بسم الله الرحمن الرحيم
العاشر: الأساس، شكا رجل إلى الشعبي وجع الخاصرة، فقال: (عليك بأساس القرآن فاتحة الكتاب، سمعت ابن عباس يقول: لكل شي أساس، وأساس الدنيا مكة، لأنها منها دحيت، وأساس السموات عريبا ، وهي السماء السابعة، وأساس الأرض عجيبا، وهي الأرض السابعة السفلى، وأساس الجنان جنة عدن، وهي سرة الجنان عليها أسست الجنة، وأساس النار جهنم، وهي الدركة السابعة السفلى عليها أسست الدركات، وأساس الخلق آدم، وأساس الأنبياء نوح، وأساس بني إسرائيل يعقوب، وأساس الكتب القرآن، وأساس القرآن الفاتحة، وأساس الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم، فإذا اعتللت أو اشتكيت فعليك بالفاتحة تشفى) .
الحادي عشر: الوافية، قاله سفيان بن عيينة، لأنها لا تتنصف ولا تحتمل الاختزال، ولو قرأ من سائر السور نصفها في ركعة، ونصفها الآخر في ركعة لأجزأ، ولو نصفت الفاتحة في ركعتين لم يجز.
الثاني عشر: الكافية، قال يحيى بن أبي كثير: لأنها تكفي عن سواها ولا يكفي سواها عنها.
يدل عليه ما روى محمد بن خلاد الإسكندراني قال قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أم القرآن عوض من غيرها وليس غيرها منها عوضا).
قلت أبو المقداد: أخرجه الدارقطني [ج1/ص]، والحاكم في مستدركه[ج1 ص363] وقد ضعفه العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألياني-رحمه الله-انظر حديث رقم : [1274] في "ضعيف الجامع".
الخامسة: قال المهلب: إن موضع الرقية منها إنما هو{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: الآية 5].
وقيل: السورة كلها رقية، لقوله عليه السلام للرجل لما أخبره: (وما أدراك أنها رقية)
قلت أبو المقداد:أخرجه البخاري في صحيحه[ج3 ص121] من حديث أبي سعيد الخذري-رضي الله عنه-.
ولم يقل: أن فيها رقية، فدل هذا على أن السورة بأجمعها رقية، لأنها فاتحة الكتاب ومبدؤه، ومتضمنة لجميع علومه، كما تقدم والله أعلم.
السادسة: ليس في تسميتها بالمثاني وام الكتاب ما يمنع من تسمية غيرها بذلك، قال الله عز وجل:{كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ} [الزمر: 23]
فأطلق على كتابه: مثاني، لان الاخبار تثنى فيه.
وقد سمّيت السبع الطول أيضا مثاني، لان الفرائض والقصص تثنى فيها. قال ابن عباس: أوتى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سبعا من المثاني، قال: السبع الطول). قال القرطبي:ذكره النسائي.
قلت أبو المقداد: وهذا الحديث مخرج عند أبي دواد في سننه[ج1 ص545] قبل أن يكون عند النسائي في السنن الكبرى.
وقد صححه الحاكم (2/354) ، والذهبي، وصححه العلامة الألباني: وقال إسناده صحيح على شرط الشيخين،وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات على شرط الشيخين.أنطر"صحيح أبي داود" حديث رقم[1312].
وهي من" البقرة" إلى" الأعراف" ست، واختلفوا في السابعة، فقيل: يونس، وقيل: الأنفال والتوبة، وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير.
وقال أعشى همدان:
فلجوا المسجد وادعوا ربكم ... وادرسوا هذي المثاني والطول
وسيأتي لهذا مزيد بيان في سورة" الحجر" إن شاء الله تعالى.
السابعة: المثاني جمع مثنى، وهي التي جاءت بعد الاولى، والطول جمع أطول.
وقد سميت الأنفال من المثاني لأنها تتلو الطول في القدر.
وقيل: هي التي تزيد آياتها على المفصل وتنقص عن المئين. والمئون: هي السور التي تزيد كل واحدة منها على مائة آية.
يتبع بإذن الله-جل وعز-