.
كما كذبه في موضع آخر وكذبه أيضاً ابن واره
وأثنى عليه أحمد لكن أحسن ما يعتذر به عنه ما قال ابن خزيمة. قال أبو علي النيسابوري قلت لابن خزيمة لو حدث الأستاذ عن محمد بن حميد فإن أحمد قد أحسن الثناء عليه فقال إنه لم يعرفه ولو عرفه كما عرفناه ما أثنى عليه أصلا.
فمن كان هذا حاله لم يلتفت إلى ما يتفرد به فكيف إذا خالف رواية الثقات الأثبات لا سيما في هذه المسألة العظيمة.


•¨ المبحــث الثالــث ¨•
النقل عن مجاهد بإثبات الرؤية:
1- قال ابن أبي حاتم في تفسيره : وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وحذيفة بن اليمان، وابن عباس، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الرحمن بن سابط، وعكرمة، وعامر بن سعيد، والحسن، ومجاهد، وقتادة، وأبي إسحاق، والضحاك، وأبي سنان و السدي: "إن الزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل".
2- قال ابن كثير في النهاية في الفتن والملاحم: قال الله تعالى: " للذِينَ أحْسَنُوا الْحُسنْى وَزِيَادة " .
وقد روي عن جماعة من الصحابة تفسير هذه الزيادة بالنظر إلى وجه الله عز وجل، منهم أبو بكر الصديق، وأبي بن كعب، وكعب بن عجرة، وحذيفة بن اليمان، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن عباس، وسعيد بن المسيب، ومجاهد، وعكرمة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الرحمن بن سابط، والحسن، وقتادة، والضحاك، والسدي، ومحمد بن إسحاق، وغيرهم من السلف، والخلف، رحمهم الله، وأكرم مثواهم أجمعين" اهـ
3- قال عبد الله بن أحمد في كتاب السنة : حدثني أبو الربيع الزهراني ثنا شريك عن منصور عن مجاهد في قوله عز وجل وجوه يومئذ ناضرة قال ضاحكة إلى ربها ناظرة [1]
4- قال اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة :
ذكره عبد الرحمن قال ثنا أبي قال ثنا عبد الرحمن ابن خلف الرقي قال ثنا مؤمل بن إسماعيل قال ثنا حماد بن سلمة عن ليث عن مجاهد للذين أحسنوا الحسنى قال الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى الرب[2]
5- وقال أيضاً: أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقري قال ثنا جعفر بن محمد بن الحجاج قال ثنا نصر بن عبد الملك قال ثنا إبراهيم ابن أبي الليث قال ثنا الأشجعي عن سفيان عن منصور عن مجاهد قال وجوه يومئذ ناضرة قال: نظرت إلى ربها ناظرة [3]
6- وقال أيضاً: ذكره عبد الرحمن قال ثنا حماد بن محمد بن يزيد بن مسلم الأنصارى قال ثنا مؤمل قال ثنا إبراهيم بن يزيد المكي عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث عن مجاهد في قوله عز و جل وجوه يومئذ ناضرة قال: حسنة إلى ربها ناظرة قال تنظر إلى ربها تبارك وتعالى [4]
قلت:
هذه الآثار المسندة خيرها أولها وفيه شريك ، وأما ما بعده فلا يخلو إسناد منها من متروك ففي الثاني ليث بن أبي سليم وفي الثالث إبراهيم بن أبي الليث والرابع فيه إبراهيم بن يزيد وانظر الكلام عليهم في الحاشية وإنما أوردتها للتنبيه عليها.
ولا يلزم من ضعف أسانيد هذه الآثار أنها هي التي بنا عليها ابن أبي حاتم وابن كثير نسبة هذا القول إليه فقد يكونوا اطلعوا على غير هذه الأسانيد والعلم عند الله.

•¨ المبحــث الرابــع ¨•
إبطال التشبث بما نسب إلى مجاهد في إنكار الرؤية.
وذلك من وجوه كثيرة ومنها:
1- ليس في تفسير مجاهد لقوله تعالى (إلى ربها ناظرة) بانتظار ثواب ربها ما يدل على أنه ينفي رؤية المؤمنين لربهم جل وعز. إنما فيه تفسيره لهذه الآية بعينها بهذا الوجه من التفسير. كما لو قال مفسر إن قوله تعالى (اسكن أنت وزوجك الجنة) يعني بها جنة في الأرض لم يلزم منه أنه ينفي وجود الجنة التي وعد الله بها عباده المتقين ولو لم يصرح بذلك.
2- قد نقل عنه القول بإثبات الرؤية في تفسير قوله تعالى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) وتقدم من نص من الأئمة على ذلك، كما ذكرت ما عثرت عليه من الروايات عنه رحمه الله وما فيها من المقال.
3- على فرض أن هذه الآية لا تدل على إثبات الرؤية فثم أدلة كثيرة من الكتاب والسنة على إثبات الرؤية فلماذا تترك تلك النصوص ويتشبث بهذا المنقول عن مجاهد والذي ليس هو بنص بل ولا بظاهر في النفي.
4- أن الذي يتعلق بما نسب إلى مجاهد رحمه الله مع اطراحه لآيات الكتاب ونصوص السنة المتواترة وإجماع السلف قبل مجاهد وبعده يكشف عن نفسه بأنه لا يتبع الدليل وإنما يتبع هوى في نفسه ولذلك تَعلّقَ بالشاذ المطروح المردود ثم رمى البرهان الساطع والدليل القاطع.
5- أن الله عز وجل إنما تعبدنا باتباع كتابه واتباع نبيه -صلى الله عليه وسلم- فهما الحجة، وما خالفهما فلا يلتفت إليه كائنا من كان ذلك المخالف وقد تواترت أدلة الكتاب والسنة على إثبات رؤية المؤمنين لربهم وأجمع السلف الصالح على إثباتها. ورحم الله شيخنا العلامة الجليل عبد الرزاق عفيفي فقد سألته مرة عن قول مجاهد هذا (تنتظر ثواب ربها) فقال خطأ . فقلت ما معناه: إن مجاهد تابعي كبير فقال غاضباً (مجاهد ما هو نبي) وصدق رحمه الله .
فلقنني درساً بأن العالم يؤخذ من قوله ويترك حسب الدليل ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم قوله حجة على الكتاب والسنة بل فيهما الحجة على كل أحد.
والله عز وجل سيسألنا يوم القيامة : (ماذا أجبتم المرسلين) وليس بسائلنا ماذا أجبتم مجاهدا.


•¨ المبحــث الخــامـس ¨•
تفسير آية سورة القيامة (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة).
نقل إمام المفسرين أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت 311هـ) تفسيرين لهذه الآية الكريمة (إلى ربها ناظرة) :
الأول:
النظر إلى الله تعالى ورؤيته سبحانه بالأبصار. فأخرج عن عكرمة وإسماعيل بن أبي خالد، وأشياخ من أهل الكوفة قولهم:( تنظر إلى ربها نظرا ) .
وأخرج عن الحسن البصري أنه قال في قوله تعالى:( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ) قال: حسنة ( إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) قال: تنظر إلى الخالق، وحُقَّ لها أن تنضَر وهي تنظر إلى الخالق.
وأخرج عن عطية العوفي، قوله فيها: هم ينظرون إلى الله لا تحيط أبصارهم به من عظمته، وبصره محيط بهم، فذلك قوله:( لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ).
الثاني:
انتظار الثواب من ربها. وحكاه عن مجاهد في عدد من الروايات ، وحكاه عن أبي صالح.
قلت:
وأبو صالح قد ثبت عنه في السنة لعبد الله أنه فسرها أيضاً بما يوافق تفسير الجمهور قال عبد الله حدثني أبي رحمه الله ثنا أبو معاوية ثنا إسماعيل عن أبي صالح في قوله عز و جل:(وجوه يومئذ ناضرة) قال حسنة (إلى ربها ناظرة).
وإنما نبهت على هذا حتى لا يتعلق به متعلق فينسب إليه إنكار الرؤية كما قيل عن مجاهد رحمه الله.
وإذا اختلف العلماء في مسألة فالفيصل هو الدليل فأي القولين أسعد بالدليل؟
إن أولى القولين بالصواب هو قول الجمهور وهو أن النظر على ظاهره بمعنى الرؤية وذلك لما يلي:
1- أن النظر إذا عدي بإلى فلا يكون بمعنى الانتظار وإنما يكون بمعنى الرؤية والإبصار، ولا تعرف العرب في لغتها (وهي اللغة التي خاطبنا الله تعالى بها) انظر إلى كذا بمعنى انتظره. وذلك أن النظر يأتي على معان وهي:
أ- التفكر: ويعدى الفعل إذا قصد به هذا المعنى بـ(في) كقوله تعالى (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ) (لأعراف:185) ب- الانتظار والتربص: ويستعمل لازما لا متعدياً ومن شواهده في القرآن قوله تعالى (انظرونا نقتبس من نوركم) ومنه في لغة العرب قول امرئ القيس:
فإنكما إن تنظراني ساعة من الدهر تنفعني لدى أم جندب.
ج_ الرؤية والإبصار: ويعدى بإلى كما في قوله تعالى (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) وقوله تعالى (وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون) وقوله تعالى (فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت) ومنه في لغة العرب :
نظرت إليها والنجوم كأنها مصابيح رهبان تشب لقفال
وآية سورة القيامة عدي فيها النظر بإلى فدل على أن المقصود نظر العين لا الانتظار والتربص.
2- أن النظر أضيف إلى الوجوه التي هي محل الأعين التي ينظر بها فدل على أن المقصود النظر والرؤية لا التربص والانتظار كما قال تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء) والمقصود تقلب عينيه إذ الوجه محل العينين التي يحصل بها النظر وتقليب البصر.
3- أن الأصل في الكلام عدم الحذف والتقدير فإذا قلت رأيت فلان فالأصل أني رأيته هو ولا يفهم عربي أني أقصد رؤية سيارته أو بيته إلا بقرينة يدل عليها السياق تقتضي حمل الكلام على هذا المعنى والآية ظاهرة المعنى والبيان في أن المؤمنين ينظرون إلى ربهم حقيقة لا أنهم ينتظرون ثوابه.
4- أن المقام مقام بشارة وإكرام وتمام البشارة والإكرام تعجيل الموعود به والمبشر به من المثوبة أما التربص والانتظار فإن فيه تعذيباً وإيلاماً إلى أن يحصل الموعود به فلا يناسب أن يكون هذا معناه.


•¨ المبحــث الســـادس ¨•
من أدلة الرؤية في الكتاب والسنة:


أ- من أدلة القرآن الكريم:
1- قوله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) وتقدم بيان معناها.
2- قوله تعالى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله تعالى كما فسرها به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صهيب الآتي.
3- قوله تعالى (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا .. ) الآية
ودلالتها على إثبات الرؤية من وجوه:
أ- لو كانت رؤية المؤمنين لربهم محالاً لما كان لائقاً بموسى أن يسألها ربه، إذ كيف يليق بكليم الله وأحد الخمسة أولي العزم من الرسل أن يجهل ما يليق بربه ومالا يليق به.
ب_ أن الله تعالى علق الرؤية بأمر ممكن في قدرة الله تعالى لو أراده وهو استقرار الجبل فلو أراد الله تعالى لأقره وتعليق الشيء على أمر ممكن دليل على إمكانه.
ج_ إذا كان الله تعالى تجلى للجبل الجماد فكيف يستحيل أن يكشف الحجاب عن وجهه لأهل الإيمان في جنته حتى يروه إكراماً لهم وإحساناً منه إليهم.
د_ وأما قوله تعالى (لن تراني) فذلك في الدنيا لحكم بالغة ومنها ضعف الخلقة البشرية المخلقة في هذه الدنيا للموت والفناء فأما بعد البعث فيخلقون للبقاء الدائم فيخصهم الله تعالى بما يمكنهم به أن يروا ربهم سبحانه وتعالى.
4- قوله تعالى (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) ووجه دلالتها على إثبات الرؤية أنه نفى الإدراك والإدراك قدر زائد على الرؤية ونفي القدر الزائد دليل على إثبات الأصل فقولي لمن ينظر في السماء إنك لن تدرك السماء ليس معناه إنك لن تراها ولكن المعنى أنك تراها وتبصرها ولكنك لن تراها كلها والله تعالى أكبر وأعظم وقد تقدم عن عطية العوفي أنه قال : هم ينظرون إلى الله لا تحيط أبصارهم به من عظمته، وبصره محيط بهم، فذلك قوله:( لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ).
5- قوله تعالى (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) فلما حجب أعداءه إهانة وإذلالاً دل على رؤية أوليائه له إكراماً وإنعاماً وإلا لما كان لبيان حجب أعدائه فائدة ولبطل معنى الكلام.

ب- من أدلة السنة المطهرة:
1- عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة - يعني البدر - فقال ( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) . ثم قرأ ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ). متفق عليه.
والمعنى أنكم سترون ربكم فوقكم كما ترون القمر لا يضار بعضكم بعضاً بزحام ونحوه ، وعلى رواية التخفيف فالمعنى لا يراه بعضكم دون بعض من الضيم الذي هو الظلم.
والتشبيه في هذا الحديث تشبيه لرؤية الله برؤية القمر لا تشبيه الله تعالى بالقمر فإن الله تعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
2- عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( هل تضارون في القمر ليلة البدر ) . قالوا لا يا رسول الله قال ( فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ) . قالوا لا يا رسول الله قال ( فإنكم ترونه كذلك ...) الحديث أخرجه البخاري.
3- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال ( هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا ) . قلنا لا قال ( فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما ) . متفق عليه
4- عن صهيب الرومي - رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخل أهلُ الجنّةِ الجنة ، يقول تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدُكم ؟ فيقولون : ألم تُبَيِّضْ وجوهَنا ؟ ألم تُدخلْنا الجنةَ وتنجِّنا من النار ؟ قال: فيكشف الحجابَ ، فما أُعْطوا شيئا أحبَّ إليهم من النظر إلى ربِّهم تبارك وتعالى». زاد في رواية : ثم تلا هذه الآية : {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} [يونس:26] أخرجه مسلم والترمذي.
5- ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه دعا ربه أن يرزقه لذة النظر إلى وجهه _ وسيأتي قريباً_ ولو كانت رؤية الله تعالى مستحيلة لكان الدعاء بها عبثاً وجهلاً وقد نزه الله نبيه صلى الله عليه وسلم عن هذين الوصفين فإنه أعلم الناس بربه تبارك وتعالى.
وختاماً:
فإن رؤية المؤمنين لربهم مما ثبت صراحة في أدلة الكتاب المتكاثرة وأحاديث السنة المتواترة وأجمع عليه السلف الصالح وهو أعظم نعيم تتشوف إليه نفوس المؤمنين، وتقتدي بنبيها في سؤالها ربها إياه كما في قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه:
( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي اللهم أسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الإخلاص في الرضا والغضب وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيمًا لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بالقضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين) أخرجه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه .
ومن طريف ما يذكر في هذا المقام هذه القصة التي أختم بها، أخرج الخطيب في تاريخ بغداد (7/66) عن عثمان بن سعيد الرازي قال حدثنا الثقة من أصحابنا قال:
لما مات بشر بن غياث المريسي [ 5 ] ، لم يشهد جنازته من أهل العلم والسنة أحد إلا عبيد الشونيزي فلما رجع من جنازة المريسي أقبل عليه أهل السنة والجماعة قالوا:
يا عدو الله: تنتحل السنة والجماعة وتشهد جنازة المريسي؟!!
قال: أنظروني حتى أخبركم. ما شهدت جنازة رجوت فيها من الأجر ما رجوت في شهود جنازته. لما وضع في موضع الجنائز قمت في الصف فقلت:
- اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن برؤيتك في الآخرة اللهم فاحجبه عن النظر إلى وجهك يوم ينظر إليك المؤمنون
-اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر اللهم فعذبه اليوم في قبره عذابا لم تعذبه أحداً من العالمين
- اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان اللهم فخفف ميزانه يوم القيامة
- اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة اللهم فلا تشفع فيه أحداً من خلقك يوم القيامة.
قال: فسكتوا عنه وضحكوا) اهـ
اللهم إنا نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم .
والله أعلم والحمد لله رب العالمين.


علي بن يحيى الحدادي
20/4/1430هـ
www.haddady.com
[email protected]

________________________________________

[ 1 ]- السنة لعبد الله بن أحمد (1/261) في إسناده شريك القاضي قال ابن حجر في التقريب : (صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة)
[ 2 ]- اعتقاد أهل السنة (3 /463) فيه ليث بن أبي سليم قال ابن حجر :(صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك) تقريب التهذيب (2/464)
[ 3 ]- فيه إبراهيم بن أبي الليث متروك الحديث كما في ميزان الاعتدال (1/54)
[ 4 ]- فيه إبراهيم بن يزيد المكي الخوزي متروك الحديث
[ 5 ]- أحد أئمة الضلالة.

منقول من موقع الشيخ -حفظه الله-
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-16-2010, 05:06 PM
بلال الجيجلي بلال الجيجلي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: الجزائر- ولاية جيجل - حرسها الله من كل سوء-
المشاركات: 941
شكراً: 13
تم شكره 43 مرة في 40 مشاركة
افتراضي

أرجو من الإخوة إثراء هذا الموضوع وجمع ما تيسر من كلام أهل العلم في مسألة رؤية المؤمنين لله عزوجل يوم القيامة.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-16-2010, 05:14 PM
أبو مصعب زكرياء الدبوسي أبو مصعب زكرياء الدبوسي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: المغرب
المشاركات: 83
شكراً: 6
تم شكره 9 مرة في 8 مشاركة
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبو مصعب زكرياء الدبوسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو مصعب زكرياء الدبوسي
افتراضي

بارك الله فيك أخي بلال..وحفظ الشيخ علي بن يحيى الحدادي


رؤية الله تعالى يوم القيامة ''الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله''

هناك جدل في مسألة الرؤيا، أي رؤية الله - سبحانه وتعالى- يوم القيامة، وقد كثر الخصام، فمن الناس من يقول: إن الله لن يرى، ومنهم من يقول: إنه سيرى، وكل منهم يأتي بالأحاديث وبعض الآيات الكريمة لنفي أقوال الطرف الآخر، أفتونا - جزاكم الله خيرا

قول أهل السنة والجماعة، وهو إجماع الصحابة - رضي الله عنهم- وإجماع أهل السنة بعدهم أن الله – سبحانه- يُرى يوم القيامة ، يراه المؤمنون ويرونه في الجنة أيضاً، أجمع أهل العلم على هذا ، أجمع علماء الصحابة والمسلمون الذين هم أهل السنة والجماعة على هذا، وقد دل عليه القرآن العظيم ، والسنة المطهرة الصحيحة، يقول الله - عز وجل- : وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة. ناضرة يعني بهية جميلة، إلى ربها ناظرة تنظر إلى وجهه الكريم - سبحانه وتعالى-. وقال - عز وجل- : للذين أحسنوا الحسنى وزيادة صح عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام- أنه قال : الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله. وقال الله: كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون. فإذا حجب الكفار علم أن المؤمنين غير محجوبين بل يرون ربهم في القيامة وفي الجنة، وقد توارت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن المؤمنين يرون ربهم في القيامة وفي الجنة، يقول - صلى الله عليه وسلم- : (إنكم ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تمارون في رؤيته). وفي لفظ: (لا تضارون في رؤيته) . وفي اللفظ الآخر: (كما تطلع الشمس صحوا ليس دونها سحاب). فالكلام بين واضح ، بين عليه الصلاة والسلام أن المؤمنين يُرون ربهم رؤيةً ظاهرة جلية كما ترى الشمس صحوا ليس دونها سحاب ، وكما يُرى القمر ليلة البدر ليس هناك سحاب ، وهل بعد هذا البيان بيان؟ ما أوضح هذا البيان وما أبينه وما أكمله؟ وأخبر - صلى الله عليه وسلم- أنهم يرونه في الجنة أيضاً. فمن أنكر الرؤية فهو مرتد ضال. من أنكر رؤية الله للمؤمنين كلهم له يوم القيامة وفي الجنة فهو ضال مرتد - نسأل الله العافية -.
__________________
قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : أول بدعة حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ الشبع ، إن القوم لما شبعت بطونهم ، جمحت بهم نفوسهم إلى الدنيا .

رقم القيد : 182
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-16-2010, 05:16 PM
أبو مصعب زكرياء الدبوسي أبو مصعب زكرياء الدبوسي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: المغرب
المشاركات: 83
شكراً: 6
تم شكره 9 مرة في 8 مشاركة
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبو مصعب زكرياء الدبوسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو مصعب زكرياء الدبوسي
افتراضي

هذه فتوى الشيخ أبو عبد المعز محمد علي فركوس فركوس حفظه الله
الفتوى رقم: 768
الصنف: فتاوى العقيدة والتوحيد
في رؤية المؤمنين الله تعالى يوم القيامة

السـؤال:
نحن شبابٌ من مدينة غرداية المنتحلة -كما هو معروف- للمذهب الإباضي، أحببنا أن نسأل فضيلتَكم عن قول من ينكر رؤيةَ اللهِ تعالى يومَ القيامة، كما نرجو من السادةِ العلماءِ أن يوضِّحوا هذه المسألة ويُبيِّنوا الحقَّ فيها؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.

الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فالمعتقدُ الصحيحُ ما أجمعَ عليه أهلُ الحقِّ واتفقَ عليه أهلُ التوحيد والصِّدْقِ أنّ اللهَ تعالى يراه المؤمنون بأبصارهم كما يرون القمرَ ليلةَ البَدْرِ، ويرونه كما يرون الشّمسَ ليس دونها سحاب، وقد تضافرت على مسألةِ رُؤيةِ اللهِ تعالى يومَ القيامة نصوصٌ من الكتابِ والسُّـنَّة وإجماعِ السلف، قال تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ، إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: 22-23]، وإضافةُ النظر إلى الوجهِ الذي هو محلّه في الآية، وتعديته بأداة «إلى» صريحةٌ في نظر العين التي في الوجه إلى نفس الربّ جلّ جلاله، وبقوله تعالى: ﴿لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [يونس: 26]، وفسّر النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم «الحُسْنَى» بأنها الجنَّة، وفسّر «الزِّيَادَة» بأنها النظرُ إلى وجهِ اللهِ الكريمِ، وهو ثابتٌ في صحيح مسلم(١- أخرجه مسلم في «الإيمان»، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه: (450)، والترمذي في «صفة الجنة»، باب ما جاء في رؤية الله: (2558)، من حديث صهيب رضي الله عنه.)، ولقوله تعالى في أصحاب الجنّة: ﴿لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ [ق: 35]، وفُسِّر «المزيد» بالنظر إلى وجه الله تعالى، وبقوله تعالى عن الكفار: ﴿كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ﴾ [المطففين: 15]، فالآية دلّت بمفهومها على أنّ المؤمنين ليسوا محجوبين عن الله يوم القيامة، وأنهم يرونه بالنظر إليه يوم القيامة.
أمّا الأحاديثُ المثبِتَةُ لرؤيةِ الله سبحانه يومَ القيامة فكثيرةٌ جدًّا حتى بلغت حدَّ التواتُرِ كما جَزَمَ به جَمْعٌ من الأئمّة، وقد أفردها بعضُهم لكثرتها بمصنّفات خاصّة كالدارقطني والآجري، وأبي نعيم الأصفهانيِّ والبيهقيِّ، ومن هذه الأحاديث: ما اتفق عليه الشيخان من حديث جريرِ بن عبد الله البَجَلي رضي الله عنه قال: «كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذْ نَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، قَالَ: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلاَةٍ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَافْعَلُوا»(٢- أخرجه البخاري في «مواقيت الصلاة»، باب فضل صلاة العصر: (529)، ومسلم في «المساجد»، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما: (1434)، وأبو داود في «7429»، باب في الرؤية:(7429)، والترمذي في «صفة الجنة»، باب ما جاء في رؤية الله:(2551)، وابن ماجه في «المقدمة»، باب فيما أنكرت الجهمية: (177)، وأحمد: (18766)، من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.).
وعن أَبي سعيدٍ الخدريِّ قال: «قُلْنَا: يا رسول اللهِ هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارُّون في رؤية الشمس والقَمر إذا كان صَحوًا؟ قلنا: لا، قال: فإِنكم لا تضارُّون في رؤية ربِّكم يومئذٍ إلا كما تضارُّون في رؤيتهما»(٣- أخرجه البخاري في «التوحيد»، باب قول الله تعالى وجوه يومئذ ناظرة: (7886)، ومسلم في «الإيمان»، باب معرفة طريق الرؤية: (454)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.)، أي: لا تزدحمون على رؤية الله تعالى، كلٌّ يراه وهو في مكانه؛ لأنّ الناسَ كما يرون الشمسَ والقمرَ من غير زحام وهما مخلوقان فكيف بالخالق.
قال ابن أبي العزّ الحنفي –رحمه الله-: «ليس تشبيهُ رؤيةِ الله برؤية الشّمس والقمر تشبيهًا لله، بل هو تشبيهُ الرؤية بالرؤية، لا تشبيهُ المَرئي بالمرئي، ولكن فيه دليلٌ على علوِّ الله على خلقه، وإلاّ فهل تعقل رؤية بلا مقابلة؟! ومن قال: يُرى لا في جهةٍ فليراجِعْ عقلَه!! فإمَّا أن يكون مكابِرًا لعقله أو في عقله شيءٌ، وإلاّ فإذا قال: يُرى لا أمامَ الرائي ولا خلفَه ولا عن يمينه ولا عن يساره، ولا فوقه ولا تحته رَدَّ عليه كلُّ من سمعه بفطرته السليمة»(٤- «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز: (1/219).).
هذا، ولم ينكر الرؤيةَ إلاّ أهلُ البدع كالجهميةِ والمعتزلة، وتلتقي الإباضية –وهي إحدى فِرق الخوارج- إلى حدّ كبيرٍ مع المعتزلة في تأويل الصفات وفي إنكار رؤية الله تعالى في الآخرة وفي غيرها من المعتقدات، مجانبةً لعقيدة أهلِ الحقّ والإيمانِ. ومن شُبَهِهِم العقليةِ في إنكار الرؤية أنه يلزم من إثبات الرؤيةِ أن يكون اللهُ تعالى في جهةٍ، واللهُ تعالى في مُعتقدهم ليس في جهة، و هو عندهم لا داخلَ العالَم ولا خارجَه، ولا فوقَ ولا تحتَ ولا يَمنةً ولا يسرةً، لذلك نَفَوْا الرؤيةَ؛ لأنّ الله تعالى ليس في جهة، وهذا من أبطل الباطل؛ لأنّ هذه الأوصاف تقتضي أن يكون عَدَمًا لا وجودَ له سبحانه، ولهذا قال بعض العلماء الممثل أعشى والمعطل أعمى، فالمعطّل يعبد عدمًا والممثل يعبد صنمًا والموحِّد يعبد واحدًا صمدًا (٥- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (5/196-261)، «الصواعق المرسلة» لابن القيم: (1/148)، «شرح قصيدة ابن القيم» لأحمد بن إبراهيم: (1/28).).
أمّا شُبهتُهم الشرعيةُ فيستدلُّون بقوله تعالى: ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ﴾ [الأنعام: 103]، على أنه لا تراه الأبصار، وبقوله تعالى عن موسى: ﴿رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي﴾ [الأعراف: 143]، دليل على نفي الرؤية. ولا يخفى أنّ نفيَ الرؤيةِ في الآيتين إنّما يفيدُ نفيَهما عنه سبحانه في الدنيا، والأدلةُ السابقةُ تدلّ على إثباتها في الآخرة، ولا تعارضَ بينها، كما أنّ الإدراكَ المنفيَّ في الآية معناه الإحاطة، وهو قدرٌ زائدٌ على الرؤية، والمراد أنّ العيونَ لا تحيطُ به لكِبره وعظمته وإن رأته، فالسماءُ نراها بالعيون ولا نحيطُ بها، فاللهُ أعظم وأكبر، والدليلُ على الفَرْقِ بين الرؤية والإحاطة قوله تعالى في أصحاب موسى وقومِ فرعون: ﴿فَلَمَّا تَرَاءى الجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الشعراء: 61-62]، فالآية نفتِ الإدراكَ ولم تنفِ الرؤيةَ، «فالرؤية والإدراك كل منهما يوجد مع الآخر وبدونه، فالرب تعالى يُرى ولا يُدرك، كما يُعلم ولا يُحاط به علما، بل الشَّمس المخلوقة يراها ولا يتمكن رائيها من إدراكها»(٦- «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز: (1/215).).
أمّا سؤال موسى رؤية اللهِ فدليلٌ على جواز الرؤية وإمكانها، واللهُ تعالى أخبره أنه لا يُرى في الدنيا، فقال: ﴿لَنْ تَرَانِي﴾ ولم يقل: «إني لا أُرى»، وقد ثبت في الصحيح: «أَنَّ أَحَدًا مِنَّا لاَ يَرَاهُ حَتَّى يَمُوتَ»(٧- أخرجه مسلم في «الفتن وأشراط الساعة»، باب ذكر ابن صياد: (7356)، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.)، وعليه فالله يُرى في الآخرة، وأولى الناس بهذه الرؤية الأنبياء، وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ رِدَاءُ الكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ»(٨- أخرجه البخاري في «التفسير»، باب قوله ومن دونهما جنتان: (4597)، وابن حبان في «صحيحه»: (7386)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.).
هذا، ولإجماع السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأئمّة أهل السُّنَّة على إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وكثرة ما ورد في إثباتها من الأدلَّة من نصوص الكتاب والسُّنَّة، وهي ممَّا استفاضت وتواترتْ، ولا يجحَدُها أو يردّ أخبارَها إلاّ مارق عن الدِّين خارج عن مِلَّتِهِ. قال الآجري: «وقد قال الله عزّ وجلّ لنبيِّه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: 44]، وكان ممّا بيّنه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لأمّته في هذه الآيات أنه: أعلمَهم في غير حديث: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ»، رواه جماعةٌ من صحابته رضي الله عنهم، وقَبِلها العلماءُ عنهم أحسن القَبول، كما قَبِلوا عنهم عِلمَ الطهارة والزكاة والصيام والحجّ والجهادِ، وعلمَ الحلال والحرام، كذا قَبِلوا منهم الأخبارَ: أنّ المؤمنين يرون اللهَ عزّ وجلّ لا يشكّون في ذلك، ثمّ قالوا: من ردّ هذه الأخبار فقد كفر»(٩- «الشريعة» للآجري: (253).).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «والذي عليه جمهور السلف أنّ من جَحَدَ رؤيةَ الله في الدار الآخرة فهو كافرٌ، فإن كان ممّن لم يبلغه العلمُ في ذلك عُرِّف ذلك، كما يُعَرَّف من لم تبلغه شرائع الإسلام، فإن أصرّ على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر»(١٠- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (6/486).).
ورؤيةُ الله تعالى في الآخرة –فضلاً عن ثبوتها- فإنها أعزّ ما يطلبه أهلُ الإيمان والعبوديةِ، وأقصى الغايات التي يتسابق عليها المتسابقون، وفي معرض وصف هذا المطلب العظيم يقول ابن القيم-رحمه الله-: «وهي العناية التي شمر إليها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وتسابق إليها المتسابقون، ولمثلها فليعمل العاملون، إذا ناله أهل الجنّة نسوا ما هم فيه من النعيم، وحُرمانه والحجاب عنه لأهل الجحيم أشدّ عليهم من عذاب الجحيم، اتفق عليها الأنبياء والمرسلون، وجميعُ الصحابة والتابعون، وأئمّة الإسلام على تتابُعِ القرون، وأنكرها أهلُ البدع المارقون»(١١- «حادي الأرواح» لابن القيم: (204).).
نسألُ اللهَ تعالى أن يرزقَنَا لذّةَ النظرِ إلى وجهه الكريم، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 1 جمادى الثانية 1428ﻫ
الموافق ﻟ: 17 جوان 2007م
١- أخرجه مسلم في «الإيمان»، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه: (450)، والترمذي في «صفة الجنة»، باب ما جاء في رؤية الله: (2558)، من حديث صهيب رضي الله عنه.

٢- أخرجه البخاري في «مواقيت الصلاة»، باب فضل صلاة العصر: (529)، ومسلم في «المساجد»، باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما: (1434)، وأبو داود في «7429»، باب في الرؤية:(7429)، والترمذي في «صفة الجنة»، باب ما جاء في رؤية الله:(2551)، وابن ماجه في «المقدمة»، باب فيما أنكرت الجهمية: (177)، وأحمد: (18766)، من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.

٣- أخرجه البخاري في «التوحيد»، باب قول الله تعالى وجوه يومئذ ناظرة: (7886)، ومسلم في «الإيمان»، باب معرفة طريق الرؤية: (454)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

٤- «شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز: (1/219).

٥- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (5/196-261)، «الصواعق المرسلة» لابن القيم: (1/148)، «شرح قصيدة ابن القيم» لأحمد بن إبراهيم: (1/28).

٦-«شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز: (1/215).

٧- أخرجه مسلم في «الفتن وأشراط الساعة»، باب ذكر ابن صياد: (7356)، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

٨- أخرجه البخاري في «التفسير»، باب قوله ومن دونهما جنتان: (4597)، وابن حبان في «صحيحه»: (7386)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

٩-«الشريعة» للآجري: (253).

١٠- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (6/486).

١١- «حادي الأرواح» لابن القيم: (204).
__________________
قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : أول بدعة حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ الشبع ، إن القوم لما شبعت بطونهم ، جمحت بهم نفوسهم إلى الدنيا .

رقم القيد : 182
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-16-2010, 05:22 PM
أبو مصعب زكرياء الدبوسي أبو مصعب زكرياء الدبوسي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: المغرب
المشاركات: 83
شكراً: 6
تم شكره 9 مرة في 8 مشاركة
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبو مصعب زكرياء الدبوسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو مصعب زكرياء الدبوسي
افتراضي

ما حكم من ينكر رؤية الله

ما حكم من ينكر رؤية الله؟

من ينكر رؤية الله فهو ضال مضل؛ لأن الله جل وعلا أثبت رؤيته وثبتها رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول الله جل وعلا: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) ويقول عن الكفار: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ) فدل على أن المؤمنين ليسوا بمحجوبين بل يرون سبحانه يوم القيامة وفي الجنة، وقال جل وعلا: (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله) هكذا جاء تفسيرها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن الناس يرون ربهم يوم القيامة كما يرون الشمس صحواً ليس دونها سحاب، وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضاهون في رؤيته ويراه أهل الجنة ولهم اجتماع معه سبحانه وتعالى فهذا قول أهل السنة والجماعة قد أجمع أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم على أنه سبحانه يرى في الآخرة وفي الجنة، ومن أنكرها تبين له الأدلة فإن أصر كفر، تبين له الأدلة من القرآن والسنة فإن أصر كفر؛ لأنه كذب لله ولرسوله، فالواجب على جميع أهل العلم أن يبينوا ذلك للناس وأن يوضحوه للناس وعلى من عنده شك أن يتقي الله وأن يرجع للصواب، على من عنده شك وتردد أن يتقي الله وأن يرجع إلى الحق، فالمؤمنون بالنص وإجماع أهل السنة يرون ربهم يوم القيامة في العرصات وفي الجنة، أما الكفار فلا يرون (كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ).
http://www.binbaz.org.sa/mat/20264
__________________
قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : أول بدعة حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ الشبع ، إن القوم لما شبعت بطونهم ، جمحت بهم نفوسهم إلى الدنيا .

رقم القيد : 182
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-16-2010, 05:27 PM
أبو مصعب زكرياء الدبوسي أبو مصعب زكرياء الدبوسي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: المغرب
المشاركات: 83
شكراً: 6
تم شكره 9 مرة في 8 مشاركة
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبو مصعب زكرياء الدبوسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو مصعب زكرياء الدبوسي
افتراضي

رؤية الله في الآخرة بالعين !!وخطأ من يقول في دعاء القنوت في رمضان يامن لاتراه العيون .



رؤية الله عز وجل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى, وصلاةً وسلاماً على عباده الذين أصطفى, لاسيما عبده المصطفى ,وعلى آله وصحبه المستحقين الشرفا, اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد:-
فهذه كلمات مختصرات- عن رؤية العباد لرب البريات- موجزة العبارة, لطيفة الإشارة, مزودة بالأدلة, من الكتاب والسنة, وأثار سلف الأمة, فاظفر بها وبمعينها, فيا آيها الناظر فيها , المتأمل معانيها , لك غنمها , وعلىِّ غرمها , فإن كان من توفيق فمن الله وحده, وإن كانت الأخرى - فلا أعدم منك تعليق أو نصيحة- فمنى ومن الشيطان ومن الله الغفران , والله المستعان.

ـ ـ ـ
ـ ـ
ـ

:: المبحث الاول ::

بيان فضل رؤية الله تعالى وأنها أعظم نعيم الجنة فى الاخرة
اعلم- أخى الكريم - أن رؤية الله تعالى هى اعظم نعيم الاخرة- امتعنا الله بها- كما فى حديث مسلم عن صهيب رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه وسلم قال [ إذا دخل أهل الجنه الجنه يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئاً أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا , ألم تدخلنا الجنه وتنجينا من النار , فيكشف الحجاب فما أُعطوا شيئاَ أحب إليهم من النظر الى ربهم, ثم تلا هذه الاية ( الذين أحسنوا الحسنى وزيادة)]..
ولذا كان النبى صلى الله عليه وسلم يدعوا ربه فى حديث عمار بن ياسر رضى الله عنه عند احمد فى مسنده (4/264)وصححه الالبانى فى صحيح الجامع ان النبى كان يدعو فى صلاته فيقول (...وأسالك لذة النظر إلى وجهك الكريم وأسألك الشوق إلى لقائك....) فالرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يعطيه هذه اللذه وذاك النعيم العظيم لما لا !! والنبى صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بهذا الفضل, وبهذه اللذه, ولذا يقول ابن القيم:[ إذا عرف هذا , فأعظم نعيم الاخرة ولذاتها هو النظر الى وجه الرب جل جلاله , وسماع كلامه منه , والقرب منه كما ثبت فى الصحيح فى حديث الرؤيه ] ا.هـ الداء والدواءصـ283-284
ويقول أيضاَ ـ رحمه الله ـ :[ فأطيب ما فى الدنيا معرفته ومحبته, وألذ ما فى الأخرة رؤيته ومشاهدته] ا.هـ الداء والدواءصـ284
ويقول الله تعالى [ للذين أحسنو الحسنى وزيادة] ,وانظر وأمعن النظر- أخى الكريم- فى كلمة [ زيادة ] , لتشعر بهذا الفضل العظيم أى: للذين أحسنوا " الجنه " وما فيها من نعيم مقيم وأفضل من ذلك " النظر " إليه سبحانه كما فسرها السلف ـ رضى الله عنهم ـ .


:: المبحث الثانى ::

الفصل الاول
[ فرق مهم ]
أخى - وفقك الله - عليك أن تعلم الفرق المهم , والإختلاف الجم, بين [ الرؤية و الادراك ] .
أولا :ـ [ الرؤية ] :ـ
1ـ من الفعل ( رأى ) وهى النظر إلى الشئ المرئى بالعين وهذا معنى بسيط .
2ـ حكمها جائزة من العباد لله تعالى فى الأخرة فهم سيرون ربهم فى الأخرة عياناً كما هو معتقد أهل السنة و الجماعة
للأدلة النقلية التى ستأتى لاحقاً ـ إن شاء الله تعالى ـ
ثانياً:ـ [ الإدراك ] :ـ
1 ـ من الفعل ( أدرك - يدرك - إدراك) وهى غير جائزة ولا مستطاعة من من العباد فى حق الله تعالى بل العكس هوالصحيح فهو الذى يحيط بكل شئ علماً ولا يحيطون به علماًـ سبحانه ـ
ا- [ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ] الأنعام أية 103
ب-[ ولقد أوحينا إلى موسى أن اسر بعبادى فأضرب لهم طريقاً فى البحر يبساً لا تخاف دركاً ولا تخشى ] طه أية 77 ..
أخبر الله - تعالى- أنه لا يخاف درك آل فرعون لموسى ومن معه لأنها غير ممكنة من العباد فيما بينهم فضلاً عن ربنا ـ سبحانه ـ كما بينا فهم ضعفاء مخلوقين , فالله سبحانه يرى ويدرك الأشياء, ويُرىَ ولايُدرك , ولا يحاط به.
جـ- [ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء ] البقرة أية 255
2 ـ هى المعرفة والإحاطة بالشئ وهو قدر زائد عن الرؤية البصرية .... والدليل :-
1- [ فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنَّا لمدركون ( 61) قال كلا ..] الشعراء أية 62:61 , فهنا نفى موسى عليه السلام الإدراك ولم ينفى الرؤية .
2- [ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ] الأنعام أية 103 , فهو- سبحانه - يدرك بعلمه العظيم المطلق الكامل كل شئ ولا تدركه أبصار خلقه .



ثالثاً:- فوائد وتتنبيهات
1- فائدة : يقول ابن القيم [ فالرؤيه والإدراك كل منهما يوجد مع الأخرين وبدونه فالرب سبحانه يرى ويدرك كما يعلم ولا يُحاط به ] أ.هـ صـــ 215 حادى الأرواح .
2- فائدة : [ وليس تشبيه رؤية الله - تعالى - برؤية الشمس والقمر تشبيهاً لله , بل تشبيه الرؤية بالرؤية لا تشبيه المرئى بالمرئى ] أ. هـ الثمرات صـ 78 .
3- فائدة : [ روى عن ابن عباس أنه قيل له فى ذلك فقال للسائل : أفترى السماء ؟ قال: نعم... قال أفتدركها ... قال: لا.. قال الله أعظم وأجل ] ا.هـ الثمرات صــ 78 .

الفصل الثانى
[ رؤية العباد لله ـ عزوجل ـ ]

أولاً - رؤية العباد لله فى الأخرة :-
أ- المؤمنين :-
سيرون ربهم - سبحانه - يوم القيامه عياناً
الأدلة :-
القرآن الكريم
1-[ وجوه يومئذِ ناضرة , إلى ربها ناظرة ] القيامة آية 23:22
2-[ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ] 26 , و" الحسنى " هى الجنة , و" الزيادة " هى النظر إلى وجه الله تعالى كما فسرها السلف , منهم سعيد بن المسيب والحسن البصرى وعكرمه ومجاهد وقتاده والسدى والضحاك وكعب .. من حادى الارواح صـ 246:245 .
3-[ إنهم عن ربهم يومئذ لمحجبون ] المطففين آية 15, فاذا حجب المؤمنين عن ربهم فأى فضل لهم عن الكفار .
4-[ وأتقوا الله وأعلموا انكم ملاقوه ] البقرة آية 223 ,[ تحيتهم يوم يلقونه سلام ] الأحزاب آية 44.
وقد أجمع أهل اللغة عن أن اللقاء معنى نُسب إلى الحى السليم من العمى والمانع , أقتضى المعاينه والرؤية ( من حادى الارواح صـ211 )

ومن السنه الشريفة :
1- عن أبى هريرة رضى الله عنه أن أناساَ قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم [ هل تضارون فى رؤية القمر ليلة البدر ؟ ] قالوا : لا يا رسول الله , قال [ هل تضارون فى رؤية الشمس ليس دونها سحاب ؟] قالوا : لا , قال [ فإنكم ترونه كذلك ..... ] رواه البخارى ومسلم
2- عن جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال ( كنا جلوساً مع النبى - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة أربع عشر فقال [ إنكم سترون ربكم عياناً , كما ترون هذا لا تضامون فى رؤيته , فإن أستطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس , وصلاة قبل غروب الشمس فافعلوا ...] البخارى ومسلم .
3- وفى حديث الشفاعه المشهور.. قال صلى الله عليه وسلم [ فيأتونى فأستأذن على ربى فيأذن لى فإذا أنا رأيته فأقع له ساجداً..] البخارى ومسلم .
4-عن صهيب رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إذا دخل أهل الجنه يقول الله عزوجل : تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنه وتنجنا من النار ؟ قال : فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم ] ثم تلا هذه الآية " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " يونس26 ] رواه مسلم .

5-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( جنتان من فضة آتيتهما وما فيهما , وجنتان من ذهب آتيتهما وما فيهما , وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبر على وجهه فى جنة عدن )البخارى ومسلم واحمد .

الإجماع :
أجمع أهل السنة على أن المؤمنين سيرون ربهم يوم القيامة ( فقه الخلاف صــ30)

وأخيراً : أثار السلف والخلف :

لعدم الإطالة أنظر :-
- متن العقيده الطحاويه صـ8-7
- نونية القحطانى صــــ18 وصـــ74
- متن لمعة الأعتقاد صـــ74-72
- إعلام السنه المنشورة صـ76-77
- نونية ابن القيم


ب- الكفار والمنافقين :-
أختلف العلماء فى رؤية الكفار والمنافقين لربهم تعالى يوم القيامة مع خلاف سائغ على ثلاث أقوال :-
الأول : أن الرؤية خاصة بالمؤمنين وهو الذى عليه الجمهور كما نقله النووى فى شرح مسلم عن أهل السنه وأن الكفار والمنافقين لا يرونه لقوله تعالى [ كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجبون ] المطففين 15
الثانى : أن اهل الموقف يرونه ثم يحجب عن الكفار .
الثالث: أن المؤمنين والمنافقين يرونه ثم يحجب عن المنافقين
الراجح :-
وهو قول ابن تيمية وابن القيم ( حادى الارواح صــ211 وصـــ252 ) أن كل أهل الموقف يرونه ثم يحجب عن الكفار والمنافقين
الأدلة :-
1- حديث مسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه قال [ يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة الحديث وفيه... قال : فوالذى نفسى بيده لا تضارون فى رؤية ربكم إلا كما تضارون فى رؤية أحدهما فيلقى العبد : فيقول أى فلان الم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لك الخيل والأبل وأذرك ترأس وتربح فيقول بلى فيقول أوظننت أنك ملاقى ؟ فيقول لا , فيقول فإنى أنساك كما نسيتنى ...] الحديث
2-( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجبون ) المطففين 15
أى الكفار والمنافقين يرونه ثم يحجب ورؤيتهم أول مرة ليست رؤية تكريم , بل ليوقنوا بلقائه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين وهذا من أشد أنواع العذاب المعنوى النفسى .


ثانياً : [ رؤية العباد لله فى الدنيا ] :
أ-نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
! - رؤية العين :-
1- حكى الدارمى إجماع الصحابة على أنه صلى الله عليه وسلم لم يرى ربه عز وجل.
2-أستثنى بعضهم ابن عباس حيث قال [ رأى محمد ربه ] وذُكر هذا الرأى عن الإمام أحمد أيضاً .
الراجح :- أن النبى صلى الله عليه وسلم لم ير ربه فى الدنيا للأدلة الأتيه :
1- سئل فى الحديث هل رأيت ربك ؟ قال [ نور أنَّى أراه ] مسلم والترمذى بلفظ [ نوراً أنى أراه ] .
2- سئل فى الحديث : هل رأيت ربك ؟ قال [ رأيت نوراً ] رواه مسلم عن أبى ذر وهو النور المفسر فى الحديث الأخر الذى رواه مسلم أيضاً :[ حجابه النور ] .
أى حال دون رؤية الله تعالى نور فأنَّى أراه .
3- مجمل كلام ابن عباس عن الرؤية هى رؤية الفؤاد فهو لم يقل بعينيه بل الألفاظ الوارده عنه مطلقه مثل : [ رأه محمد ] و [ رأى محمد ربه ] أو مقيدة بالفؤاد مثل [ رأى محمد ربه بفؤاده مرتين ] وكذلك الإمام أحمد رحمه الله .
4- أن القراءن لم يصرح بذلك بل بين رؤيته صلى الله عليه وسلم لأيات ربه ولو كان رأى ربه سبحانه لكان ذلك أولى بالذكر والله اعلم كما فى الأيات :-
-[ سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع العليم ] الإسراء 1
-[ أفتمارونه على ما يرى ] النجم 12
-[ لقد رأى من آيات ربه الكبرى ] النجم 18
-[ وما جعلنا الرؤيا التى أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة فى القراءن ] الإسراء60 , عن ابن عباس فى تفسير هذه الآية قال [ هى رؤية عين أُُريها الرسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به ) كما عند البخارى (8/398) التفسير .

فائدة مهمة : صحف بعضهم هذا الحديث [ نور انى أراه ] إلى [ نور إنىّ اراه ] على أنها ياء نسب وهذا خطأ لفظاَ ومعنى مما جعل بعضهم يرده بإضطراب لفظه.

فائدة مهمة : انكرت عائشه رضى الله عنها الرؤية واثبتها ابن عباس رضى الله عنه كما فى الاحاديث الصحيحه ويمكن الجمع بينهما ان عائشه انكرت رؤيه العين وابن عباس اثبت رؤيه الفؤاد

ب-[ البشر ] سوى النبى صلى الله عليه وسلم :-
1-الانبياء والرسل : لم ير نبى أو رسول ربه عز وجل فى الدنيا كما فى الايات [ قال ربى أرنى أنظر إليك قال لن ترآنى ولكن أنظر إلى الجبل فإن أستقرمكانه فسوف ترانى..] الايات فى صورة الأعراف 143
2- سوى( الانبياء والرسل) من البشر:-
لم ولن ير أحدٌ ربه عزوجل فى الدنيا .
* الدليل :-
-الحديث [ وأعلموا أن أحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت ] مسلم , الترمذى .
- هذا رداً على من يقول أنه يرى ربه بأبصارهم فى الدنيا من جهله وغلاة المتصوفة الذى يزعمون انه يحصل لهم بغير سؤال ما حصل لموسى بالسؤال وهو ضال مبتدع مخالف للكتاب والسنه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى مجموع الفتاوى (6/512) .

فائدة: قال ابن تيمية فى- مجموع الفتاوى- ( وإنما لم نره فى الدنيا لعجز أبصارنا, لا لإمتناع الرؤيا فهذه الشمس إذا حدق الرائى البصر فى شعاعها, ضعف عن رؤيتها لا لإمتناع فى ذات المرئى , بل لعجز الرائى فإذا كان فى الدار الاخرة, أكمل الله قوى الادميين حتى أطاقهم رؤيته, ولهذا لما تجلى الله للجبل خر موسى صعقا, قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين بانه لايراك حيا الا مات , ولايابس الا تدهده , ولهذا كان البشر يعجزون عن رؤيه الملك فى صورته الا من ايده الله كما ايد نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم )أهـ نقلاً عن الثمرات الذكيه .



الفصل الثالث
الوسطيه بين الافراط والتفريط

أعلم- وفقك الله- ان الناس فى اثبات الرؤيه وعدمها طرفان ووسط ..
ا-الطرفان هم المنحرفون عن المعتقد الصحيح فى هذه المسئله :-
1- من يزعم انه يرى الله فى الدنيا ويحاضره, وهو قول جهلة الصوفيه وغلاتهم ,وهذا غير جائز لورود الدليل بمنعه كما فى الحديث [ وأعلموا أن أًحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت ] رواه مسلم والترمذى .
2- من يزعم انه لا يُرى فى الاخرة البتة ولا يكلم عباده , وهو قول الجهميه والمعتزله , وهذا من أشد الضلال والانحراف لورود الادله الصحيحه بالرؤيه , قال الشيخ حافظ ال حكمى رحمه الله [ ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبما ارسل الله به رسله وكان من الذين قال الله فيهم [ كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون] ا.هـ من اعلام السنه المنشورة صـ76

ب- الوسط هم أهل السنة والجماعه الذين أثبتوها حسبما جائت به الادلة الصحيحه كما بينا .
يقول الشيخ حافظ ال حكمى رحمه الله [ وفى الباب أحاديث كثيرة صحيحة صريحه ذكرنا منها فى شرح (سلم الوصول) خمسة واربعين حديثا عن اكثر من ثلاثين صحابياَ ] ا.هـ اعلام السنه صـ76


قال ماهر فيتبين من هذا : خطأ انتشر بين بعض الناس أخذوه من بعض أئمة المساجد المشاهير من القرآء فيقول بعضهم في دعاء القنوت
يامن لاتراه العيون
وهذا بإطلاقه مذهب الجهمية والمعتزلة
بل ذلك مقيد بالدنيا كما جاء في صحيح مسلم وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا
وأما في الآخرة فيرى في موضعين كما تقدم يراه المؤمنون ويحب عن الكفار والمنافقين والجهمية الذين كانوا ينكرون الرؤية
ولو قالوا يامن لاتراه في الحياة الدنيا العيون لكان صحيحا



والله أعلم والحمدلله رب العالمين




المراجع :-
1- القرآن الكريم
2- حادى الأرواح إلى بلاد الأفراح - الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى- تحقيق إيمن محمد عرفه - المكتبة التوفيقية .
3- الثمرات الذكيه فى العقائد السلفيه - الدكتور أحمد فريد حفظه الله تعالى - الدار السلفيه .
4- فقه الخلاف بين المسلمين - الدكتور ياسربرهامى حفظه الله تعالى -دار العقيدة - الطبعة الثانية 1421 هـ .
5- نونية القحطانى -ا لإمام القحطانى - مكتبة السنة- الطبعة الأولى 1423 هـ .
6- متن العقيدة الطحاوية -الامام الطحاوى دار الصحابة للتراث - الطبعة الأولى 1421 هـ .
7- الداء والدواء- ابن القيم رحمه الله- تحقيق خالد بن محمد بن عثمان -دار الصفا - الطبعة الاولى 1422 هـ
8- اعلام السنه المنشورة (200 سؤال وجواب فى العقيدة) -الشيخ حافظ بن حكمى رحمه الله- تحقيق ابو مالك محمد عبدالوهاب- دار البصيرة بالاسكندرية

يقول أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
نظرت في هذا البحث المختصر فوافق الذي اعتقده فنقلته إلى مجلتنا العلمية معرفة السنن والآثار





__________________

ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
__________________
قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : أول بدعة حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ الشبع ، إن القوم لما شبعت بطونهم ، جمحت بهم نفوسهم إلى الدنيا .

رقم القيد : 182

التعديل الأخير تم بواسطة أبو مصعب زكرياء الدبوسي ; 09-16-2010 الساعة 05:33 PM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-16-2010, 07:19 PM
عيسى بن عامر الجزائري عيسى بن عامر الجزائري غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 147
شكراً: 0
تم شكره 6 مرة في 6 مشاركة
افتراضي

جزاك الله خيرا اخي بلال
موضوع قيم ومفيد ..
بارك الله فيك
__________________
روى اللالكائي عن أوس الربعي أنّه كان يقول: " لأن يجاورني القردة و الخنازير في دار، أحب إليّ من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء".أ.هـ شرح أصول اعتقاد أهل السنةوالجماعة ص 131
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:26 PM.


powered by vbulletin