منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > الأســــــــــــــــــــــــرة الـمـســــــــــلـــــمــــــــة

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #21  
قديم 07-25-2013, 01:56 AM
أم دعاء السلفية الفلسطينية أم دعاء السلفية الفلسطينية غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 548
شكراً: 13
تم شكره 17 مرة في 17 مشاركة
افتراضي

الحلقة الحادية والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه يظن إن دخل عليه شهر رمضان وهو مقيم أنه لا يجوز له الفطر إلا إذا دخل عليه رمضان وهو مسافر وهذا لا شك أنه خطأ مخالف لفعل النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه رضوان الله عليهم جميعاً فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال "سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بإناء فيه شراب فشربه نهاراً ليراه الناس ثم أفطر حتى دخل مكة قال ابن عباس رضي الله عنهما فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر"
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله : في المسألة قول شاذ جداً لا يلتفت إليه وهو إنه إن دخل عليه الشهر وهو مقيم ثم سافر في أثنائه لم يجز له الفطر ولا يفطر حتى يدخل عليه رمضان مسافراً وهذا قول عبيدة السلماني وأبى مجلز وسويد بن غفلة وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الفتح في رمضان فصام وأفطر انتهى
وقال الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله : إذا نوى حاضر ـ أي مقيم ـ صوم يوم ثم سافر في أثنائه فله الفطر على الصحيح ولا يلزمه إتمام ذلك اليوم في السفر انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه يظن أن السفر المبيح للفطر هو السفر الشاق وأننا في هذه الأيام مع نعمة المواصلات برية وبحرية وجوية وسهولة الطر ق لا يجوز لنا الفطر لأنه لا توجد مشقة علينا وأنه ما دام مستطيعاً للصوم فيجب عليه أن يصوم ! وهذا خطأ؛ لأن الشارع أباح الفطر في السفر مطلقاً ولم يقيد ذلك بنوع من المركوب ولا بخشية التعب أو الجوع أو العطش فيجوز للمسافر سفر قصر أن يفطر في سفره سواء كان ماشياً أو راكباً وسواء كان ركوبه بالسيارة أو الطائرة وغيرهما وسواء تعب في سفره تعباً لا يتحمل معه الصوم أم لم يتعب وسواء اعتراه جوع أو عطش أم لم يصبه شيء من ذلك.
قال شيخ الإسلام العلامة الفهامة ابن تيمية رحمه الله :الفطر للمسافر جائز باتفاق المسلمين سواء كان سفر حج أو جهاد أو تجارة أو نحو ذلك من الأسفار التي لا يكرهها الله ورسوله
فأما السفر الذي تقصر فيه الصلاة فإنه يجوز فيه الفطر مع القضاء باتفاق الأئمة.
ويجوز الفطر للمسافر باتفاق الأمة سواء كان قادراً على الصيام أو عاجزاً وسواء شق عليه الصوم أو لم يشق بحيث لو كان مسافراً في الظل والماء ومعه من يخدمه جاز له الفطر والقصر ومن قال إن الفطر لا يجوز إلا لمن عجز عن الصيام فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل وكذلك من أنكر على المفطر فإنه يستتاب من ذلك.
ومن قال إن المفطر عليه إثم فانه يستتاب من ذلك فان هذه الأحوال خلاف كتاب الله وخلاف سنة رسول الله وخلاف إجماع الأمة انتهى
ومن الأخطاء ظن بعض الصائمين أنه لا يجوز له الفطر إلا إذا كان خارج البنيان في طريق السفر وهذا خطأ؛ لأنه يجوز له إذا نوى السفر أن يفطر وهو في المدينة فعن محمد بن كعب أنه قال أتيت أنس بن مالك في رمضان وهو يريد سفراً وقد رحلت له راحلته ولبس ثياب السفر فدعا بطعام فأكل فقلت له سنة قال سنة ثم ركب.
وعن جعفر بن جبر قال كنت مع أبي بصرة الغفاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في سفينة من الفسطاط في رمضان فرفع ثم قرب غداه قال جعفر في حديثه فلم يجاوز البيوت حتى دعا بالسفرة قال اقترب قلت ألست ترى البيوت قال أبو بصرة أترغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جعفر في حديثه فأكل.
قال الترمذي : قد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا الحديث وقالوا للمسافر أن يفطر في بيته قبل أن يخرج وليس له أن يقصر الصلاة حتى يخرج من جدار المدينة أو القرية وهو قول إسحاق بن إبراهيم الحنظلي انتهى
وقال إسحاق بن منصور للإمام أحمد بن حنبل : إذا خرج مسافراً متى يفطر؟
فقال الإمام أحمد : إذا برز عن البيوت .
فقال إسحاق بن راهويه : بل حين يضع رجله فله الإفطار كما فعل أنس بن مالك وسن النبي صلى الله عليه و سلم وإذا جاوز البيوت قصر انتهى
وقال ابن قيم الجوزية : كان الصحابة رضوان الله عليهم حين ينشئون السفر يفطرون من غير اعتبار مجاوزة البيوت ويخبرون أن ذلك من سنته وهديه صلى الله عليه و سلم وهي آثار صريحة في أن من أنشأ السفر في أثناء يوم من رمضان فله الفطر فيه.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين ظنه أن الصوم في السفر أفضل من الفطر وبعض الصائمين يظن أن الفطر في السفر أفضل من الصوم فيعيب المفطر على الصائم والصائم على المفطر وهذا خطأ فكلٌ مصيب له أجره ولم يخالف السنة
فعن حميد قال سئل أنس رضي الله عنه عن صوم رمضان في السفر فقال سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا تَعِب على من صام ولا على من أفطر قد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وأفطر
وعن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم قالا سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصوم الصائم ويفطر المفطر فلا يعيب بعضهم على بعض.
وعن عائشة رضي الله عنها أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني رجل أسرد الصوم أفأصوم في السفر ؟ فقال صلى الله عليه وسلم "صم إن شئت وأفطر إن شئت"
و الفطر أفضل من السفر خاصة لمن به ضعف والصوم أفضل لمن وجد قوة :عن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله أجد بي قوة على الصيام في السفر فهل علي جناح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه"
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال "كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر فلا يجد الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم يرون أن من وجد قوة فصام فإن ذلك حسن ويرون أن من وجد ضعفاً فأفطر فإن ذلك حسن"
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حر شديد حتى إن كان أحدنا ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما فينا صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه يصوم في السفر والصوم عليه شاق فيتضرر منه ! وهذا لا شك أنه خطأ وفي مثل حاله يكون صومه في السفر ليس من البر إذ الفطر في السفر جائز لكنه يتأكد إذ شق عليه الصوم لشدة حر أو وعورة طريق أو بعد شقة وتتابع سير
فعن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ناساً مجتمعين على رجل فسأل فقالوا رجل أجهده الصوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس من البر الصيام في السفر"
وفي لفظ جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ برجل في ظل شجرة يرش عليه الماء فقال صلى الله عليه وسلم ما بال صاحبكم هذا ؟ قالوا يا رسول الله صائم فقال صلى الله عليه وسلم "إنه ليس من البر أن تصوموا في السفر وعليكم برخصة الله التي رخص لكم فاقبلوها "
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .

أخوكم
أحمد بن عمر بن سالم بازمول

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 07-25-2013, 01:57 AM
أم دعاء السلفية الفلسطينية أم دعاء السلفية الفلسطينية غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 548
شكراً: 13
تم شكره 17 مرة في 17 مشاركة
افتراضي

الحلقة الثانية والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه يفطر لأقل مرض وإن كان لا يضره وبالعكس من الصائمين من يصاب بمرض يشق عليه الصيام معه ويحتاج إلى الفطر ولا يفطر فهذا لا شك أنه خطأ والصواب أن المرض المبيح للفطر هو الشديد الذي يزيد بالصوم أو يخشى تباطؤ برئه ومن كان هذا حاله فالأصل أن يأخذ بالرخصة ولا يكلف نفسه ما لا تطيقه .
قال الإمام مالك : الأمر الذي سمعت من أهل العلم أن المريض إذا أصابه المرض الذي يشق عليه الصيام معه ويتعبه ويبلغ ذلك منه فإن له أن يفطر ودين الله يسر وقد أرخص الله للمسافر في الفطر في السفر وهو أقوى على الصيام من المريض قال الله تعالى في كتابه {فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر} فأرخص الله للمسافر في الفطر في السفر وهو أقوى على الصوم من المريض فهذا أحب ما سمعت إلي و هو الأمر المجتمع عليه انتهى
وقال الإمام الشافعي : إن زاد مرض المريض زيادة بينة أفطر وإن كانت زيادته محتملة لم يفطر انتهى
وقال ابن قدامة : أجمع أهل العلم على إباحة الفطر للمريض في الجملة والأصل فيه قوله تعالى {فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر}
والمرض المبيح للفطر هو الشديد الذي يزيد بالصوم أو يخشى تباطؤ برئه.
قيل لأحمد متى يفطر المريض؟قال: إذا لم يستطع.
قيل: مثل الحمى؟قال وأي مرض أشد من الحمى .
والمرض لا ضابط له فإن الأمراض تختلف منها ما يضر صاحبه الصوم ومنها ما لا أثر للصوم فيه كوجع الضرس وجرح في الأصبع والدمل والقرحة اليسيرة والجرب وأشباه ذلك فلم يصلح المرض ضابطاً وأمكن اعتبار الحكمة وهو ما يخاف منه الضرر فوجب اعتباره فإذا ثبت هذا فإن تحمل المريض وصام مع هذا فقد فعل مكروهاً لما يتضمنه من الإضرار بنفسه وتركه تخفيف الله تعالى وقبول رخصته ويصح صومه ويجزئه؛ لأنه عزيمة تركها رخصة فإذا تحمله أجزأه كالمريض الذي يباح له ترك الجمعة إذا حضرها والذي يباح له ترك القيام في الصلاة إذا قام فيها انتهى
وقال ابن مفلح : المريض إذا خاف الضرر استحب له الفطر لقوله تعالى {فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر} أي فأفطر ولقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله وضع عن المسافر الصوم "
ويشترط له أن يخاف زيادة المرض أو بطء برئه فإن لم يتضرر به لم يفطر وجزم به في الرعاية في وجع رأس وحمى ثم قال إلا أن ينضر قيل لأحمد متى يفطر المريض قال إذا لم يستطع قيل مثل الحمى قال وأي مرض أشد من الحمى فلو خاف تلفاً بصومه كره وجزم جماعة بأنه يحرم ولم يذكروا خلافاً في الإجزاء وإن صاما أجزأهما نقله الجماعة انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين المرضى شافاهم الله أنه يصوم دون استشارة الطبيب المسلم ومراجعته وهل يمكنه أن يصوم أم لا كمرضى القلب والسكر والضغط وهذا لا شك أنه خطأ فالواجب على المريض مراجعة الطبيب واستشارته لأنه بذلك يحفظ نفسه أو بدنه من التلف وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومن الأخطاء التي يقع فيها من أفطر بسبب مرض أنه لا يشرب ولا يأكل ويتحرج من ذلك ظناً منه أنه وإن أفطر إلا أنه يجب عليه الإمساك بقية اليوم حرمة لنهار رمضان وهذا خطأ لأنه استباح هذا اليوم برخصة من الشرع فحرمة هذا اليوم غير ثابتة في حقه وعليه فلا يلزمه الإمساك.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه يفطر بدعوى مشقة الصوم عليه فقط كالعامل الذي يعمل في نهار رمضان أو الطالب الذي عليه اختبار أو دراسة في نهار رمضان.
وهذا لا شك أنه خطأ إذ الواجب على المكلف الإمساك إلى غروب الشمس وأما مجرد المشقة فهي ليست عذراً شرعياً يباح معها الفطر فعليه الإمساك حتى يحس بمبادئ الحرج وشدة المشقة وعدم القدرة على مواصلة الصيام فله الفطر حينها تنزيلاً له منزلة المريض.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين عدم استغلال العشر الأواخر في الزيادة من الطاعات والنوافل والقربات فعن عائشة رضي الله عنها قالت " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره و أحيا ليله و أيقظ أهله "
وعن عائشة رضي الله عنها قالت " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره"
وعن علي رضي الله عنه قال " إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان"
قال النووي : في هذا الحديث أنه يستحب أن يزاد من العبادات في العشر الأواخر من رمضان واستحباب إحياء لياليه بالعبادات انتهى
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة فإن فيها ليلة القدر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في تلك الليالي ما لايجتهد في غيرها من الليالي انتهى
وإني بهذه المناسبة أنبه على ما نراه من خروج النساء بصفة ملحوظة إلى الأسواق وما يتبع ذلك من تبرج وسفور وتكسر في المشي وتغنج في الكلام وما فيه من اختلاط وهذا لا شك أنه خطأ لأنه يخالف ما أمر الله به المرأة في قوله {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}
قال مجاهد كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال فذلك تبرج الجاهلية .
وقال قتادة ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى يقول : إذا خرجتن من بيوتكن وكانت لهن مشية وتكسر وتغنج فنهى الله تعالى عن ذلك.
وقال مقاتل بن حيان: التبرج أنها تلقى الخمار على رأسها ولا تشده فيواري قلائدها وقرطها وعنقها ويبدو ذلك كله منها وذلك التبرج ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج.
وإن مما يندى له الجبين خروجهن متعطرات متجملات فهذا من الزنى قال صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية "
قلت : الله أكبر في وسائل الإعلام في الدعايات يقولون للمرأة هذا العطر يجذب الرجال إليك ويلفت الأنظار عليك فتشتريه المرأة مغترة بذلك والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "استعطرت ليجدوا ريحها " أي لكي تلفت الأنظار فهي زانية إذن فهذه الدعاية دعاية إلى الزنى.
ولا شك أن العطر والطيب يحرك الشهوة لدى الرجال ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم المرأة من حضور المسجد ومن شهود الجماعة إذا تطيبت أو تبخرت فقال صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة "
وقال صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل "
أيتها المرأة المسلمة اتقي الله في نفسك تحجبي ولا تختلطي بالرجال واشكري الله على ما آتاك من نعمة ولا تغتري واحذري من دعاة الضلالة ومن سبل الغواية فالدنيا فانية وهي دار عمل والآخرة دار جزاء بلا عمل فاحذري أن تكوني من أصحاب النار.
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .



أخوكم
أحمد بن عمر بازمول


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 07-25-2013, 01:58 AM
أم دعاء السلفية الفلسطينية أم دعاء السلفية الفلسطينية غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 548
شكراً: 13
تم شكره 17 مرة في 17 مشاركة
افتراضي

الحلقة الثالثة والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأمور التي يقع فيها بعض الصائمين تركهم لصلاة التراويح وهذا تفريط منهم في أجر كبير فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة ثم يقول" من قام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "
وعن عمرو الجهني رضي الله عنه قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قضاعة فقال يا رسول الله : أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وصمت الشهر وقمت رمضان وآتيت الزكاة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم " من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء"
ومن الأخطاء ظن بعض الصائمين في صلاة التراويح أنه لا يجوز نقصها عن عشرين ركعة أو عن ثلاث عشرة ركعة وهذا خطأ؛ لأن السنة الثابتة في صلاة التراويح جاءت بإحدى عشرة ركعة فعن أبي سلمة بن عبدالرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ؟فقالت "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة"
وأما حديث أنه كان يصلي ثلاث عشر ركعة فهو بحساب ركعتي العشاء أو الفجر قال الألباني رحمه الله : في رواية عن عائشة رضي الله عنها قالت "كانت صلاته في شهر رمضان وغيره ثلاث عشرة ركعة بالليل منها ركعتا الفجر" لكن جاء في رواية أخرى عند مالك وعنه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت "كان يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين" قال الحافظ : ظاهره يخالف ما تقدم فيحتمل أن تكون أضافت إلى صلاة الليل سنة العشاء لكونه كان يصليها في بيته أو ما كان يفتتح به صلاة الليل فقد ثبت عند مسلم عنها أنه صلى الله عليه وسلم كان يفتتحها أي صلاة الليل بركعتين خفيفتين انتهى
وكذا من الخطأ ظن بعض الصائمين أنه لا يجوز أن يصلي أقل من إحدى عشرة ركعة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم " الوتر حق فمن شاء فليوتر بخمس ومن شاء فليوتر بثلاث ومن شاء فليوتر بواحدة"
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم يظنون أن قراءة سورة الأعلى والكافرون والإخلاص واجبة في الثلاث ركعات الأخيرة وهذا خطأ لأن قراءتها سنة وعليه فيجوز قراءتها و يجوز تركها في بعض الأحيان.
ومن الأخطاء ظن بعض الصائمين أنه لا بد من الدعاء والقنوت في التراويح وأنه واجب وظنهم أن الدعاء فقط بعد الركوع وهذا خطأ لأن الدعاء مستحب وليس بواجب ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قنت قبل الركوع وبعد الركوع فكل جائز.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم يصلون التراويح فيوترون ثم يصلون التهجد فيوترون وهذا خطأ لأنه اجتمع وتران في ليلة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول " لا وتران في ليلة " فمن صلى التراويح فلا يوتر أو يصلي ركعة لتصبح شفعاً ثم يوتر في التهجد.
ومن الأخطاء ظن بعضهم أن التهجد غير التراويح وهذا خطأ لأن التهجد هي التراويح إلا أنها أخرت إلى وقت السكون وهجدت الناس.
ومن الأمور التي تفوت على بعض الصائمين الأجر أنهم ينصرفون قبل انتهاء الإمام من الصلاة والرسول صلى الله عليه وسلم قال " إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة"
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض أئمة التراويح أنه يطيل الصلاة بالناس وهذا خطأ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا قام أحدكم للناس فليخفف الصلاة فإن فيهم الصغير والكبير وفيهم الضعيف والمريض وذا الحاجة وإذا قام وحده فليطل صلاته ما شاء"
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض أئمة المساجد في صلاة التراويح أنهم يسرعون في الصلاة والقراءة والركوع والسجود وهذا خطأ قد يبطل الصلاة لأن الاطمئنان ركن من أركان الصلاة قال الشيخ ابن باز رحمه الله : المشروع للأئمة في التراويح وفي صلاة الفرائض الطمأنينة والترتيل في القراءة والخشوع في الركوع والسجود والاعتدال الكامل بعد الركوع وبين السجدتين في جميع الصلوات فرضها ونفلها والطمأنينة فرض لا بد منه ومن أَخَلَّ بها بطلت صلاته لما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلاً يصلي و لم يطمئن في صلاته فأمره أن يعيد الصلاة وأرشده إلى وجوب الطمأنينة في ركوعه وسجوده واعتداله بعد الركوع وبين السجدتين.
والمشروع للأئمة أن يرتلوا القراءة و يتخشعوا فيها حتى يستفيدوا ويستفيد المصلون خلفهم من قراءتهم وحتى يحركوا القلوب فتخشع لربها و تنيب إليه انتهى
ومن الأمور التي تخالف السنة قيام بعض الصائمين كل الليل أو قراءة القران في ليلة لأن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت "لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القران كله في ليلة وقام ليلة حتى الصباح و لا صام شهراً كاملاً غير رمضان"
ومن الأمور التي ينبغي تجنبها ما نراه من تتبع أصوات الأئمة في صلاة التراويح وغيرها لأنه يؤدي إلى أمور غير محمودة قال الشيخ الفوزان : ينبغي لجماعة لكل مسجد أن يعمروا مسجدهم بطاعة الله والصلاة فيه ولا ينبغي التنقل بين المساجد وإضاعة الوقت في التذوق لأصوات الأئمة لا سيما النساء فإن في تجوالها وذهابها بعيداً عن بيوتها مخاطرة شديدة لأنه مطلوب من المرأة أن تصلي في بيتها وإن أرادت الخروج للمسجد فإنها تخرج لأقرب مسجد تقليلاً للخطر.
وهذه الظاهرة من تجمهر الناس في بعض المساجد هي ظاهرة غير مرغوب فيها لأن فيها تعطيلاً للمساجد الأخرى وهي مدعاة للرياء وفيها تكلفات غير مشروعة ومبالغات انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المصلين في صلاة التراويح كثرة النظر إلى النساء أو التأخر في الصف وهذا لا شك أنه خطأ قال الله عز وجل {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}"
قال ابن جرير الطبري رحمه الله : جائز أن تكون نزلت في شأن المستقدمين في الصف لشأن النساء والمستأخرين فيه لذلك ثم يكون الله عز وجل عم بالمعنى المراد منه جميع الخلق فقال جل ثناؤه لهم قد علمنا ما مضى من الخلق وأحصيناهم وما كانوا يعملون ومن هو حي منكم ومن هو حادث بعدكم أيها الناس وأعمال جميعكم خيرها وشرها وأحصينا جميع ذلك ونحن نحشر جميعهم فنجازي كلاً بأعماله إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً فيكون ذلك تهديداً ووعيداً للمستأخرين في الصفوف لشأن النساء ولكل من تعدى حد الله وعمل بغير ما أذن له به ووعداً لمن تقدم في الصفوف لسبب النساء وسارع إلى محبة الله ورضوانه في أفعاله كلها وقوله وإن ربك هو يحشرهم يعني بذلك جل ثناؤه وإن ربك يا محمد هو يجمع جميع الأولين انتهى
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .



أخوكم
أحمد بن عمر بازمول


رد مع اقتباس
  #24  
قديم 07-25-2013, 01:59 AM
أم دعاء السلفية الفلسطينية أم دعاء السلفية الفلسطينية غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 548
شكراً: 13
تم شكره 17 مرة في 17 مشاركة
افتراضي

الحلقة الرابعة والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم يتخذون اليوم الرابع عشر والسابع والعشرين من ليالي رمضان عيدين وهذا خطأ أما اليوم الرابع عشر فلا نعلم له أصلاً من جهة تخصيصه دون بقية ليالي شهر رمضان وكذا ليلة السابع والعشرين تخصيصها بعيد لا نعلم له أصلاً وهذا من البدع لكن من اجتهد في ليلة السابع والعشرين متحرٍ ليلة القدر فلا ينكر عليه ولكن المسلم يتحرى ليلة القدر في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان فإن لها فضلاً.
قلت : وكذلك ما يفعله بعض الناس من تخصيص بعض ليالي رمضان للاحتفال فيها كمن يحتفل بمعركة بدر فهذا من البدع ولا نعلم له أصلاً فاتخاذ موسم غير المواسم الشرعية هو من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين إمساكهم عن الكلام مطلقاً وهذا لا شك أنه لا يجوز قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الصمت عن الكلام مطلقا في الصوم أو الاعتكاف أو غيرهما فبدعة مكروهة باتفاق أهل العلم لكن هل ذلك محرم أو مكروه فيه قولان في مذهبه وغيره
وفى صحيح البخاري أن أبا بكر الصديق دخل على امرأة من أحمس فوجدها مصمتة لا تتكلم فقال لها أبو بكر" إن هذا لا يحل إن هذا من عمل الجاهلية "
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً قائماً في الشمس فقال صلى الله عليه وسلم " من هذا" ؟ فقالوا هذا أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم فقال صلى الله عليه وسلم " مروه فليجلس وليستظل وليتكلم وليتم صومه" فأمره صلى الله عليه وسلم مع نذره للصمت أن يتكلم كما أمره مع نذره للقيام أن يجلس ومع نذره أن لا يستظل أن يستظل وإنما أمره بأن يوفى بالصوم فقط .
ومن فعلها على وجه التعبد بها والتقرب واتخاذ ذلك ديناً وطريقاً إلى الله تعالى فهو ضال جاهل مخالف لأمر الله ورسوله ومعلوم أن من يفعل ذلك من نذر اعتكافاً ونحو ذلك إنما يفعله تديناً ولا ريب أن فعله على وجه التدين حرام فإنه يعتقد ما ليس بقربة قربة ويتقرب إلى الله تعالى بما لا يحبه الله وهذا حرام لكن من فعل ذلك قبل بلوغ العلم إليه فقد يكون معذوراً بجهله إذا لم تقم عليه الحجة فإذا بلغه العلم فعليه التوبة
وجماع الأمر في الكلام قوله صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" فقول الخير - وهو الواجب أو المستحب - خير من السكوت عنه وما ليس بواجب ولا مستحب فالسكوت عنه خير من قوله ولهذا قال بعض السلف لصاحبه "السكوت عن الشر خير من التكلم به" فقال له الآخر "التكلم بالخير خير من السكوت عنه"
ويجب أن تحب ما أحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتبغض ما يبغضه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتبيح ما أباحه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتحرم ما حرمه الله ورسوله انتهى
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً : التحقيق في الصمت أنه إذا طال حتى يتضمن ترك الكلام الواجب صار حراماً كما قال الصديق وكذا إن بعد بالصمت عن الكلام المستحب والكلام الحرام يجب الصمت عنه وفضول الكلام ينبغي الصمت عنه انتهى
وكذا من الأخطاء ظن بعضهم أنه إن أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة ولا عذر أن عليه صيام ثلاثين يوماً بدلاً عنه ومن أفطر يومين فعليه أن يصوم ستين يوماً وهكذا يعوض عن كل يوم بصيام ثلاثين يوماً ! و هذا من البدع .
قلت : وأصل هذه البدعة حديث مكذوب موضوع لا يصح أخرجه الدارقطني في السنن ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة ولا عذر كان عليه أن يصوم ثلاثين يوماً ومن أفطر يومين كان عليه ستون ومن أفطر ثلاثاً كان عليه تسعون يوماً"
وفي لفظ " من أفطر يوماً من رمضان من غير عذر فعليه صيام شهر "
قال الدارقطني : لا يثبت هذا الإسناد ولا يصح انتهى
وقال ابن الجوزي : هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى.
وموضوع أي مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم
قلت : ومن الأحاديث الضعيفة المكذوبة ما أخرجه الدارقطني في السنن ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات من حديث جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أفطر يوماً من شهر رمضان في الحضر فليهد بدنة فإن لم يجد فليطعم ثلاثين صاعاً من تمر للمساكين "
قال ابن الجوزي : هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى
وقال الذهبي : هذا حديث باطل انتهى
وقال الألباني : موضوع انتهى
قلت ومن الأحاديث الضعيفة المنكرة ما أخرجه الدارقطني في السنن من حديث أبي هريرة "أن رجلاً أكل في رمضان فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتق رقبة أو يصوم شهرين أو يطعم ستين مسكيناً"
وهذا حديث لا يصح في إسناده راوٍ ضعيف والمتن فيه نكارة قال الحافظ في الدراية : فيه أبومعشر وهو ضعيف انتهى
ومن الأخطاء ظن بعضهم أنه إذا صام ثلاثة أيام بلياليها تكون بدلاً عن ثلاثين يوماً وهذا خطأ لم يقل به أحد من أهل العلم ولأن الليل ليس محلاً للصوم ومن فعله يعتبر مخالفاً للشرع المطهر وآتياً بما لم يشرعه الله ومفطراً في رمضان بغير عذر في بقية الأيام من رمضان ولأن الله أوجب على المكلفين أن يصوموا رمضان كله فلا بجزيء صوم بعضه.
ومن الأخطاء ظن بعضهم أن الشهر لا بد أن يكون ثلاثين يوماً وهذا خطأ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بيَّن أن الشهر قد يكون تسعة وعشرين يوماً وقد يكون ثلاثين يوماً فقال صلى الله عليه وسلم "الشهر يكون تسعة وعشرين ويكون ثلاثين فإذا رأيتموه فصوموا و إذا رأيتموه فأفطروا فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدة"
وقال صلى الله عليه وسلم " أتاني جبريل عليه السلام فقال : الشهر تسع وعشرون يوماً"
وقال ابن مسعود رضي الله عنه " لَـمَا صمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم تسعاً وعشرين أكثر مما صمنا معه ثلاثين"
فإن قيل: إذا كان تسعة وعشرين يوماً فهو ناقص في الأجر ؟
فالجواب أن أهل العلم ذكروا من معاني قوله صلى الله عليه وسلم " شهرا عيد لا ينقصان" أنهما لا ينقصان في الأجر والثواب وإن كان رمضان تسعاً وعشرين فهو كامل في الأجر.
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .



أخوكم
أحمد بن عمر بازمول


رد مع اقتباس
  #25  
قديم 07-25-2013, 02:00 AM
أم دعاء السلفية الفلسطينية أم دعاء السلفية الفلسطينية غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 548
شكراً: 13
تم شكره 17 مرة في 17 مشاركة
افتراضي

الحلقة الخامسة والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين في طوافه عند أداء العمرة أنه يرفع صوته بالدعاء والذكر وقراءة القران ومنهم من يتكلم كلاماً لا يليق بالطواف من كلام الدنيا أو كلام محرم كغيبة ونحو ذلك وقد يكونون جماعة كلهم يرفعون أصواتهم وهذا لا شك أنه من الأخطاء المنتشرة الظاهرة بين المسلمين إذ الواجب عليهم أن لا يشوشوا على إخوانهم ولا يؤذوهم وأن يدعوا بصوت يسمع نفسه لا من حوله.
فعن أبي موسى قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصم ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً قريباً وهو معكم"
وعن البياضي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال صلى الله عليه وسلم "إن المصلي يناجي ربه فلينظر ماذا يناجيه به ولا يجهر بعضكم على بعض في القرآن"
وعن أبي سعيد الخدري قال : اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة وهو في قبة فكشف الستور وقال صلى الله عليه وسلم "ألا إن كلكم يناجي ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً ولا يرفعن بعضكم على بعض في القراءة"
وسئل الآجري عن قوم يطوفون ويقرؤون القرآن في طوافهم ويجهرون بقراءتهم حتى يغلطوا من يليهم في الطواف ممن يدرس القرآن أو ممن يذكر الله عز وجل بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل فيتأذى بهم كثير من الطائفين بما يجهرون بقراءتهم فإذا قيل لهم لا تجهرون بقراءتكم فجوابهم لمن ينكر عليهم الجهر أن يقولوا نتلو كتاب الله عز وجل فلم تنكر علينا؟
فقال : الجواب يجب على من سمعهم يجهرون بالقراءة في الطواف أن ينكر عليهم ويعظهم ويأمرهم بأن يقرؤوا قراءة يسمعون أنفسهم ويتدبروا ما يتلون من كتاب الله.
فإن قال قائل : ما الحجة لك في نهيك إيانا عن الجهر بالقرآن في طوافنا ؟
قيل له : دخل النبي صلى الله عليه و سلم المسجد والناس يصلون في رمضان ويجهر بعضهم على بعض فقال : لا يجهر بعضكم على بعض فإن ذلك يؤذي المصلي.
فإن قال قائل : هذا في الصلاة لا يجهر بعضكم على بعض ونحن في الطواف؟
قيل له : يا غافل اعلم أن الصلاة عبادة والطواف عبادة ولا تحسن العبادة إلا بعلم وعقل.
ثم اعلم رحمنا الله و إياك أن الناس في الطواف على وجوه :
منهم من يقرأ القرآن يسمع نفسه و يتدبر ما يقرأ
ومنهم من يذكر الله عز وجل بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير يعظم الله عز وجل بقلبه ولسانه.
ومنهم من يتفكر في نعم الله الكريم عليه فيشكره عليها
ومنهم من يتفكر في ذنوب بينه وبين الله عز وجل فيستغفر الله عز وجل عن ذلك
فإذا سمعوا من يجهر بالقراءة أذاهم و يغلط عليهم ما هم فيه فنهوا عن ذلك
فينبغي لمن عبد الله عز وجل في صلاة أو طواف أو أي عمل من أعمال البر أن يتعلم كيف يعبد الله عز وجل حتى يحسن عمله ويحبه الله عز وجل ويحبه المؤمنون
ثم أقول ينبغي لمن كان في المسجد الحرام بقرب الطواف وهو يدرس أن لا يجهر بقراءته إذا كانوا يسمعونه كراهية أن يشق عليهم أو يغلطهم بل يخفي قراءته ويسمع نفسه فإن لم يفعل فقد أخطأ.
فإن تباعد عن الطواف إلى موضع إذا جهر بقراءته لم يتأذَ به أهل الطواف فلا بأس فإن كان يعلم أن بقربه قوم يصلون النوافل لم يجهر بقراءته خشية أن يغلطهم .
والذين يتحدثون في الطواف ويقبل بعضهم على بعض الإقبال الشافي حتى يشغلوا قلوب الطائفين هذا كله خطأ منهم وغفلة عظيمة .
فإن قيل : أبيح لنا الكلام في الطواف ؟
قيل له قال النبي صلى الله عليه وسلم " الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله عز وجل أحل لكم فيه الكلام فمن نطق فلا ينطق إلا بخير "
وقيل له من الخير أن يسلم الرجل على الرجل ويسأله عن حاله وأهله أو يأمر الرجل الرجل بمعروف أو ينهاه عن المنكر أو أشباه ذلك مما يعلمه ما قد جهله في طوافه ثم هو بعد ذلك مقبل على الله عز وجل في طوافه خاشع بقلبه ذاكر بلسانه متواضع في مسألته يطلب فضل مولاه و يعتذر إليه .
ومن كان في طوافه بغير هذا النعت ساهي القلب مشغول بذكر الدنيا مقبل على من يحادثه مصغي إليه قد آثر محادثة المخلوق على ذكر الخالق إذا طاف فبغير تمييز وإن ذكر الله عز وجل فبغير تدبر قد غلب على قلبه ولسانه الخوض فيما لا يعني ساهي غافل لاهي جسمه حاضر وقلبه غائب ولعله يرضي محادثه بغيبة الناس والوقيعة في أعراضهم فمثل هذا هو إلى الخسران أقرب منه إلى الإرباح لعل البيت الحرام يضج منه إلى الله عز وجل ولعل الملائكة تتأذى به و كثير من الطائفين يتبرمون به فقد اكتسب من هذا نعته ذنوباً و جب عليه التوبة منها انتهى
قال أحمد العدوي : اعلم أن رفع الصوت في المسجد الحرام بذكر أو بتلاوة أو غير ذلك منهي عنه والجهر بالذكر والأدعية بدعة والتشويش على المصلين على الطائفين والمصلين وغيرهم حرام دل على ذلك الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والسلف الصالح واتفق الأئمة الأربعة و أصحابهم انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المعتمرين أنهم إذا أحرموا وطافوا كشفوا عن كتفهم الأيمن وهو المعروف بالإضطباع وهذا خطأ لأن هذا الكشف المعروف بالإضطباع مشروع فقط في طواف القدوم دون غيره من الطواف وأعمال الحج والعمرة قال الألباني : الإضطباع أن يدخل الرداء من تحت إبطه الأيمن ويرد طرفه على يساره ويبدي منكبه الأيمن ويغطي الأيسر وهو بدعة قبل هذا الطواف أي القدوم و بعده انتهى
ويزداد الأمر سواءً إذا صلى وهو كاشف لكتفه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال " لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء "
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المعتمرين في الطواف أنهم يرملون أي يسرعون في المشي والرمل هو المشي مع تقارب الخطى وبعضهم يجري وهذا لا شك أنه خطأ غير مشروع في طواف العمرة إنما هو مشروع في طواف القدوم في الأشواط الثلاثة الأول فقط فهو من البدع المحدثة المنتشرة بين الناس فالزم السنة ولا تغتر بفعل الجهلة و لو كثروا.
وأسوق لكم الآن ما ذكره أهل العلم من البدع التي يقع فيها بعض الطائفين بالبيت فمن بدع الطواف : صلاة المحرم إذا دخل المسجد الحرام تحية المسجد وإنما تحيته الطواف ثم الصلاة خلف المقام كما فعل صلى الله عليه وسلم.
ومن البدع: قوله نويت بطوافي كذا و كذا
ومن البدع رفع اليدين عند استلام الحجر كما يرفع للصلاة وإنما المشروع استلامه بيد واحدة والإشارة بيد واحدة إن لم يمكن استلامه
ومن البدع المزاحمة على تقبيل الحجر الأسود ومسابقة الإمام بالتسليم في الصلاة لتقبيله
ومن البدع قول الطائف عند استلام الحجر اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك
ومن البدع وضع اليمنى على اليسرى حال الطواف
ومن البدع القول قبالة باب الكعبة اللهم إن البيت بيتك والحرم حرمك والأمن أمنك وهذا مقام العائذ بك من النار مشيراً إلى مقام إبراهيم عليه السلام
ومن البدع قولهم اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً وسعياً مشكوراً وتجارة لن تبور يا عزيز يا غفور
ومن البدع تقبيل الركن اليماني
ومن البدع تقبيل الركنين الشاميين والمقام و استلامهما
ومن البدع ما يفعله بعضهم من كشف سرته ووضعها على مسمار في وسط البيت ويتبطح بها على ذلك الموضع حتى يكون واضعاً سرته على سرة الدنيا.
ومن البدع التزام قراءة القران في الطواف
ومن البدع ربط الخرق بالمقام أو المنبر أو في ستارة الكعبة لقضاء الحاجات
ومن البدع التزامهم بذلك الكتاب الذي يقرؤونه في الأشواط السبعة و في السعي.
ومن البدع : دعاؤهم في الطواف بأدعية متكلفة ملحونة محرفة غير مأثورة برفع أصواتهم
ومن البدع : طواف النساء مختلطين بالرجال خصوصاً أيام الموسم فتقع الزحمة بينهم ويكثر رفع الصوت
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .



أخوكم
أحمد بن عمر بازمول

رد مع اقتباس
  #26  
قديم 07-25-2013, 02:01 AM
أم دعاء السلفية الفلسطينية أم دعاء السلفية الفلسطينية غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 548
شكراً: 13
تم شكره 17 مرة في 17 مشاركة
افتراضي

الحلقة السادسة والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين ما تفعله بعض النساء إذا أتوا للصلاة في المسجد دخلت مع الإمام وتسلم بسلامه وقد فاتها من الصلاة ركعة أو ركعتين ولا تقضي ما فاتها من الصلاة وهذا لا شك أنه خطأ فالجواب عليها أن تكمل ما فاتها من الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم " ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا"
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض النساء أنها إذا جاءت والإمام في الركعة الثانية صلت ركعة بمفردها ثم دخلت مع الإمام حتى تسلم معه وهذا خطأ منها بل عليها أن تدخل مع الإمام وتقضي ما فاتها من الصلاة بعد سلام الإمام لقوله صلى الله عليه وسلم " وما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا "
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض النساء أنها إذا نفست وطهرت قبل الأربعين لا تصلي ولا تصوم حتى تتم أربعين يوماً وهذا لا شك أنه خطأ لأن النفاس لا حد لأقله قال الترمذي رحمه الله : قد أجمع أهل العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين من بعدهم على أن النفساء تدع الصلاة أربعين يوماً إلا أن ترى الطهر قبل ذلك فإنها تغتسل وتصلي انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض أئمة المساجد أنهم يطيلون في دعاء القنوت إطالة واضحة وهنا تكون المشقة فيحصل الضرر والحرج وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمراعاة حال المصلين فقال "إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه عليه"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ لما أطال الصلاة " يا معاذ أفتان أنت "
فهذه الأحاديث صريحة في الدلالة على التخفيف بالناس في الفريضة فما بالك بالنافلة .
قال الإمام البغوي : يكره إطالة القنوت انتهى
قال الشيخ عبدالله بن قعود : ما يفعله بعض الأئمة من التزام الإطالة في الدعاء إطالة يربو زمنها على الزمن الذي قضيت فيه الصلاة جميعها أو حتى على زمن القيام فيها أو التشهد فهو مخالف لسنته صلى الله عليه وسلم واعرض على هذا وعلى الألفاظ الواردة في النوازل ما يفعله بعض الأئمة من قراءة آيتين أو ثلاث في الوتر أو غيرها عند النوازل ثم يأتي بعده بشبه محاضرة لترى موافقة هذا العمل للسنة أو مخالفته وأما استعمال السجعات والكلمات المنمقة التي تشد الداعي ألفاظها أكثر مما تشده معانيها أو التزام دعاء معين غير وارد فيها يكرر فيه كتكرير الواجب في الصلاة من الأقوال فهذا لا يجوز وحري أن تبطل صلاة من عرف هذا الحكم من مظانه ومصادره وخالفه وحري أن لا يستجاب معه دعاء انتهى
ومن الأخطاء أن بعضهم يخرج زكاة فطره قبل رمضان أو يخرجها في رمضان قبل اليومين الأخيرين وهذا خطأ لا تقبل منه زكاة فطره لأن زكاة الفطر لها موعد محدد شرعاً ألا وهو قبل العيد بيوم أو يومين.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه إذا اعتكف يقع في بعض الأمور التي ينبغي له تجنبها وقد يأتيه الزوار ليلاً ونهاراً وقد يتحدثون أحاديث محرمة وهذا خطأ لأنه ينافي الاعتكاف فالاعتكاف هو أن يلزم الإنسان مسجداً لطاعة الله سبحانه وتعالى بحيث يتفرغ من أعمال الدنيا إلى طاعة الله بعيداً عن شئون دنياه ويقوم بأنواع الطاعة من صلاة وذكر وغير ذلك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف ترقباً لليلة القدر والمعتكف يبعد عن أعمال الدنيا فلا يبيع ولا يشتري ولا يخرج من المسجد ولا يتبع جنازة ولا يعود مريضاً ولا يجيب دعوة ولا يقضي حوائج أهله ولا يذهب إلى عمله خارج المسجد وما يفعله بعض الناس من كونهم يعتكفون ثم يأتي إليهم الزوار أثناء الليل وأطراف النهار وقد يتخلل ذلك أحاديث محرمة فذلك منافٍ لمقصود الاعتكاف.
ولكن إذا زاره أحد من أهله وتحدث عنده فذلك لا بأس به فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه زارته زوجه صفية رضي الله عنها وهو معتكف فتحدثت عنده .
المهم أن يجعل الإنسان اعتكافه تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى فعن عائشة رضي الله عنها قالت "السنة على المعتكف أن لا يعود مريضاً ولا يشهد جنازة ولا يمس امرأة ولا يباشرها ولا يخرج لحاجة إلا لما لابد منه ولا اعتكاف إلا بصوم ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع"
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف يدني إلي رأسه فأرجله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان أي من بول وغائط
وعنها رضي الله عنها قالت "إن كنت لأدخل البيت للحاجة والمريض فيه فما أسأل عنه إلا وأنا مارة"
قال الترمذي : العمل على هذا عند أهل العلم : إذا اعتكف الرجل أن لا يخرج من اعتكافه إلا لحاجة الإنسان واجتمعوا على هذا أنه يخرج لقضاء حاجته للغائط والبول انتهى
قال ابن قيم الجوزية : حقيقة الاعتكاف المشروع وهو جمعية العبد على ربه وخلوته به وكان النبي يحتجر بحصير في المسجد في اعتكافه يخلو به مع ربه عز وجل ولم يكن يشتغل بتعليم الصحابة وتذكيرهم في تلك الحال ولهذا كان المشهور من مذهب أحمد وغيره أنه لا يستحب للمعتكف إقراء القرآن والعلم وخلوته للذكر والعبادة أفضل له واحتجوا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم انتهى
وقال ابن قيم الجوزية : و لم يباشر النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه وهو معتكف لا بقبلة و لا غيرها انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض المعتكفين أنهم ينصبون الخيام أو القبب في المساجد و هذا خطأ لأن فيه تضييقاً على المصلين والنبي صلى الله عليه وسلم إنما فعله للبرد
قال ابن قيم الجوزية :كراهته للمعتكف أن يعتكف في خيمة إلا أن يكون برداً لأن الخيمة تضيق المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم اعتكف في زمان بارد في قبة وخيمة يدل عليه قوله "إني أسجد في صبيحتها في ماء وطين" رواه ملسم وأحمد فعلم أن الزمان بارد لوجود المطر انتهى
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه يخصص يوماً بعينه للاعتكاف فيه وهذا خطأ؛ لأنه ليس له أن يخصص يوماً بعينه يعتاد الاعتكاف فيه لكن يحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ومن الخطأ ظن بعض النساء أن المرأة إذا كانت مستحاضة فلا يجوز لها أن تعتكف وهذا خطأ فالمستحاضة تصلي وتصوم وتعتكف بشرط أن لا يتلوث المسجد بدمها؛ لأن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اعتكفت وهي مستحاضة فعن عائشة رضي الله عنها قالت : اعتكفت مع النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من أزواجه فكانت ترى الصفرة والحمرة فربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي .
قلت هذه المرأة هي أم سلمة رضي الله عنها
قلت : ويلحق بالمستحاضة دائم الحدث ومن به جرح يسيل إذا أمن التلوث
ومن الأخطاء ظن بعضهم أنه يجوز له أن يعتكف في البيت وهذا خطأ لأن الاعتكاف لا يشرع إلا في المسجد الجامع.
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .



أخوكم
أحمد بن عمر بازمول


رد مع اقتباس
  #27  
قديم 07-25-2013, 02:02 AM
أم دعاء السلفية الفلسطينية أم دعاء السلفية الفلسطينية غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 548
شكراً: 13
تم شكره 17 مرة في 17 مشاركة
افتراضي

الحلقة السابعة والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم يغفلون عن تحري وطلب ليلة القدر وهي في أوتار العشر الأواخر من رمضان قال صلى الله عليه وسلم عن رمضان " فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم "
وقال صلى الله عليه وسلم " اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر فإن غلبتم فلا تغلبوا في السبع البواقي"
وقال صلى الله عليه وسلم " التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في وتر"
ومن الأمور التي تفوت على المسلم أجراً كثيراً أنه لا يقول الدعاء المأثور الوارد في ليلة فعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها قال صلى الله عليه وسلم "قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"
أقول: وبعض الناس يزيد كلمة (كريم) بعد عفو ولم ترد في الرواية فالسنة الاقتصار على قول (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) .
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين ظنهم أن من علامات ليلة القدر وصباحها :
- أن ماء البحر يكون عذباً .
- وظنهم أن الكلاب لا تصيح فيها وأن الحمير لا تنهق فيها .
- وأن الأشجار تضع فروعها على الأرض .
- وأن الواحد يرى النور فيها ساطعاً حتى في الأماكن المظلمة .
- وأن الملائكة تسلم على أهل المساجد .
- وأنهم يرون قناديل ومصابيح تنزل من السماء .
- وأن السماء تتشقق.
فهذه الأمور لم تثبت في دليل شرعي على أنها من علامات ليلة القدر، فلا يجوز لمسلم أن يدعي أنها من علاماتها إلا بدليل شرعي ثابت من الكتاب أو السنة أو قول الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .
وقد بينت السنة الصحيحة أمارات تلك الليلة :
ا/ أنها في أوتار العشر الأواخر كما قال صلى الله عليه وسلم " التمسوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان في وتر"
2/ أن الشمس تطلع في صبيحتها بلا شعاع ضعيفة حمراء حتى ترتفع ثم يأتي الشعاع بعد ارتفاعها فقد قال أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرهم بأمرتها : فأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع.
و في رواية بلفظ " تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء"
3/ أن الملائكة ليلتها أكثر من عدد الحصى قال صلى الله عليه و سلم " ليلة القدر سابعة أو تاسعة وعشرين إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى "
4/ أن ليلتها مشرقة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة ولا يرمى فيها بنجم قال صلى الله عليه وسلم "ليلة القدر ليلة بلجة ـ أي مشرقة ـ لا حارة ولا باردة ولا يرمى فيها بنجم ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها"
وقال صلى الله عليه و سلم " ليلة القدر ليلة سمحة طلقة ـ أي سهلة طيبة ـ لا حارة ولا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين كما كان أبي بن كعب يحلف أنها ليلة سبع وعشرين فقيل له بأي شيء علمت ذلك فقال بالآية التي أخبرنا رسول الله أخبرنا أن الشمس تطلع صبحة صبيحتها كالطست لا شعاع لها "
فهذه العلامة التي رواها أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلممن أشهر العلامات في الحديث وقد روى في علاماتها أنها ليلة بلجة منيرة وهي ساكنة لا قوية الحر ولا قوية البرد.
ومن الأمور التي يقع فيها بعض الصائمين ظنهم أن ليلة القدر هي فقط ليلة سبع وعشرين بالتحديد ! وهذا خلاف السنة والصحيح أن ليلة القدر أخفاها الله لحكمة أرادها لأجل أن يجتهد المسلم في العشر الأواخر من ليالي رمضان طلباً لهذه الليلة فيكثر عمله ويجمع بين كثرة العمل في سائر ليالي العشر الأواخر من رمضان مع مصادفة ليلة القدر بفضائلها وكرائمها وثوابها فيكون جمع بين الحسنيين .
فإن قيل : قال صلى الله عليه و سلم : التمسوا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ؟
فالجواب : الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً قال "إني أريت ليلة القدر ثم أنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر "
وقال صلى الله عليه وسلم " تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر "
وقال صلى الله عليه وسلم " تحروا ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين "
وقال صلى الله عليه وسلم " اطلبوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"
فهذه الأحاديث أفادت أن ليلة القدر متنقلة في أوتار العشر الأواخر .
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين اعتقادهم وجوب التختيم في ليلة السابع والعشرين من رمضان وهذا خطأ لأن التختيم أصلاً ليس من السنة لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه الكرام.
ومن الأخطاء المبتدعة ما اعتاده بعض المسلمين من السهر في ليالي رمضان في غير بيوتهم لتلاوة القران بأجرة هو بدعة سواء قصدوا بذلك حصول البركة لهذه البيوت ولأهلها أو قصدوا هبة ثواب ما قرؤوا لأهلها أحياء وأمواتاً فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله فكان بدعة محدثة وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " و قال صلى الله عليه وسلم " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" وعلى هذا فلا أجر لمن فعله ولا لمن ساعد عليه بل عليه وزر؛ لابتداعه وإحداثه في الدين ما ليس منه .
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه يعتقد ويظن أن شهر رجب أفضل من شهر رمضان وهذا لا شك أنه خطأ لا قائل به إلا أهل البدع قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : رمضان أفضل الشهور انتهى
ومن الأخطاء ظن بعضهم أن تربة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الكعبة وهذا لا شك أنه بدعة من القول قال شيخ الإسلام ابن تيمية : مكة أفضل بقاع الأرض وهو قول أبي حنيفة والشافعي ونص الروايتين عن أحمد ولا أعلم أحداً فضل تربة النبي صلى الله عليه وسلم على الكعبة إلا القاضي عياض ولم يسبقه إليه أحد ولا وافقه عليه أحد.
والصلاة وغيرها من القرب بمكة أفضل والمجاورة في مكان يكثر فيه إيمانه وتقواه أفضل حيث كان وتضاعف السيئة والحسنة بمكان أو زمان فاضل ذكره القاضي وابن الجوزي انتهى
قلت : وقد جاء في فضل الصوم في مكة حديث موضوع مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أدرك رمضان بمكة فصام وقام منه ما تيسر له كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواها وكتب الله له بكل يوم عتق رقبة وكل ليلة عتق رقبة وكل يوم حملان فرس في سبيل الله وفي كل يوم حسنة وفي كل ليلة حسنة "
وهذا حديث موضوع مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم.
أخرجه ابن ماجه في السنن والبيهقي في شعب الإيمان والحديث ضعفه البيهقي في الشعب وقال أبوحاتم : هذا حديث منكر انتهى وقال الألباني : هذا موضوع ولوائح الوضع عليه ظاهرة انتهى
قلت : ومثله الحديث الذي رواه ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رمضان بمكة أفضل من ألف رمضان بغير مكة"
وهذا حديث ضعيف لا يصح
أخرجه البزار وضعفه وكذا ضعفه الهيثمي والألباني .
قلت : وقد جاء حديث باطل مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم فعن بلال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواها من البلدان وجمعة بالمدينة خير من ألف جمعة فيما سواها من البلدان "
وهذا حديث باطل لا يصح عنه صلى الله عليه وسلم .
أخرجه الطبراني وابن عساكر.
والحديث قال عنه الذهبي: هذا باطل والإسناد مظلم انتهى
وضعفه المناوي
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .


أخوكم
أحمد بن عمر بازمول


رد مع اقتباس
  #28  
قديم 07-25-2013, 02:03 AM
أم دعاء السلفية الفلسطينية أم دعاء السلفية الفلسطينية غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 548
شكراً: 13
تم شكره 17 مرة في 17 مشاركة
افتراضي

الحلقة الثامنة والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين :
فمن الأخطاء أن بعض الرجال إذا أراد أن يُفَصِّل ثياباً للعيد لا ينتبه أنها تتجاوز أسفل الكعبين وبعضهم – للأسف – قد يطلب من الخياط أن يجعلها أسفل الكعبين متعمداً وهذا لا شك أنه خطأ كبير؛ لأن إسبال الثوب - أي إطالته تحت الكعبين - حرام وفاعله متوعد بالنار فعن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار"
فإن كان يطيله متكبراً بطراً فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جَرَّ إزاره بطراً"
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من جَرَّ ثوبه مخيلة لم ينظر الله إليه يوم القيامة"
قال راوي الحديث : فقلت لمحارب أذكر إزاره قال ما خص إزاراً ولا قميصاً.
فليحذر المسلم من إسبال ثوبه ولا يتبع هواه.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنه هداه الله للصواب إذا أُمِرَ بمعروف أو نُهِي عن منكر وقيل له اتقِ الله ! قال : عليك بنفسك وهذا خطأ؛ لأن هذا القول يبغضه الله فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن من أحب الكلام إلى الله عز وجل أن يقول العبد سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك وجل ثناؤك ولا إله غيرك . وأبغض الكلام إلى الله أن يقول الرجل للرجل اتقِ الله فيقول عليك بنفسك"
وقالت ليلى امرأة بشير أخبرني بشير أنه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله : أصوم يوم الجمعة ولا أكلم أحداً ذلك اليوم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " لا تصم يوم الجمعة إلا في أيام هو أحدها وأما أن لا تكلم أحداً فلعمري لأن تكلم بمعروف وتنهى عن منكر خير من أن تسكت "
الله أكبر الرسول صلى الله عليه وسلم يقول أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر خير من السكوت ثم يأتي بعض الناس ويسمون من يفعل هذا الأمر أنه فضولي أو ملقوف ألا ساء ما يقولون لو كانوا يعلمون.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين أنهم يعملون ويعتقدون في آخر جمعة من رمضان أموراً هي من البدع التي نص عليها أهل العلم والذي أوقعهم في ذلك تزيين علماء السوء والبدعة وبعض الأحاديث المكذوبة الموضوعة المنكرة التي لا تصح عن النبي صلى الله عليه و سلم بل لا أصل لها ولا سند.
فمن ذلك الحديث المشتهر على ألسنة العامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من قضى صلاة من الفرائض في آخر جمعة من شهر رمضان كان ذلك جَابِراً لكل صلاة فاتته في عمره إلى سبعين سنة "
وهذا الحديث المكذوب قال عنه ملا علي قاري : باطل قطعاً لأنه مناقض للإجماع على أن شيئاً من العبادات لا يقوم مقام فائتة سنوات ولا عبرة بمن ذكره من الفقهاء ونحوهم فإنهم ليسوا محدثين ولا أسندوا الحديث إلى أحد من المخرجين انتهى
وكذا الحديث المكذوب الموضوع المشتهر على الألسنة الذي لا سند له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من فاتته صلوات ولا يدري عددها فليصل يوم الجمعة أربع ركعات نفلاً بسلام واحد ويقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة آية الكرسي وإنا أعطيناك الكوثر خمس عشرة مرة قال علي بن أبي طالب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن فاتته صلوات سبعمائة سنة كانت هذه الصلاة كفارة لها"
فقال الصحابة : إنما عمر الإنسان سبعون سنة أو ثمانون سنة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كانت كفارة لما فاته وما فات من الصلوات من أبيه وأمه ولفوائت أولاده"
وهذا حديث مكذوب لم يصح عنه صلى الله عليه وسلم ولا سند له كما قال ملا علي قاري ووافقه اللكنوي.
وهنا لا بد من وقفة لبيان بعض ما أحدث وابتدع في آخر جمعة من رمضان لتحذروها وتنبهوا من وقع فيها بأن لا يفعلها حتى لا يقع في البدعة .
قلت : فمن البدع اعتقاد بعض الناس أن من صلى آخر جمعة من رمضان كانت كفارة لما سبق من الصلوات التي لم يصلها وكل ذنوبه وللأسف الشديد هذه البدعة منتشرة في أغلب البلاد الإسلامية إلا ما رحم الله فنجد بعض الناس لا يصلون في أيام السنة ظناً منه أنه إذا جاءت الجمعة الأخيرة من رمضان صلى فجبرت وكفرت تلك الصلوات وهذا لا شك أنه أمر خطير ينبغي التفطن له والبعد عنه
ومن البدع ما يفعله بعض الناس بما يعرف عندهم بالقضاء العمري وذلك بأن يصلي في آخر جمعة من رمضان خمس صلوات قضاءً بأذان وإقامة مع الجماعة يجهرون في الجهرية ويسرون في السرية وينوون لها بقولهم نويت أن أصلي أربع ركعات مفروضة قضاء لما فات من الصلوات في تمام العمر مما مضى ويعتقدون أنها كفارة لجميع الصلوات الفائتة فيما مضى من العمر.
ومن البدع : ما يفعله بعض الناس من صلاة أربع ركعات نفلاً مع الجماعة وينوون بقولهم : نويت أن أصلي أربع ركعات تقصيراً وتكفيراً لقضاء ما فات مني في جميع عمري صلاة النفل.
ومن البدع المحدثة ما يفعله بعض الناس بما يعرف عندهم بكتابة حفيظة رمضان وهي قولهم : لا آلاء إلا آلاؤك يا الله إنك سميع عليم محيط به علمك كعسلهون وبالحق أنزلناه و بالحق نزل "
قال السخاوي : هذه ألفاظ اشتهرت ببلاد اليمن ومكة ومصر والمغرب وجملة بلدان أنها حفيظة رمضان تحفظ من الغرق والسرق والحرق وسائر الآفات وتكتب في آخر جمعة فجمهورهم (يكتبها) والخطيب يخطب على المنبر وبعضهم بعد صلاة العصر وهي بدعة لا أصل لها وكان شيخنا رحمه الله ينكرها جداً حتى وهو قائم على المنبر في أثناء الخطبة حين يرى من يكتبها انتهى
وكذا جزم ابن الحاج والزرقاني أن هذه الحفيظة بدعة.
وقال ابن الحاج : وينهى الناس عن كتبهم الحفائظ في آخر جمعة رمضان في حال الخطبة و ذلك يمنع لوجوه :
أحدهما لما احتوت عليه من اللفظ الأعجمي وقد قال مالك لما سئل عنه ـ عن الألفاظ الأعجمية في الأذكار ونحوها ـ و ما يدريك لعله كفر؟
وثانيهما : أن فيه اللغو في حال الخطبة
والثالث : أنه يشتغل بالكتب عن سماع الخطبة
والرابع أنه يشتغل ببدعة ويترك ما اختلف فيه الناس من الإصغاء حال الخطبة هل هو فرض أو سنة مؤكدة
الخامس : ما أحدثوه من بيعها وشرائها في المسجد فينهى عن ذلك ويزجر فاعله وبعض الناس يكتبها بعد صلاة العصر يوم الجمعة وذلك بدعة أيضاً انتهى
وقال العلامة علي محفوظ : ومن البدع المنكرة بلا خلاف كتب الأوراق التي يسمونها حفائظ في آخر جمعة (الجمعة اليتيمة) حال الخطبة لما فيها من الإعراض عن استماع الخطبة بل والتهويش على الخطيب وسامعيه وذلك ممنوع شرعاً كما لا يخفى ولا خير فيه ولا بركة له فإنما يتقبل الله من المتقين لا من المبتدعين وقد يكتب فيها كلمات سريانية قد تكون دالة على ما لا يصح ولم ينقل عن أحد من أهل العلم وظني أن ذلك من بدع الدجالين التي زينوها للبسطاء ولذا لا تقع إلا في القرى المتأخرة انتهى
وفي الختام : هذا بعض الأخطاء التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .



أخوكم
أحمد بن عمر بازمول


رد مع اقتباس
  #29  
قديم 07-25-2013, 02:03 AM
أم دعاء السلفية الفلسطينية أم دعاء السلفية الفلسطينية غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 548
شكراً: 13
تم شكره 17 مرة في 17 مشاركة
افتراضي

الحلقة التاسعة والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأحاديث الضعيفة والمكذوبة والواهية التي لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان وما يتعلق به.
وأنا أذكرها لك لكي تحذر منها ولا تنسبها للنبي صلى الله عليه وسلم ولا تعمل بها.
فمن الأحاديث الضعيفة ما رواه أبوسعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما ينبغي له أن يتحفظ كفر ما قبله"
وهذا حديث ضعيف أخرجه ابن حبان والبيهقي وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة الواهية ما رواه أبوهريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أعطيت أمتي خمسَ خصال في رمضان لم تعطهن أمة قبلهم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الحيتان (وفي لفظ: الملائكة) حتى يفطروا ويزين الله عز وجل كل يوم جنته ثم يقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة ويصيروا إليك وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ويغفر لهم في آخر ليلة" قيل يا رسول الله أهي ليلة القدر ؟ قال صلى الله عليه وسلم "لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله"
وهذا حديث ضعيف جداً أخرجه أحمد والبزار والبيهقي وقال الألباني : ضعيف جداً انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أعطيت أمتي في شهر رمضان خمساً لم يعطهن نبي قبلي أما واحدة فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عز وجل إليهم ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبداً ..." ثم ذكر كما في الحديث السابق.
وهذا حديث ضعيف أخرجه البيهقي وقال الألباني : حديث ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه أبوسعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا كان آخر ليلة من رمضان فليس عبد مؤمن يصلي في ليلة فيها إلا كتب الله له ألفاً وخمسمائة حسنة بكل سجدة وبنى له بيتاً في الجنة من ياقوتة حمراء لها ستون ألف باب لكل باب قصر من ذهب موشح بياقوتة حمراء فإذا صام أول يوم من رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه إلى مثل ذلك اليوم من شهر رمضان واستغفر له كل يوم سبعون ألف ملك من صلاة الغداة إلى أن توارى بالحجاب وكان له بكل سجدة يسجدها في شهر رمضان بليل أو نهار شجرة يسير الراكب في ظلها خمسمائة عام"
وهذا حديث مكذوب أخرجه البيهقي وقال الألباني : موضوع انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المنكرة ما رواه سلمان رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان قال " يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزاد في رزق المؤمن فيه من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار" قالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يعطي الله هذا الثواب من فطر صائماً على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له وأعتقه من النار واستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غناء بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة"
وهذا حديث ضعيف جداً منكر الألفاظ أخرجه ابن خزيمة ومن طريقه البيهقي وضعفه ابن خزيمة وقال الألباني : منكر انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة الواهية ما رواه أبوهريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من فطر صائماً في شهر رمضان من كسب حلال صلت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها وصافحه جبرائيل عليه السلام ليلة القدر ومن صافحه جبرائيل عليه السلام يرق قلبه وتكثر دموعه"
قال فقلت يا رسول الله أفرأيت من لم يكن عنده ؟
قال صلى الله عليه وسلم "فقبضة من طعام"
قلت أفرأيت إن لم يكن عنده لقمة خبز ؟
قال صلى الله عليه وسلم "فمذقة من لبن"
قال أفرأيت إن لم تكن عنده ؟
قال صلى الله عليه وسلم " فشربة من ماء"
وهذا حديث ضعيف جداً أخرجه أبوالشيخ وضعفه المنذري وقال الألباني ضعيف جداً انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المكذوبة الموضوعة ما رواه عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً وحضر رمضان "أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل"
وهذا الحديث المكذوب أخرجه الطبراني وقال الألباني : موضوع انتهى
ومن الأحاديث المكذوبة الموضوعة عليه صلى الله عليه وسلم ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن الجنة لتنجد وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة فتصفق ورق أشجار الجنان وحلق المصاريع فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه فتبرز الحور العين حتى يقفن بين شرف الجنة فينادين هل من خاطب إلى الله فيزوجه ثم يقلن الحور العين يا رضوان الجنة ما هذه الليلة فيجيبهن بالتلبية ثم يقول هذه أول ليلة من شهر رمضان قال ولله عز وجل في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار فإذا كان آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره"
وهذا الحديث المكذوب أخرجه أبوالشيخ ابن حيان والبيهقي و إسناده منقطع لكن لوائح الوضع عليه ظاهرة قال الألباني : آثار الوضع و الصنع عليه ظاهره و ذكره ابن الجوزي في الموضوعات انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة الواهية ما رواه أبوسعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن شهر رمضان شهر أمتي يمرض مريضهم فيعودونه فإذا صام مسلم لم يكذب ولم يغتب وفطره طيب سعى إلى العتمات محافظاً على فرائضه خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها"
أخرجه أبوالشيخ ابن حيان وقال الألباني : ضعيف جداً انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المكذوبة ما رواه أبومسعود الغفاري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأهل رمضان فقال "لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان ..."
في حديث طويل ركيك الصنع عليه ظاهر : أخرجه ابن خزيمة والبيهقي من طريقه وأبو الشيخ وضعفه ابن خزيمة وضعفه جداً وقال الألباني :موضوع انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لله عز وجل في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بعدد من مضى"
أخرجه البيهقي وقال هكذا جاء مرسلاً وقال ابن الجوزي : لا يصح وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذاكر الله في رمضان مغفور له وسائل الله فيه لا يخيب"
أخرجه الطبراني والبيهقي والأصبهاني وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المنكرة ما رواه عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان يفضله على الشهور فقال "من قام رمضان إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه"
أخرجه النسائي وضعفه وقال الألباني : منكر انتهى
وفي الختام : هذا بعض الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على عدم الوقوع في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم .
واحرصوا على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .


أخوكم
أحمد بن عمر بازمول


رد مع اقتباس
  #30  
قديم 07-25-2013, 02:04 AM
أم دعاء السلفية الفلسطينية أم دعاء السلفية الفلسطينية غير متواجد حالياً
العضو المشاركة - وفقهـا الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 548
شكراً: 13
تم شكره 17 مرة في 17 مشاركة
افتراضي

الحلقة الثلاثون

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فسنقف في هذه الحلقة إن شاء الله تعالى على بعض الأحاديث الضعيفة والواهية والمكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتجتنبها وتحذرها فلا تنسبها له صلى الله عليه و سلم.
فمن الأحاديث الضعيفة التي لا تصح عنه صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله فرض صيام رمضان وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه "
وهذا حديث ضعيف لا يصح أخرجه النسائي وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة المكتوبة وصوم رمضان"
وفي رواية "من ترك منهن واحدة فهو بالله كافر ولا يقبل منه صرف ولا عدل وقد حل دمه وماله"
أخرجه أبويعلى وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة الواهية التي لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه أنس "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يفطر على ثلاث تمرات أو شيء لم تصبه النار"
وهذا حديث ضعيف جداً لا يصح عنه صلى الله عليه وسلم أخرجه أبويعلى والعقيلي والحديث ضعفه الهيثمي وقال الألباني: ضعيف جداً انتهى
ومثله في الضعف الحديث الذي رواه سلمان بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان أحدكم صائماً فليفطر على التمر فإن لم يجد التمر فعلى الماء فإن الماء طهور"
وهذا حديث ضعيف لا يصح عنه صلى الله عليه وسلم أخرجه أبوداود والترمذي وابن ماجه وغيرهم وقال الألباني : ضعيف انتهى
وكذا الحديث الذي رواه أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من وجد تمراً فليفطر عليه ومن لا فليفطر على ماء فإن الماء طهور "
وهذا حديث ضعيف لا يصح أخرجه الترمذي في السنن و ضعفه وقال غير محفوظ و قال الألباني : ضعيف و الصحيح من فعله اهـ رحمه الله
قلت : يشير إلى الحديث الذي رواه أنس قال :" كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء".
ومن الأحاديث التي لا تصح عنه صلى الله عليه و سلم ما رواه طاووس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم : إذا سافر أول النهار أفطر و إذا سافر حين تزول الشمس لم يفطر
وهذا حديث ضعيف لإرساله أخرجه أبو داود في المراسيل
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه عامر بن ربيعة قال " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم مالا أعد ولا أحصي"
وهذا حديث ضعيف أخرجه أبوداود وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المشتهرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " لا يفطر من قاء ولا من أحتلم ولا من احتجم"
وهذا حديث ضعيف لا يصح أخرجه أبوداود قال الترمذي : غير محفوظ انتهى وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المنكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه أمر بالإثمد المروح عند النوم وقال ليتقه الصائم"
وهذا حديث ضعيف لا يصح أخرجه أبوداود وقال قال لي يحيى بن معين هو حديث منكر يعنى حديث الكحل انتهى وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما روته عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها"
وهذا حديث ضعيف أخرجه أبوداود وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه سلمة بن المحبق الهذلي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كانت له حمولة تأوي إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركه"
وهذا حديث ضعيف أخرجه أبوداود وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه أبوبكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يقولن أحدكم إني صمت رمضان كله وقمته كله" فلا أدري أكره التزكية أو قال لا بد من نومة أو رقدة.
وهذا حديث ضعيف لا يصح أخرجه أبوداود وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه أبو عبيدة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "الصوم جنة ما لم يخرقها"
قيل بِمَ يخرقها ؟
قال صلى الله عليه وسلم" بكذب أو غيبة "
وهذا حديث ضعيف أخرجه النسائي وابن خزيمة وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه أنس بن مالك قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اشتكت عيني أفأكتحل وأنا صائم ؟ قال صلى الله عليه وسلم "نعم"
وهذا حديث ضعيف أخرجه الترمذي وقال : حديث أنس حديث ليس إسناده بالقوي ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب شيء انتهى وقال الألباني : ضعيف الإسناد انتهى .
ومن الأحاديث الضعيفة الواهية المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رواه الحسن بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تحفة الصائم الدهن والمجمر"
وهذا حديث موضوع أخرجه الترمذي وقال :هذا حديث غريب ليس إسناده بذاك انتهى وقال الألباني : موضوع انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة المنكرة ما رواه معاوية بن أبي سفيان وهو على المنبر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر قبل شهر رمضان " الصيام يوم كذا وكذا ونحن متقدمون فمن شاء فليتقدم ومن شاء فليتأخر"
وهذا حديث ضعيف منكر أخرجه أبوداود وابن ماجه قال الألباني:ضعيف انتهى
وهذا مخالف لقوله صلى الله عليه و سلم " لا تقدموا صيام رمضان بيوم و لا يومين إلا رجل كان يصوم صوماً فيصومه" إذ فيه تجويز صيام يوم الشك أو أن يتقدم صيام رمضان بيوم أو يومين
ومن الأحاديث الضعيفة ما روته عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من خير خصال الصائم السواك"
وهذا حديث ضعيف أخرجه ابن ماجه وضعف إسناده البوصيري وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الواهية الضعيفة ما روته ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل قبل امرأته وهما صائمان ؟
قال صلى الله عليه وسلم "قد افطرا"
وهذا حديث ضعيف جداً أخرجه ابن ماجه وضعف البوصيري إسناده وقال الألباني : ضعيف جداً انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "استعينوا بطعام السحر على صيام النهار وبالقيلولة على قيام الليل"
وهذا حديث ضعيف أخرجه ابن ماجه وضعف إسناده البوصيري وقال الألباني : ضعيف انتهى
ومن الأحاديث الضعيفة ما رواه أبوهريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصوم والصيام نصف الصبر"
وهذا حديث ضعيف أخرجه ابن ماجه وضعف إسناده البوصيري قال الألباني : ضعيف ضعيف
وفي الختام : فهذا بعض الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة التي أردت التنبيه عليها؛ فاحرصوا رحمني الله وإياكم على عدم الوقوع في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم .
واحرصوا على لزوم السنة والبعد عن البدعة .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
والحمد لله رب العالمين .


أخوكم
أحمد بن عمر بازمول


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:02 PM.


powered by vbulletin