منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > منبر الحديث الشريف وعلومه

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-28-2015, 10:09 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي بيان بطلان ما نسب إلى عمر رضي الله عنه: "حصير في بيت خير من امرأة لا تلد"

بيان بطلان ما نسب إلى عمر رضي الله عنه: "حصير في بيت خير من امرأة لا تلد"

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد وقفت على حديث مروي عن عمر رضي الله عنه فيه عبارة استشنعتها، وبعد تخريج الحديث تبين أنها لفظة موضوعة لا أصل لها.

والحديث منتشر في مواقع عديدة، يذكر ضمن الأحاديث والآثار المرغبة في النكاح، وفي تكثير النسل.

ولا شك أن النكاح مرغب فيه شرعا، وكذلك تكثير النسل.

قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون ﴾ [الروم: 21].

وقال تعالى: ﴿ وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ﴾ [النور: 32]

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم" رواه أبو داود(2050)، والنسائي(3227)، وابن حبان في صحيحه(4056) وغيرهم من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.

وقال صلى الله عليه وسلم: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ". متفق عليه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.

وقال صلى الله عليه وسلم: "الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ". رواه مسلم (2/ 1090رقم1467).

وقال صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ". رواه مسلم (4/ 2065رقم2682).

وهذا هو الحديث:

عن ابن عمر أن عمر تزوج امرأة فأصابها شمطاء, وقال: حصير في بيت خير من امرأة لا تلد, والله ما أقربكن شهوة! ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ".

رواه الخطيب في تاريخ بغداد(12/ 377) قال: أخبرني الحسن بن أبي طالب حدثنا أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف القاضي حدثنا الفضل بن أحمد بن منصور الزبيدي إملاء من حفظه حدثنا زياد بن أيوب حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر انه تزوج امرأة فاصابها شمطاء فطلقها .. الحديث، ثم قال: "وكذا رواه أبو حفص بن شاهين عن الزبيدي"

كذا في المطبوع من تاريخ بغداد، وكذا ذكره الشيخ الألباني عن تاريخ بغداد، وجزء ابن معروف، لكن ذكره الحافظ ابن كثير في مسند الفاروق(2/132رقم499-طبعة دار الفلاح) عن ابن عمر عن عمر . وسقط هذا الحديث من طبعة قلعجي!

ولقد تعجبت من هذا الحديث كيف يتفرد به الخطيب عن أهل الحديث وإسناده صحيح لأول وهلة، بل إن السيوطي جود سنده -كما في كنز العمال(16/ 203 رقم45589)- وتبعه الهيتمي القبوري في كتابه الإفصاح(ص/35)، وجوده شيخنا الألباني رحمه الله في آداب الزفاف(ص/133) وعزاه أيضاً لأبي محمد بن معروف في "جزئه" 131/2،.

وقد وجدت علته من وجهين-سوى ما في متنه-:

الأول: أن أبا محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف القاضي تفرد الخطيب بتوثيقه، مع وصفه له بأنه معتزلي! بل قال: "كان مجردا في مذهب الاعتزال" لذلك ذكره الذهبي في الميزان، والحافظ ابن حجر في اللسان. فالمعتزلي المتعصب لمذهبه لا يكون ثقة بل الأصل فيه أن حكمه كحكم الجهمية عند السلف فلا يروى له ولا كرامة.

ثم وجدت الذهبي يقول في ترجمته من سير أعلام النبلاء(16/ 427) : "ووثقه بجهل الخطيب وبالغ في تعظيمه".



الثاني: أن الحديث لا يوجد في كتب الحديث المشهورة، مع أن إسناده من أصح الأسانيد " زياد بن أيوب عن إسماعيل عن أيوب عن نافع عن ابن عمر"، فمثله لا يتركه أهل الحديث، ولو كان صحيحا لكان أصح إسناد لحديث : "تزوجوا الودود الولود"، وفي ظني أن الوهم فيه إما من الفضل بن أحمد الزبيدي حيث رواه من حفظه، أو يكون البلاء فيه من عبيد الله بن أحمد بن معروف، لكنه قد توبع من أبي حفص ابن شاهين، فإن صح السند إليه تعين إلصاق الوهم بالفضل بن أحمد الزبيدي.

وهذا حديث موضوع بهذا الإسناد والله أعلم.

وفي متنه نكارة، فكيف يقول عمر أو ابنه رضي الله عنهما إن الحصير خير من امرأة لا تلد؟!!

فهل يكون الجماد خيرا من المرأة المؤمنة التي لا تلد؟!!

ومقاصد النكاح كثيرة وغير محصورة بالولد.

فهذا مما يؤكد أن هذه الرواية مكذوبة. والله أعلم

والمحفوظ من حديث عمر رضي الله عنه هو ما رواه ابن أبي شيبة في المصنف(4/ 195 رقم19252) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عمر، أنه تزوج امرأة من بني مخزوم عاقرا، فطلقها، ثم قال: «ما آتي النساء على اللذة، فلولا الولد ما أردتهن» فهذا هو المحفوظ، ومع ذلك فسنده منقطع، عروة لم يدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

لكن هذا المعنى قد ورد من عدة طرق عن عمر رضي الله عنه، وكلها منقطعة.

ومن ذلك ما رواه ابن أبي شيبة(4/ 195رقم19253) عن وكيع عن قتادة: "أن عمر تزوج امرأة فإذا هي شمطاء فطلقها". وسنده منقطع.

أما ما ورد في حديث عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" فهو صحيح من وجوه أخر، كما سبق تخريجه من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه.

هذا ما أحببت التنبيه عليه.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه:

أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
ليلة 14/ 11/ 1436 هـ

التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 08-28-2015 الساعة 10:49 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-30-2015, 05:01 AM
أحمد بن صالح الحوالي أحمد بن صالح الحوالي غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 983
شكراً: 6
تم شكره 42 مرة في 38 مشاركة
افتراضي

جزاكم الله خيراً و نفع بكم.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:12 PM.


powered by vbulletin