منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر كشف مخططات أهل الفتن والتشغيب والتحريش بين المشايخ السلفيين

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-29-2017, 06:48 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي من منهج الحدادية إسقاط العلماء والتحذير منهم بسبب أخطاء وقعت منهم أو توهموا وقوعها منهم لا يلزم منها شرعا إسقاطهم بسببها

من منهج الحدادية إسقاط العلماء والتحذير منهم بسبب أخطاء وقعت منهم أو توهموا وقوعها منهم لا يلزم منها شرعا إسقاطهم بسببها

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فإن العلماء الربانيين هم نجوم الهدى، ومصابيح الدجى، وأعلام الخير والريادة، وهداة إلى الجنة والسعادة.

ولا يوجد عالم معصوم.

ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها... كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه

أيها المسلم الصادق والسلفي ذو الفهم الثاقب:

هل أنت معصوم؟!

هل إذا أخطأت تكون من الساقطين فتحذر من نفسك، أم تستر على نفسك، وتجتهد في إصلاحها؟

ألا تحب لأخيك ما تحب لنفسك من الخير؟ فكيف بشيخك وعالم من علماء السنة والسلفية؟!

إن مشكلة بعض الشباب أنه إذا عرف جماعة من علماء السنة فخالط بعضهم فوجد منهم ما لا يعجبه من بعض التصرفات، ظن أن من لم يخالطه منهم سالما منها فيبقى على إجلاله واحترامه، ويهون عليه إسقاط من خالطه، حتى إذا فوجئ بأن من خالطه من قبل أحسن وأكمل وأفضل ممن خالطه حديثا، فيسهل عليه إسقاط بقية العلماء.

# ولقد رأيت جماعة من الشباب السلفي كانوا يعظمون بعض العلماء، ويسقط في أعينهم آخرون لبعض المسائل، ثم تحدث بينهم وبين هؤلاء الذين كانوا يعظمونهم فجوة ومشكلة، فيبادرون إلى إسقاطهم، فبقي أولئك الشباب وحدهم بغير علماء يرجعون إليهم، بل صاروا يطعنون في علماء العصر السلفيين، وظنوا أنفسهم فوقهم، وأحسن منهم مسلكا، وعكفوا على كتب علماء سابقين عن عصرنا، وصاروا يزدرون جميع علماء العصر، ويزهدون في كتبهم جميعا في العقيدة والحديث والفقه وفِي كل علم.

وهذا المسلك الحدادي مخالف للكتاب والسنة والإجماع، ومن تلك الأدلة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة". متفق عليه.

فألغى أولئك الشباب الطائفة المنصورة في العصر الحاضر وأسقطوهم جميعا فأسقطوا أنفسهم في وحل البدعة والضلال بسبب عداوتهم لعلماء السنة المعاصرين.

# وبعضهم قبل أن يسقط جميع العلماء يتعلق بطالب علم يرفعونه إلى مرتبة العلماء فجعلوه هو الجماعة وهو الطائفة المنصورة، ثم ظهر لهم مع الأيام ضلال شيخهم، وأنه مبتدع، فتم لهم إسقاط الطائفة المنصورة الباقية على رأيهم وبدعتهم!

وجميع تلك المشاكل بسبب جهلهم بالطبيعة البشرية، وبجهلهم بمعنى العصمة، وبجهلهم بالموقف الشرعي في التعامل مع أخطاء العلماء العلمية أو السلوكية.

# وليس معنى هذا أن العالم مغفور الذنوب ولا يضره مع علمه ومنزلته ذنب ولا خطيئة، بل كل نفس بما كسبت رهينة، وقد يؤاخذ العالم بما لا يؤاخذ به العامي، وذنوبه وأخطاؤه كلما كثرت أضعفت منزلته في نفوس الناس، بل قد تكثر الأخطاء أو يقع في بعض الأنواع تخرجه من دائرة العلماء الربانيين، بل من دائرة السنة.

والعالم هو الذي يخشى الله ويتقيه، وكلما ازداد علما ازداد تواضعا وتجردا للحق، وكلما كثر أتباعه ومحبوه ازداد تحرزا وتحفظا لكونه قدوة وأسوة لطلابه ومحبيه.

فكما أن على الطلاب مسؤوليات فكذلك على العلماء مسؤوليات.

فعلى العالم أن يصون نفسه، وينتبه لأقواله وأفعاله، وأن يكون من أهل العلم والعمل، وأن يحذر من الغرور والاستكبار عن الحق، بل يكون متأسيا بالرسول صلى الله عليه وسلم مقتفيا أثره بحق وصدق.

قال الأصمعي رحمه الله: "إذا كانت في العالم خصال أربع، وفي المتعلم خصال أربع، اتفق أمرهما وتم.

فإن نقصت من واحد منهما خصلة لم يتم أمرهما.

أما اللواتي في العالم: فالعقل، والصبر، والرفق، والبذل.

وأما اللواتي في المتعلم: فالحرص، والفراغ، والحفظ، والعقل.

لأن العالم إن لم يحسن تدبير المتعلم بعقله؛ خلط عليه أمره، وإن لم يكن له صبر عليه مَلّه، وإن لم يرفق به؛ بغض إليه العلم، وإن لم يبذل له علمه لم ينتفع به.

وأما المتعلم: فإن لم يكن له عقل لم يفهم، وإن لم يكن له حرص لم يتعلم، وإن لم يفرغ للعلم قلبه؛ لم يفهم عن معلمه، وساء حفظه، وإذا ساء حفظه؛ كان ما يكون بينهما مثل الكتاب على الماء". رواه الخطيب في الجامع.

وقد يكون العالم حسن الخلق فيتغير خلقه بسبب إضجار الطلاب له وكثرة مضايقته بالأمور التي لا تسره.


قال أبو بكر الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: "والإضجار يغيّر الأفهام، ويفسد الأخلاق، ويحيل الطباع".

ثم روى عدة آثار في ذلك منها:

عن هشيم بن بشير الواسطي رحمه الله أنه قال: "كان إسماعيل بن أبي خالد من أحسن الناس خلقا، فلم يزالوا به حتى ساء خلقه".

وعن مجاهد بن موسى قال : كان أبو معاوية يحدثنا يوما بحديث الأعمش عن ذرٍ ، وكان ثم أهل الباتوجة ، فجعلوا يردون عليه : الأعمش عمن؟ فلما رآهم لا يفهمون قال : الأعمش ، عن إبليس ، من الضجر.


وعن سلمة بن شبيب قال: رأيت عبد الرزاق وهو بمكة فقلت له : كيف أصبحت؟ قال : بشرٍ ما رأيت وجهك ، فإنك مبرم. يعني ممل ومضجر.

وعن عمرو بن علي الفلاس قال : جاء رجل إلى يحيى بن سعيدٍ القطان يسأله عن أحاديث وطول عليه ، فقال له يحيى : ما أراك إلا خيرا مني ، ولكنك ثقيل.

وعن عفان بن مسلم قال : كنا عند شعبة بن الحجاج ، فجعلوا يقولون : يا أبا بسطامٍ ، يا أبا بسطام، فقال : لا أحدث اليوم من قال : يا أبا بسطام!

وعن عتبة بن عبد الله قال : رأيت ابن المبارك ، وقد ألح عليه أصحاب الحديث فضجر ، فقيل له : يا أبا عبد الرحمن تؤجر ، فقال : الأجر كثير ، وأبو عبد الرحمن وحده.

ثم قال الخطيب: " وكان جماعة من السلف يحتسبون في بذل الحديث ، ويتألفون الناس عليه ، ثم جاء عنهم كراهة الرواية عندما رأوا من قلة رِعَة الطلبة ، وإبرامهم في المسألة ، واطراحهم حِكَم الأدب".




# لقد ضرب لنا السلف أروع الأمثلة في الصبر على الشيوخ، وتحمل ما يصدر منهم، والستر عليهم، وعدم إشاعة مساوئهم، وعدم تكبيرها وتضخيمها، والتماس المعاذير لهم، والدفاع عنهم بالحق، وعدم تلمس عثراتهم وتجميع أخطائهم إلا من كان دخيلا عليهم يتزيا بزيهم وهو ليس منهم فيجمعون له الأخطاء، ويبينونها للناس، أو إذا اجتمعت أخطاء بغير تربص لكن لكثرتها سهل جمعها.

# نعم قد يكون جمع الأخطاء الواردة في كتاب أو مرويات له مقاصد شرعية غير التربص وإرادة الفتنة.

منها سبر مروياته لمعرفة حفظه وضبطه، وكذلك بيان أخطائه في كتاب لأجل النقد العلمي وتصحيح المعلومات مع حفظ مقام العالم .

# اشتكى لي بعض الإخوة من أفعال وتصرفات بعض المشايخ التي هي أخطاء واضحة، وكنا نسمع من نفس أولئك المشايخ أنهم ينتقدون تلك الأخطاء على مشايخ آخرين.

فأقول لهم: فهل نسقطهم بذلك؟ فهل نحن معصومون؟ وهل غيرهم من العلماء أقل خطأ منهم أم أكثر؟ وأنتم تعلمون أن عند غيرهم ما هو أشد مما تأخذونه عليهم، فهل نترك العلماء لهذه الأخطاء؟ إذا سنحذر من أنفسنا أيضا، وسيضيع الناس إذا سقط العلماء.

وأصبّرهم، وأذكر لهم منهج السلف في حفظ كرامة العلماء، وتوقيرهم والستر عليهم.

وأحذرهم من مسلك الحدادية الذي سلكوه فصاروا يعادون العلماء، مما نتج عنه تحول بعضهم إلى الفسق والفساد الظاهر، أو الانطواء والانكفاء وترك العلم والتعلم، وذهاب حلاوة السنة من صدره.

فلابد من الصبر والثبات على منهج السلف، واحترام العلماء السلفيين مع ما ظهر من أخطائهم التي لا يلزم منها شرعا إسقاطهم بها، مع وجوب بيان الحق ونصرته، ورد الأخطاء بالطريقة الشرعية.

####

والرد العلمي على أخطاء العالم الظاهرة من متأهل؛ مشروع مع حفظ مكانة عالم السنة، وعدم استغلال الأخطاء المحتملة لإسقاطهم عن رتبتهم التي يستحقونها.

ولقد نبتت نابتة تغلق باب الرد على أخطاء العالم الظاهرة، والزعم بأن ذلك من الطعن فيهم، وإسقاطهم، والتجرئة عليهم، وهذا مسلك بدعي مخالف لمنهج السلف الذين اشتهر عندهم ردود العلماء بعضهم على بعض بالطريقة الشرعية.

فإغلاق باب الرد على أخطاء العالم الظاهرة الواضحة لا سيما في مسائل العقيدة مسلك بدعي حزبي بغيض.

####

ويجدر التنبيه لأمر مهم وهو: أن شكاية أولئك الشباب من بعض الشيوخ وإظهار الغضب من بعض تصرفاتهم أو التظلم لا يكون صاحبه مبتدعا خارجا من السنة بمجرد ذكر ذلك في مجلس خاص وخاصة أمام العالم أو القاضي أو السلطان أو الناصح الذي يُطلَب توجيهه.

لأن ذكر ذلك مستثنى عند العلماء من الغيبة المحرمة، وهو إنما يذكر ذلك طلبا للحق وللتوجيه وليس من باب التحذير والطعن في العلماء والتشهير بهم.

وقد قرأنا في سير السلف نماذج لذلك يذكرونها في مجالسهم من باب طلب النصيحة والتوجيه ومن ذلك شكاية بعض التابعين لأنس بن مالك رضي الله عنه من ظلم الحجاج، وشكاية بعض العلماء للإمام أحمد مما يفعله سلطانهم الواثق، فذكر مساوئ السلطان أو الوالي أعظم أو مساوٍ لذكر مساوئ العالم عند من يطلب نصحه وتوجيهه.

وكذلك وردت آثار عن السلف فيه شكاية عالم من عالم آخر أو شكاية طلاب من عالم كما كانوا يشتكون من شدة سليمان بن مهران الأعمش رحمه الله وهو محدّث ثقة.

# وقد سمعنا في مجالس عديدة وعند عدة مشايخ استماعهم لشكاية من يشتكي من علماء فضلاء وقعت منهم أخطاء، حتى كنّا نسمع بعض العبارات الشديدة في إنكار ذلك الخطأ من ذلك العالم لا تصلح للنشر ولا تعد تحذيرا.

# وقد كان الحدادية يستغلون تلك الألفاظ التي يسمعونها من بعض العلماء في غيرهم من العلماء والتي قالوها في موضع شكاية أو معاتبة فيجعلونها طعنا وتجريحا وتحذيرا، فيسعون لإسقاط العلماء ويمشون بينهم بالنميمة.

وهذا المسلك نفسه يسلكه اليوم أهل الفتن والتشغيب، ويمشون بين العلماء وطلبة العلم بالنميمة والأكاذيب والفرى.

كما أن أهل الفتن يسعون بشدة للتنفير من علماء السنة، ويسعون بالمكر والكيد لإبعاد الشباب السلفي عن علمائهم، ويحاولون جاهدين أن يقطعوا الطريق على العلماء، ولا يوصلون لبعض المشايخ إلا من يوافقهم على هواهم، أو يخضع لشروطهم الشيطانية، حتى زهدوا بعض الشباب السلفيين في زيارة بعض علمائهم.

# فنصيحتي للسلفيين أن يحترموا علماء السنة، ويدافعوا عنهم، ويلتمسوا المعاذير لهم، والحذر الشديد من مسلك الحدادية في هذا الباب.

مع مشروعية الردود العلمية المبنية على الدليل والحجة وإعطاء كل ذي حق حقه بدون غلو ولا جفاء.

كما أنصحهم بالحذر والتحذير من أهل الفتن والتشغيب الذين يسعون للفتنة وتفريق السلفيين، وأن لا ينساقوا خلف مكرهم وألاعيبهم، وأن يجتهدوا في الوصول للعلماء، وعدم الاستسلام لقطاع الطريق، بل الاستمرار في رفع أمرهم للعلماء، وعدم الاستجابة لاستفزازاتهم، وعدم الدخول في عصابتهم.

ثبتني الله وإياكم على الإسلام والسنة، وختم لنا بالحسنى، وجعلنا من أهل الفردوس الأعلى.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
6/ ذو القعدة/ 1438هـ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:48 PM.


powered by vbulletin